شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً جزيلاً للدكتور محمد سالم، وإلى راعي "الاثنينية" لأنه بدأ يشجّعنا كمجتمع أن نرجع إلى الناس الذين حفروا الصخور ومهّدوا لنا حياتنا الحالية إن شاء الله.
ارتباطي ومعرفتي بمعالي الشيخ (رحمه الله) لها ثلاث مراحل:
(مرحلة الطفولة): عندما كنا نعيش مع والديّ في الخارج، كان معاليه ينزل في بيتنا وكان أبي حريصاً على أن يكون البيت هادئاً، ويصبّ الماء في الأراضي كي تبرّد الحرارة في الخارج، وينبّهنا لأننا كنا أطفالاً صغاراً أن لا نقوم بأي صوت. في أحد الأيام، قال لي: "اذهبي إلى الشيخ لأنه يسأل عنك، امشي بهدوء، سلّمي عليه، وعودي بسرعة لأنه مشغول"، كنت خائفة وأرتعش، دخلت إلى الصالون، ورأيته جالساً على المكتب وعليه أوراق كثيرة لكن عندما اقتربت من المكتب، كان رأسي أقل من طرفه والأوراق على وجهي، رآني أختبئ وراءها. فأمسك بي واحتضنني قائلاً: "هل تعرفين ما اسمك؟"، فسلّمت عليه وركضت، خفت لأن أبي أكّد أن أخرج بسرعة كي لا أزعجه.
(المرحلة الثانية): كنا في مكة في "جرول"، وكان بيتنا يطل على "القشلة"، بينما كان بيته -رحمه الله- من الجهة الثانية من "القشلة"، وكان أمام البيت في دكه، كان الرجال دائماً يجتمعون هناك وبمن فيهم الشيخ طبعاً. لم أكن أعرف الرجال كثيراً وغتر بيضاء، ولكن ما الّذي كان يدفعنا إلى أن ننزل الدرج ونجري أمام الدكه؟ لا أعرف.
كانت زحمة الأهالي الذين يستخدمون (الحمير) للذهاب إلى ساحة إسلام كبيرة، كي يشجعوا فريق الكرة، وكنا نجري هناك، حتى يقال لنا قفوا وسلموا على عمكم، وإذ به يمسكني أيضاً، ويسألني السؤال نفسه: "هل تعرفين ما اسمك؟"، ولم أكن أفهم معنى هذا.
(المرحلة الثالثة): سافرت إلى الإسكندرية ودرست هناك، وتخرّجت لأكون الفتاة الأولى التي تحصل على بكالوريوس في الصيدلة في البلد، وعرفت أنّه يفتّش عني وأنا لم أكن أعرف أين هو؟ لقد كنا نعيش في الإسكندرية، واتّضح لي أنّه كان يسكن في سيدي بشر. وعندما قال لي: "تعالي، لكي أقابلك، خفت وكلّمت أبي في جدة، وسألته: "ماذا أفعل؟" قال لي: "اذهبي وسلّمي عليه لأنه يسأل عنك"، وتبيّن لي لاحقاً أنّه كان على تواصل مع أبي، وبارك له لأنني أول من حصلت على هذه الشهادة. ذهبت أفتش عن منزله، وعثرت عليه في سيدي بشر وهو منزل يطلّ على البحر، وكنت معه بمفردي، فقال لي: "ماذا تريدين أن تفعلي؟ لِمَ تدرسين هذا؟" قلت له: "أنا عندي بكالوريوس صيدلة ولا فرصة لي لأعمل في أي مكان". قال لي:"ماذا تريدين أن تفعلي إذاً؟" قلت له: "أريد أن أصير معيدة في كلية الصيدلة في جامعة الإسكندرية"، قال: "حسناً، سأرى هذا الموضوع".
اتصل بالجامعة وبالناس الذين هناك، واكتشف أن نظام الجامعة لا يسمح ببقائي كي أكون كما أريد فهذا ليس مقبولاً، لأنني سعودية، فكيف أشتغل معيدة في كلية صيدلة في الإسكندرية؟ ولم أكن أعرف الأنظمة، فبعث الشيخ تقريراً إلى الوالد، وقال: "هذا الموضوع صعب، وليس سهلاً أن تشتغل هنا لأنّ النظام يرفض ذلك، لكنني كلّمت مدير الجامعة وعميد الكلية كي يفتحا لها البرنامج الذي كان يومها مقفولاً، وهو دبلوم التحليل الكيميائي الحيوي، وكان من البرامج الصعبة لذلك لا يفتحه أحد، فُتحَ تلك السنة لأول مرة والتحقت أنا وأحد زملائي به، وبدأ البرنامج، وكانت الخطوة الأولى في حياتي أن أبتدئ مرحلة البحث العلمي والدراسات العليا. وشكراً لإتاحة الفرصة إليّ بالحديث عمّن أعدّه أبي الثاني، أو أبي الروحي.
 
طباعة
 القراءات :300  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 200 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.