شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الدكتور عبد الله المعطاني عضو هيئة التدريس
بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رأيت امتعاضاً وعدم ارتياح على وجه أستاذنا الأستاذ حامد مطاوع حينما أشار الدكتور صالح باخريبه إلى أن نجاح، أو ربط نجاح المهندس بعدم إجادته للغة وفي الواقع فإن علماء السلف والخلف من أمثال ابن سينا والرازي والكندي كل هؤلاء كانوا فرسان في اللغة وكانوا أيضاً هم الذين أسسوا البنية الحقيقية لعلمنا التجريبي، والحديث يطول ولكني لا أدري لماذا رميت بهذه، حينما طلب الأستاذ عبد المقصود خوجه إليَّ أن أتحدث عن معالي الأستاذ الكبير الدكتور بكر عبد الله بكر أجبت حالاً ولو لم يطلب مني لسألته الحديث ودعوني أنتقل قليلاً إلى جانب آخر أو وجه آخر من هذا التكريم ولعل الأستاذ عبد المقصود خوجه كان سبباً في هذا الوجه حينما سألني سؤالاً مباشراً وأنا من سكان الطائف أو ممن عاش في الطائف فترة طويلة وإن كنت مكيَّ النسب والمنشأ والأصل ولكن سألني الأستاذ ما أريد أن يكون لهذا التكريم وجه آخر هل تعرف عمدة المحلة التي عاش فيها أو صديقاً ليس من الأكاديميين فحاولت أن أستعين ببعض الإخوة ومنهم الأستاذ نايف العصيمي أو علي العبادي، ولكن يبدو أن الوقت لم يكن يساعد أن يأتوا ليتحدثوا عن تلك الجوانب الشخصية التي نحن بحاجة إليها.
ولو أردت أن أتحدث عن الطائف لقلت إن هذه المدينة مدينة قديمة صافية مدينة جميلة وأهلها أجمل ويبدو أن نفسية أهلها قد اكتسبت هذا الصفاء وهذا الجمال من خلال الطبيعة ومن يعرف الطائف أو عاش فيها قديماً يعرف أن أهل الطائف أهل جمال ولا يستثني من هذا من يقيم فيها وتعلقهم بالأدب والخلق التي كانت سمة أهالي الطائف المعروفة وكل منهم يعرف الآخر حضرهم وبدوهم حتى أن في كل مدينة من المدن تجد أن لغة أهل المدينة تختلف عن لغة البادية إلا في الطائف، فالطائف قد امتزجت مدنيته ببداوته بلغته وأصبحوا يتكلمون لغة قريبة من بعضها ولا أقصد البعيدين جداً من الطائف ولكن أقصد القرى المجاورة لها، وقد يصححني من يرى خلاف ذلك، والدكتور بكر اكتسب هذا المرتكز الذي أراه مهماً جداً في تصوري في حياة الدكتور بكر أو غيره من هؤلاء الذين شكلتهم البيئة.
إضافة إلى شيء آخر وهو أن الشيخ عبد الله بكر رحمه الله كان من أهالي الطائف المعدودين الذين يحلون المشاكل ويفزعون للناس ويكرمون الآخرين وسمي حي بأكمله باسمه، وبالتالي فإن الدكتور بكر بن عبد الله بكر لا بد أنه اكتسب كثيراً من هذا الصفاء ومن هذا الخلق ومن هذه الجرأة ومن هذه القوة ومن هذه الشهامة التي تحدث عنها الدكتور خضر من خلال والده، لأن لكل والد أثر واضح على ابنه وكنا نسمع بكوكبة مثل خضر القرشي والعرابي والمرزوقي وسعد الحميدين وغيرهم، كنا ندرس في الثانوية ونسمع بالدكتور بكر، وأنا شخصياً وغيري كثيرين كنا لا نعتقد أن هناك دكترة غير الطب وكنا نعتقد أن الدكتور بكر طبيب إلى أن انكشفت الحجب والسجف أمامنا فيما بعد ولكن بقي اسم الدكتور بكر يرن في أذهاننا وكأنه مثل كبير، ولا أدعي أنني لصيق له في نشأته لأن فارق السن كبير ولكن حينما قابلت الدكتور بكر عن طريق الدكتور خضر في الظهران قبل أكثر من عشرين سنة كنت أتخيل هذا المثال الذي رأيناه في الصغر كبيراً وإذا به أكبر وإذا به ينشأ من خلال هذه البيئة والمعطيات الصادقة الأمينة التي جعلته يصدق في عمله ويصدق مع زملائه وينجح في هذا العمل، وتصبح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن جامعة يفتخر بها في أصقاع الدنيا بأسرها وقد يكون الفضل يعود إلى تلك البيئة الصغيرة الطائف التي ارتكز عليها الدكتور بكر عبد الله بكر وإن هذا النجاح امتد إلى سفارة المملكة العربية السعودية في تونس من خلال هذه المرتكزات.
على أية حال سوف يبقى الدكتور بكر عبد الله بكر غمامة تظل جامعة البترول والمعادن وأقترح أن إذا لم يكن فعلاً حقق هذا الاقتراح وليس هذا من باب المجاملة لأنني لم أعمل في جامعة البترول والمعادن ولم يرأسني الدكتور بكر في يوم من الأيام ولكني أقترح على المسؤولين في الجامعة أن يطلقوا على أكبر قاعة فيها اسم معالي الدكتور بكر عبد الله بكر.
والسلام عليكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .