(( الكلمة الأخيرة لسعادة الشاعر الدكتور زاهد زهدي ))
|
- أيها الأخوة الأحباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بهذه الليلة المباركة، يتيحها لنا من جديد الأخ الكريم عبد المقصود خوجة بما يقدمه لنا من هذه الوجوه الكريمة لرجال يتوزعون على اختلاف التخصصات والمواهب وشتى مجالات المعرفة وهو بحد ذاته أمر مثير للاهتمام ويدعو إلى الاستزادة من إبداعات هؤلاء الرجال المرموقين، فألف شكر وشكر لسعادة الأخ الشيخ عبد المقصود وألف هلا وهلا بأخينا وحبيبنا الدكتور حسان. |
والآن لا بد لي من تبرير إقحام نفسي على هذا المنبر الليلة للإسهام في تكريم الدكتور حسان ولي في ذلك ثلاثة من الأسباب تتصل بثلاث من الخصال شهدتها في الدكتور حسان أولها صلة الأدب والشعر التي تشدني إليه إذ هو من الشغوفين في هذا المجال قارئاً وباحثاً ومبدعاً أيضاً وفي هذا أقول: |
بيني وبينك حـب الشعر والأدب |
وذلك الحرف مخصوصاً لدى العرب |
وإن لي إخـوة أهل القـريض وإن |
ما كـان لي أيهم قـربى أخ وأب |
وقـد يـكون أخاً من قـال قافية |
آخـى بهـا بين قـلبينا بـلا نسب |
|
|
أما الخصلة الثانية التي تشدني إلى الأخ الدكتور حسان فهي كونه أحد أطباء القلب المرموقين ويبدو أنه يشاركني في علاقتي به في هذه الخصلة، أناس غيري كثيرون على هذه المنصة فقد صار الدكتور حسان اليوم طبيب المنصة ونحن مرضاه، فلا أذيع سراً إذ أقول إني أضع بين يديه وفي مستشفاه الذي يعمل فيه قلبي بكل ما يتعلق بأوجاعه ونبضاته والكثير من أسراره أيضاً وما أدراك ما قلوب الشعراء، وفي هذا أقول: |
يا أيها الآسي وقـلبي مـتعب |
عصفت بساحته عواصف قُلَّبُ |
لله كـفك إذ تمس جـراحه |
رفـقاً وأنت له الطبيب الأقرب |
الـطب ليس هـو الدواء وإنما |
الوجه الرضي وبسمة لا تغرب |
ولأنت حسان وغيرك من يُرى |
والوجـه منه عابس ومقطب |
ولـتلك مكرمة وفضلى نعمة |
من ربك الوهّاب إذ هي توهب |
|
|
أما الخصلة الثالثة فإنها أكبر من الشعر والطب معاً، تلك هي الأخلاق العالية وطيبة القلب وسماحة الوجه مما يتميز به أخونا الدكتور حسان صاحب الخُلق العالي، وفي هذا أقول: |
صـاحب الخلق الكريم قرنته |
بالطب والآداب نـعم المقرن |
ما كـان أيهما جديراً بالثناء |
لو أنـه بالخـلق ليس يـزين |
والله قـد أثـنى على مبعوثه |
إذ كان ذا خلق ونعم المؤمن |
بالوحي والخلق العظيم رسالة |
بعثت بـه وبها الخليقة آمنوا |
|
|
أخيراً لا يصح لي أن أنتهي من كلمتي دون أن أنوه بالهدية الكريمة التي قدمها لي أخي الدكتور حسان وأعني بها كتابه "الداء والدواء" والذي سجل فيه الكثير مما يستحق الإطلاع عليه من إسهامات الأدباء والشعراء في عالم الطب دون أن تكون لهم بالطب علاقة معرفة وعلم، وقد أورد لنا أمثلة كثيرة لا أريد استعراض بعضها أمامكم بل أريد الإضافة إليها إغناء لها واستزادة في المتعة ففي مجال زرع الأعضاء مثلاً أنقل لكم قول الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري رحمه الله إذ يقول: |
قالوا: قد انتصر الطبيب |
على المحـال من الأمور |
زرع الجماجم والقلوب |
وشـد أقفاص الصدور |
فأجـبتهم مـتى سترفع |
رايـة النـصر الأخـير |
زرع الضمائر في النفوس |
العـاريات عـن الضمير |
|
|
وأذهب بعد ذلك إلى ألف عام قبل الجواهري وتحديداً إلى أبي العلاء المعري الذي يستحق في نظري أن تسجل باسمه هو نظرية برايل في قراءة المكفوفين وليس باسم الفرنسي لويس برايل، ذلك أن أبا العلاء قال قبل أكثر من ألف سنة في إحدى لزومياته: |
لـقد طال العناء وكم نعاني |
سـطوراً عاد كاتبها بطمس |
كأن منجـم الأقـوام أعمـى |
لديـه الصـحف يـقرؤها بلمس |
|
أليست هذه طريقة برايل بالقراءة؟! |
|
وأخيراً أعود مرة أخرى للوراء لأكثر من خمسمائة سنة قبل عهد المعري حيث الشاعر المخضرم في الجاهلية والإسلام لبيب بن ربيعة الذي أشار إلى حقيقة علمية يعرفها كل الأطباء المعاصرين وهي دلالة لون الأظافر والأصابع على حالة المريض المحتضر واستحالة اللون بعد وفاته، وهو ما شهدته بنفسي وشرحه لي أحد الأطباء في الولايات المتحدة فقلت له سبحان الله إن هذا الذي تشرحه لي الآن قد أشار إليه أحد شعرائنا منذ حوالي 1500 عام أعني بذلك قول لبيب بن ربيعة في رثائه النعمان بن المنذر عندما قال: |
وكل أناس سوف تدخل بينهم |
دويهية تـصفر مـنها الأنامل |
|
|
الدويهية هي الموت، وذلك من قصيدته التي يقول فيها: |
ألا كل شيء ما خـلا الله باطل |
وكـل نـعيم لا محـالة زائل |
ليبكي على النعمان شرب وقينة |
ومخـتبطات كـالسعالي أرامل |
|
كانت هذه المداخلة القصيرة إسهاماً متواضعاً في تكريم أخي وصاحبي الدكتور حسان شمسي باشا متمنياً له التوفيق والنجاح المتواصل في ميدان الشعر والأدب كما في مجال الطب، وشكراً لإصغائكم وعذراً إذا أثقلت. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
- أيها الأخوة الأفاضل مرة أخرى نعتذر للإخوة الذين أرادوا الحديث والمشاركة في تكريم سعادة ضيفنا هذه الليلة ونتمنى عليهم أن يشعروا الاثنينية مرة أخرى حتى يتم جدولة وترتيب وقت الاثنينية. |
- عبد المقصود خوجة: برجاء تفضل لمن يود أن يلقي كلمة في الاثنينية أن يتفضل بإشعارنا من يوم غد أو على القليل قبل أربعة أيام لا يأتي وهو على المنصة ويأتينا في يوم الاثنينية ويطلب الكلمة، فالقضية طبعاً بالأولوية ولكم الشكر. |
- أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، الأخوة الحضور، محبي الاثنينية، الكلمة الآن لفارس إثنيثية هذا الأسبوع سعادة الدكتور حسان بن وصفي شمسي باشا: |
|