(( الأسئلة الموجهة لسعادة الضيف الكريم ))
|
- من الأخ غياث الشريقي: الشاعر المؤمن الصادق ضمير الأمة وصوتها الواعي ومما لا شك فيه أن لهذا الشاعر دوره الهام في إيقاظ الأمة فما رأيكم في شعراء ينتسبون لأمة التوحيد ولكنهم أبواق لأعداء الإسلام وأعداء للعروبة والأخلاق؟ |
إلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا نلوم هؤلاء بقدر ما نلوم الإعلام الذي روج لهم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة إعلاماً واعياً يدرك حجم المأساة التي تحيط بهذه الأمة. |
- الأخ محمد منصور الشامي يقول: أحب أن أسألكم عن الشاعر أدونيس هل قدم للقراء شعراً له قيمة وهل تشاركوني بأن شعره لا يفهم؟ |
سؤال في الحقيقة ليس سهل الإجابة عليه بما تيسر ولكن أريد أن أسأل السائل اسم هذا الشاعر؟ من يعرف اسم هذا الشاعر؟ أحمد علي سعيد.. فأسألكم بالله من كان يملك هذا الاسم الجميل كيف يقبل أن يكون اسمه أدونيس؟ حينما يعود اسمه إلى عربي أو مسلم نستطيع أن نرد عليك. هذا الرجل ربما من طموحاته أن يكون من الفائزين بجائزة نوبل فسخر كل فكره وهو بلا شك موهوب ومثقف، نحن نرى أن في سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم خلاص الإنسانية وليس خلاصنا فحسب. وإنما خلاص الإنسانية جميعاً، وأعدى أعداء هذا الرجل هو كل ثابت في تاريخنا، ومن الثوابت طبعاً القرآن والسنة، فماذا تريد مني أن أجيب أكثر أيها الأخ السائل؟ إنسان تنكر لاسمه واللّهم ثبت علينا نعمة العقل والدين، أما فيما كتبه إنسان من هذا النوع ما أظنه يكتب لي ولكم، يكتب لمن يرضون عنه، أراحنا الله من تعامل الإعلام مع هؤلاء النفر من الناس الذين لو أوقفوا في بداية طريقهم عند حدهم لما كان لهم هذا الدور، وإعلامنا هو المسؤول ومعذرة إن كنت قاسياً في الإجابة، إعلامنا الذي روّج لهم قبل أن يروج لهم إعلام العدو. |
- الأخ أشرف السيد سالم يقول: نرى أن الشعر الإسلامي انسحب إلى ميدان المناسبات فقط وترك ساحة القضايا الكبرى في حياة الأمة إلا القليل فما قولك؟ |
- ليس من الإنصاف أن أجيب عن غيري، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يردنا جميعاً إلى الصواب وأن يأخذ بأيدينا وأن نتذكر دائماً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع. لا أستطيع أن أجيب عن غيري أما أنا فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتني على الحق الذي أرجو أن أكون أهلاً لأقول فيه مما آتاني الله سبحانه وتعالى. |
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي في سطر وربع هل من حكمة تقودك في الحياة وما الذي يشغلك في المسألة الثقافية؟ |
ما يحرك تفكيري دائماً قول الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قلته قبل قليل، اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع. والشعر أيها الأحباب كما هو معلوم في نص كتابنا القرآن الكريم علم إلهي يؤتيه الله سبحانه وتعالى من يشاء قال الله تعالى: وما علمناه الشعر، وكما يقول شاعر قديم. |
أرى الشعر بعد الوحي أكرم هابط |
مـن المـلأ الأعلى إلى الملأ الأدنى |
|
|
فجدير بمن آتاهم الله سبحانه وتعالى هذه الموهبة أن يحافظوا عليها وأن يحمدوا الله سبحانه وتعالى أن أتاهم إياها وألا يخرجوا بها عما أمر ونهى، وصدقوني أن في شرعنا وفي أدبنا الإسلامي وفي قرآننا ما يمكن أن يمدنا بأدب رائع جداً، جديد، لا يمكن أن يوازيه أدب جديد ولا حديث لكننا غفلنا عن كتاب الله كمنبع من منابع الإلهام، صدقوني كتبت حوالي 200 قصيدة كنت أستلهم من الآيات والأحاديث الشريفة وأحس بعالم جديد، أسأل الله سبحانه وتعالى ألا أكون مبالغاً ولا أزكي نفسي على الله، هناك كنوز هائلة جداً توحيها كلمة أو آية من آيات القرآن الكريم أو سنة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من الأنباء ما لا يوصف للإبداع، فكيف نتركها إلى ما هو أدنى؟ أسأل الله أن يثبتنا على الحق. |
- عبد المقصود خوجة: في موقف كهذا هل لكم تفضلاً أن تذكروا لنا آية كريمة ألهمتكم قصيدة تكون مثالاً؟ |
نعم.. استمعتم قبل قليل إلى قصيدة طالب زواج، ولاَ تَنكِحُوا المُشرِكَاتِ حَتَّى يُؤمِنَّ ولأَمَةٌ مُؤمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشرِكَةٍ ولَوْ أَعْجَبَتكُمْ ولا تُنكِحُوا المُشرِكِينَ حَتَّى يُؤمِنُوا ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشرِكٍ ولَوْ أَعْجَبَكُمْ.. فقصيدة طالب زواج تندرج كلها تحت ولو أعجبكم ولو أعجبتكم وأيضاً يلتقي هذا مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين تربت يداك. وإذا كنت تريد المزيد يا سيدي فعلي أن أعود إلى المحفظة لأنها ملأى والحمد لله بهذه الأدلة. |
- الأخ عبد الله أحمد يقول من مِن الشعراء الكبار الذي أفدت منهم وماذا أفدت من كل منهم؟ |
لا بد للإنسان أن يستفيد دائماً ممن يقرأ لهم. في بداية مرحلتي الأولى لم يكن هناك من الكتب إلا سيرة عنتر، فأخذت شيئاً مما ذكره أخي الأستاذ عبد القادر من المعاني الصاخبة والقوافي الرنانة، ثم تدرجنا قليلاً أصبحنا نستطيع أن نتابع القصيدة، كنت تأثرت قليلاً ببدوي الجبل ولهجته الحلوة المشرقة، ثم تأثرت جداً بصديقي المرحوم عمر أبو ريشة إلا أنني كنت كثير النقاش ويحتدم النقاش بيني وبينه رحمه الله ولا أضع نفسي في مصافه وإنما كنت آخذ عليه جانب التفريط في العقيدة، واهتمامه دائماً في التصوير من غير أن يوظف القصيدة دائماً، هذا ما كنت آخذه وأسأل الله سبحانه وتعالى ألا يجعل كلامي غيبة له، وهو بين يدي الله، أعجبت بهذا الرجل وأخذت منه وحدة الموضوع، وحدة القصيدة، الصورة، كما سمعتم من أخي الأستاذ عبد القادر قصيدة (من تراه)، نشرت سنة 1972م وكنت متأثرا جداً بعمر أبو ريشة إلا أنني كما علمتم وظفت القصيدة بالأخير. وهذه الصور المتلاحقة الجميلة، وظفتها لصحو الضمير. |
|
هدم السور والستور تعـرت |
فالمنادي يا قلب صوت الضمير |
|
كما قرأت متأخراً شعر أبو العتاهية وأعتز وأفتخر بأنني أفدت وأخذت من رقة شعره وجزالته هناك أيضاً الأستاذ عبد الرحمن صالح العشماوي الذي أقف أمامه باحترام وإجلال، قرأت له وسمعت بعض الأشرطة وكان يكتب أيضاً برنامج تسبيح شاعر للإذاعة في الرياض فجزاه الله من شاعر مؤمن خير الجزاء، وأعذروني إذا غابت عني بعض الأسماء من الإخوة الكرام، في دمشق استقبلنا عدد من الشعراء كان منهم صالح الزهراني ومحمد سعيد الدبل فيما أعلم والعثيمين وشعراء جيدين. |
- الأخ محمد عقاد يقول: نرجو التكرّم بإيضاح بعض خصائص أدب الأطفال الناجح؟ |
