(( الأسئلة الموجهة لضيف الاثنينية الكريم ))
|
- السؤال الأول من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: نرجو من سعادتكم أن تتكرموا بشرح أهمية الفحص الطبي قبل الزواج وإسداء النصح للناس حيث اتضح أن زيادة عدد المعوقين والمقعدين والمشوهين في ازدياد بسبب إهمالهم الفحص الطبي وشكراً. |
شكراً يا أيها السائل الكريم والحقيقة هذا موضوع مهم جداً فهناك الآن لا شك أمراض وراثية تنتقل عن طريق الزواج من الأقارب، ليس هذا فحسب حتى من الأباعد ولا شك أن هناك أهمية كبرى لإجراء فحص طبي للزوجين لمعرفة ما إذا كانت هناك بعض الأمراض التي يمكن أن يزداد حدوثها أكثر إذا ما تزاوج هذان الشخصان، الحقيقة إن هناك بالأصل يمكن الحصول على القصة المرضية لأمراض عائلية من خلال أسئلة بسيطة يسألها الطبيب لهذين الزوجين أو العازمين على الزواج وتستطيع أيضاً بإجراء بعض الفحوص الدموية تبيان ما إذا كانت هناك بعض الأمراض الخفية التي يمكن أن تظهر، والحقيقة أن الزواج من الأقارب لا شك أنه منتشر في هذه البقعة من العالم لا يستطيع المرء أن يمنع هذه الظاهرة أو يحذر منها لكن لا شك أن هناك ضرورة ماسة للتعرف على ما إذا كانت هناك أمراض وراثية لدى هذه العائلة أو تلك ويمكن خلال ذلك تفادياً حدوث مشاكل فيما بعد أو حصول إصابات أو عاهات وأمراض خلقية وراثية تحدث عند هؤلاء الأبناء الذين لا جناية لهم ولا ذنب فالواقع إن فحص الزوجين أمر مستحب وضروري جداً بهذه الأيام. |
- سؤال من الأخ أشرف السيد سالم: لكم إسهامات في مجال الطب الإسلامي والإعجاز العلمي في الكتاب والسنة فهل الاجتهاد في هذه القضايا وليد حماس إسلامي وعاطفة دينية أم أن هناك منهجاً علمياً موضوعياً يثبت سبق النصوص الشرعية إلى بعض الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا مؤخراً؟ |
شكراً يا سيدي الكريم، الحقيقة لا أريد أن أقول إن هناك حماساً وعاطفة دينية هي التي تقود إلى الكتابة أو إلى إقحام تلك الأحاديث النبوية أو الآيات القرآنية بالعلم أو الطب، ربما البعض فعل ذلك، ولكن الحقيقة أن ذلك قد يأتي بمردود سيئ فلا نستطيع أن نعرض القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الصحيحة إلى معطيات العلم، فالعلم يتغير والأبحاث العلمية تتغير كل سنة أو أقل، الكتب العلمية الطبية تنشر أو تطبع كل عام وللأسف أننا نرمي بالكتاب الذي في السنة السابقة جانباً ونأخذ بالكتاب الجديد ولا نستطيع أن نقول إننا نسعى إلى أن نقحم هذه الأحاديث النبوية في الطب الحديث إنما الفكرة هي أن يورد الإنسان أو ينبه إلى تلك الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في كتب الطب النبوي وهناك الكثير منها ويذكر الناس بما في العلم من جديد وبما في حديث العلم مما يفيد الناس ومما يثري المعرفة والثقافة الطبية لدى عامة الناس، فهناك ما ذكر أخي الكريم الدكتور محمد علي البار من تهجم على الطب النبوي كابن خلدون مثلاً، وذكره إنه من قبيل طب العجائز وأنه من باب الخبرة الشخصية إلخ.. هذا في الحق إجحاف كبير في حق الطب النبوي ولا ينبغي أن يكون ولكن في الحقيقة لا شك أن هناك أحاديث كثيرة في موضوع الطب النبوي وكما ذكرت لكم بعض هذه الأحاديث الآن أتى العلم الحديث يثبت أن ما جاء في تلك الأحاديث النبوية صحيح ومثال ذلك زيت الزيتون وذكرت أنه حتى عام 1976م لم يكن أحد يدري أن زيت الزيتون يخفض الكوليسترول وأنه غذاء مفيد جداً وأن الآن كما ذكرت لكم يميز في المجلات العلمية بأنه غذاء حوض البحر الأبيض المتوسط فكل شهر تقريباً وكل أسبوع أحياناً نرى مقالاً حديثاً يتحدث عن فوائد غذاء حوض البحر الأبيض المتوسط وأهم ما في ذلك الغذاء هو أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط يعتمد كثير منهم في تناول الدهون على استعمال زيت الزيتون.. أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك وشكراً مرة أخرى. |
- الأخ عبد الرحمن حجار يقول: سم ذراع الشاه أثر في قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال هذا أوان انقطاع ابهري، هل لك أن تشرح لنا ذلك الأثر، أثر السم على القلب ولو بعد حين؟ |
لا شك أن هناك بعض الأدوية التي تحدث تأثيرات سمية على القلب، هناك مواد عديدة أبسط المواد التي يعرفها كثير من الناس مادة تدعى إلامبترتيلين وهو دواء يعطى مضاداً للاكتئاب هذا الدواء إذا أخذ بكمية كبيرة فإنه يسبب احتشاء في العضلة القلبية "جلطة في القلب" وقد رأيت حالة في انجلترا لمريضة عمرها 22 سنة فقط حدث لديها جلطة في القلب بسبب تناول 20 حبة من ذلك الدواء دفعة واحدة وقد نشرت هذا في مجلة تدعى بوست قراديويت مدسن عام 1988 وكانت أول حالة تنشر في الأدب الطبي، هناك مواد يمكن إذا أخذت بجرعات كبيرة، أن تسبب تأثيرات ضارة على القلب مثال آخر مادة الديتكسين وهو الدواء الذي يأخذه المرضى المصابون بضعف عضلة القلب هذا الدواء إذا أخذ بمقادير تزيد عن الجرعات المحددة يمكن أن يسبب تسمماً يدعى التسمم بالديتكسين وهذا الحقيقة تسمم خطير جداً ومميت فلذلك نحرص كثيراً أن المريض الذي يتناول مثل هذه الأدوية ينبغي أن يتابعه الطبيب كل حين ويجري له الفحص الدموي لمعايرة مستوى الديتكسين أو غيره من الأدوية الأخرى في الدم فالأمر ليس بسيطاً وهذا يذكرنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم فالسموم كثيرة والأدوية كثيرة ولا شك أن في كثير من الأدوية الداء والدواء إذا ما أخذ بجرعات تزيد عن الجرعات المحددة أو التي حددها الطبيب. |
- أمين صبحي يقول: أرجو أن تعطونا رأيكم من الناحية الطبية والشرعية في الاستنساخ؟ |
الحقيقة الاستنساخ موضوع حساس جداً والواقع أن فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة من أكثر الناس دراية به والدكتور محمد علي البار وقد بحث موضوع الاستنساخ بحثاً فائضاً في الندوة الطبية الفقهية التي عقدت في الدار البيضاء في شهر يونيو عام 1987م والحقيقة استغرق البحث مدة يومين وكان هناك مجموعة من الأطباء والفقهاء وخرجت بالنهاية توصيات محددة لتلك الندوة ثم بحث الموضوع مرة أخرى في دورة المجمع الفقهي العاشرة التي عقدت أيضاً في أواخر شهر يونيو على ما أذكر في العام الماضي في جدة، وخرجت هناك توصيات من المجمع الفقهي الإسلامي هذه التوصيات نشرت وباختصار شديد أقول إن استنساخ البشر محرم ولا يمكن لإنسان في الوقت الحالي أو فيما يأتي من الزمن أن يقبل به، أما استنساخ النبات أو الحيوان بما يفيد الإنسان فهو أمر لا بأس به شريطة أن يكون ضمن ضوابط ومعايير محددة وليس فيه أي اعتداء على حرمة الإنسان.. وشكراً. |
- الدكتور محمد محسن يقول: هناك كثير من الأطباء ينتمون لعالم الأدب هل هناك علاقة ما بين الطب والأدب؟ وهل هذه العلاقة علاقة تآزر أم تضاد؟ |
نعم يا سيدي الكريم هناك كثير من الأدباء الأطباء أو من الأطباء الأدباء والواقع أنا بصدد كتابة كتاب بعنوان الأطباء الأدباء، كتبت أكثر من مئة صفحة منه حتى الآن، هناك كثير من الأدباء مثل الدكتور إبراهيم ناجي والدكتور أحمد زكي أبو شادي وكثيرون من الأطباء الذين كتبوا في الأدب وكانوا من الشعراء أو الأدباء الذين كتبوا نثراً، في الواقع ليس هناك تضاد بين الطب والأدب وقد ذكرت ذلك في مقدمة كتابي الداء والدواء والواقع أن الأديب يرصد مشاعر الإنسان من خلال منظار خاص والطبيب أيضاً يرصد مشاعر الإنسان وأحاسيسه في نقطة من نقاط الضعف البشري، في لحظة ضعف عندما يأتيه الطبيب فلذلك يلتقي الأديب والطبيب طالما كانت هناك لدى الطبيب نفس مشرقة وشفافة ونفس إنسانية، قد لا يستطيع أن يعبر عنها بقصيدة أو بقطعة أدبية ولكن لا شك أن كثيراً من الأدباء يتحلون بتلك الخصائص وفيهم تلك اللمسة الروحية أو اللمسة الأدبية التي تستشف من خلالها الكثير من تفسير الظواهر الإنسانية المختلفة، لا أريد أن أطيل كما ذكر مقدم الحفل، وشكراً. |
- محمد منصور الشامي يقول: هل قدم الأطباء اليهود عطاءً متميزاً جداً في مجال الطب؟ |
لا شك أن اليهود قدموا الكثير جداً، نعم قدموا في مجال الطب، والحقيقة أني عملت في مستشفى بمانشستر كان معظم الأطباء في ذلك المستشفى من اليهود، وأستغرب كيف قبلوني عندهم، فالواقع أن ثلاثة أطباء من أصل أربعة من اللجنة المحكمة التي كانت ترجي المقابلة لاختيار الطبيب في ذلك المنصب كانوا من اليهود، والحقيقة ما عرفت ذلك إلا مؤخراً لكن شاءت إرادة الله أن يقبلونا هناك وأن أعمل في ذلك المستشفى مدة خمس سنوات، هناك في الواقع نقطة هامة موضوع الميلاتونين في الواقع قد تستغربون الآن أن أكثر الأبحاث التي تجري الآن في العالم وتنشر، تنشر من قبل الأطباء اليهود، وذلك عندما اكتشف الأطباء أن الميلاتونين يمكن أن يزيد أو يطيل من العمر عند الفئران فذلك البحث في الواقع استقطب اهتمام اليهود وتعلمون أن اليهود حريصون على الحياة "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" هناك لا شك بعض الأطباء المشهورين من اليهود لكن بالنسبة لجمعية أمراض القلب السعودية وأنا عضو في مجلس الإدارة حريصون على أن لا نأتي بمتحدث يهودي إلى مؤتمر جمعية أمراض القلب السعودية، هذا عهد أخذناه على عاتقنا فهناك كثير من الأطباء الكرام وهم ليسوا من اليهود وقد يكونوا بلا شك أفضل منهم فلذلك استمرينا على هذا العهد ولم نخل به أبداً. |
- الدكتور بسام محمد يقول: ملاحظتي النشاطات المختلفة التي قمتم بها بالإضافة إلى عملكم الطبي الذي يأخذ منكم وقتاً طويلاً فكيف استطعتم تنظيم وقتكم بحيث يستوعب كل هذه النشاطات؟ |
كنت أتوقع مثل هذا السؤال، والحقيقة سئلت هذا السؤال أكثر من مرة، الحمد لله رب العالمين، ذلك فضل من الله لا شك، والبركة في الوقت في الواقع بركة من الله سبحانه وتعالى، لا شك أن الإنسان عليه أن ينظم وقته، كثيرون من الناس يقولون ليس لنا وقت نقرأ ولا حتى جريدة أو مجلة أو كتاب إلخ... الواقع أن الإنسان إذا استطاع أن يستغل ولو عشر دقائق يستطيع أن يجد في وقته الكثير، في الواقع أكرمني الله سبحانه وتعالى بزوجة صالحة، كان لها فضل كبير عليَّ، فأتاحت لي فرصة كبيرة بأن أعطتني الوقت الكثير لكي أتفرغ للقراءة والكتابة، والنقطة الأخرى التي من الله بها علي وأعتبرها نعمة كبرى أنني أستطيع الكتابة والقراءة والتلفاز أو المذياع في أعلى صوت فلا يهمني ولكني متى استغرقت بالقراءة والكتابة فلا أدري ما يجري حولي، فهذه نعمة كبيرة، فأنا في وسط عائلتي مع زوجتي وأولادي وأنا أكتب وقد تعجبون ليس لدي طاولة في البيت، وليس لدي مكتب أكتب عليه، وليست لدي غرفة خاصة أكتب فيها إنما أكتب كل هذه الكتب والمقالات إلخ... وأنا وسط المعمعة كما يقولون فالحمد لله رب العالمين على كل حال. |
- الأستاذ المربي مصطفى عطار الحقيقة سؤاله مشابه لسؤال سابق ولكن ربما يكون لسعادتكم إضافة يقول: كيف استطعتم أن تصلوا إلى هذا التمازج اللصيق بين الطب والأدب رغم ما عرف عن دراسات الطب وخاصة في الدراسات التخصصية العليا في الجامعات الأجنبية؟ |
(لا تعليق). |
- الأستاذ المربي عثمان مليباري يقول: لدينا في السعودية أطباء حصلوا على شهادات عليا في مختلف التخصصات وأنتم عشتم مع هؤلاء الأطباء فترة من الزمن كزميل ورئيس لهم لذلك نود منكم الحديث عن الأطباء السعوديين المبدعين في إجراء العمليات الجراحية وتشخيص الأمراض؟ |
شكراً سيدي الكريم، في الواقع هناك من الأطباء السعوديين أناس بلا شك وصلوا مرحلة الإبداع، أذكر مثال بسيط في جراحة القلب في الواقع الآن أطباء سعوديون من أشهر الأطباء في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط بلا شك، وهناك كثير منهم من الذين يتفانون في البحث العلمي، وفي العمل المهني، وينتجون إنتاجات علمية على مستوى عالمي بلا شك، وتلك الحقيقة، واضحة في المؤتمرات الطبية المختلفة التي تعقد في هذا البلد الطيب، لا أريد أن أطيل مرة أخرى، وشكراً. |
- الدكتور عبد الله أبو الفضل الحسيني يقول: |
يا طـبيب الـقلب يـا حسان |
خبرنا عن القلب الذي أضناه حبه |
وعـن القلب الذي يشغله الران |
إذا مــا أعــوج دربــه |
وعـن المملوء بالإيمان والأنوار |
إن أصـــفـاه ربــــه |
أهــو المــخبوء بالـتامور |
أم فــي الأمــر غــيب |
|
هذا سؤال صعب بلا شك، يا سيدي الكريم لا أحد يعلم أين هو القلب الذي ذُكر في القرآن بالضبط، الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم القلوب التي في الصدور، ولكن في نفس الوقت كان يتحدث عن القلب وكأنه العقل، لقوم يعقلون الخ.. فالواقع لا شك أن القلب هو مخزن أسرار كثيرة وهو ترجمان لما يجري في العقل وترجمان لكل الأحاسيس والانفعالات، الإنسان قد يرى شخصاً يحبه فيهفو قلبه ويشتد به الخفقان وهذا أيضاً عبارة عن ترجمان لما يجري في النفس من مشاعر، والحقيقة موضوع النفس والعقل والقلب موضوع صعب جداً جداً ولا يستطيع الإنسان في تلك العجالة أن يبحث فيه ولكني خصصت له بحثاً في كتاب قادم بعنوان القلب وأمراض القلب بين الصحة والمرض فخصصت فصلاً طويلاً أتحدث فيه عن القلب والعقل والنفس فلا أريد أن أطيل مرة أخرى. |
- الأخ صبري محمد البشير يقول: للتخلص من الوزن الزائد هل المشي أفضل أم الركض؟ |
هذا جميل.. لا شك الآن أن التوصيات الطبية الحديثة تنصح كل الناس وليس فقط المصابين بمرض في القلب أو غيره تنصح كل الناس بعمل شيء من الرياضة، الرياضة البدنية بلا شك مفيدة للإنسان فهي تخفف من الوزن وتنقص من الكوليسترول وتخفض ضغط الدم وتحسن وظيفة الجسم الخ... ولا يشترط أن تكون تلك الرياضة شديدة أو عنيفة كالجري العنيف، لا، بل على العكس من ذلك، فالمشي السريع يكفي تماماً، والآن التوصيات العلمية تقول للناس العاديين بأن يمشوا ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع مدة عشرين إلى ثلاثين دقيقة فقط وهذا يكفي للقلب، والحقيقة نتذكر في ذلك قول ابن القيم الجوزي في كتابه زاد المعاد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشي وكأنه ينحط من صبب، فكانت مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم مشية سريعة، فيها الجلال والوقار، ولكن ليس فيها التكاسل والتراخي الذي تتميز بها كثير من مشياتنا للأسف في هذا العصر ولا شك أن المشي السريع أو على الأقل المشي المتزن والحازم مفيد جداً للإنسان.. الرياضات العنيفة قد لا ينصح بها كلعبة إلاسكواش خاصة لم يلعب تلك اللعبة من قبل لأن الإنسان قد ينسى نفسه أثناء اللعب أو المباريات وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل.. والحقيقة هناك في الأدب الطبي حالات حدث فيها وفاة أثناء لعبة إلاسكواش عند طبيب جراح أمريكي عمره 35 سنة فقط، لا شك إذا كان الإنسان معتاداً على ذلك فلا بأس أما إذا لم يكن معتاداً عليها ينبغي دوماً التدرج في كل أمر، التدرج في الرياضة وأنا دائماً أنصح مرضاي عندما يصابوا بجلطة في القلب أو أي مريض آخر أن يتدرج في الرياضة فلا يسير في اليوم الأول بعد خروجه إلى البيت 2 كلم مثلاً، لا، 100 متر أو 200 متر، ثم يزيد ذلك يومياً بالتدريج إلى أن يصل إلى ما يمشي به الإنسان في الأيام العادية وكأنه يتنزه في رحلة من الرحلات. |
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: لا يخفى ما لعادة التدخين من أضرار وتأثير كبير على القلب والشرايين ما هو تفسير الطب لأناس يدخنون بشراهة ولزمن طويل ولا يعانون حسب الظاهر على الأقل من أمراض أو أعراض بل نجد ربما الكثير من هؤلاء قد عاشوا زمناً طويلاً وعمراً مديداً؟ |
نعم يا سيدي الكريم، الواقع أن التدخين بلا شك ضار للإنسان، وما نراه من حالات شاذة أو قليلة أو فردية لا يؤخذ به ولا يعتد به، فأضرار التدخين لا تشمل أو لا تؤثر على القلب فحسب بل تمتد إلى الرئتين وتسبب التهاب القصبات وسرطان الجلد والمريء والمعدة إلخ.. فإذا رأينا أناساً يدخنون ولا يصابون بأي من هذه الأمراض أو مرض القلب على الأقل فليس معنى هذا أن نشجع الآخرين على التدخين.. الدكتور محمد علي البار له باع طويل في موضوع التدخين وكتب العديد من الكتب حول الموضوع، الحقيقة قصة التدخين قصة مؤلمة جداً جداً، والحقيقة أننا يومياً نرى أناساً يدخلون قسم العناية القلبية وهم في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر وليس لهم ذنب سوى أنهم كانوا من المدخنين، بقية العوامل المهيأة لمرض شرايين القلب كانت شبه مختفية عندهم سوى أنهم كانوا مدخنين، فالعبرة في الأحكام لا تؤخذ بالحالات الفردية إنما تؤخذ بالعموم، وفي ذلك كفاية، وشكراً. |
- الأخ أحمد عبد الرازق يقول: ما هي أسباب الصفراء الفسيولوجية التي يولد بها المولود وما هي النسبة المطمئنة والمسموح بها؟ |
هناك لا شك يرقان وليدي فزيولوجي يحدث عند كثير من الوليد دون أن يكون ذا سبب مرضي ولكن هناك بعض الأعراض التي تتظاهر باليرقان عند الوليدين فهذه الحالة ينبغي أن تعرض فوراً على طبيب الأطفال فهو الذي يستطيع أن يميز فيما إذا كانت هناك أسباب خلقية وراثية أو تشوهات إلخ... يمكن تلافيها ويمكن علاجها وبعض هذه الحالات تعالج بجرعات صغيرة من أدوية معينة، وليس هناك طريقة للتعرف فيما إذا كان ذلك اليرقان طبيعياً أو فزيولوجياً إلا بإجراء تلك الفحوص الطبية على الطفل وإجراء بعض المعايرات المخبرية وفي ذلك بلا شك فرصة كبيرة للتخلص من ذلك المرض إذا كان هناك مرض خلف تلك الظاهرة، ظاهرة اليرقان. |
- الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني يقول: كيف ترون أطباء في عالم اليوم حولوا أمانة الطب إلى تجارة بالقلوب والأرواح سيطرت عليهم شركات الدواء ووصفوا أدوية لأطفال أبرياء أثرت في قلوبهم بما تركت فيها من سموم وهي أدوية كثيرة نذكر منها بولرمين وغيره أرجو توجيه نصيحة لأمثال أولئك الأطباء والشركات الدوائية؟ |
شكراً يا سيدي الكريم، الحقيقة النقطة التي لمستها نقطة مؤلمة جداً وموجعة وهذه النقطة في الواقع لا تقتصر على هذا البلد أو ذاك البلد فهي نقطة تنتشر في العالم أجمع، لا أقول أنها واسعة الانتشار ولكن هناك حالات من أطباء لا يخافون الله، سواء كان في أمريكا أو أوروبا أو أي بلد آخر.. فالحقيقة الطب مسؤولية كبيرة وإذا لم يستطع الإنسان أن يدرك تلك المسؤولية فمن الأولى به ألا يكون طبيباً، وأؤكد على نقطة في انجلترا في الواقع عندما يختارون الأطباء أو الطلاب الذين ينجحون في الثانوية العامة لا يدخلون أتوماتيكياً في كلية الطب، تجري لكل طالب ينوي دراسة الطب مقابلة قد تستمر ساعة أو ساعتين، الأطباء الذين يجرون تلك المقابلة يستعرضون مع هذا الطالب ليس الأمور العلمية فلا يتوقعون من الطالب أن يعرف الطب وهو لم يدخل كلية الطب ولكنهم يريدون أن يعلموا فيما إذا كان هذا الإنسان سيكون طبيباً ذا خلق وعلم أم أنه فقط إنسان يتعلم الطب للناحية المادية وغير ذلك، لدي كتاب فيه أكثر من 200 سؤال يسأل كثير من هذه الأسئلة ذلك الطالب الذي ينوي دخول كلية الطب، وتستشف من خلال إجابة الطالب فيما إذا كان حقاً هذا الإنسان ينوي أن يدرس الطب ليتفانى في عمله، ليكون طبيباً مخلصاً أم أنه يأخذها كمهنة من المهن. |
لا شك أن نصيحتي لهؤلاء الأطباء الذين لا يخافون الله وهم أرجو من الله أن يكونوا نادرين جداً، نصيحتي لهم بأن يتقوا الله فالمسؤولية كبيرة والله، والله إني لأتصبب عرقاً أحياناً حينما أقف أمام مريض ولا أعرف ماذا سيصيب ذلك المريض من مرض أو حينما أكتب دواء أو أشعر بأني قد أخطئ بشيء ولو واحد بالمليون يمكن أن يتضرر منه ذلك المريض وفي كثير من الحالات اتصلت بالمرضى لأعيدهم إلى العيادة لكي أنبههم إلى أشياء معينة، أجري لهم فحصاً دموياً ولا أريد أن أترك هذا الفحص لمدة ثلاثة أشهر حتى يأتي المريض للعيادة فإن ضميري يؤنبني ولا يقبل ذلك ولكني أرى نتيجة فحص الدم في نفس اليوم أو في اليوم التالي وإذا كانت هناك تلك النتيجة غير طبيعية أمسك الهاتف وأتصل بذلك المريض، والحمد لله رب العالمين أنني فعلت ذلك مئات المرات وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، فالواقع أرجو من الأطباء جميعاً وكثير منهم في هذه الساحة المباركة وأنا أعلم أنهم من خيرة الأطباء والوجوه المشرقة تبدو على محياهم بلا شك ولكن حديثي للأطباء الآخرين، لبعض الأطباء كما ذكرت، الذين يمكن أن يؤدي علاجهم أو أنهم لا يتقون الله تماماً في علاجهم لهؤلاء المرضى، وشكراً. |
بالنسبة لدواء بولرمين الدواء الذي للسعال ومضاد الهستامين إذا كان هذا هو الدواء مضادات الهستامين عادة أدوية سليمة في المعتاد لا تسبب تشوهات طالما أعطيت بجرعات محددة فالحقيقة هناك بعض الأدوية التي يحذر منها تناول الطفل ما دون سن معينة، أضرب مثلاً على ذلك دواء للإسهال لا يعطى للأطفال دون سن الرابعة مثلاً، فدواء البولرمين عادة ليس معروفاً عنه أنه يسبب تشوهات خلقية لكن إذا كنا ننظر إذا كان الدواء ربما أعطي للحامل فهناك بعض الأدوية التي تسبب تشوهات خلقية إذا ما أعطيت للحامل، في كتاب: Rich National Formularyكتاب دستور الأدوية البريطاني الشهير الذي يتخذه كل طبيب منا دستوراً له هناك فصل كامل وطويل عن تأثير كل دواء على الحمل وعما إذا كان هذا الدواء يعطى في الأسابيع الستة الأولى من الحمل والتي تشتد فيها أو يكثر فيها حدوث التشوهات الخلقية أم لا وفي بقية الحمل أيضاً، وهناك أدوية محددة بلا شك ينبغي تجنبها تماماً وأبسط هذه الأدوية وإنما أقول الأدواء هو التدخين، التدخين بالنسبة للحامل يؤدي في كثير من الحالات إلي تشوهات في الجنين ويؤدي إلى ولادة أجنة صغار أو بعض التشوهات، الكحول، الخمر أيضاً مشوه للجنين سواء أعطي في الأسابيع الأولى أم فيما بعد، فهناك كما ذكرت عدد من الأدوية التي يمكن أن تسبب تلك التشوهات عند الجنين. |
- المهندس عماد أحمد مرزوق يقول: ما رأيك في المعالجة عن طريق الليزر لطب القلب وانسداد الأوردة والشرايين القلبية بدلاً من العملية الجراحية، وهل هذه العمليات ناجحة؟ |
شكراً يا سيدي الكريم، الليزر الواقع في أمراض القلب قسمان، هناك الليزر يستخدم لفتح شريان مسدود من شرايين القلب، إذا سد الشريان بجلطة في القلب أو سد بخثرة فيمكن استعمال أشعة الليزر في إحداث فتحة في ذلك الشريان المسدود ومن ثم توسيع ذلك الشريان بالبالون، هذا استعمال محدد، وهناك استعمال آخر لليزر، يطبق الليزر على عضلة القلب نفسها وتحدث فوهات داخل عضلة القلب، فوهات صغيرة جداً، وبالتالي يهييء ذلك إلى حدوث وصلات بين الشرايين الصغيرة داخل عضلة القلب لتزيد من توليف عضلة القلب. |
بقي أن أقول ما هي فوائد كل من تلك الوسيلتين، الوسيلة الأولى التوسيع بالليزر للشريان يستعمل كما ذكرت في حالات محددة جداً وفيها يكون الشريان مسدوداً تماماً، لإحداث فوهة في نفق ومن ثم يدخل القسطار لعمل توسيع بالبالون، ولكن نتائج التوسيع بالبالون بعد أشعة الليزر لم يكن مرضياً جداً فقد عادت نسبة حدوث تضيق الشريان عما عليه في التوسيع بالبالون العادي، إنما ذكرت أن هناك بعض الحالات التي ما زالت تجري بها تلك الوسيلة، الموضوع الآخر موضوع الليزر لعضلة القلب هذا في الواقع ما زال في طور البحث وهناك أبحاث تجري في الولايات المتحدة الأمريكية عليه حالياً.. الحالات التي ينصح بها في ذلك العلاج هي الحالات التي لا تتحسن أو ليس لها طريقة لتوصل شرايين القلب، ما زالت عملية وصل شرايين القلب هي العملية المثلى لهؤلاء المرضى الذين يصابون بعدة تضييقات في شرايين القلب، أما تلك العملية فما زالت محصورة عند أولئك الناس الذين لا يمكن إجراء عملية وصل شرايين القلب عندهم وقد يكون ذلك ملاذاً لهم ولكن نتائج تلك العملية ما زالت محاطة بشيء من الشكوك وبالتالي تحتاج إلى دراسات كبيرة حتى يستطيع الأطباء تقرير ما إذ كانت هذه العملية فعالة أم لا. |
- سؤال من الأخ فيصل بن بازل الوجيه وهو السؤال الأخير يقول: هل يؤثر تناول زيت الزيتون وزيت كبد الحوت على مريض السكر؟ |
زيت الزيتون، في الواقع التوصيات الأخيرة للجمعية الأمريكية لأطباء السكر توصي بأن يكون زيت الزيتون هو أكثر الزيوت اعتماداً عليه، والواقع أن زيت الزيتون لا يرفع سكر الدم أبداً إنما زيت الزيتون هناك بعض الأبحاث التي تذكر أنه من الزيوت المفيدة جداً لهؤلاء المرضى وخاصة أن كثيراً من مرضى السكر مصابين بارتفاع دهون الدم وزيت الزيتون كما ذكرت يخفض كوليسترول الدم وليس معنى هذا أن يُكثر الإنسان من زيت الزيتون ويأخذه ليل نهار وبالتالي يزيد عن وزنه ويفاقم من مرض السكر، هذا أمر غير مستحب بالطبع، بالنسبة لزيت السمك أيضاً له تأثيرات جيدة بأنه يخفض الدهون الثلاثية والتي يصاب بها كثير من مرضى السكر، فإذن زيت الزيتون وزيت السمك كلاهما زيتان نافعان بإذن الله لمرضى السكر طالما أنهما أخذا بمقادير محددة وأن زيت الزيتون أخذ بدلاً من الدهون الحيوانية الأخرى كالسمن البلدي إلخ.. أو الدهون الأخرى كالمارجرين وغيره. |
|
|