شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الأسئلة الموجهة لضيف الاثنينية ))
- مجموعة أسئلة كبيرة وردتنا - كان الله في عونك - سؤال من الأستاذ يعقوب إسحاق يقول: لماذا أوقفتم النشر للكتاب السعوديين في جريدة "الحياة"؟
لم نوقف النشر، أتمنى لو أن عندنا عشرة كتاب سعوديين، أتمنى ذلك بصدق، اليوم بعد الظهر كنت مع سمو الأمير خالد بن سلطان، كنا نبحث في بعض الأسماء السعودية، وقال إنه سيحاول أن يساعدنا بنفسه وأنه سيتصل ببعض الكتاب.. السنة الماضية اتصلت شخصياً بكتاب سعوديين معروفين من أصدقائي من الذين أعرفهم اتصلت على ما أعتقد بعشرة، وأعتقد أنه لم يتجاوب معي أكثر من واحد، نسعى باستمرار لكتاب سعوديين، ليس لكتاب سعوديين فقط وإنما كتاب من الخليج أيضاً نحاول جهدنا أن نجد كتاباً من الخليج، عندنا كاتب أو اثنين من الخليج كله وأنا أعتقد أننا بحاجة إلى أكثر، دائماً أسهل أن تجد كتاباً في مصر ولبنان، ولكن مُصر أن يكون عندنا كتاب من كل الدول العربية، من المغرب أيضاً، نحن في السنة الماضية لغينا الطباعة في المغرب، يهمنا جداً أن يكون عندنا كتاب أكثر من المغرب، هذا عمل دائم، أتمنى من أخينا الأستاذ عبد المقصود أن يساعدنا، وأي اقتراح سنقبل به، لا حاجة إلى الكتاب العظام، والكتاب الكبار المعروفين، نتمنى أن يكون عندنا كتاب يشتهرون في "الحياة" وتسهل لهم "الحياة" طريق المستقبل.
 
- سؤال من الأستاذ خالد أسعد من جريدة الاقتصادية يقول: متى يرفع الحصار عن تغييب الجمعيات والبيوتات وصناديق حماية دعم الصحافيين في بعض الدول العربية والخليجية؟
بصدق لا أعرف الجواب، ليس عندي جواب له، لا أتابع هذا الموضوع، نحن في لندن تحت القانون الإنجليزي وهو مرهق بما فيه الكفاية.
 
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: هل من شك في أن العرب وأهلنا في فلسطين دفعوا وما زالوا يدفعون فاتورة ضياع فلسطين وبيت المقدس جراء ضعفهم وتخاذلهم وخلافاتهم المستمرة والاعتداء على بعضهم البعض وعدم تنفيذ ما التزموا به من قرارات عربية علاوة على الانقلابات العسكرية وكثير وكثير كثير، ما هي رؤيتكم لمستقبل الأمة العربية؟ هل يستمر هكذا الحال ويضيع أملها في الاستقلال والاستقرار أمام كبرياء وفحولة إسرائيل؟ وبعد إذ نبكي على الأطلال؟
أتمنى لو كان عندي جواباً مفرحاً ولكن يبدو أن الهاوية العربية من دون قعر كلما اعتقدنا الحضيض وليس من نزول بعده نكتشف أن هناك حضيضاً آخر، الوضع العربي اليوم بالذات في هذه الأيام من أسوأ ما مر علي في حياتي الصحفية، وأنا في الصحافة من سنة 62 - 63م.. لم يمر علي إطلاقاً وضعاً أسوأ من هذا، حتى عندما يقبل العراق كل الشروط المفروضة عليه تقول الولايات المتحدة إننا نسعى لمصالحنا، نوع من الغطرسة والقوة، الفلسطينيين مثل بقية العرب، وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت؟ الخلافات موجودة في كل الدول العربية، لو أن هذه الدول تتفق لا يغلبها أحد، ولكن تجربتي أنا مع الدول العربية أنها في خلاف مستمر ولا سبب عندي منطقياً أن أتوقع أن يتغير هذا الوضع في المستقبل القريب.. ربما يسوء ولكن لا أعرف كيف يسوء أكثر.
 
- الأخ أحمد أسمري يقول: تم توقيع اتفاق هذا اليوم في بغداد بين العراق والأمم المتحدة أعلن عنه في وسائل الإعلام، السؤال: ما هي رؤيتكم كصحفي عاصر قضايا المنطقة في مستقبل العراق والمنطقة بصفة عامة ثم هل سيكون لهذه الاتفاقية أثر مباشر على القضية الأم قضية فلسطين؟
كنت أتمنى لو أنني أجاوب غداً لأن الأمين العام كوفي عنان سينقل ما عنده للدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن غداً، كل العالم رحب بالاتفاق إلا الولايات المتحدة تحفظت وقالت إنها تريد أن تنتظر لترى نصوص الاتفاق وكذلك تحفظت إسرائيل وهذا ينبئك كثير عن المشكلة التي نحن فيها، الرئيس صدام حسين دمر العراق ودمر ما بقي من التضامن العربي، دمر الفضية الفلسطينية، لا أدافع عنه البتة ولكن بالمقابل الولايات المتحدة ليست بريئة تماماً، وأعتقد أنها تخدم أهداف إسرائيل في المنطقة لأن الرئيس صدام حسين أعطاها رأسه على طبق من فضة وهذا ما ندفع ثمنه كلنا.
 
- المهندس المحامي هاني إبراهيم زهران يقول: من منطلق مفهوم العدو ألا ترى أننا كأمة إسلامية وعربية أمام عدو رقم 1 الصهيونية الأمريكية الداعم دعماً تاماً لهذا الكيان الصهيوني اللقيط؟
بكلمة واحدة نعم.. لا أريد أن أتكلم عن اليهود كيهود، كشعب كامل فيه ناس صالحون وفيه ناس أردياء ولكن أنا أنظر إلى الـ CNN كما نظرنا جميعاً على ما أعتقد، هناك وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، وزير الدفاع وليام كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي ساندي بيرجر، أولبرايت تقول أنها لم تعرف أنها يهودية حتى السنة الماضية، وليام كوهين يقول إن أبوه اعتنق المسيحية، بيرجر أفضلهم هو من أفضلهم من جماعة السلام الآن، مؤيد لقيام دولة فلسطينية في الحال، في الوقت نفسه كل المسؤولين عن عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل من اليهود الأمريكيين، أرجع وأقول إنني لا أتهم اليهود الأمريكيين إطلاقاً، لكن اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة هم 2%، كيف صاروا 100% في مراكز صنع القرار بالنسبة للعالم العربي؟ طبعاً هم نجحوا لأنهم متضامنون متكافلون يدافعون عن مصالحهم ونحن فشلنا لأننا تفرقنا فذهبت ريحنا حتى لا أقول أكثر من ذلك.
- الأخ عبد الله ترجمان يقول: مهنة الصحافة مهنة المتاعب، والشهرة لدى أستاذي الفاضل، سؤالي أرجو الإجابة عليه بكل صراحة ووضوح وهو ماذا أعطتك مهنة المتاعب وماذا أعطيتها؟
أعطتني سيارة مرسيدس (ضحك) ليس عندي سبب للشكوى، عندنا مثل ببلاد الشام مثلما عندكم في المملكة هنا يقول: لما ربنا وزع العقول كل حدا رضا بنصيبه، ولما وزع الأرزاق ما حدا رضا بنصيبه، أنا رضيت بنصيبي وما عندي شكوى، دخلت بالصحافة كما قلت بالصدفة، لم أتوقف عن العمل يوماً، لم أتقدم بطلب للعمل يوماً، زميل صحفيين كبار في وكالة رويترز، زميل جميل مروة وهو مثل الأخ، حتى عندما اختلف معه، جاءني إلى لندن لنعيد إصدار الحياة، حتى عندما كنت في الطائرة عندما توقفت الحياة لنفاد الورق في بيروت أيام الحياة الأصلية والديلي ستاز، وجدت في الطائرة الزميل المرحوم سليم اللوزي، عرض علي أن أرأس جريدة بالإنجليزية يصدرها في لندن اسمها EVENTS الحوادث بالعربية، ولكن فضلت أن أذهب إلى الولايات المتحدة إلا أن السيد هشام جاء، ولم أتعطل يوماً، ليس عندي سبب للشكوى والحمد لله.
 
- الدكتور غازي الزين عوض الله، الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز كلية الآداب قسم الإعلام يقول: أود أن أدخل في سؤالي مباشرة، دون مقدمة، ما هي مساحة الحرية التي تتمتع بها جريدة الحياة في نشر موادها الصحافية والإعلامية وفق النظرية السياسية في عالمنا العربي؟
ربما أجبت عن بعض السؤال عندما تحدثت عن الرقابة، عندنا مساحة حرية كاملة ولكن أنت لا تستعمل هذه الحرية إذا كانت تغلق لك الجريدة في اليوم التالي، ننشر ما نريد ولكن نريد أن نصل إلى كل دولة عربية، هناك صحف عربية في الخارج، هذه ممنوعة في الدول العربية تستطيع أن تنشر ما تريد عندها مساحة حرية أكثر من الحياة، ولكن النتيجة أن قراءها محدودون جداً، يقرأها العرب المسافرون إلى أوروبا، الجريدة تبيع ألفين أو ثلاثة آلاف عدد، إذا أنت أردت أن تبيع مائة ألف أو مائتي ألف طموحك يكون أكثر ويجب أن تصل إلى هذه الدول العربية ولكن للوصول إليها يجب أن تلتزم بقوانينها، أرجع فأقول إننا نمارس حريتنا مع بعض الدول أكثر من دول أخرى، الدول التي لك مصالح فيها، عندنا مطابع فيها، مصر والمملكة العربية السعودية، لبنان، البحرين، يجب أن تكون حذراً فيها، لكن لو منعت في تونس مش مصيبة كبيرة، لو منعت في اليمن أو السودان أوفر فلوس على الجريدة، وبالتالي لا أقول إن الرقيب اليمني أو السوداني أشد من الرقيب السعودي، ولكني أكثر حذراً مع الرقيب السعودي أو البحريني مما مع الرقيب السوداني، فهناك مساحة حرية جيدة ولكن يجب أن نستعملها بحكمة، لأنك ما تقدر تستعملها على طريقة أنا ما بشوف أنا ضراب السيوف، يومين ثلاثة أربعة ثم تجد أنك لا تبيع إلا لنفسك وللعاملين معك، تريد أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء، تريد أن تكون هناك معادلة لا تفقد كثيراً من حريتك ولا تفقد كثيراً من قرائك، أرجو أن نكون وفقنا.
 
- الأخ عماد الدين محمد يقول: هل يستطيع زعماء دولة اليهود إسرائيل وقادتها أن يتخلوا عن العدوان الساكن في أنفسهم ويعيشوا حياة السلم مع العرب؟
نأمل ذلك، كنت في الواقع بدأت آمل بذلك وأتوقعه مع حكومة العمل، ولكن جاءت حكومة ليكود الحالية، أعتقد أنها حكومة يمينية متطرفة عنصرية كارهة للعرب، أعتقد أنها لا تريد أي اتفاق سلمي لا مع الفلسطينيين ولا مع غيرهم، أعتقد أنها تريد أن تفرض نوعاً من الهيمنة الاقتصادية على منطقتنا وإذا لم يغير الإسرائيليون هذه الحكومة فستكون كارثة على المنطقة إن عاجلاً أو آجلاً.
 
- الأخ محمد منصور الشامي يقول: هل تفهمون أشعار أدونيس التي تنشرونها له؟
أنا لا أفهمها، أنا دراستي أدبية، كانت أكثرها في الأدب الأندلسي عند أفضل أساتذة الأدب العربي الأحياء، الدكتور إحسان عباس، الله يطول عمره وهو الآن متقاعد في الأردن، كان أستاذي عندما يغيب الأستاذ الدكتور محمد نجم، فأنا دراستي في الأدب الكلاسيكي، يمكن أنا دقة قديمة، من ديناصورات الثقافة العربية، أنا شخصياً لا أستسيغ الشعر الحديث وغالباً ما أهاذر الدكتور غازي القصيبي في الأمر ولكن يبدو لهذا الشعر قراء، تستغربون عدد القصائد التي نتلقاها من مثل هؤلاء الشعراء، غيرت مرة رئيس قسم الثقافة، لأني تضايقت من الشعر الحديث ومن الثقافة الحديثة ولكن رئيس القسم الذي خلفه كان مثله ولم يطرأ تغيير، ولكن أنا كرئيس تحرير يجب أن أكون ديمقراطياً ما أمكن ذلك وأن أترك الجريدة للقراء وليس لما أحب أو أكره، ولذلك هناك أدونيس وله قراء كثيرون صدقوني، ندواته وأمسياته الشعرية ملأى، ربما هذه مثل ثياب الإمبراطور، القصة القديمة والشعر الحديث، القصة خرافة عن محتالين جاء لإمبراطور وقالا له إنهما يصنعان ثياباً لا يراها إلا الأذكياء، فطلب منهم سترة، وجاءا له بدون سترة، طبعاً لم يجرؤ على أن يقول إنه لم يرَ شيئاً حتى لا يكون غير ذكي، فطلع في الموكب بدون ثياب والناس ما تجرأ أحد يقول الإمبراطور من غير ثياب حتى لا يكونوا غير أذكياء، ومشى موكب الإمبراطور وفي النهاية كان هناك ولد صغير، نزل الإمبراطور وصار الولد يصرخ لوالده إن الإمبراطور من دون ثياب، الولد الذي جنبه صرخ، وصرخ الناس كلهم إن الإمبراطور من دون ثياب، وكمشوا النصابين كلهم.. فيمكن الشعر الحديث على طريقة أنه ما حدا بعترف إنه ما يحب الشعر الحديث وإلا يعتبروه أنه متخلف أو أنه ما بفهم، الله أعلم.
- الأستاذ عدنان محمد حسن فقي، محامي ومستشار قانوني، يسأل قائلاً: كيف نستطيع أن نوفق بين الحرية الإبداعية للصحافة وبين الالتزام بنظرية المسؤولية الاجتماعية وشكراً؟
نحاول ولا نعتقد أننا ننجح دائماً، نحن من مجتمعات محافظة، من دول أغلبها غير ديمقراطي على الأقل نحن في بلد نستطيع أن نتكلم ما نريد، قد لا ترضى الدولة ولكن لا ننتهي في السجن، أو لا ننتهي إلى القتل، ولكن في النهاية هناك درجات من الحرية مختلفة من بلد عربي إلى آخر، ونستطيع أن نتعامل مع المستعمل العربي ومع حاجاته في بلد مثل المملكة ومثل مصر مثلاً، مثل لبنان، أكثر مما نتعامل مع دول مثل العراق أو ليبيا، أو غيرها.. الموضوع يختلف من بلد لآخر ولا أستطيع تفصيل كل بلد أعتقد بصراحة أننا لم نحقق نجاحاً كثيراً، وأرجو أن يتغير الوضع في المستقبل.
 
- الأخ أبو ياسر هاني صالح يقول: رأي سعادتكم الشخصي في موقف العراق مع الأمم المتحدة، وفي النهاية أتمنى لكم إقامة سعيدة؟
النظام العراقي مذنب، يعني كانت مصيبة دخوله الكويت غير مبررة إطلاقاً، فتح أبواب الشر على مصراعيها على المنطقة وعلى شعب العراق، نحن عندما نتضامن مع العراق نتضامن مع شعب العراق وليس مع هذا النظام، هناك دول تتآمر علينا فعلاً، ولكن الحنكة والحكمة تقضي ألا نسمح لها في تآمرها، الرئيس صدام حسين مكن هذه الدول أن تنجح في تآمرها ليس على العراق فقط وإنما على سوريا ولبنان والمملكة وكل الدول العربية، الرئيس صدام حسين وحده مسؤول عن قتل مليون إنسان في الخليج العربي وعن خسارة أكثر من ترليون دولار، ربما إذا كان هناك من درس واحد يجب أن نطلع به من هذه المواجهة هو أنه لا يجوز أن يكون شخص واحد فقط مسؤولاً عن مقدرات أمة بكاملها، يجب أن يكون هناك مشاورة ويجب أن يكون هناك قرار لأكثر من شخص، حتى نتجنب مثل هذه الكارثة، هذه الكارثة لا أستطيع أن أشرحها بتعبير أو كلمات سياسية من النوع الذي نستعمله كل يوم، أنا والأخوة الزملاء على هذه المائدة، هذه كارثة توراتية من نوع الفيضان ومن نوع الزلزال ومن نوع الطاعون الذي كنا نسمع عنه.
 
- الأخ محمد سعيد منصور يقول: في كتاب (أيام عطاء حسين) لمؤلفه الدكتور محمد الدسوقي حذر طه حسين أساتذة الجامعات من أن ينصرفوا لقراءة الجرائد والمجلات وأحسب أن طه حسين لو رأى "الحياة" لكان له رأي حسن بها، السؤال لماذا كان تحذير طه حسين الذي ورد في الكتاب المذكور؟
الصحافيون في الوقت الحاضر لهم مثل مهنة الشعراء يتبعهم الغاوون، فيمكن هذا تحذير الأستاذ طه حسين مع خليفته الأزهرية، الصحافة العربية تقدمت في الواقع، هناك مهنة أكثر فيها، نتمنى أن تتقدم أكثر وأكثر، نتمنى أن تواكب بالمهنة التقدم التكنولوجي، ولكن الصحافة لا يجوز أن نظلمها كثيراً، هي مرآة لهذه الأمة ولهذه الشعوب، هي حرة أو مقيدة بقدر ما هذه الشعوب حرة أو مقيدة، هي مرآة لهذه الشعوب ولا يمكن أن نجردها عنها لنقول إن هذه الصحافة عظيمة أو غير عظيمة أو نقارنها بصحافة سويسرا مثلاً، نحن موش سويسريين وبالتالي صحافتنا موش سويسرية.
 
- الأخ محمد العقاد يقول: قرأت كثيراً عن فضائح كلنتون الأخيرة وكنتم قد أشرتم إلى احتمال وجود مؤامرة حقيقية ضد الرجل، ترى ما هي الخلاصة التي وصلتم إليها؟
يمكن كلنا نحسد كلنتون على جزء من الفضائح بس موش على نشرها، الواقع إن مثلاً المواجهة الأخيرة مع العراق بدأت قبل انفجار فضيحة مع مونيكا لوينسكي، هذه ليست لها علاقة بتلك إنما جاءت المشكلة مع العراق لتخدمه، ولتغطي على فضيحته مع مونيكا لوينسكي، أعتقد أن التغطية ستكون لأجل محدود لأن هذه القضايا في المحاكم وستنتهي بكشف حقيقة العلاقة بين الطرفين، من أسباب قوة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة أن الرئيس ليس أقوى من السلطات الأخرى في البلاد، هناك ثلاث سلطات حقيقية وسلطة رابعة هي الصحافة، نحن في بلادنا لا يمكن للصحافة أن تكون سلطة رابعة لأن السلطات الثلاثة السابقة لها متداخلة وربما كانت سلطة واحدة، لذلك أعتقد أن هناك فضيحة أخلاقية وليس لها علاقة بأمر العراق ولكن أمر العراق أخفاها إلى حين.
 
- الأخ محمد أنور منصور يقول: هل تستطيع أفكار الصحفي أن تعيش طويلاً؟
الصحافة يومية كاسمها، الكتاب الذين يكتبون، أو المقالات التي تكتب وتعيش طويلاً معدودة وعادة ما كنا ندرسها في كليات الصحافة تجمع في الكتب ولكن أكثر الصحافة اليومية من يوم ليوم، صحيفة أمس مثل تقويم السنة الماضية، لا قيمة لها، أنت في سباق مع عنصر الوقت مع الـ DEAD LINE لذلك لا يمكن أن تكون مؤثرة على المدى الطويل إلا فيما نذر.
 
- الأخ حسين البار يقول: هل لنا أن نعرف أصعب وأظرف موقف تعرضت له خلال حياتك العملية؟
السؤال فاجأني، هناك مواقف صعبة كثيرة، مرة كنت في جنوب لبنان، 16 - 17 سبتمبر أعتقد سنة 72 - 73م كنت في مرجعيون أزور ناس وفجأة احتل الإسرائيليون المنطقة كلها. وجدت نفسي وراء الخطوط الإسرائيلية وأنا أكتب كل يوم وأشتمهم، وبقيت يومين مختبئ في مخزن حتى ذهبوا، يومين كاملين فعلاً كنت في مخزن، طبعاً غطيت حرب 67م ميدانياً كنت في الأغوار، كنت في معركة الكرامة بالصدفة وشاهدتها مع صاحفي إنجليزي كان يعمل معنا رويترز.
لم أشهد كثيراً من حرب لبنان، تركت لبنان صدفة إلى لندن ولم أعد، ذهبت إلى لندن في آخر سنة 75 م في تصوري أني سأقضي أسبوعاً إجازة وها قد مضت 22 أو 23 سنة ولم أعد، طبعاً حصل مرة عند ولادة بنتي البكر كنت في المستشفى ووجدت مسؤولين فلسطينيين كثيرين اكتشفت من الأطباء أن الدكتور جورج حبش أصيب بنوبة قلبية، كانت النوبة الأولى، فبلغت الجريدة وكتبنا خبر، وفي اليوم الثالث اعتقلوني بحجة أن هذا سر حربي وكيف عرفت به؟ قلت لهم كنت معكم بالغرفة نحن جيران معكم، ثاني يوم رحنا زرناه وبعثنا له ورد وانتهى الأمر.. المهم اعتقدوا أنه تسريب أخبار.. لا يمكن للصحافي الناجح أن يكون صحفي ناجح وهو في مكتبه، يجب أن يخرج وأن يذهب إلى الخارج، حتى اليوم أذهب وأجري مقابلات صحفية ولكن الآن عندما أصبحت رئيس تحرير لم أعد أستطيع التعرض إلى الخطر كثيراً، كانت تقع مشاكل في القرن الإفريقي أو في العراق أو في غيره، عندي من الصحفيين الشبان الذين يذهبون إلى هناك ويضحون بأنفسهم بالنيابة عني.
 
