شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشاعر الكبير زاهد زهدي ))
- مسك الختام، لا أعرف هل هو قصيدة أم كلمة، دعونا نستمع إليه ونعرف بعد ذلك، لسعادة الدكتور الشاعر الكبير زاهد زهدي:
- أيها الأصدقاء الأعزاء أحييكم جميعاً، وأتمنى أن تقضوا أمسية جميلة في هذه الاثنينية التي أصبحت معلماً هاماً من معالم هذه المدينة الطيبة، وبهذه المناسبة وأنا ألتقي بصديقي وأخي الأستاذ خالد القشطيني، ونحن لا ننقطع عن بعضنا إن لم تكن مزاورة فمراسلة وإلا فمهاتفة، أود أن أشكر الشيخ عبد المقصود خوجة على ما يتيحه بين فترة وأخرى وبين آونة وأخرى لكتاب العراق وشعرائه وأدبائه ومفكريه الذين حاصرهم الطغيان داخل بلادهم وتحاصرهم الظروف الشاذة في الخارج إلا في بعض البلدان ومنها هذا البلد المضياف.
لعله كان من الخير لي أن أكون آخر المتكلمين وهذا الذي حدث فقد أطنب الجميع في مدحه إلا أني سأحاول هجاءه بعض الشيء، لن أقول شعراً إنما هي كلمة كتبتها يوم أمس.
 
(1)
من جميل المصادفات ونحن نحتفل بتكريم الصديق خالد القشطيني، أني تسلمت يوم أمس فقط نسخة من جريدة عراقية ساخرة تصدر في لندن تدعى (المجرشة) فوجدت على صفحتها الأخيرة كلمة عن خالد لمناسبة صدور كتابه باللغة الإنجليزية TALES FROM OLD BAGHDAD حكايات عن بغداد القديمة.
 
يقول صاحب المقال: لخالد القشطيني أسلوب حكواتي في الكتابة، حتى في مقالاته السياسية، وقد جعل ذلك الكثير من القراء يتسائلون لماذا لا ينصرف خالد كلياً إلى كتابة الحكايات وتأليف القصص والروايات بدلاً من هذه المقالات الجدية التي لا تجلب له غير الشتائم.
 
ثم يضيف الكاتب إلى ذلك قوله: يبدو أن (خالد) قد استجاب أخيراً لهذه النصيحة ونشر أول رواياته بعنوان (حكايات من بغداد القديمة - أنا وجدتي).
يقول الكاتب أيضاً:
 
سألنا القشطيني لماذا صدرت أول رواية له باللغة الإنجليزية؟ قال لذلك سببان: الأول لكي يخلص من الرقيب العربي.
بودي أن أحشر هنا تعليقاً عابراً هو أن خالد مخطئ بالطبع إذ يعتقد أن الرقيب العربي لديه الوقت الكافي لمراقبته مع أنك لو حاولت أن تطلب أحد هؤلاء الرقباء تليفونياً لأجابك جهاز التسجيل آسف إن جميع الرقباء مشغولون الآن كما هم دائماً.
 
السبب الثاني وهو مهم أن خالداً يعترف بعجزه عن حل مشكلة الحوار باللغة العربية وأن من السخف كما يقول أن يجعل فلاحة عراقية من الأهواز تتكلم لغة سيبوية كما أن تسجيل الحوار باللغة العامية - أفضل أن يقول اللهجة العامية - يثير مشاكل في الكتابة والقراءة والفهم بين القراء غير العراقيين.
 
هنا يثير خالد موضوعاً حيوياً وهاماً بودي لو تطرق إليه بالأمثلة عندما يحين الوقت بعد قليل ليتحدث إلينا وهل لديه مشروع لحل هذه الإشكالية التي تهم كثيراً غير قليل من الشعراء الذين يكتبون بالفصحى والعامية.
(2)
للقشطيني خالد مؤلفات عديدة، أقربها إلى نفسي حتى الآن الكتاب الذي يحوي يومياته في العمود الذي يحمل اسم (صباح الخير): بجريدة الشرق الأوسط، وذلك قبل أن يسلموا هذا العمود للكاتب المرموق السيد/ سمير عطا الله ويحيلوا القشطيني إلى عمود (أبيض وأسود) على يسار الصفحة قبل الأخيرة.
الواقع أنهم إذ فعلوا ذلك لم ينصفوا خالد القشطيني إن لم يكونوا قد ظلموه، وذلك لسببين، أولهما أن النقل لم يتم من صفحة إلى أخرى، وإنما أيضاً من يمين الصفحة الأخيرة إلى يسار أختها ما قبل الأخيرة أي أنهم أعادوه إلى اليسار مع أنه كان يسارياً أيام شبابه ثم أستقر يمينياً مع دخوله مرحلة الكهولة بعد أن أصبح اليسار لا يسمن ولا يغني من جوع وصار اقتصاد السوق شعاراً للكثير من أصحاب اليسار.
أما السبب الثاني فهو حشره في عمود أبيض وأسود مع أن الرجل بطبيعته لا يستطيع أن يكون ذا لونين في الوقت ذاته مع أني أعرف أن القشطيني يمتلك شيئاً ليس بالقليل من الصفات الثعلبية وأنا أذكر أبياتاً لي نشرها في عموده قلت فيها:
وأي سهم أطلق ابن (قشطة) لم يصب
وهـو الذي جعبتـه ضـمت صنـوف العجـب
حاوية شجاعة الليث ومكر الثعلب
 
وكانت هذه الأبيات جزء حوار شعري بيني وبين المرحوم الشاعر كاظم الطباطبائي من أركنساس بالولايات المتحدة حيث قال لي كاظم:
فـلا تدع لخالد
كـرية في الملعب
لأنـه يـروم أن
يوقعنا في مـقلب
فما هو اللاعب بل
هو اللعوب اللولبي
ينفخ يومـاً كرة
وبـعد يوم يختبى
(3)
خالد القشطيني أقام معي أو أقمت معه صداقة من نوع خاص قوامها الشعر وإن لم يقله والأدب الساخر وإن لم أدعه. وقد بلغ الأمر أن الكثير من الأصدقاء كانوا يسألونني عن السبب إذا غاب اسمي عن عموده فترة طويلة.
لا شك أن أسلوبه الساخر قد شدني إليه، غير أن المتتبع لما يكتبه خالد يجد فيه لا الكاتب الساخر فحسب، بل والناقد الاجتماعي المتعمق، وكل ذلك في إطار من الجرأة في أحيان كثيرة وإطار من التحفظ والحذر الشديد في بعض الأحيان وإلى حد الانزلاق أحياناً فيما يشبه التزلف والمدح لبعض الناس غير أني أود هنا أن أنبه هؤلاء الممدوحين إلى أن خالداً إنما ينافقهم بعض الأحيان لأنه لا يحب المديح ولا يجيده، بل إنه يعتقد أن أحداً لا يستحق ذلك، وإذا مدح أحداً فهو نوع من النفاق الأبيض على غرار ما نسميه الكذبة البيضاء التي صرنا نسمعها طيلة العام من معظم الناس وليس من بعضهم وفي الأول من أبريل فقط.
لا أريد أن أطيل عليكم فإني أخشى أن أنزلق إلى المدح والتزلف لخالد القشطيني، مع أنه لا خيل عنده يعطيني ولا مال. وبيننا النطق مثل الشهد والحال.
ختاماً، بودي أن أقول للأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجة أكرمك الله وأحسن لك العافية، إذ تذكر بين آونة وأخرى واحداً من أبناء هذا الوطن المنكوب الذي يتكالب عليه الطغاة من أبنائه أولاً ثم طغاة العصر ممن يتربعون على عرش هذا العالم المضطرب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.