هذا بحث طويل كثير، أدب الطفل يجب أن يكون منطلقاً من حياة الطفل ومعاناة الطفل ويصاغ بلغة سليمة وبتعبير رقيق وبطريقة يستطيع الطفل أن يتقبلها، أذكر هنا أخي أبو أحمد أسمعني مرة في بيته ابنته عمرها سنتين فقط تنشد الأناشيد التي كتبتها، سنتين فقط، فهذا أعتقد أنه من خصائص اللغة، تسهيل اللغة واختيار الوزن المناسب والفكرة التي تروق الأهل حتى يقدموها لأطفالهم، عوامل مشتركة تدخل في إنجاح شعر الأطفال وليس بالأمر السهل أن تكتب قصيدة للأطفال الأحباب، والله كتبت في ليلة واحدة أربعة قصائد، تسبيح شاعر من آي القرآن الكريم، وأقف عند قصيدة طفل فترة طويلة من الزمن لأقدمها بشكل مقبول والحمد لله أن الأطفال دائماً يتجاوبون معي فيما أكتب وحضرت مؤتمرات كثيرة فوجدت الاستحسان وهذا توفيق من رب العالمين. |
- الأستاذ المربي عثمان مليباري يقول هل الفلسفة تفسد الشعر؟ |
لا بد أن تؤثر سلبياً على الشعر، بينما الشعر وجدان، والفلسفة شيء يحتاج إلى كثير من التعقيد، ما نحتاج في الشعر إلى الفلسفة، عندنا من الوضوح والقدرة على التعبير ما يغنينا عن الفلسفة وما تحسه فلسفة، أما أن نفلسف الشعر ما أظن هذه خصائص الشعر. |
- الأخ عبد الله فراج الشهري يقول: يتهم البعض الشعر الإسلامي الذي صاحب ما نسميه الصحوة بأنه شعر حماسي قاد إلى العنف الذي تنتهجه بعض الجماعات التي تنسب نفسها إلى الإسلام، كيف ينظر شاعرنا إلى هذه المقولة وما نصيبها من الحقيقة في نظره؟ |
المسلمون دائماً وأبداً متهمون عند أعدائهم، أنا لا أدافع عن سواي ولا أجادل عن سواي ولكن للأسف المسلمون محاصرون وبطبيعة الحال أدبهم محاصر، كيف يكون أدباً إذا لم يحمل الغضب ويحمل العنف، الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحسان: قل وروح القدس معك. ما قال له قل قولاً ناعماً ولا قولاً لينا ولا قال غازلهم، قال: قل قولاً صريحاً واضحاً يفل قولهم ويرد عليه. |
- الأستاذ أحمد عبد الهادي المهندس يقول: أوزان الشعر معروفة ومشهورة، هل يمكن إضافة أوزان جديدة إليها وخاصة أنني علمت أنك أضفت بحراً جديداً أسميته بحر الصفا، فهل لكم أن تعرفونا على هذا البحر الجديد؟ |
المحاولة كانت متواضعة وأخذت بعض الصدى في مجلة "المجلة" في جدة، كنت منتظراً في الطريق آلة ركوب توصلني إلى البيت وفي لحظة من اللحظات حسيت أنه في شيء يتحرك في داخلي قرأت "الحمد لله رب العالمين" شيء رائع جداً، بغض النظر عن أنها آية كريمة وهي أولى السبع المثاني إلا أنني أحسست لها وقعاً رائعاً جميلاً، فأعدتها مرات عديدة، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب العالمين، فهزني هذا الإيقاع، أرجو أن تعذروني أنا لا أريد أن أقول هنا أن أُنزل القرآن لمرتبة الشعر، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، لكن ما المانع أن يكون لنا اقتباس جميل ونقدم للناس شيئاً جميلاً فلغتنا ليست قاصرة حتى في الأصول يمكن أن نقدم ونجتهد فأنا ماشي في الطريق أقول: |
بحر الصفا - أسميته فوراً بحر الصفا - |
بحـر الصـفا خـصني درا ثمينا |
كأنني نـلت حـظ الأقـدمينا |
عجبت كيف الفـراهيدي أمسى |
عـن حسن إيقاعه في الغافلينـا |
أحسب لو أنـه نـال اهتمامـاً |
لـكان أغرى جمـوع المبحرينـا |
فـلن تـرَ مسـلماً إلا ويتلـو |
إيقاع بحر الصفا لـو تشعرونـا |
هـل مثـل فاتحة السبع المثـاني |
وقـع حبيب يهــز السامعينا |
مستفعلن فاعـل فعلـن فعلولن |
لـه اهتدى مصطفى يا مبدعينا |
فأبحـروا فيـه طــوعا آمنينا |
فـموجه هـادئ يدعو السفينا |
قـد كنت في نقله بـراً أمـينا |
الحــمد لله رب العــالمينا |
|
|
ثم كنت اقرأ سبحان الله آية "الله نور السموات والأرض" مكتوبة في الباص وأنا راكب في الباص كمان وقعت في نفسي، فسميتها بحر الرضى. |
بحر الرضى وزنه سائغ عذب |
مستــفعلن فـاعل فعـل |
الله نـور السموات والأرض |
ألا نوال الرضى منه لا يرضي |
|
|
على أن أكمل ولكني ما أكملت أما بحر الصفا فقط كتبت عليه حوالي 18 قصيدة ومنه ابتهالات ينشدها المنشدون في دمشق على بحر الصفا. ما أدري تجربة يكتب لها النجاح أو عدم النجاح.. نرجو منكم الدعاء. |
- الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني أستاذ الأدب والنقد بجامعة أم القرى وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية له سؤال يقول في مقدمته: يرى بعض رموز الثقافة الغربية مثل وليام بليك أن الدين شريعة الفن العظيمة، ويرى توماس هيردي أن الأدب الصرف يشمل الدين لأن الشعر والدين يتماسان، أما هيجل فيلسوف الجدلية المادية فيعترف بأن الدين أصل الحضارة، وأما تولستوي الروسي فعنده أن جاك روسو الفرنسي والإنجيل كان لهما أعظم الأثر في حياته، السؤال: لمصلحة من يغيب الإسلام عن أدب المسلمين حتى بلغ الأمر بعض المثقفين إذا ذكر الدين عن معرض الأدب اشمأزت قلوبهم وإذا ذكر غير الإسلام إذا هم يستبشرون، أو ليس في تأسيس الأدب على الدين عود إلى ينبوع الرؤية الأولى في هذا الكون؟ |
مما لا شك فيه أن السؤال يحمل الجواب في السطرين الأخيرين بارك الله في أخينا الكريم الذي توجه بهذا السؤال وأجاب عليه، لا شك أن العودة إلى الينابيع هي الأصل في كل شيء وأتمنى لو كان الوقت مناسباً لأجيب شعراً، لي قصيدة بعنوان "النذير" في هذا الموضوع لكنها طويلة وأخشى على وقتكم. ربما وجد فيها الأخ إجابة أوسع وأتمنى أن أحيل الرد إلى أخي الأستاذ الشاعر عبد القادر الحصني فربما يزيد قليلاً على هذا الموضوع. |
عبد القادر الحصني: بسم الله الرحمن الرحيم، صحيح أن الشعر والدين عبر عصور الشعر يلتقيان في عناصر متعددة وقد عبر كثير من الأدباء سواء كانوا من الشعراء أو من الروائيين عن هذه الصلة العميقة والكبيرة ما بين الدين والأدب، وللأمانة أنني لا أعرف ناقداً عربياً واحداً قد نفى مثل هذه العلاقة أو قد كتب بما يدعو إلى أن نشعر كأدباء مسلمين أنه يسيء إلى الإسلام وإذا كان ثمة من يعتقد ذلك فأنا أرغب في أن أعرف وأتعرف فيما إذا كان هناك نقاد عرب يكتبون مثل هذا الشيء، العناصر التي يشترك فيها الأدب والدين عناصر كثيرة جداً منها ما يتعلق بالأسلوب ومنها ما يتعلق بالمضمون، أما ما يتعلق بالأسلوب فكثير جداً جداً، وهنا أريد أن ألفت الانتباه إلى أمر قد يكون من المناسب أن نذكره في هذا المقام، وهو أنه ليس فقط الشعر الإسلامي الذي يطرح القضايا والمقولات الإسلامية وإنما الشعر الذي يستلهم الأساليب العربية التي تنهل من القرآن الكريم والسنة النبوية ومن اللغة العربية الأصيلة إنما هو تعبير أيضاً غير مباشر عن الشعر الإسلامي وإذا نفيناه من دائرة الشعر الإسلامي فإننا نكون قد خسرنا خسارة كبيرة لأن الشعر الإسلامي شعر واسع ويمكن أن نتلمسه لدى شعراء كثيرين قد نكون لا نظن أنهم من الشعراء الإسلاميين، تكشف أساليبهم أنهم شعراء إسلاميون. أما إذا أردنا تناول قضايا معينة تطرح بشكل مباشر هموم المسلمين فهذا أمر يختص به بعض الشعراء دون سواهم.. وشكراً. |
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: في حفل تكريمه في الاثنينية قال فضيلة العلاّمة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ما معناه أن استخدام الأدب وتسخيره في الدعوة إلى الله في تجربته الشخصية أثمر ثماراً عجيبة، هل نطمع من شاعرنا مصطفى عكرمة أن يحدثنا عن بعض ثمار تجربته؟ |
هذه الأمسية الطيبة أليست ثمرة من أطيب الثمار لما كتبته، والله إنها لشيء كبير أعتز به وأرجو أن يكون محركاً ودافعاً لي.. ديواني الأول الذي طبع سنة 1979م عمم على جميع مدارس المملكة بكميات كبيرة، فوجئت في دعوة كريمة وجهها لي معالي الدكتور محمد عبده يماني في بيته المضياف أنه تتبع كل ما قلت وأنا إنسان كما علمتم لا أحمل الشهادات ولا الدكتوراه وحتى الجامعة ما دخلتها، فأن أجد اهتمام إعلامي كبير من السعودية ولم أكن حضرت للسعودية إلا حاجاً في سنة 1978م أن يعمم أدبي وأكتب 500 حلقة لتربية الطفل المسلم في العقيدة ومعروف اهتمام إخوتنا هنا في أمر العقيدة، هذه ثمار طيبة. ذهبت إلى اليمن فوجدت حوالي سبعة نصوص موجودة من شعري وليس لي علم بذلك مدروسة حتى في قصيدة مدروسة من تسع صفحات، جاء وفد من العراق فقال هناك مجموعة نصوص لك موجودة في الدراسة، بلبنان من 12 سنة حطوا لي سبعة نصوص، الآن في النظام التربوي السوري وضعوا لي خمسة نصوص وأنا لست من أهل الحظوة، ولا ممن يقفون على الأبواب، في الكويت وضعت لي نصوص وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، أنا لم أذهب إلى أحد، وهذه ثمار طيبة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبني الغرور وأن يأخذ بأيدينا لما نأخذ به أجيال هذه الأمة خدمة طيبة تبقى آثارها ولتعيد هذه الأمة لأمجادها.. وشكراً. |
- الدكتور محمد محسن يقول: لقد نهلتم من أنهار الكلاسيكية وسبرتم أغوار التأمل وتقيأتم ثرة الإيمان، أليست للحداثة جانب من إبداعكم، وهل تتحمل القصيدة الحديثة الأغراض التأملية والإيمانية التي تنساب من أشعاركم؟ |
نعم، تتحمل.. تتحمل بجدارة، تتحمل وتحمل ويمكن أن تنطلق لعوالم جديدة من الإبداع، لا يوجد هناك ما يمنع، ليس هناك مانع في أن تتحمل القصيدة كل الإبداعات في شتى المجالات، ولكن العملية وقف، ليست القصيدة هي المسؤولة، الشاعر هو الذي يكتب القصيدة، القصيدة لا تكتب نفسها، أعطني الشاعر الذي يستوعب بثقافته هموم الإبداع ولديه القدرة الكافية أقول لك متى يكتبها، يكتبها بساعات قليلة يكتب القصيدة فيما إذا كان معبأ لكتابتها وامتلك أدواته الفنية. |
|
- الحقيقة الأسئلة كثيرة ولكن نكتفي بالسؤال الأخير نظراً لضيق الوقت وهو من الأخ أنس الصابوني يقول: شعر منثور أو نثر مشعور كما يسميه فضيلة شيخنا علي الطنطاوي شفاه الله، لكن فحواه وموضوعه يخدم الأخلاق والفضيلة ويدعو للمكرمات وإلى المعالي فما هو موقف شاعرنا من هذا اللون الأدبي؟ |
أنا من أربعين سنة كتبت الشعر، في يوم من الأيام كتبت قصيدة على وزن التفعيلة وكأن المرحوم عمر أبو ريشة يقول لي أرجوك شطرها، قلت له أتركها هكذا وعندما نشرتها في ديواني أسميتها خواطر موزونة ولم أسمها شعراً، علماً إذا سميت شعراً فهي من أرق وأجمل وأعمق ما كتبت، موجودة في ديواني "يقظة" لكنني لا أقبل بتسمية الشعر المنثور ولا المنثور المشعور ولا يحزنون، أجدادنا رحمهم الله وضعوا وصفاً للقصيدة أنا لا أحيد عما قاله الأقدمون لأنهم أعلم منا بهذا الأمر. |
|