- الأخ أحمد عايل فقيهي كاتب وصحفي بجريدة عكاظ يقول: كصحفي متميز كيف يرى الأستاذ جهاد الخازن الصحافة السعودية على مستوى الأداء المهني وعلى مستوى الطرح السياسي والثقافي بصدق بالغ، وبحيادية مطلقة، وأنا أضيف أيضاً خاصة أن معنا أساتذة الصحافة وكوكبة من الوجوه الصحفية؟
بصدق كامل بتحفظ الصحافة العربية تقدمت في السنوات التي عرفتها بها، أعتقد أنه لا يوجد أخ هنا يعارضني إذا قلت إن الصحافة اليوم أفضل منها كثيراً من بداية السبعينيات وفي السبعينيات كلها. هي مثل الصحافة العربية الأخرى تقدمت كثيراً في المجال التكنولوجي وتقدمت أيضاً في مجال المهنة، إذا كان من مشكلة ألاحظها بسهولة في الصحافة السعودية أنها صحافة محلية جداً، اليوم أهم خبر كان الاتفاق المبدئي بين كوفي عنان والنظام العراقي، لاحظت أن هناك أخباراً محلية فوق هذا الخبر، بالنسبة إلي في "الحياة" مثلاً وأعتقد في الصحافة اللبنانية أو المصرية كان يجب أن يكون خبر كوفي عنان قبل أي خبر آخر، لكن الصحافة السعودية لا تزال محلية أكثر منها صحافة عربية عامة.
 
- الأستاذ المربي مصطفى عطّار يقول: أرجو من الأستاذ جهاد الخازن أن يفيدنا وهو الصحفي العريق الواسع الانتشار والاطلاع والمتابع للإعلام الغربي المقروء والمسموع والمشاهد، أليس هناك وسيلة لمواجهة تميز الإعلام الغربي بأسلوبهم وطرائقهم وفي الساحة الغربية والأمريكية؟
هناك وسيلة واحدة، مافيش وسيلتين، يعني بقدر ما هناك حرية بقدر ما ستتحسن هذه الصحافة، ولكن الصحافة العربية محدودة الحرية، أرجع فأقول لا توجد حرية مطلقة في أي بلد، إسرائيل هذه الزعومة بأنها أكثر الدول ديمقراطية والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ليست ديمقراطية بتاتاً، ولكن هناك وسيلة في التعامل مع الأخبار، صحافتنا مقيدة بالحرية، مقيدة بالمال الممنوح لها، بالمال المتاح لها؛ ولذلك سيكون تقدمها بطيئاً، هي صحافة دول نامية، بعضها دول متخلفة حتى الآن، ولذلك نجدها في هذا الوضع، آمل أن تتحسن، نرى تحسناً في بعض الدول بحكم القدرة فيها ولكن هنا بعض دول أخرى لم تتحسن صحافتها وربما رجعت إلى الوراء في بعض الدول التي تعرضت لانقلابات عسكرية وإلى ضغوط على المجتمع المدني المحلي.
 
- الأخ محمد سعد عبد الرحمن يقول: هل لي أن أسألك هل للصحافة ضمير؟ وهل للصحفيين رؤى ومساند يتحصنون وراءها عندما ينتقدون أو يقارعون دون أن يجد مناوئوهم ما يستطيعون الرد عليهم، ما رأيكم؟
يجب أن تكون الصحافة كذلك، ويجب أن يكون الصحافيون كذلك، ولكن طبعاً هناك صحافيون ممتازون بأي مستوى وبأي تقدير وهناك صحافيون زملاء لنا لا يشرفون مهنة الصحافة، مهم جداً في هذه المهنة أن يلتزم الإنسان بالموضوعية والأخلاق، لمجرد أن عندي زاوية في الجريدة لا يعني هذا أن أهاجم الناس يميناً ويساراً، لا يجوز أن نستضعف الناس، لا يجوز أن نهاجم الناس الذين لا يستطيعون أن يردوا علينا.. إذا هاجمنا أحداً أو انتقدناه يجب أن نعطيهم حقهم في النشر، حقهم في النشر يجب أن يكون مضموناً لنقطة أن لا يمنع الجريدة أو يضر بالجريدة ولكن يجب أن يعطي القارئ حقه في الرد، وأن لا نستعمل الزاوية كسلاح نشهره في وجه الناس.
 
- الأخ عبد الله محمد العمودي يقول: من تلميذ سعادتك هل يثير الجيل القادم أي مخاوف على توزيع جريدة الحياة خاصة في ظل الفضائيات وضعف المنافسة بين الصحف والفضائيات التي إن جاز لي التشبيه هي كمنافسة الآلة الكاتبة الإلكترونية والكمبيوتر؟
أعتقد أن الفضائيات العربية أضرت حتى الآن بالمجلات ولكن ليس بالجرائد، هذا منتظر حصل قبل عشرين سنة، دائماً نحن متخلفين عن بقية العالم عشرين سنة، حصل قبل عشرين سنة في الولايات المتحدة عندما بدأت الفضائيات، تضررت مجلات كبرى تايمز ونيوزويك تضررت وهبط توزيعها، ولكن تايمز ونيوزويك بالنهاية مؤسسات هائلة واستطاعت في النهاية أن تتعامل مع التلفزيون، دخلت في التلفزيون واشترت حصة فيه وأصبحت جزءً من مؤسسات عامة كبيرة، ربما يحصل هذا عندنا، ربما تتأثر الصحف كخطوة تالية ولكن أعتقد بالتجربة الأمريكية والأوروبية أنا أعتقد يمكن التعايش بين الفضائيات وبين الجرائد والمجلات.
- الأخ الصحفي عمر الضواحي يقول: الصحافة الغربية تعتمد نشر مانشيت أهم الأخبار من دون اعتبار لنوعيته سياسي أو خلافه، لماذا تعتمد الصحافة العربية على تصدير الأخبار السياسية في الصفحات الأولى وما رأيك في عملية تسييس القارئ العربي وماذا جنى من ذلك في إطار التنمية؟
يجب أن يعكس مانشيت الصفحة الأولى أهم خبر ذلك اليوم، لا أعتقد أن هناك طريقة أخرى للصدور بصحافة حديثة تحترم القارئ، بعض الصحف محلي في الدول العربية، وتهمه الأخبار المحلية، بعضها صحافة ملتزمة، صحافة معارضة، صحافة أحزاب، صحافة نقابات، فهذه وجدت لغرض، ليس لغرض صحافي عام وإنما لغرض محدد وبالتالي قد تنشر خبراً عن الحزب الذي تمثله ولا تنشر خبراً عن اتفاق بين الأمم المتحدة والعراق، يجب أن تكون الأخبار الأهم فالأقل أهمية وأن تعطي الجريدة مساحة كاملة لكل ما تعتقد أنه أخبار مهمة، شعار نيويورك تايمز هو كل الأخبار التي تصلح للنشر، أعتقد أنه شعار يمكن أن يكون عاماً لكل الصحف في الشرق والغرب.
 
- الأخ محمد مسفر يقول: ما سبب انتهاء العلاقة بينكم وبين أخيكم وبين آل حافظ في الشرق الأوسط؟
أنا شاكر الأخ على هذا السؤال، أخي الأستاذ عبد المقصود بعث لي فيديو عن إثنينية حكى فيها السيد هشام حافظ، فوجئت فيها قال حاجتين ثلاثة لقيتهم غريبين، قال إنه أنا تركت العمل على ما أذكر بفضيحة أخلاقية، وأنه الشرق الأوسط عملت صحفيين كثير، طموحي أن يكون عندي فضيحة أخلاقية (يضحك).
إذا المـرء أعيته الفضائح يافعاً
فمطلبها كهلاً عليـه شديـد
 
يعني طموحاتي شيء وقدراتي شيء ثاني، أنا أجبن من أن يكون عندي... أذكر أن السيد هشام يمكن أخطأ بيني وبين شخص ثاني، هشام أكل في بيتي وأكلت في بيته والعوائل بيعرفوا بعض ولن تسمعوا مني كلمة سيئة واحدة عنه، لذلك أقول أنه أخطأ، بعد أن حدث ذلك تحدثت مع سمو الأمير سلمان زعل من الأمر وتدخل المصلحون، كل ما أقوله أخينا هشام موش كبير بالعمر ولم يبلغ السبعين بعد ومفروض أن تكون ذاكرته أفضل من ذلك، قال إنهم طلعوني من الشغل، عندي هنا ورقة، جبتها معي خصوصي، سأعطيها في النهاية لأخي الأستاذ عبد المقصود، أنا استقلت من عند السيد هشام لأطلع بالحياة، لأن الحياة عزيزة علي، أنا تربيت في الحياة، رغم محبتي للشرق الأوسط، فأنا أسست الشرق الأوسط، كل موظفي الشرق الأوسط أنا عينتهم، لم يعينهم أحد غيري، عرفان نظام الدين، نائب رئيس تحرير، عادل أحمد مدير تحرير، عبد الباري عطوان الذي هو الآن رئيس تحرير القدس كان يكتب زاوية في جريدة المدينة، وأول موظف في الشرق الأوسط كان عبد الباري عطوان، قلت له إحنا عايزين نعمل جريدة في لندن تجي معاي؟ قال لي باجي، قلت له يا أخي ما سألتني عن المرتب ولا عن المهنة؟ قال لي أي شيء أحسن من القعدة وأنا عازب بجدة، بس كدة استفاد هو الآن رئيس تحرير جريدة قوية في لندن. طبعاً في الوقت نفسه أنا تربيت في الحياة، أول فلوس شفتها بحياتي كانت من الديلي ستار، لما اغتيل كامل مروة أنا كنت بالمكتب، قعدت سنتين ثلاثة مع السيدة سلمى مروة في مكتبه لدرجة أن دمه نشف على السجادة كانت مثل غرفة رعب وأنا موجود فيها، يعني الحياة بالنسبة لي كانت اهتمامي الأول والأخير ولما جميل مروة اقترح علي أن نصدر الحياة قررت أن أستقيل، فقدمت استقالتي لهشام خلال خلاف هشام وأخي بسام، وما عندي نسخة، كتبتها بخط يدي، ولكن الحمد لله عندي هنا رسالة من سعود علي حافظ يقول: (إشارة إلى رسالتك الموجهة للناشرين هشام ومحمد علي حافظ بتاريخ 1/11/86م بطلب الموافقة على تركك العمل بمطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، وتأييدك لذلك بالإشارة لمدة الإنذار التي ينص عليها العقد الموقع بيننا ومدته ستة أشهر، وعلى أن يكون تركك العمل في آخر شهر نيسان أبريل 87م أرجو الإحاطة بموافقتنا على ذلك.. مع الشكر...).
 
بين ما أنا استقلت وبين ما هشام ومحمد قبلوا استقالتي في شهرين كاملين، طبعاً مضت أربعة شهور وأنا قبل ما أستقيل استأذنت سمو الأمير سلمان، وما كان حابب أن أستقيل ولكن قال إذا أنت عايز تطلع بالحياة والأمير سلمان بحب الحياة فلا مانع وأنا على هذا الأساس استقلت، أنا متأكد أن السيد هشام حكى عن شخص ثاني وما بعرف شو حصل، في الوقت نفسه أنا ما كنت محرر بالحياة، أنا أسست الشرق الأوسط لوحدي، السيد هشام ومحمد كانوا مسؤولين عن الجوانب المالية والإدارية، وعندي هنا قرار إداري راح أقرأ جزء منه لأنه صفحة... (يسمح للسيد جهاد الخازن المسؤول الأول عن التحرير والمحرر لكل مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق فهو الآن المدير العام لكل مطبوعات ومنشورات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق في جدة ولندن بالإضافة إلى عمله كرئيس لتحرير جريدة الشرق الأوسط اليومية، يقوم السيد جهاد الخازن بمهامه من تاريخ استلامه هذا القرار، وعلى كل المحررين التعامل معه ويترجم القرار للإنجليزية) وهذا هو عندي مع الترجمة الإنجليزية.. برضو بقول أنا والأخ هشام بيننا خبز وملح ولا يمكن أن أقول عنه كلمة سيئة بس أقول إنه يمكن نسي أو أخطأ الوضع أنه ما كان أمامي إلا أن أترك الشرق الأوسط لأعمل في الحياة لأن الحياة جريدتي الأصلية ولأن علاقتي في بيت مروة علاقة عائلة ما أقدر أخلص منها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :520  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج