باقِعَة مِنَ الرِّجال كانْ |
محمَّدُ السُّرور ذي الصَّبَّانْ |
ذاك الرجُلْ |
تَشْتَاقْهُ الأوطانُ |
في أزمانْ |
ناءتْ بها مَعالِمٌ أثِيرَةْ |
محمدُ السُّرور ذي الصَّبَّانْ |
نادِرَةً بينَ الرِّجال كانْ |
* * * |
أقِفْ... أكْتَفي مِنَ المقولْ |
بالقوْل ذِي الشُّمُولْ |
يُقفُونَ ... يَسْأْلُونَ ... يَغْمِزُونْ: |
ما تَرَوْنَها الرُّجولة؟! |
غِنِّى ومَالٌ أمْ سُلطانٌ |
أمْ فُحُولة؟ |
أسْمى سِماتِها الرُّجُولة |
أنْ يَصْدُقَ الجَنانُ واللِّسانْ |
فرادةُ الخِلال والفِعالْ |
وصَوْغُها الآمال والأعمال |
أنْ تُلوَّنَ الدَّياجيرُ |
بأقواس قُزَحْ |
وتُمْتَطى مشاعل الفرحْ |
محمَّدُ الصبَّانُ كانْ |
عجيباً عِشْقُهُ الأوطانْ |
وَعشقُها |
هوَ الرَّفاء والنَّماءُ |
في أزْمِنَةٍ مُغْتَربة |
أزْمِنَةِ الخَواءْ |
* * * |
مَضَى الرَّجُلْ |
يَقِفُ الخاوونَ |
يَبْحَثونْ |
مِنْ أيْنَ يُؤْتى ذلكَ الرَّجُلْ |
في القُبور يَنْبِشُونْ |
الصَّخرةُ الصَّؤُونْ |
كيفَ تُخْتَرقْ؟؟ |
لا تُعْدَمُ الطُّرُقْ |
لا يَعْدَمُ الفَتَّانُ |
* * * |
ذاكرةُ الأوطان تَسْتَشِيطْ |
تُعاتِبُ الأزمانْ |
تُخاصِمُ الرِّجالْ: |
كيفَ تُغْمَضُ الأجفانُ |
عنْ مَآثر جلالْ |
أأِنْ مَضى الرِّجالْ |
أإنْ مَضَوْا نُمِضُهُمْ |
أإنْ مَضَوْا نَقَضِّهُمْ |
لا كانتِ الحياةْ |
خاوية الوفاضْ |
خالية مِنَ الذِّكَرْ |
وَقودُها المُبينْ |
في الرَّخاء والْمِحَنْ |
وَذِكَرٌ أيُّ ذِكَرْ |
وَرَّثها ذاكَ الرَّجُلْ |
* * * |
لَنْ تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا |
إكسِيرُها الحياةْ |
بوَحْيهِ البَهيرْ |
تُنْزَعُ الأغلال |
تُكْسَرُ الأقفالُ |
يُنْبَِذُ التَّنابُزْ |
يَنْسَربُ الحبُّ |
فتُشْرقُ القلوبْ |
تُنْزعُ الأحسادُ والأحقادْ |
يُرْمى بها |
تَنْكَفئ السِّهامُ النَّافذةْ |
تَسْتَدِيرُ ... تَسْتَحيلُ أشْرعَة |
تُدِيرُها السُّفُنْ |
إلى مَرافئ البناءْ |
إلى شواطئ الرخاء |
يَسْتَحيلُ قاتِلُ السِّهامْ |
مَنابرَ الإعلانْ |
عَنْ مَآثِرِ حِسانْ |
مَآثِرُ المَاضِينْ |
مَحَجَّة الآتِينْ |
* * * |
تلكَ كانتْ قصَّة الرَّجلْ |
قِصّة خُيُوطها مَغْزُولة |
مِنَ الأسى والرَّجا |
وَبارق الأملْ |
غَزَلْتُها حِكاية |
للكِبار والصِّغارْ |
والحبُّ والسلام |
هدية الخِتامْ |