شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الأديب الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير
جريدة عكاظ ومديرها العام وعضو مجلس الشورى ))
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندما تفضل أخي الأستاذ عبد المقصود بدعوتي إلى هذا اللقاء كنت أمّني نفسي بأن أكون في موضع المستمع والمتابع لتجربة أخي وزميلي الأستاذ جهاد الخازن، ولم أكن لأهيىء نفسي لأكون في موقع المتحدث، فأنا لا أجيد حديثاً كهذا كما عرفني البعض، لكنني وأمام هذا الموقف الذي يتحدث فيه زميل عن زميل يعيش نفس المعاناة، ويمر بنفس التجربة، فإنه لا بد وأن أشير إلى أن الصحافة في هذا العصر صناعة وأن من يجيدون هذه الصناعة قليلون ولا سيما في المجتمع العربي فالصحافة إحساس بأمة، ومجتمع، وإدراك للعديد من الأبعاد التي تحيط بالكلمة التي توجه للقارئ في اليوم التالي، والتمييز بين صحيفة وأخرى يرتبط إلى حد كبير بالقدر الذي تختار فيه الصحيفة لنفسها هوية ومنهجاً ولا شك أن أخي وزميلي الأستاذ جهاد الخازن من بين صحفيين قلائل امتهنوا العمل الصحفي وأدركوا كل أبعاده علماً وتجربة وممارسة، وهو ربما أكثر إدراكاً للكثير من الخفايا التي لا يحيط بها إلا المتصلون بهذه المهنة بحكم طبيعة الممارسة اليومية المتغيرة التي تفرض على من يمتهن هذا العمل أن يعيش معها لحظة بلحظة يحس بما حوله ومن حوله ويعطي الناس بقدر ما يفكر ويخطط لهذه المهنة، ولا شك أن "الحياة" الزميلة التي ظهرت إلى هذا الميدان قد اختارت طريقاً ومنهجاً يتفق مع طبيعة توجهات وفكر أخي وزميلي الأستاذ جهاد الخازن وهو فكر نعرفه جميعاً بكل أبعاده السياسية والثقافية وغيرها.
لا شك أن ما يميز الحياة كصحيفة هو رصانتها والتزامها بمنهج مهني، ذلك أنها اختارت أن تخاطب الصفوة، تخاطب قارئاً عربياً محدداً وهي بهذا الإطار الذي وضعت نفسها فيه كسبت وخسرت في آن معاً، كسبت هذه الصفوة بما تقدمه لهم من طروحات متوازنة تركز على الجوانب الثقافية وشيء من السياسة ولكنها في الواقع ولعل أخي وزميلي جهاد يشاركني الرأي، وقد تكون ميزة، ظلت تتعامل في إطار هذه الصفوة.. والصحافة عمل جماهيري في تصوري على الأقل بمعنى أنها تظل مطالبة بأن تتعامل مع المجتمع بكل فئاته مع المثقفين ومع المتخصصين ومع العامة، لكن أن يكون للصحيفة منهج وهدف ووجهة فذلك شيء ينبغي أن نحترمه حتى وإن كانت هذه الوجهة وهذا المنهج بعيداً عن هموم القارئ البسيط، فالاحترام الذي تحدث عنه أخي الأستاذ عبد المقصود خوجة في الواقع نعم نشعر به جميعاً تجاه صحيفة الحياة فهي تحترم نفسها وتحترم منهجها وتحترم سياساتها وأهدافها وهي وفية لهذه الأهداف، قد نختلف معها كثيراً أو قليلاً، ولكنها وفية لما اختارته ومضت إليه وعملت على السير فيه.
القارئ هذه الأيام ليس بالقارئ الذي كنا نعرفه منذ عشر أو عشرين عاماً، القارئ الآن في موقع الذي يحاسب الصحيفة لحظة بلحظة، فهو على درجة من الوعي والإدراك، ووعي القارئ هو الذي أصبح يسهم بشكل أو بآخر في تحديد مسارات الصحيفة قرباً منه أو بعداً عنه ولعل أخي وزميلي الأستاذ جهاد يثرينا في هذا المساء عندما يتحدث عن علاقة الحياة بالقارئ ومستويات القراء المتلقين ومعدلات التوزيع التي يعكسها هذا التفاعل بين الصحيفة والقارئ فهي كصحيفة مميزة لا بد وأن لها رصيداً كبيراً من القراء ولكننا لا نعلم ولذلك فنحن في موقع المتسائل عن كل هذه المعلومات والخبرات والتجارب التي ستفيدنا نحن زملاء المهنة وتعطينا الكثير من المؤشرات نحو طبيعة المعاناة التي تعيشها صحيفة تصدر في لندن أو تصدر في أي موضع من الوطن العربي.
وشكراً جزيلاً.
- الحقيقة طلب بعض محبي سعادة ضيفنا الأستاذ جهاد الخازن المشاركة بإلقاء كلمة في الاحتفاء به ولكن لضيق الوقت وحتى نترك الفرصة للحوار الذي يلي كلمة سعادة ضيفنا نعتذر وإن شاء الله في فرص قادمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.