شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير، ضيوف هذه الليلة من الرجال والنساء، في الاحتفاء بالكاتبة الأستاذة انتصار العقيل، التي بدأت في وقت مبكر، وقت كان فيه عدد الكاتبات يعددن على الأصابع، كان ربما كلهن ثلاث كاتبات أو أربع إلى خمس، فكانت الأرض متاحة إلى أن تستوعب أقلاماً نسائية جديدة، وكانت الأستاذة انتصار العقيل هي هذه الكاتبة التي وفدت إلى الساحة، بعد الأستاذة خيرية سكاب بعد الأستاذة نورة السعد، وبعد الأستاذة عزيزة المانع، وبعد الأستاذة فوزية أبو خالد، يعني الأسماء الطيبة والجميلة التي لها القيمة الأدبية والفكرية. بدأت الأستاذة انتصار كما يقولون بلغة الوجدان وبلغة الحب، وبلغة العاطفة، فأفسحت لنفسها موقعاً، وكان كتابها "فيروس الحب"، وهو عبارة عن خواطر وجدانية وعاطفية، ونجح هذا الكتاب وكما يقولون قد بِيع منه الكثير، وطبعاً بَيع الكتب يتصل أحياناً بالموضوع، وأحياناً بالعنوان، وأحياناً بقدرة الكاتب وجماهيريته. فهناك أسباب عديدة لنجاح الكتب، ولكن من بين أسباب النجاح من دون شك هو عنوان الكتاب، وأذكر في هذا حادثة طريفة، يعرفها ربما كثيرون من الحاضرين، عندما كتب الأستاذ عبدالله عبد الباري. وقد كان رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عندما كان الأستاذ إبراهيم نافع رئيساً للتحرير. وبعد أن ترجّل الأستاذ عبد الله عبد الباري من منصبه كرئيس مجلس إدارة الأهرام، وهي مؤسسة عريقة وكبيرة، ولها سمعة في طول الوطن وعرضه ولها تاريخ أيضاً، لأنها هي تعدّ من الصحف الأولى في العالم العربي، لأنها بدأت في أواخر القرن التاسع عشر.
كتب الأستاذ عبد الباري ذكرياته كرئيس مجلس إدارة، وحياته في الصحافة، والإعلان، وما يتصل بهما، لكنه كتب مذكرات الأستاذ فلان، وذهب بالكتب إلى المعلم مدبولي كما أظن، والمعلم مدبولي كما تعلمون، وهو صاحب المكتبة الشهيرة، وهو رجل ثقافة من الشارع، وثقافته من الرصيف، وقد كان بائع صحف تطور حتى أصبح صاحب دار نشر كبيرة جداً في القاهرة، فلما نظر في العناوين، وقد كان سريع التقييم للكتاب، وجد أنّ العنوان ليس جاذباً للبيع، فقال له: "أستاذ لو سمحت لا بد أن تغير العنوان". قال: "والله هذا المتاح". قال له: "لا. لا بد أن تغيره". قال: "حسناً بِمَ تنصح"؟ قال: "أنصح أن تستشير الأستاذ أنيس منصور". والأستاذ أنيس منصور كان آنذاك كاتباً من كتاب الأهرام، يكتب مواقف على الصفحة الأخيرة. فراح الأستاذ عبد الباري للأستاذ أنيس وقال له: "إن الموضوع كذا كذا. وقد اقترح الأستاذ مدبولي أو الشيخ مدبولي أو المعلم مدبولي أن نغير العنوان". قال: "ما هو عنوانك القديم"؟ قال: "كتبت ذكريات فلان الفلاني". قال: "لا، يا أستاذ نكتب في العنوان ذكريات عارية". ذكريات عارية؟ طبعاً، ضع العنوان على الكتاب، فطبع عشر طبعات بسبب العنوان، ولم تكن هناك أي ذكريات عارية، وكانوا يعتقدون أن هناك قصصاً وأن هناك تفاصيل، لذا بيع الكتاب بسبب عنوانه، وهكذا فيروس الحب بِيع بسبب عنوانه، و"أرصفة بلا موانئ"، الذي كتب له الأستاذ عبد الله عبد الجبار المقدمة، وقد كان أيضاً مأخوذاً به، وهو رجل تربية وتعليم وفكر وثقافة، أستاذ جيل بحاله، الأستاذ عبد الله عبد الجبار عندما فوجئ بأن هناك أقلاماً نسائية تبحث عن نفسها، وتبحث لها عن موقع لها تحت الشمس كما يقولون، انبهر حقيقة، وقال: "أهكذا الدنيا كريمة معنا إلى هذا الحد؟ أن تأتينا بأقلام نسائية، وقد كنا نريد فقط أن نعلمهن القراءة والكتابة"! فإذا بالأيام تتغير وتتبدل ويظهر في الساحة كاتبات مجيدات، يكتبن شيئاً يقرأ. كان الكتاب هو "أرصفة بلا موانئ" فكتب عنه الأستاذ عبدالله عبد الجبار مقدمة ضافية وعظيمة جداً، تذكر بالكثير من المقدمات التي تتساوى مع كتب، أو ربما تعلو قيمتها على قيمة الكتاب نفسه. وقد حقّق كتاب "أرصفة بلا موانئ" مبيعات جيدة وفق اعتقادي، لكن فيروس الحب كان أكثر الكتب مبيعاً، ولا أدري كيف كان الوضع مع بقية الكتب. لكنني الآن أفاجأ بأن الأستاذة انتصار لها ثمانية عشر كتاباً، وهذا رقم كبير جداً، ويذكرني أيضاً بقصتي مع الأستاذ طاهر زمخشري - رحمه الله، الأستاذ طاهر زمخشري كان شاعراً مجيداً وعظيماً بلا جدال، ولكن كان حظه ليس على قدر إنجازه، يعني كان شاعراً عظيماً بحق، لكن الحظ لم يكن مؤاتياً له، لكنه كان قد حقّق في عالم الفن مساحات من النجاح كبيرة جداً. وقد أتاني الأستاذ طاهر زمخشري مرة بديوان اسمه "الخضراء" وكان الديوان عن تونس، وقد كانت له مع تونس قصة طويلة تعلمونها كلكم، فالكتاب كان يتحدث شعراً عن حياته في تونس، وأيام تونس، وليالي تونس. قرأت الديوان فرأيت أن فيه قصائد كثيرة جداً، فمن باب المحبة وليس أكثر من ذلك، قلت له: "أستاذ طاهر لو اختصرنا هذا العدد من القصائد الكثيرة، واستبعدنا بعضها، قد يكون أفضل". وكنت أتوقع من الأستاذ –وقد كانت لي معزة عنده خاصة جداً- أن يتقبّل رأيي بصدر رحب، ولكن الأستاذ غضب غضباً شديداً غير متوقع من قبلي على الأقل، لأنه كان يعتقد أن شعره لا يصح لأديب شاب صغير أن يجرأ ويطلب منه أن يحذف بعض القصائد. لكني أعتقد أن الكم ليس معياراً للجودة، وليس معياراً للقيمة، وحقيقة نحن الآن كأننا في زمن الكم، إذ أرى ما شاء الله عند مؤلفين ما يقارب الثمانية عشر والعشرين والثلاثين مؤلفاً، كذلك الأستاذ محمد حسن فقي كان أحد عيوبه وهو شاعر عظيم بلا جدال، أن الأعمال الكاملة استغرقت عشرة مجلدات، وهي أكبر أعمال كاملة في التاريخ كله، حتى "الإلياذة" لهوميروس تكاد تكون أقل، لكن الأستاذ محمد حسن فقي كان غزير الإنتاج، وليس إن كنت غزير الإنتاج يعني أن تطبع وتقدم كل ما تملكه، قد تكون غزير الإنتاج ولكن لابد أن تكون هناك عملية غربلة، وفرملة، لتقديم الأفضل على الأقل، لكن كانت مشكلة الأستاذ فقي هذا الكم الهائل، ولذلك بقي ديوانه الأول "رجل وقدر"، وهو أكثر دواوين الأستاذ المرحوم محمد حسن فقي أهمية وقيمة.
دخلت الأستاذة انتصار في ثمانية عشر كتاب، وهي بهذا تنافس الأستاذ أنيس منصور أيضاً، لأنه صاحب أربعين كتاباً أو ما حولها، وأعتقد إن أردنا التخفيف من هذا الكم الهائل من الكتب، نريد كتباً أقل وقيمة أعظم، هذه كلمتي للأستاذة انتصار متمنياً لها التوفيق ودوام الاستمرار، ولكن لي كلمة أخرى فهل يأذن لي بها الأستاذ عبد المقصود حول ما أثير الأسبوع الماضي من خلاف بين جمعية الثقافة والفنون وبين النادي الأدبي حول المقر؟ فقد قيل في تلك الأمسية إن النادي الأدبي يطالب الجمعية بأن تخلي المقر، وتغادر المكان، وقد حصلت إشكاليات كثيرة بين الطرفين، والشيخ عبد المقصود كان عنده رأي، وآخرون كان لهم رأي آخر، وكلها تقول إن هذا النادي ببنائه السابق قد بُني من أجل أدباء جدة، وقد أسهم فيه الكثيرون حتى من أكثر الناس في المرحلة الأخيرة. كانت غرفة جدة التجارية، من خلال الشيخ إسماعيل أبو داؤود، والدكتور دحلان، اللذين أكملا المبنى في المرحلة الأخيرة، ولولا جهودهما لما اكتمل المبنى، لكن في الأحوال كلها، المبنى ليس ملكاً لا لزيد ولا لعبيد من الناس، فهو ملك لكل أدباء جدة، هذا النادي هو مبنى لنادي أدباء جدة. وقد التقينا الأسبوع الماضي مع الدكتور عبدالله السلمي وهو رئيس النادي الأدبي الثقافي في جدة، وفي هذه الأيام - تعلمون هذا الكلام- هو رجل له قيمته وله مكانته، وطرحت عليه الموضوع عندما كنا في صباح من الصباحات في معرض الكتاب الدولي في الرياض. قلت له: "إن الناس يقولون كذا وكذا وكذا، ما هي كلمتك"؟ قال: "لم نطالب أبداً الجمعية بالرحيل ولم نطالبها بإيجار ولم ولم ولم، ولا وجود لهذا كلام، وهناك اتفاق بيني وبين الرئيس الأسبق للجمعية وهو الأستاذ عبد الله باحطَّاب، لكن يبدو أن الرئيس الجديد لا يعلم عن تفاصيل العلاقة والانسجام الذي كان قائماً بين النادي وبين الجمعية، وهو لذلك يتصرف أو يقول بحسب معلوماته، وهي ليست كاملة، الجمعية مرحب بها في مكانها من النادي، وتبقى فيه، ولا نطالبها بإيجار، ولا نطالبها بدفع فاتورة الكهرباء، وكل ما يوجد بيننا أننا نريد أن ننسق بين النادي وبين الجمعية، لأن اجتماع لمناسبتين معاً في يوم واحد، وفي ليلة واحده سيؤدي إلى ارتباك في الشارع وفي الحضور وفي المواقف، وهناك اتفاق على التنسيق إذا كانت هناك أمسية يوم الأحد في النادي، ألا تكون هناك أمسية أخرى في الليلة ذاتها لجمعية الثقافة والفنون، وهكذا، فالموضوع كله يكمن في تنسيق مواعيد المناسبات والأمسيات وتنظيمها، أما ما عدا ذلك فلم نطالبهم بالرحيل ولم نطالبهم بالخروج، ولم نطالبهم بأي شيء من هذا القبيل. أما بالنسبة إلى مستودع الكتب، أو الذي منذ زمن كان مكتبة، فالجمعية تطالب بأن نخلي هذه الكتب، فقلنا إننا لا نستطيع أن نخليها ولا نملك هذا الحق، لأن صارت هذه الكتب جزءاً من ملكية النادي، وهي ملكية تاريخية، فمن غير الممكن أن نزيلها ونرميها أو ننقلها إلى أي مكان. إذاً، لا يوجد مشكلة الآن والجمعية مرحب بها في مقرها، وتبقى اليوم وغداً وإلى أن يشاء الله، وقد أردت أن أوصل هذه المعلومة، وقد شارك الحضور في الاستماع والمشاركة بالرأي في قضية الجمعية الثقافية وخلافها مع النادي، فليس ثمة خلاف بين الاثنين بل هناك اتفاق، ولكن الرئيس الجديد لجمعية الثقافة والفنون لم يكن على علم بكل هذه الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، والتي تقيم علاقة طبيعية، وسليمة، وجميلة بينهم". شكراً وتمنياتي للأستاذة انتصار بمستقبل دائم، واسع وعريض، ومزيد من الإنتاج، وإن كنت أقول بأننا لا نريد كماً إنما نريد كيفاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الكاتب والأديب المعروف الدكتور عبد الله منّاع، أما الآن الكلمة لسعادة الكاتبة والتربوية المعروفة سعادة الأستاذة فريدة فارسي، مديرة مدارس الحمراء بجده، فلتتفضلي.
 
 
طباعة
 القراءات :390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 167 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج