شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ محمد علي قدس))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى المبعوث رحمة للعالمين.
أحبتي السيدات والسادة.
الحضور الكرام.
سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات.
أسعد الله مساءكم جميعاً، بداية اسمحوا لي أن أرحب بضيف "الاثنينية" الكبير المفكر، أحد أقطاب علم الاجتماع، وقد أعجبني ما قاله فيه الأستاذ علي الفريوي، بمناسبة الاحتفاء به في المعهد العالي للعلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، وأجد في قوله ما يتناسب مع احتفاء "الاثنينية" الليلة به وتكريمه كعلم من أعلام الفكر العربي، حيث قال (إن الدكتور عبد الوهاب بوحديبة مفكر ألمعي كلما زاد رفعة في علمه وتفوقاً في نشر علمه وأفكاره ونظرياته في علم الاجتماع، والعلوم الإنسانية ازداد تواضعاً نادراً، وألهمته رؤيته السوسيولوجية الثاقبة، ليكون أكثر التصاقاً بالواقع والتحاماً بقضايا مجتمعه المصيرية، والذين يعرفونه معرفة مباشرة، يكتشفون فيه روح المثقف الواعي بهموم عصره وأمته، بعيداً عن أضواء الشهرة وطلب الجاه).
الحقيقة التي لا بد أن تستوعبها أن المجتمعات في العالم لا تستطيع التقدم بلا علماء الاجتماع ومفكريه، وأستعير هنا مقولة لهذا العالم الفيلسوف، التي يؤكد فيها أن الهزات الاجتماعية عنصر من عناصر التقدم. الدكتور بوحديبة يطلقون عليه اسم الأب الروحي لعلم الاجتماع في تونس، فهو الذي أسسه في الجامعة التونسية، وكوّن جيلاً من الباحثين والأساتذة الذين ينتهجون نهجه ويتبنون أفكاره في الجامعة، لذلك هو بحق من النخبة المستنيرة، التي أسهمت في تطور هذا العلم، ومن المفكرين العرب، الذين وضعوا بصمتهم في الفكر العربي. عرفت أول ما عرفت اسم الدكتور عبد الوهاب بوحديبة، من خلال كتابه "الإسلام والجنس" الذي صدر عام 1990م، وكان ضمن قائمة أفضل مئة كتاب عربي فيما استفتي فيه الأدباء والمثقفون في العالم العربي عام 2003م، ولم تخل القوائم التي تلت تلك القائمة في السنوات الأخيرة من أحد مؤلفاته الغزيرة والمتنوعة والثرية، المترجمة للغات عديدة، التي يجيب فيها بعمق العالم، ورؤية المفكر عن مجمل الأسئلة المؤجلة والمسكوت عنها، فيما نعانيه من إشكالات فكرية وثقافية واجتماعية منذ بداية الألفية الثانية. وما نشهده من تحولات في الذات العربية والفكر العربي والواقع المأزوم الذي نعيش فيه.
ما يجد ذكره، الإشارة إلى ما دار من نقاش حول كتاب "العرب: الإسلام وأوروبا" للمؤرخين الفرنسيين أندريه ميكال ودومنيك شيفالييه وعز الدين فلوز، وهو كتاب يتناول الصراع بين عالمين جمعهما القدر الجغرافي والمصير التاريخي، وكان الدكتور بوحديبة من أبرز المناقشين لموضوعات الكتاب وما تناوله المؤلفان في أبوابه الرئيسة الحضارة الإسلامية، والإسلام والحداثة والعولمة، إلى جانب الدكتور عز الدين فلوز، فهما يملكان ثقافة فرنسية وعربية مزدوجة. وقد أراد ميكال وشيفالييه، الإفادة مما طرحه الدكتور بوحديبة في نقاشه من أفكار ورؤى، قد لا يستوعبها القارئ الفرنسي.
أيها السادة، أظن أنه لا يُذكر بيت الحكمة في تونس إلا ويُذكر الدكتور بوحديبة معه كأحد مؤسسيه، الذي يدير نشاطاته وما يحققه من أهداف في ثقافتنا المعاصرة بحثاً عن الحكمة الضالة، في إشكالية الهوية والذات العربية والسلوكيات الاجتماعية وقضايا الشباب.
أكرر الترحيب بضيف "اثنينية" أديبنا الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه الليلة وأشكر له حسن ظنه بي، فأشارككم الاحتفاء به وتكريمه بهذه الكلمة، التي أشعر أنها لا تفي هذا العالم الجليل حقه وأشكركم على حسن إصغائكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الأستاذ محسن العتيبي: شكراً سعادة الأستاذ محمد علي قدس، الكاتب المعروف، عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة، أيها السادة والسيدات نشكر المتحدثين، الذين ألهبوا فينا الاشتياق إلى سماع ضيفنا، وأن ننهل من نهره الدافق، أيها الضيف العزيز الدكتور "عبد الوهاب بوحديبة"، أمسيتنا في شوق لسماع حديثكم، وكلنا آذان صاغية، فلتتفضلوا بالحديث إلى "الاثنينية".
 
 
طباعة
 القراءات :291  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 207 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.