شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
إفتتح سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل بهذه الكلمة.
الحمد لله الذي وهبنا نعمة الحمد، والصلاة والسلام على خير خلقه، صفيه وحبيبه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.
الأساتذة الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أن أحيي باسمكم ضيف أمسيتنا الأستاذ الشاعر أحمد صالح الصالح الذي أشتهر بلقب (مسافر)، والشكر موصول لأستاذنا الكبير فضيلة الشيخ عثمان بن ناصر الصالح الذي غمرنا بفضله ولطفه، وآثرنا على نفسه من خلال تعليق أمسيته في الرياض لكي يمتعنا بوجوده وحلو حديثه، فلهما منا الثناء العاطر والشكر الوافر.
إن ضيفنا الكبير شاعر مطبوع على حب الكلمة، وتطويعها بما تحمله من موسيقى ومضامين عميقة، وتوظيفها لخدمة الغرض الشعري الذي يعالجه، سيما وأنه شاعر "نزاري" النزعة إذا جاز التعبير، ولكنه ليس مقلداً أو مُستنسخاً نَسْخاً شائهاً عن طَبعةٍ أصلية.. فقد هضم الشعر الموزون المقفى وأبدع فيه.. ثم وجد في نفسه ميلاً لتجربة الشعر الحر فقفز فيه قفزات كبيرة لم تنفصم عن الواقع المعاش، والتجربة الذاتية، لذلك جاءت قصائده في كل الحالات ذات عبق أصيل، تنسل كلماتها من وجدانه وتلامس شغاف القلب مباشرة دون وسيط.
إن شاعرنا (المسافر) عبر آماد الزمان والمكان اتخذ من الشعر مجدافين لمركبه المضطرب وسط أمواج الحياة العاتية ورياحها القوية.. وليس له متكأ في ذات الوقت غير الشعر الذي أصبح زاده في رحلة الأهوال.. فظلت نفسه مضطربة قلقة تجاه ما اعتبره خبزاً يومياً من مشاكل ومصائب موجهة نحو الأمة، تأبى إلا أن تتناوشه سهامها من كل جانب، ولعل اللقب الذي يحمله شاعرنا مسروراً به غير معبر عن القلق والحيرة التي تنتابه كلما حزبته الأمور فيرتحل منها وإليها في مناورات قد تطول وتقصر، ولكنها في كل الأحوال تصادمية الشكل دامية الأطراف، وبالرغم من ذلك فهو شاعر رقيق مرهف الإحساس، يذوب عشقاً في الجمال بكل صوره وأشكاله، يهوى الطبيعة، يسافر في عيون الصبايا، يملأ رئتيه بعبق العرار، وخضرة الأودية، وامتداداتها المغروسة في نفسه حتى أن عوامل التجريف المتنوعة لم تستطع أن تنال منها أو تنزع جذورها من شرايين القلب الذي صار في حجم الوطن.
كما تعلمون أيها الأحبة فإن ضيفنا الكبير ينحدر من بيت علم وفضل، فوالده عليه رحمة الله كان من أعيان مدينة عنيزة، وما المركز الكبير الذي أقيم فيها تخليداً لذكراه العطرة إلا إشارة من ذلك المجتمع المتآخي لمدى الوفاء الذي يكنه أبناؤه للفقيد الذي اعتبره الجميع والداً لهم، ذلك أن همَّه رحمه الله كان عاماً ولم يتقوقع في محارة الذات ونرجسية الأنا، وقد عاش كبيراً ومات كبيراً وترك لابنه الذي نحتفي به الليلة أجمل الذكريات.
هكذا نجد ضيفنا منسجماً مع قاعدته الصلبة، متجاوباً مع تطلعات الناس من حوله، متمسكاً بالقيم الرفيعة والمُثل العليا، وكونه نزاري اللون لم يجعله يقلب ظهر المجن وينبَّتُ عن جذوره، إنما نجده منطلقاً في فضاءات رحبة من العطاء المتمرد على القوالب الشعرية الخليلية.. ليس عن ضعف في الأدوات ولكن حباً في التجديد الذي يأخذ بالأجمل، ويرتشف رحيقاً مميزاً من كل زهرة، ليفرزه في النهاية عسلاً سائغاً للشاربين.
وبالرغم من أن ضيفنا مقل في شعره، غير أن كثيراً من الدارسين تناولوا هذا الشعر بالدراسة والتحليل نظراً لما يتمتع به من خصوبة وصدق في التناول وبالتالي أصبح علامة مميزة في شعرنا المعاصر.. أشكر لكم متابعتكم، متمنياً لكم أمسية مجنحة في آفاق الشعر، وأستميحكم عذراً في تعليق الاثنينية لظرف طارئ، تعود بزواله للإنعقاد محتفية بالصحفي الكبير الأستاذ خالد القشطيني، وسنوافيكم بإذن الله بتاريخ تواصلنا وانعقادها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :813  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج