شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ سلطان البازعي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أصحاب المعالي.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه.
السيدات والسادة.
بداية لا بدّ من التعبير عن أنني أشعر بالفخر لوقوفي أمامكم والتحدث أمامكم في هذا الصالون الأدبي العريق، ممثلاً لمؤسسة عريقة أفخر بالانضمام لها وهي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
كلمة شكر واجبة لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الالتفاتة للجمعية، في وقت تحتاج الجمعية لالتفاتة المجتمع ولأن تكون مطروحة في وجدان الناس، اعترافاً بأهميتها وقيمتها وما تؤدّيه من خدمات، وما أدّته من خدمات أيضاً عبر تاريخها الطويل، الذي تفضّل سعادة الشيخ عبد المقصود بالحديث عنه وعفاني من ذلك، لأنه ما شاء الله كان راصداً جيداً لتاريخ الجمعية. أود أيضاً أن أشكر صديقي الأستاذ سعود الشيخي على ما تفضل به من كلمات عن هذه الجمعية وعني شخصياً، وأيضاً أشكر أستاذي الدكتور عبد الله مناع الصحفي الكبير والمثقف المستنير، الذي أيضاً عبّر عن طموحاتنا جميعاً تجاه هذه الجمعية، وما يجب أن تعمله، والأدوار التي يجب أن تقوم بها، وأتفهم تماماً ما يشير إليه، ولعلي في جزء من الحديث أشير إلى بعض هذه الأمور، ولن أطيل لأن الجمعية في حالة تقشف، فيجب أن أتقشف في الكلام أيضاً، لكن أنتم تعلمون أن الجمعية الآن تصدّرت كثيراً من الجدل الإعلامي لأسباب تتعلق بميزانيتها وحالة التقشف التي لجأت إليها من خلال ضغط المصروفات، ومن المناسب أن نتحدث أيضاً عن المستقبل وماذا بعد؟ هل سنقف، وبالتّالي تقف الجمعية عند هذه المرحلة أم لا؟
لعلي ناقشت هذا الجزء من الحديث في بعض المقابلات الصحفية مؤخراً، وأعتقد أنّ موضوع التقشف في الجمعية أصبح مادة إثارة صحفية لا شك أنكم تعرفونها، يعني حتى في حديث اليوم في "عكاظ"، انتقى الإخوان عبارة، لم أقلها أساساً، ووضعوها عنواناً رئيساً لأنها كانت مادة مثيرة، لكن ماذا نريد من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون؟ هذا هو السؤال المهم الذي أعتقد أنه يجب أن نتداوله جميعاً ليس فقط في مجلس الإدارة، لانّه سيكون مكلّفاً لمدة معينة ويمضي، ثمّ يأتي آخرون غيره. نحن الآن لا شك أننا نتصدى المسؤولية ونعمل من خلالها ومن خلال هذا التكليف، الذي شُرّفنا به، وهو تكليف وتشريف في الوقت نفسه، لكن أيضاً يحتاج إلى كثير من العمل، وأودّ هنا أن أعرّفكم بزملائي الموجودين معنا: الأستاذ عبد العزيز إسماعيل مدير عام الجمعية، ويجلس أيضاً على الطاولة الأستاذ فيصل الخديدي مدير فرع الجمعية بالطائف، والأستاذ ريان ثقة مدير فرع الجمعية بجدة المكلّف، ولعلهم أيضاً يتحمّلون نصيبهم من الأسئلة إذا أردتم، ويريحونني قليلاً.
الأزمة المالية هي مؤشر لنظرتنا إلى الثقافة والفنون في هذا المجتمع، وأيضاً إلى مسألة تاريخية أشار لها عرضاً ربما الدكتور عبد الله مناع أن هذه الجمعية ربما كانت أول مؤسسة مجتمع مدني-طبعاً باستثناء الغرف التجارية الّتي هي أكثر مؤسسات المجتمع المدني عراقة-لكن أن تكون هناك جمعية للثقافة والفنون في الوقت الّذي كانت فيه مؤسسات المجتمع المدني جديدة، لأمر ليس سهلاً، وعلى الرغم من ذلك فقد أُنشئت فعلياً، في وقت كان لا بد أن يكون هناك رجل قوي في الدولة يتحمل مسؤولية إنشائها، وهو المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز –رحمه الله-، تبنى الجمعية وتحمّل مسؤولية إنشائها وهي في الأصل كانت مجرد فكرة ربما، التقطها الأمير بدر بن عبد المحسن ودافع عنها وطالب بها من بعد زيارته، الّتي قام بها لمنطقة الإحساء، واطّلاعه على نشاط بعض المثقفين والفنانين، الّذين أنشأوا الجمعية للفنون الشعبية، وقد تطورت الفكرة حتى أصبحت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وصدق أيضاً أستاذنا الدكتور عبد الله مناع أن الجمعية العربية السعودية كانت للفنون ثم أضيفت كلمة الثقافة للتخفيف من وقع هذه الكلمة على الموقف الاجتماعي، الذي لم يكن مرتاحاً لأن يكون هذا العنوان صريحاً وواضحاً إلى هذه الدرجة، ولكن الذين عملوا فيها أي (المؤسسين)، كانوا من الأسماء الكبيرة سواء الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن أو الأساتذة: طارق عبد الحكيم، طلال مداح، سراج عمر، وغيرهم الكثير، ممن كانوا فعلاً روّاداً، ومقدامين عبر تقديمهم هذا العمل الجديد، لكن استطاعت الجمعية أن تنتج شيئاً كثيراً عبر تاريخها الطويل أي عبر الأربعين سنة وعلى الرغم من التموجات، التي مرّت عليها سواء حالات الصعود أو الضعف، إذ أنتجت أسماء مهمّة في عالم الفن السعودي، من فنانين سعوديين كثيرين منهم الذين أصبحوا نجوماً يقدموننا ثقافياً وفنياً في المحافل العالمية، وقد مروا على الجمعية في وقت ما، وتدربوا فيها أو مارسوا نشاطاً ما وكانوا أعضاء فيها باستمرار. ويجب لفت النّظر إلى أنّ الجمعية كانت أيضاً في ذلك الوقت، أي منذ إنشائها وحتى هذه اللحظة تقوم فعلاً بحالة سدّ الفراغ للتغطية على النقص في المؤسسات الثقافية المستقلة التي هي خارج الإطار الحكومي، المنظمات غير الحكومية، وكانت هذه نموذجاً ناصعاً لها لقيامها بهذا الدور، إذ قامت بدور الأندية الأدبية حتى نشأت الأندية الأدبية، وقامت بدور المسرح حتى نشأت مؤخراً جمعية للمسرحيين ترعى الفنون التشكيلية، واستمرت برعايتها حتى نشأت الجمعية السعودية للفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي حتى نشأت جمعية المصورين الفوتوغرافيين، وأيضاً نشأت جمعية الكاريكاتير. صحيح أنّ هذه الجمعيات موجودة باستثناء الأندية الأدبية، الجمعيات التي نشأت تحت مسمى "الجمعيات المهنية" لأنه لا يوجد لدينا حتى الآن نظام لمؤسسات المجتمع المدني، ونحن ما زلنا بانتظار مثل هذا النظام، لكنها نشأت تحت مسمى "الجمعيات المهنية" من دون إمكانات حتى الآن، وترخّص لها وزارة الثقافة والإعلام، والأوساط الثقافية كلها والفنانون جميعاً يعرفون هذا، لكن نحن لا زلنا نأمل أن تقوم إن شاء الله بدورها لرعاية المحترفين في مختلف مجالات الفنون المختلفة. بعد كل هذا، ماذا سيبقى لجمعية الثقافة والفنون أن تعمل إذا نشأت هذه الجمعيات التخصصية كلّها؟
أعتقد أنّ الدور الحقيقي الذي قامت به الجمعية من البداية، يمكن أن تستمر عليه إلى الأبد، في أن تكون حاضنة المواهب، وتحت ظلال المواهب، تدرّبها ثم تطلقها في غياب الأكاديميات الفنية المتخصصة، خصوصاً في مجالات الفنون التشكيلية، والموسيقى، والمسرح. المسرح الّذي يؤسفني أن أقول إنّ القسم الوحيد الموجود في جامعة "الملك سعود" قد أغلق، لأنّ خِرِّيجيه لا يجدون وظائف في الدولة، فهل تتصورون هذا السّبب؟ لذلك، تخرّج أقسام التربية الفنية في بعض الجامعات مدرسين، وتخرّج أيضاً منهم فنانون، وفنانون تشكيليون يُشار لهم بالبنان وهم معروفون.
إذاً، الجمعية عبر قدرتها على الانتشار، وقد وفّق الله القائمين عليها منذ ذلك التاريخ حتى الآن، وهم ينشرون، ليصير عندنا 16 فرعاً في مختلف مناطق المملكة، بعض المناطق فيها أكثر من فرع. إذ نصل من عرعر إلى تبوك شمالاً، إلى نجران وبيشة وجيزان وأبها جنوباً، موجودون في مختلف المناطق، ونقدّم وفق الإمكانيات المحدودة.
كيف يتم تمويل الجمعية؟ تعلمون أيضاً أنّ هذا الأمر ليس بسر، لأنّ الدّولة تقدم إعانة للجمعية، ولكنّها إعانة مقطوعة، مثلها مثل الأندية الأدبية، والإعانة المقطوعة مقررة منذ زمن، ولا تتغير، إذ لا علاقة للأمر بنشاط الجمعية أو توسعها أو ما تقدمّه من خدمات، خصوصاً إذا كنا نتكلم على رعاية المواهب واحتضان المواهب، وعلى فئة الشباب والشابات الذين يشكلون 60% من مجموع سكان المملكة، وهذه النسبة متزايدة. هذا المنفذ الوحيد ما زال يعيش على إعانة قدرها 13 مليون ريال سنوياً، 13 مليون إذا قُسمّت على الفروع من دون مصاريف تشغيل ربما لا يزيد ما يحصله أي فرع عن أكثر من سبعمائة ألف ريال وربما أقل، 700 ألف ريال، الحمد لله ولكن نتمنى لهم الزيادة إخواننا. ففي الأندية الأدبية، يتلقّى كل نادٍ على الأقل بحدود مليون ريال سنوياً، وهناك فارق كبير في نوعية الأنشطة، لأنّ أنشطة الجمعية مكلفة، إذ تقوم بمعرض فني واحد ربما يساوي نشاط نادٍ واحد من الأنشطة المنبرية المعتادة، ما عدا ربما نشر كتب في بعض المناسبات، فما بالكم بإقامة عمل مسرحي أو مهرجان للمسرح، أو تدريب على الموسيقى وإحضار مدربين، أو تدريب على التصوير الفوتوغرافي؟ هذه المسائل كلها تحتاج إلى تمويل حقيقي.
الإعانة الحكومية أشبّهها في الحقيقة كالاستثمار في الثقافة، وفي دول العالم كلّها المتقدمة منها والنامية،تعدّ الثقافة هي مسؤولية الدولة أولاً، إذ تقدّم الاستثمارات الأساسية، وعلى الأقل استثمارات البُنية الأساسية. ولكن، أين نحن الآن من ذلك؟ لذا، بصدق أُعلن أنني أتحسر على الفترة التي كان فيها الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ يرعى هذه الجمعية، لمّا كان الرئيس العام لرعاية الشباب، إذ كان هناك وفرًا مالياً، ففي تلك المدة بُنيت فيها المنشآت الرياضية في كل قرية في المملكة، ولكن لم تحصل الجمعية على ذلك، إذ لم يوفّق الله القائمين عليها في ذلك الحين أن يحصلوا على إقامة بُنية أساسية لفروع الجمعية المختلفة، لكن هذا التاريخ مضى وانقضى، ونحن أمام واقع الآن، فمقرات الجمعية كلّها من دون استثناء هي مقرات مستأجرة أو مقدّمة، بما فيها المقر الرئيس في الرياض ومقر فرع الرياض. هذه المقرات إذا كانت مقرات مستأجرة، فذلك يعني أنّنا لا نملك إمكانيات أن نقيم فيها مسرحاً حقيقياً، على الأقل مسرح صغير بأقل المواصفات، كما لا توجد قاعات مناسبة لإقامة المعارض، ولا قاعات مناسبة لإقامة الورش التدريبية، ومع ذلك كل هذا الإبداع يظهر من الجمعية، وقد كانت عبر تاريخها هي التي تمثّل الثقافة والفنون السعودية في كل محفل، ليس فقط في مهرجان الجنادرية كما أشار الشيخ عبد المقصود ولكن في المناسبات كلّها. وكان أعضاء الجمعية هم الذين تستعين بهم وزارة الثقافة والإعلام لتمثيل المملكة في أي محفل خارجي. وليسمح لي الأستاذ الدكتور عبد الله مناع، فأنا لا أوافق على ما قاله بأنه لا يوجد أنشطة مسرحية، يوجد لدينا أنشطة قوية وحضور مؤثر في المهرجانات العربية والدولية أيضاً، لكن الذي ينقصنا وقد أشرت إليه أثناء كلامك أيضاً هو المسرح الاجتماعي، المسرح الذي يصل إلى الناس. نحن نمتلك مسرحاً، وأعمالاً مسرحية متقدّمة لكنها في غالب الأحيان نخبوية، وتكون في إطار النشاط للمهتمين بالمسرح فقط وهم الّذين يحضّرونها. ففي العام الماضي، حضّرنا على مستوى المملكة أكثر من سبعة مهرجانات، وتسعة مهرجانات مسرحية على مستوى المملكة، وهذا عدد كبير جداً إذا لاحظتم، ويتمّ فقط من خلال الإعانة الحكومية بأقل قدر من الرعايات، حتى الرعايات التجارية لا تغنيها، ولا تقدم رعاية لعمل ثقافي كامل أو عمل فني. إذاً ما هو الحل؟
أعتقد الآن، أنّ النهج الذي اتخذه مجلس الإدارة، طبعاً بعد الإجراءات التي سمعتم عنها، نسميها (تقشفية) ومرحلية لكن هي ترشيد للمستقبل، ترشيد للموارد المالية والبشرية، بمعنى أن نقدّم أكبر قدر ممكن من النشاط بأعلى قدر من الجودة ممكنة، واستيعاب أكبر قدر ممكن من المتدربين من الموهوبين والموهوبات بأقل قدر ممكن من الإنفاق المالي. ولكن الموارد المالية كلّها توجه للأنشطة بأقل قدر من الجهد البشري، الذي يمكنه أن يُكلف وأيضاً عبر تقليل مصاريف التشغيل بالحصول على مبانٍ إذا أمكن أن يرزقنا الله ذلك للبناء على الأراضي المخصصة لنا بالدولة في المناطق، ما عدا جدة لأننا لا نملك أرضاً فيها، فهل عندنا يا ريان؟
الأستاذ ريان: راحت بالسيول.
الأستاذ سلطان البازعي: راحت بالسيل. حسناً، لكن هناك أراضي في مختلف المناطق تقريباً، ولكننا لا نمتلك تمويلاً لإنشاء مبانٍ عليها، وهذه الأراضي مخصصة للجمعية هي أيضاً ولم تُمنح لها، فما هو الحل في مثل هذه الحالة؟ لا يمكن لحالة المؤسسات الثقافية أن تكون مغرية من خلال الرعايات التجارية بالمفهوم السائد لدينا، وستكون الحلول كما أشار الإخوان عبر شراكات مع الشركات ورجال الأعمال الذين يؤمنون بالمسؤولية الاجتماعية وبمبدأ المسؤولية الاجتماعية الحقيقي وليس عبر التبرع فقط، فهذا المبدأ القائم على المصالح المشتركة، المصالح للطرفين، سيحقق مصلحة للطرفين، هذه هي المبادئ التي تتناسب مع عمل ثقافي وفني مثل عمل الجمعية، أمّا المسألة الثانية: زيادة إقناع الدولة بزيادة الاستثمار في هذا القطاع، لأنه يتوجه للشباب، أي شباب الوطن وشاباته الذين تحدثنا عن قيمتهم وأهميتهم فهم أجيال المستقبل، والقناعة البسيطة أنك كلما قمت بتنمية ملكات الإبداع والابتكار عند الشباب، كلما استطاعوا الإبداع والابتكار حتى في العلوم الأخرى، وإذا كان المبدع في فن من الفنون، مثلاً في الفن التشكيلي أو التصوير فهو يملك فكراً حرّاً مستقلاً قادراً على الإبداع والابتكار حتى في الرياضيات، في العلوم، في الكيمياء والفيزياء، ونحن نسعى إلى أن نكون مجتمع المعرفة ونملك اقتصاد المعرفة. إذاً، هذا التوجه يدعم هذا الاتجاه لنسعى إلى الوصول إليه.
مبدأ الشراكات قادر أن يوصّلنا إلى تغطية بعض النفقات لكن الاستثمارات الأساسية وحدها غير كافية، ربما تأتينا تبرعات لإنشاء مبانٍ، تبرعات كأي جمعية أو مؤسسة مجتمع مدني يجب أن تكون مفتوحة لذلك، لكن الإشكالية التي أريد أن أشير لها من تاريخ الجمعية حتى الآن، أي من تاريخ إنشائها، أنها نشأت في ظلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم وزارة الثقافة والإعلام، وتلبست الجمعية حالة أنها جهة حكومية، وأصبح يُنظر إليها حتى عند كثير من الناس على أنها جهة حكومية يُغدق عليها إغداقاً كبيراً، كما يؤكّدون أننا نمتلك ميزانيات كثيرة، وأن لا مشكلة نعانيها، لماذا تطلبون التبرعات؟ ولماذا تطلبون المساعدات؟ ولماذا لا تقومون؟ بل أن هذه الفكرة كانت عند كثير من المسؤولين في الدولة، الّذين يعتقدون أننا جهة نتبع وزارة الثقافة والإعلام وبالتالي ميزانيتنا من ميزانية هذه الوزارة، وهذا غير حقيقي، حتى الإعانة المقررة لنا تأتينا من وزارة المالية ولا تتحكم فيها وزارة الثقافة والإعلام، فلتطالب معنا ربما يكون صوتها إن شاء الله مسموعاً وأفضل من صوتنا، لكنها لا تملك في واقع الأمر أي شيك يوصل ليودع في حساب الجمعية ونتصرف منه، والحالة التي بدأ مجلس الإدارة والإخوان في الإدارة العامة معالجتها هي قلب المعادلة، أي معادلة مصروفات التشغيل إلى مصروفات النشاط، وتعدّ مصروفات النشاط السبب الحقيقي التي وجدت من أجله الجمعية، حتى من أجل افتتاح فروع أخرى في محافظات المملكة الأخرى، يعني ما أقصده أنّه لا يجوز أن لا يكون في مكة المكرمة أي فرع، لأن ينبع ليس فيها فرع، وحفر الباطن أيضاً فيها مليون نسمة وليس فيها فرع، الرياض وجدة كل مدينة تستحق أن يكون فيها أكثر من فرع، لأنّها مدن مليونية، ولا يمكنها خدمة شبابها بفرع واحد فقط على إمكانياته الضعيفة، إذ تستحق الرياض وجدة أكثر من فرع، ما عدا المحافظات الأخرى في كل منطقة فيها كثافة سكانية كبيرة وتحتاج إلى مثل هذه الخدمات.
نعتقد جازمين أن هذه المسألة يجب أن تعالج أولاً بقرار حكومي وتوجّه نحو سياسة مختلفة، نحو دعم هذا العمل الثقافي، والقطاع الثقافي ككل، ثمّ الجمعية. ويجب أن تكون مستمرة في هذا الاتجاه، بحيث تدعم المواهب وتكون حاضنة لها، ليست مهمتها خدمة المحترفين إلا إذا احتاجوا في حالة الفراغ، يعني جمعية الفنانين التشكيليين كانت أقل نشاطاً أو بالأحرى ليس لديها إمكانيات، وكانت جمعية الثقافة والفنون تتصدى لخدمتهم، الموسيقيون ليس لهم أي هيئة تمثلهم، فكانت جمعية الثقافة والفنون أيضاً تمثلهم. والآن صُناع الأفلام وقطاع الأفلام، هذا نمط جديد يمكن أن نمثلهم.
لن أطيل أكثر من هذا فقط أشير إلى نوعية الشراكات التي تحدثت عنها، وأعتقد أنها تحقق مصلحة مشتركة، سمعت مؤخراً عن توقيع اتفاقية لنا مع مجموعة الحكير، وهي مجموعة مستثمرون في القطاع الفندقي، نحن نفيد منهم لأنهم يقدمون لنا خدمات الضيافة والإقامة لمناسبات الجمعية في فنادقها في مختلف أنحاء المملكة، ولكن البند الأهم هو تطوير برامج لثقافة الأسرة والطفل، باستخدام المرافق الترفيهية التي يستثمرون فيها، وهذا مهم جداً، لأنه يدعم استثمارهم وفي الوقت نفسه يحقق لنا غرض الجمعية في تنمية هذا الاتجاه.
أمّا الاتفاقية الثانية التي هي الآن تحت البحث فهي مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) الذي تتبناه أرامكو تحت الإنشاء الآن، وقد بدأ نشاطه في تطوير برامج، مثلاً: صناعة الأفلام الّتي هي تحت التطوير، وهناك مباحثات معهم لتطويرها بحيث أنها تغطي فروع المملكة كلّها بنشاط خاص بصناعة الأفلام. نحن نفضل مصطلح صناعة الأفلام عن مصطلح السينما، الّذي يثير حساسية، لكن صناعة الأفلام صناعة حقيقية ليس لها علاقة بالمدلول، الذي ربما يكون سلبياً عند بعض النّاس تجاه السينما، وأيضاً في المسرح. وفعلاً بدأنا العام الماضي في برنامج معهم، وقد تبناه مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمي، وتم تدريب عدد كبير من الشباب على النشاط المسرحي مع فرقة مسرح الشباب البريطاني وكان العمل الناتج جميلاً أيضاً.
هذا ملخص للأشياء التي نبحث عنها والتوجهات التي نراها، ونعتقد أنّ للجمعية مستقبلاً يجب أن تتوجه نحوه، وتركّز أكثر على تطوير إمكاناتها لخدمة شباب الوطن وشاباته، والتدريب كمّاً وكيفاً، لكي يرتفع المستوى التدريبي أيضاً، لأننا زلنا بسبب إمكانياتنا نجترّ بخبراتنا، ربما نستعين بفنانين من المسرح من الطائف للتدريب في حائل، أو ربما أستعين بفنانين تشكيليين من هنا إلى هناك والعكس أيضاً. إنّها فكرة جيدة لكن لا يكفي ذلك، فنحن بحاجة إلى كل خبرة عالمية وعربية يمكن أن نفيد منها لتطوير الدورة الفكرية ولجريانها أيضاً.
أترك بقية النقاشات إذا سَمَحْتَ لي سعادة الشيخ للأسئلة، أشكركم على الاستماع، وشكراً مرة أخرى لحضوركم.
عريف الحفل: شكراً لسعادة ضيفنا الكريم على هذه الكلمات وهذا الحديث حول الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ونبدأ الآن مرحلة الأسئلة والحوار والنقاش سنبدؤه من قسم السيدات ليرحبْن بضيفنا الكريم، وليكن السؤال الأول من قسم السيدات، أحيل الميكروفون للزميلة الأستاذة نازك الإمام في قسم السيدات، تفضلي نازك.
 
طباعة
 القراءات :290  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 159 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج