أغلقت دون أحبتي أبوابي |
واخترت من أعدائهم حُجَّابي |
وبعدت حتى ضاع في بعدي المدى |
وصحبت أخلاطا من الأغراب |
والذكريات وأدتُ قلبي قبلها |
كي لا يرق غدا لأي عتاب |
لم يثنني عنها غداة وأدتها |
نوح الشذا وتوسل الأطياب |
أحرقت قافلة الرجاء بأهلها |
وجعلت منها أكؤسا لشرابي |
أهلي ومن قومي وهل سأظل |
رهن خرافة الأنساب |
قطعت كل أواصر القربى بهم |
ووقفت منهم وقفة المرتاب |
ومضيت أُنفق مالهم لأصدهم |
عن حقهم لحساب كل مرابي |
كم ذكروني مشفقين وكم عفوا |
ورجاؤهم في الدهر رد صوابي |
ما غادروا سبباً لما رغبوه لي |
شتان بين رغابهم ورغابي |
ماتوا عطاشاً والمياه غزيرة عندي |
وهم أهلي.. وهم أصحابي |
أنـا مـن أنـا؟ يـا ليت أعـلم مـن أنا |
أنا من أنا يا عصر رد جوابي |
أنا ذكرياتي من أنا عفوا وهل |
موؤودة بيدي ستدرك ما بي |
أنا من أنا يا أهلُ عفواً |
ليس لي أهل فقد قُتلوا على أعتابي |
من ذا أرجِّي؟ ضاع في حلقي الصدا |
وارتد يلهب شِقوتي وعذابي |
أسعـى ولا قـدم ولا درب ولا صحـب |
فكيف السعي، كيف أيابي؟ |
أرنو وأين العين أين تلمسي |
بيدين أصبحتا بلا أعصاب |
من ذا يطيق لما أحس تصوراً |
وهل الجبال تطيق حمل مصابي |
أنا من أنا مهلا علمت |
فمن ترى عوني غـداً للأخـذ بالأسبـاب |
أنا ذلك المخلوق ضيَّع ربه |
فأضاع كل الأهل والأحباب |