شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ يوسف دمنهوري رئيس تحرير
جريدة (الندوة) السابق والكاتب والأديب المعروف))
بسم الله.. وبه نستعين.. وعلى نبيه أفضل الصلاة والتسليم..
أيها الأخوة الأعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لي فرصة التعبير عما أكنه من إعجاب وتقدير للأستاذ حسن عبد الحي قزاز الذي يمثل مدرسة صحفية قائمة بذاتها إلى جانب المدارس الصحفية الأخرى لمرحلة من مراحل تاريخ الصحافة السعودية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات الهجرية.. هذه المدارس الصحفية في مجموعها كانت تشكل نقلة نوعية في الشكل والمضمون وأسلوب الأداء الصحفي.. فلما كانت صحافة الرعيل الأول قد ولدت في أحضان الأدب وانتهجت أسلوبه في التعبير كسمة من سمات الترف الفكري.. فقد انتقلت الصحافة في المرحلة التالية إلى دور متقدم في الأداء والمضمون كصحافة رأي وخبر في وقت واحد.. فقد تميزت بممارسة حرية التعبير من خلال إبداء الرأي وتناول قضايا المجتمع بالنقد الهادف عبر المقال الصحفي والريبورتاج والكاريكاتير إلى جانب الأخبار المحلية التي كانت تغطي كافة مناحي الحياة.. وقد كان الأستاذ حسن عبد الحي قزاز رائد هذه المدرسة الصحفية وحامل لوائها، إذ اقترنت مسيرة صحيفة عرفات بالغوص في أعماق قضايا المجتمع والتعبير عن تطلعاته بالطرح الموضوعي والحوار البناء والنقد الهادف.
 
وجاء صدور جريدة البلاد بعد عملية الدمج امتداداً لجريدة عرفات ولكن في ظروف مغايرة، فكانت المملكة في تلك الفترة هدفاً للمتربصين الحاقدين ممن حولنا، الذين كانوا يحملون شعارات دخيلة، ويزجون بالعالم العربي في مستنقعات الوهم وأحلام اليقظة، أولئك الذين لم يتبرعوا عن محاولة تشويه واقعنا، معتمدين في ذلك على الدس والتضليل والمهاترات السياسية والإعلامية.. وقد كان لوسائل الإعلام المختلفة في بلادنا دورها الفعال في التصدي لذلك التيار الجارف الذي قضى أول ما قضى على معتنقيه ومروجيه، وقد كان لجريدة البلاد الدور البارز والمميز في التصدي لتلك التيارات على اعتبار أن الأستاذ حسن قزاز كانت له علاقات مفتوحة بولاة الأمر وبمختلف شرائح المجتمع مما مكنه من استنباط الحقائق الدامغة في مواجهة التحديات التي كانت تستهدف واقعنا وتحاول الإنقاص من مسيرة التطور الشامل التي تحققت لهذه البلاد في السنوات اللاحقة..
 
إن هذا الجانب هو أحد الجوانب التي تميزت به صحيفة البلاد إبان تولي الأستاذ القزاز لرئاستها.. وهناك جوانب أخرى تتعلق بقضايا المجتمع وهمومه اضطلعت جريدة البلاد بمسوؤلية التعبير عنها وتحقيق ما كان المجتمع يتطلع إليه في إطار المسؤولية الصحفية التي أفسحت الدولة لها المجال لتكون مشاركتها مشاركة فعلية من منطلق الإيمان برسالة الصحافة ودورها الرائد في الحياة..
 
وإذا كان لي إيراد مثل بسيط عن تعاملي مع الأستاذ حسن عبد الحي قزاز.. فلا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي حضرت فيه إلى مكتبه وقلت له: لقد تخرجت من كلية الآداب وأحمل ليسانس صحافة.. فقال: كم تريد كراتب شهري.. فقلت له: ألفين ريال.. قال: يا أخي أنا رئيس تحرير وصاحب جريدة آخذ ألف وثمانمائة ريال وأنت تأخذ ألفين ريال.. قلت له: أنا قرار تعييني صدر من المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر في المرتبة الرابعة وإذا كان تعطيني ألفين ريال مستعد أنني أشتغل في جريدة البلاد.. قال لي: تشتغل في الرياض.. قلت له: ما في مانع.. قال لي: كتجربة تقدر تروح الرياض وتقعد أسبوعين ثلاثة أسابيع.. بعد ما رجعت قال لي: هيا - سنفتح المكتب في الرياض ولك ما طلبت.. وأعطاني مرتب شهري ألفين ريال عام 1380هـ..
 
لقد أوردت هذا المثل لأدلل على البذل والعطاء الذي كان يتبناهما الأستاذ حسن قزاز في أدائه الصحفي وفي تعامله مع العاملين معه في الصحيفة.
 
وبعد.. فإنني أكتفي بهذا القدر من الحديث عن المشوار الصحفي للأستاذ حسن قزاز وأترك له استعراض التفاصيل التي ستلقي مزيداً من الضوء على تجربته الصحفية ومعايشته لها معايشة أمينة..
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
···
 
أيها الأخوة مسك الختام لهذه الكلمات الرائعة والتي تشارك في تكريم سعادة ضيفنا رعاه الله كلمة الحقيقة وافى بها الاثنينية سعادة الأستاذ والصحفي المعروف عبد الغني قستي.. ويطيب لي أن أقرأها على مسامعكم..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :856  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.