شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أمين عبد الله القرقوري
مدير عام مؤسسة البلاد الصحفية والكاتب المعروف ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن آمن برسالته وأهتدى بهديه.
أيها الإخوة في العقيدة، في الإنتماء للماضي العريق الخالد ماضي الإسلام وحضارته وتاريخه في مواجهة التحديات الحاضرة التي تحاول التشكيك في الإسلام وعقيدته والفصل بين الدين والشريعة، وبين الحياة والدين، والمتطلعين للمستقبل القادم لهذه العقيدة الصامدة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
دون شك فإننا نكرم اليوم عالماً جليلاً خليقاً بالتكريم جديراً بالإكبار قميناً بالثقة في خلقه وفي علمه، وحين نتحدث عن العلماء إنما نتحدث عن الإسلام كله، حين نتحدث عن أي عالم من علماء الإسلام العاملين فنحن نتحدث عن الإسلام وعقيدته وشريعته وأحكامه، عن حضارته وتاريخه، عن جهاده وعن قدرته على مواجهة التحديات، ذلك لأن العالم المسلم العامل هو الذي يصنع الحضارة، وهو الذي يصنع ثبات الأمة وهو الذي يجند قدراتها وطاقاتها لمواجهة العدوان، وقد تجلى هذا في بعض المواقف الحاسمة في تاريخنا الإسلامي لن ينسى أحد مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية، ولن ينسى أحد مواقف العز بن عبد السلام، ولن ينسى أحد أيضاً مواقف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ولن ينسى أحد مواقف العلماء في كل بلد من بلدان الإسلام إنهم هم الذين حموا هذه الأمة وهم الذين حفظوا لها تراثها وشخصيتها ومعنويتها وهم الذين قاوموا غزوات الفكر التي شنها الغرب والتي شنها أعداء الإسلام في كل مكان، (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) إن الذي صنع هذا المجد وأزكى روح المقاومة والثبات في نفوس الأمة إنما هم العلماء، إنما هم الذين اقتدوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتخذوه قدوة ومثلاً أعلى، ولذلك كان العالم في كل عصر وفي كل مكان هو الملجأ الذي يلجأ إليه الباحث عن الحقيقة ويلجأ إليه الحائر بل ويلجأ إليه المظلوم، إن الحديث عن العلم والعلماء وأثرهم في تاريخ الإسلام وحضارته حديث طويل، والحديث عن هذا العالم الجليل أيضاً حديث طويل وجميل. ونحن جميعاً نعرف جوانب مضيئة من تاريخه الحافل والجميل، وهذه الليلة أريد أن أرصد ظاهرة تجلت في هذه الاثنينية، وتجلت في كل مكان أتيح فيه للمسلم أن يعبر عن رأيه وأن يظهر مشاعره إنني أحضر هذه الاثنينية وأشهد ويشهد معي الآخرون أننا ما شهدنا قط احتفاء واحتفالاً بأحد من المكرمين كما نراه ونشهده في تكريم العلماء، وما زلت أذكر الأمسية التي كرم فيها فضيلة الشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ ملا خاطر، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، فقد كان الجمع كثيفاً ورائعاً يؤكد أن المسلم لا يزال وفياً لعقيدته حين يبحث عن العلم، وحين يبحث عن العلماء، وهذه الظاهرة أثبتت أن المسلم وفيٌّ لعقيدته وشريعته حتى في الدول التي أمضت أكثر من عقد أو مجموعة عقود وهي تنشر أفكاراً هدامة كالاشتراكية وغيرها، حينما أتيحت الفرصة للمسلم أن يعبر عن رأيه في مجال الانتخابات في هذه النقابات أو غيرها اكتسح الإسلاميون في عمق الدول الإشتراكية الانتخابات وفازوا بالأغلبية في كل مكان، هذا الوفاء هو الذي يجعلنا نثق في أن مستقبل الإسلام سيكون بعون الله مشرقاً، نسأل الله تعالى أن يحقق آمالنا جميعاً وأن يبقي لنا العلماء دائماً قادة وموجهين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.