شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على حبيبنا، وقدوتنا، سيدنا محمد بن عبد الله، الصادق الوعد الأمين، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته أجمعين.
السيدات الفاضلات.
الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ربع قرن من الزمان ظلت تعاقر رشاقة الحرف، تعشق الكلمة، فبين مقالاتها الوجدانية عبر (فيروس الحب) الصادر عام 1409هـ/1988م، وبين الاسم الشركسي الذي اختارته لآخر روايتها "سيمازا" الصادر عام 1434هـ/2013م. ارتحال مع الكلمة في بيادر القصة، والرواية، والمقالة، والصحافة. فصول، وحكايا، مواقف، ووقفات، مشوار توسدت فيه حب البوح، وشغف الرسم بالكلمات، عبر ثمانية عشر مؤلفاً، زاوجتها بمقالات في صحف، ومجلات محلية، وخليجية، ومصرية. الكاتبة الأستاذة انتصار بنت منصور بن ناصر العقيل، فأهلاً، وسهلاً، ومرحباً بها ضيفةً عزيزةً على "الاثنينية".
إن المتتبع لمؤلفات ضيفتنا الكريمة، يلاحظ اختيارها عناوين جسّدت مفهوم الحب صراحة، أو من وراء حجاب، فمرة يأتي "حتى الثمالة"، وأخرى يتمطى "على الهواء" مباشرة، وثالثة نراه نزيلاً في "حجرات القلب". تبدأ منه وتنتهي إليه. هكذا تمضي سافرة عن رؤاها وأفكارها، تسامر قارئها الذي يحتفظ لها بمساحة مقدرة من المتابعة والترصد لكل جديد، تسامره بــ "دف البوح " قصص وحكايا، تموج بها جنبات رواياتها، فنالت استحسان بعض كبار الكتاب، فالأستاذ الكبير فاروق شوشة الذي كرمته "الاثنينية" بتاريخ 1/8/1410هـ الموافق 5/3/1990م، قال عن مؤلفها الموسوم (دفء البوح) "لم تعد انتصار العقيل في حاجة إلى تقديم، ولا إلى ضوء كاشف يتعقب في كتاباتها مساحات البوح والإفضاء، لقد أصبحت كاتبة لها لغتها، ولها أسلوبها، ولها جمهورها من القراء والقارئات، هذا الجمهور ليس مجموع قرّاء بالمصادفة، لكنه جمهور واعٍ مترابط يقصدها في حاجاته الأساسية وهمه اليومي والحياتي، ونجواه الروحية، وصراعاته على مستوى النفس والعقل، موقناً أنه سيجد لديها دوماً شجاعة التناول، ومرافئ الوصول، والصدر الرحب القادر على أن يتسع، ويتحمل، وينتظر من دون كلل أو ملل، ومن دون يأسٍ أو انكسار".
يطغى على العطاء الإنساني الإبداعي لضيفتنا الكريمة المذهب الرومانتيكي، الذي ينصب اهتمامه بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف، ومشاعر، وأخيلة، صاحبة مواقف فكرية، أخذت على عاتقها الانتصار للنفس الإنسانية، لأنها تنتمي للتيار الإنساني إن جاز التعبير، بكل ما يحمل من معاني الكرامة، والإنصاف، والحرية، والعدل، والمساواة، والنزاهة، والعفة، والطهر، والنقاء. توغل في تأملاتها الرومانسية، بلا تصنعٍ أو تزييف، بأسلوبٍ سهلٍ وبسيط، وكلمات رقيقة، وجمل آسرة، تهدف إلى سبر أغوار النفس البشرية ما استطاعت لذلك سبيلاً، واستظهار ما تزخر به من عواطف، ومشاعر وأحاسيس، وأخيلة، للتعبير من خلال الذاتية عن عواطف الحزن، والأسى، والكآبة، والألم، والأمل، ومن خلال العفوية الخالية من تأنق الأسلوب، وجزالة اللفظ، ودقة التراكيب اللغوية، مع الاهتمام بالطبيعة وضرورة الرجوع إليها، فجاءت كتاباتها سهلة، ميسورة، تستولد معانيها بعفوية بعيدة عن الرتوش والمساحيق التي تذهب بلب الأفكار، فتفهمها شرائح القراء الذين يرون في كتاباتها متنفساً وجدانياً، وتأطيراً لما تجيش به نفوسهم من آمال وآلام، وأحاسيس، ومشاعر تتدفق.
(حين تهطل السماء دموعاً) كتابها الصادر عام 1430هـ/ 2009م، جاءت بموضوعاته من أرض الواقع بكلمات غاضبة صارمة، تدلف بنا إلى مواطن الأوجاع، فتضع الأصبع على الجرح، والألم، والحب، تعرض الآفات الاجتماعية التي لا ينجو منها مجتمع، كالفاقة المدقعة، والجهل المطبق، والتخلف المزمن، وغيرها من الواقعيات، تلتقط بعدسة كلماتها صوراً متباينة تباين الحياة، متصلة، متنافرة، ولكنها تتسق في النظام الاجتماعي الذي تتفاوت فيه الأنماط، وتشوبه المتناقضات، وتسوده الاختلافات في معظم مظاهره وحيواته.
كتابها الموسوم (موانئ بلا أرصفة) الذي رصدت فيه مجموعة من المقالات الصحافية، كتب مقدمته أستاذ الأجيال الراحل عبد الله عبد الجبار -رحمه الله- فرأى في ضيفتنا موهبة القصة ظاهرة في كتاباتها، قائلاً لها: مهما كتبتُ عن أي كاتب مدحاً، أو ثناء، أو هجاء، فلن يحصد سوى ثمرات يراعه. أما روايتها الأخيرة التي أهدتني أول نسخة منها "سيمازا" -هذا الكلام إليّ أنا وليس للأستاذ عبد الله عبد الجبار رحمة الله عليه- الصادرة بتاريخ 1434هـ/2013م تقول فيها: "لا أدري متى قررت أن أخطف نفسي وأنسلخ عن ذكريات طفولتي الجميلة، البريئة، وأحلام شبابي الحالمة، وفشل وانهيار مخططاتي الخيالية كلها. اخطفي نفسك وابدئي مشوار عمرك الجديد".
وبطبيعة الحال، دافعت ضيفتنا الكريمة عن المرأة وعزت سطوة الرجل إلى العزلة، والتقوقع على الذات، والاعتماد على الطرف الآخر على أساس أنه تأشيرة دخول المرأة إلى الحياة، وغيابه يعني شهادة وفاتها. لذا تستحث بنات جنسها، إلى إدمان القراءة في ظل أبواب المعرفة المشرعة والمشروعة، التي تعدها طوق النجاة من الوضع الكئيب المأزوم، لأنها من أهم الوسائل لمعرفة كنه الذات، واكتشاف قدرتها، وتعزيز مكانتها في العصر الحديث، كما ترى أن المثقف الحر وحده من ينصف المرأة، ويساندها في الخفاء وعلى الملأ. وهي حين تهاجم بعض الرجال لسلوك غير إنساني، فذلك لصالح الرجل محبة، وتقديراً لدوره المهم في حياة المرأة، وعلى الرجل أن يدرك أن قوامته أيضاً بالسهر على تأمين نموها العاطفي، والفكري، والنفسي.
اختلف معها الكثيرون ولكنهم لم ينطلقوا من موقف ذكوري؛ لأن الذكورة ليست أعضاء جسدية، بل إنسانية راقية، وأخلاقاً حميدة، وقيماً عالية مرتبطة بالشهامة، والشجاعة، وقوة المنطق والحجة. فأصدرت كتابها "قد نختلف"، الذي وثقت فيه رأيها وآراء الآخرين، طالما أن للنقد البناء قوانينه البديهية الواضحة، التي تفرض الاحترام وتبادل الآراء، مساندة أو هجوماً بأدلة موثقة، ومنذ بداية رحلتها في الساحة الأدبية، أدركت أن الحرية الفكرية مسؤولية تفرض احترامها وتقبلها من الآخر، على الرغم من أنها قد تكون قاسية، لكن المهم أن تكون غير جارحة.
مرة أخرى أرحب بضيفتنا الكريمة، على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم بمشيئة الله لتكريم الشاعر، والأديب، والكاتب، والإعلامي البارز، الأستاذ "معيض البخيتان"، له أكثر من 12 مؤلفاً في الشعر والنقد فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم .
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، مؤسس هذه "الاثنينية" وقد ألقى كلمته الترحيبية بضيفتنا الكريمة، أيها الإخوة والحضور الكرام، أرجو أن أشير إلى أنه بعد أن تعطى الكلمة لفارسة أمسيتنا، ستتم محاورتها عن طريق الأسئلة، التي آمل أن تتفضلوا بإلقائها مباشرة، راجين أن يكون سؤالاً واحداً لكل متسائل ومتسائلة، وأن يعرف السائل بنفسه، ومهنته، ثم يطرح السؤال مباشرة، حتى تتيح الفرصة لأكبر عدد منكم ومنكن.
والآن نستمع إلى الكلمة الأولى، لسعادة الكاتب المعروف الأستاذ "عبد الله خياط"، فليتفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :484  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 165 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج