فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
(( كلمة لسعادة الدكتور محمد بن مريسي الحارثي من هيئة التدريس وأستاذ اللغة العربية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ))   - بسم الله الرحمن الرحيم، سعادة الشيخ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجة، معالي أستاذي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، ضيفنا الكريم، أيها الحفل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا عطر بعد عروس كما يقولون.. ولكن الوفاء والتكريم موصول لضيف هذه الاثنينية المباركة.   ألمـت ودوني مـن تهامة بيـدها وعهدي بها عني كـثيراً صدودها جمـالية للبـدر سـنة وجـهها وللظبي مـنها مـقلتاها وجيدها سرت تستزيـد الـود والقلـب ملكهـا وهـل لـي قـلب غيره فأزيدها   هذه الأبيات لتهامي عاش قبل ألف سنة مما تعدون على أرض الجزيرة العربية وفي أقدس بطاحها، بطاح مكة المكرمة، يلتقي في هذا النفس الشعري البياني العربي بتهامي عصري حاك مثل هذا الوشي وزاد عليه رقة فوق رقة.   عندما دعيت لكي أتحدث عن ضيف هذه الاثنينية حرت في كيف أزور كلاماً يفي بهذه المكانة التي تجمع كوكبة كبيرة من أصحاب الفكر والكلمة الهادفة والنغمة الماتعة، الشاعر محمد التهامي شاعر يعد امتداداً لشعراء البيان العربي من شوقي إلى حافظ إلى غيرهما من الذين قالوا شعراً يستند إلى مرجعيتنا الأدبية في مشاكلة ذوق العربي وغيره من شعراء البيان وجدوا شيئاً غير يسير من الجحد والنكران في ساحتنا الأدبية والنقدية لأنهم يمثلون كما يرى كثير من الدارسين يمثلون القاعدة الشعبية في شعر المناسبات الذي نال هو الآخر شيئاً غير قليل من نقدات تحاول أن تزعزع الثقة بالبيانية العربية الناصعة وبصفاء المرجعية الإسلامية التي ينطلق منها الأديب المسلم الملتزم صاحب الكلمة الهادفة.   أيها الأخوة: نحن نعيش في حركتنا الفكرية والأدبية مرحلة تمزيق نسق المرجعية العربية في بعديها الفكري والأدبي حتى شوش هذا التمزيق على الذائقة العربية التي تراكمت على مر الأيام والسنين وتأصلت في الوجدان العربي تأصلاً لم تطوعه كما قلت ما طرأ علينا من تحولات مدنية جديدة، فأصبحنا نصنف الشعر وفق علامات ليست من الشعر في شيء، فنقول هذا الشاعر إتباعي ونقول هذا الشاعر إبتداعي وربما كان الإتباعي تلميذاً للإبتداعي، فمزقنا بهذه النظرة هذا النسق الشعري الذي أشار إليه فضيلة الشيخ بدر الدين عندما قال الشعر هو الشعر هنا في الجزيرة وفي أي موطن من مواطنه في عالمنا العربي لأنه ينتمي إلى مرجعية فكرية واحدة وينتمي إلى لغة واحدة لها قيمها وقوانينها المعيارية وما بعد المعيارية. أيها الأخوة: شاعر هذه الأمسية قد مر بتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية أمد الله في عمره، بدأ حياته الشعرية في فترة هيجان القومية العربية ثم الدعوة الدينية ثم النظرة الواسعة، نظرة الإنسان إلى الكون الفسيح والانتماء إلى الدين الإسلامي، شاعرنا فيما اختلست من بعض أبياته قد تأثر بهذه التحولات، أنظر إليه في قوله:     إن الـذي زينوه كله كذب ما لليهود بدار أرضها عرب   هذه الأبيات قيلت في مرحلة بعيدة من مراحل حياة الشاعر، ماذا لو نظم هذه القصيدة الآن وهو ينظر إلى مدينة كبيرة بها أربعمائة يهودي ومائة وأربعون ألفاً من الفلسطينيين ويضيقون على الكثرة في سبيل رفاهية القلة.. أنظر إليه في بعده الوطني الأفريقي:   مارد الأدغال ألقى قمقمه افتحوا الباب وإلا حطمه   أنظر إلى بعده الإسلامي: إن قال داعي الحق من يتقدم فأنا الحقيقة كلها أنـا مسلم   باسمكم أحي هذا الشاعر الذي يكرّم هذه الليلة، وفي تكريمه تكريم للشعر، تكريم للنسق العربي في مرجعياته التي ينتمي إليها فهو شاعر أقل ما يوصف بأنه ملتزم منتمي لأننا نعيش فترة الاحتراف الفكري وفترة الاحتراف الفني الذي قد يتمرد على الانتماء الالتزامي الذي يستند إليه الإنسان، لقد لخص أستاذنا معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني المحيط الشعري الذي سار في فلكه شاعر هذه الأمسية، فقد جمع في شعره بين العروبة والإسلام كما أشار معاليه، ولا تعارض بين العروبة والإسلام لأن العرب أعزهم الله سبحانه وتعالى بالإسلام، ولن تقوم لهم قائمة إلا بالإسلام، وهو شاعر الفطرة لأنه لا يتكلف قواه الغريزية ولا الاكتسابية في قسر مواد شعره وهو شاعر ملتزم، هذه الصفات التي شهد بها معالي د. محمد عبده يماني هي حقيقة واقعة في شعر ضيفنا، لذلك فهو قمين بهذا الاحتفاء الذي تشرفونه هذه الليلة، ويقدمه وفاء لشعرنا العربي سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة.   شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طباعة تعليق  القراءات :1349  التعليقات :0
صفحة 36 من 139

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج