شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( رسالة من الشاعرة عزة رشاد
تقرأ نيابة عنها ))
- أيها السادة الأخت الشاعرة عزة رشاد بعثت برسالة بمناسبة تكريم سعادة ضيفنا بدأت رسالتها بالشكر والثناء لصاحب الاثنينية والذي طلب ألا أذكر هذه المقدمة، وتقول:
وإنِّي لأنتهزُ فرصة تكريم الشَّاعرِ المبدع "المسافر" أبداً في فضاءِ الكلمةِ عَبْرَ جَناحَيْ الفِطرةِ الواعية، والكلمةِ المجنَّحة، والذي استطاع أنْ يجعلَ من الكلمةٍِ تذكرةَ سفرٍ غازية، خلفَ الحدودِ الجغرافيةِ للمملكةِ، ولهذا استطعتُ أنْ ألتقي بديوانِهِ الأول (عندما يسقطُ العَراف) منذُ عشرين عاماً بالإسكندرية، وأنا في الصفِّ الأول الثانوي وكان أوَّل ديوانِ شعرٍ أقرؤه لشاعرٍ سعودي دون أن أعرفَ جنسية هذا الشاعر لاعتبار أن الأدب عموماً أدبٌ إنساني عربيٌ. وقد أُعجبتُ بهذا الديوانِ حتى أنَّني اقتنيتُه بالشراءِ من مصروفي الشخصي. وكنتُ ألقي كثيراً من قصائده في الحفلات والأمسيات الثقافية التي كانت تقيمها كلية الحقوق عندما كنت بالجامعة. وإن كنت لا أعرف أحمد الصالح شخصياً إلاَّ أنَّني عرفتُ الشاعرَ من خلالِ ديوانِهِ كائناً أثيرياً حملني على جناحيه إلى فضاءاتٍ لم أكن قد دخلتُها من قبلُ.. فتعلمتُ منه كيفَ أنَّ الكلمةَ تنبُضُ من العروقِ قبلَ أنْ تسري من الحِبْرِ على السطور وكيف يحفر الإنسان آماله وأحلامه وآمال وهموم أمته بين الأضلاع فتراهُ يقول في قصيدته (قراءةٌ في يومِ الغفران).
سقطَ الغفرانُ في التِّيه
وفي أعينِهم.. قهرٌ وذِلِّه
مدَّ هذا الزحفُ.. أعلامى
وانهدَّ حِمَى (بارليفِ)
واندكّت.. حصونُ البغي حولَهْ
من ليالي الخيمةِ السودَاءِ
شبَّ الثأَرُ.. عن طوقِ الهزيمةْ
نَبَتَ النصر.. على جُرح شهيد
* * *
والجدير بالذكر أن المسافر وهو في رحلة سفرِهِ الأبدي يعزفُ أنشودةَ الحبِّ والحريَّةِ والحياة، فتحسُّ في قصائِدِهِ الوجدانية صوت النايَ الذي يضفي على القلب إحساساً (مدهشاً) فلا تدري ما إذا كان لحنُهًُ شدواً أمْ شَجَناً وأنيناً.
فقد عبَّر الشاعرُ عن فَرَحِهِ وتجربةِ حُزنِهِ من خلالِ المرأة، ليس المرأةِ الحس، وإنما المرأةُ الشعرُ والإلهام، المرأةُ الروح. فتراه يقول في قصيدته (للزمنِ بقيةٌ.. وللشعرِ امتداد):
يُوفِضُ نحوي هاجسُ صوتك.
هذا السَّاربُ بين رسيسِ الروح
وملء السَّمع.. وفيضِ حنايا الصَّدْر
كم أنتِ.. الآن
قصيدتي العصماء
ومنفتح الأشعارِ لديَّ
ومِرثاة العمر.
 
ولأنَّ المرأةَ هي الخِصبُ والنماء.. هي الروحُ والحياة، هي ملهمة الشعراء فيناجى الشاعرُ سيدة إلهامِهِ، باعثةَ السحر والجمال في منطقِهِ وتفكيره، وموردِ ألفاظِهِ العذبة، وفتنة قصائِده. أملاً أن تكون غيمةً خرافيةً كيْ تهطلَ بأمطارِها عليه، لتكـون لشعرِهِ امتداداً تنبضُ بها قصائدُهُ، وتزدهي بها روحُهْ، ولتظلَ بها ربابةٌ تضج بالغناء.. لهذا يقول:
حديثُكِ يُثرى لُغَتَي
يَمْنحُني.. أَحْلَى ما يكتبُهُ العشَّاقْ
حفياً للعشاق
أمانٍ.. لا تبتئسي بالأشواقُ
أمانٍ.. فانطلقي حيثُ يشاءُ القول
أعيدي زمنَ الخِصبْ
مواسمَ هذا الغيث المغداقْ
* * *
والمعروف أنَّ أحمد الصالح شاعرٌ رقيق، يثق بإلهامه مستسلمٌ له بحيث يستقبلُ الصُّوَرَ التي تنبُعُ من وجدانه ولا يحاول خَلقَها عن طريق الشعور لهذا تجد الصورَ في قصائِدِه ليسَ فيها تكلفٌ.. فهو على عادةِ السيرياليين مُعجَبٌ بالصورِ التي تتراسلُ فيها الحواسُ والمدركاتُ معاً والدلالةُ غيرُ الشعورية لصُوَرِهِ خاليةٌ من الصنعَة والتكلف ويبدو ذلك من ديوانيه (قصائد في زمن السفر) و(انتفضي أيتها المليحة).
وإن كانَ ما قلتُهُ هو قطرةٌ في بحرٍ من بحارِ حديثي عن (المسافر) ولكن هذا لضيق الزمن المسموح لي فيه بالحديث عنه. لذا أقدم ألف نهر اعتذار للشاعر.. وغابة من التهاني القلبية من هذا اليوم المؤرخَ. وإني لأغتنم هذه المناسبة لأفاجئ الشاعر بهديتي عسى أن تكون سارةً له وللإخوة الحضور وهي.. باكورةُ إنتاجه الشعري، أول قصيدة نشرتْ للشاعر أحمد صالح الصالح وهو طالبٌ في الجامعة قصيدة بعنوان (موْئدُ البعد) والتي نشرتْ بمجلة اليمامة العدد 132 لسنة 1386هـ.
(( موْئدُ البعد ))
قالت:
ألا تدري بأنَّك مُذْنِبُ
ولقلبيَ.. المسكينِ أنتَ مُعذِّبُ
وأَنا.. لَكَ الصَّدرُ الحنونُ الأرْحَبُ
والوردةُ الخَجْلَى التي لا تَعْتَبُ
هلاَّ رحِمتَ.. صغيرةً بِكَ تعْجبُ
وترى هواكَ هُوَ الهوَى يا مُتعِبُ
* * *
يا همسةً بيـن الشِّفـاهِ.. كفـى العـذابْ
قلبي تحرَّقَ في الهوى وهُوَ المُصابُ
وأنا.. أنـا لَـمْ أَنْسَ يـا شَهْديَ المُـذَابْ
يا مُلهِمي في البعد إنْ عَزَّ الإيابُ
صَدَّقـْتُ فيـكَ مشاعري دُونَ الشَّبـابْ
رِفْقاً – بمـنْ ترعاكَ قـد طـالَ الغيـابُ
وأكتفي بهذا المقطع من القصيدة لطولها
وأشكركم على حسن الاستماع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- الآن أيها السادة الكرام نتوق جميعاً للاستماع لفارس الاثنينية سعادة الشاعر أحمد بن صالح الصالح (مسافر):
 
طباعة

تعليق

 القراءات :649  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج