شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
عريفة الحفل: شكراً لضيفتنا الكريمة، لقد استمتعنا معك بهذه القصائد الرائعة والجميلة، وأيضاً استمتعنا بهذه الوقفات الموفقة وهذه اللمسات الجميلة، الآن سوف نبدأ بتقديم الأسئلة والفرصة متاحة لقسم السيدات وبدايةً مع الأستاذة نجلاء مطري، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طبعاً العتبة هي بوابة الولوج إلى عوالم النص، والشاعرة زينب حملت عنواناً في ديوانها الأول كان "للأعراس وجهها القمري" وكتبت إهداء إلى الأسماء التي سميتها نفسي، أما الديوان الآخر فكان بعنوان "سفر الغياب" وحملت أيضاً فيه إهداء إلى الراحلين الذين غادروني جسداً، سؤالي إلى الأستاذة زينب لماذا هذه المفارقة في عنواني الديوانين وكذلك الإهداء؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: أولاً، تحياتي لصديقتي الناقدة نجلاء مطري، التي كان لديها ورقة للحديث عني ولكنها تأخرت لأنها عضوة في النادي وكان عندها اجتماع. دكتورة نجلاء - لأن إن شاء الله بعد ثلاثة أشهر ستصير دكتورة - هي من الناس التي درست شعري وقدمته في رسالتها للماجستير وكذلك لها فضل في مراجعة ديواني الأخير لغوياً ونحوياً، الإهداء في الديوان الأول إلى الأسماء التي سميتها نفسي، والعنوان "للأعراس وجهها القمري"، لقد أهديته للأسماء التي ما زالت موجودة معي في حياتي، بعضها كان فرحاً، وبعضها كان عرساً في حياتي، وبعضها الآخر كان حزناً لكن في كلا الحالتين، أخذت منهم الفرح. بالنسبة إلى الديوان الثاني فالإهداء (لم تكمليه يا نجلاء) إلى الراحلين الذين رحلوا عن حياتي وغادروني جسداً وظلت أرواحهم تضخني بالحياة، والعنوان "سِفر الغياب"، أنا أتناول في ديوان "سفر الغياب" الغياب كله، الغائبون والغياب الذي هو السفر وغياب الراحلين الذين هم طبعاً الراحلون عني أمي وأبي وجدّي وجدتي، رحمهم الله، والإهداء كان موجهاً لهم بالأخص.
عريف الحفل: سؤال من قسم الرجال من معالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي، فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً أستاذة زينب على هذه الأمسية الجميلة خصوصاً وأنت تتكلمين في كثير من قصائدك على جزيرة فرسان الحالمة، التي كان لي شرف زيارتها في العام الماضي واستمتعت بأجوائها الشتوية، سؤالي: تشتهر جزيرة فرسان بما يسمى كسرات الشعر، أو الكسرات الفرسانية، نريد أن تحدثينا عن هذا الموضوع، لماذا هذه الكسرات؟ ما هي المناسبات التي تقدم فيها؟ كيف يختلف نموذج هذه الكسرات عن الشعر الموزون أو الشعر المقفّى والشعر الحديث وخصوصاً أن هناك نجوماً من الشعراء لمعوا في هذا المجال من آل مفتاح وآل العقيلي وغيرهم، ويُردف بهذا السؤال أيضاً هل لك أنت شخصياً كسرات؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: شكراً لمعالي وزيرنا المحبوب السابق الدكتور مدني علاقي، الكسرات الفرسانية هي شعر شعبي مثل شعر "الرق" أو مثل شعر البادية في شعر واحد، وهي عبارة عن قول كلمة فيرد عليه الثاني ويكسرها بكلمة ثانية، مثل شعر المحاورة، وعادة هذه الكسرات تكون مواضيعها غزلية أو مواضيع خاصة بالغوص، أو بالمواسم، أو بالنخل، تعرف عندنا في فرسان قرى نخيلية ودائماً يطلعون من أجل أن يعبروا عن النخل فأكثر ما تكون هذه الكسرات وهم على النخل، كل واحد يقول كسرة يرد عليه الثاني، أنا شخصياً لم أكتب هذا الشعر لكني أستمتع فيها، ويوجد كتاب حالياً صدر للأستاذ الشاعر حسين سهيل بعنوان "كسرات فرسانية" أظن أنه جمع فيه هذه الكسرات كلها.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات الداخلي الأخت انتصار الفيصل بكالوريوس آداب قسم تاريخ، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعرِّف بنفسي انتصار الفيصل ليسانس آداب قسم تاريخ، أحببت أسألك إن كان الشعر موهبة؟ ولأي مدرسة ينتمي؟ وبالنسبة إلى الكسرات التي تكلمت عليها لما يتبادلونها لو انتهت مثلاً بحرف هل يبدأ الآخر من الحرف الذي ينتهي به أم يقولون حرفاً مختلفاً؟
الأستاذة زينب غاصب: شكراً، طبعاً الشعر استحالة أن يكون اكتساباً، الشعر أولاً وقبل كل شيء موهبة، لا أحد يستطيع أن يقول أخذ الشعر بالاكتساب أبداً وحتى القصيدة نفسها، يعني يكذب من يقول أنه يحضر ورقة وقلم ويكتب شعراً، فالشعر يكتب نفسه، تعطي القصيدة وقت ما تشاء وفي أي وقت تشاء، الشعر موهبة لكنه بحاجة إلى تطوير وقراءة جيدة، للشعر القديم، الجديد، الجاهلي، المقفّى، والعامودي، والانفتاح على الشعر بأنواعه كله. أنا لا أنتمي إلى مدرسة شعرية معينة، بل آخذ من المدارس كلها، ما أراه يعبر عني أو يوافقني، بالنسبة إلى الكسرات، يجب أن تنتهي بقافية واحدة ما بين المتحاورين.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال من الأستاذ محمد بن حبيب علوي عضو النادي الأدبي بجدة واتحاد كتّاب مصر، فليتفضل.
سعادة الشاعرة السامقة الفاضلة زينب غاصب، بما أن مسيرة حياتك زاخرة بالمنجزات الأدبية ورحلتك الشعرية يُشار إليها بالبنان، حسب نقّاد الأدب في هذا الزمان، السؤال: بما أن للشعر أميراً تُوِّج أن يكون أميراً على شعراء العربية وهو الشاعر المصري أحمد شوقي –رحمه الله- هل هناك نية نسائية بأن تُتَوَّج شاعرة عربية تحمل لقب أميرة شعراء العرب، وإن كان كذلك فهل هي من المملكة العربية السعودية أم من مصر العربية أسوة بأمير شعراء العرب؟ أم من بقية البلدان العربية الزاخرة بالأسماء اللامعة؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: سبق وجاوبت عن هذا السؤال في صحيفة عندما سألوا هل للشعر إمارة؟ قلت: "لا، ليس للشعر إمارة"، ولو كان له إمارة لتُوِّج نزار قباني في العصر الحديث أميره. الشعر لا يعترف بالإمارة، لا بأميرة شعر ولا بأمير شعر، إنما هنالك شعر يحبّ الإنسان أن يسمعه، وإلا إذا كان بالنسبة إلينا يوجد إمارة للشعر فلن تقتصر على أمير واحد، عندنا أكثر من أمير لأننا نمتلك شعراء ممتازين وجيدين على مستوى عالٍ من الشعر، لأجل ذلك أنا لا أؤيد الأمر، حتى الشاعر أحمد شوقي لقّبه صديقه نجيب محفوظ بأمير الشعراء، وفي وقتها كانت كلمة مجاملة، وإمارة الشعر إن لم تخني الذاكرة إما حافظ إبراهيم أو نجيب محفوظ واحد منهما هو الذي أطلق اللقب، وأظن أنه حافظ إبراهيم.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات الأستاذة حليمة مظفر، فلتتفضلي.
مساء الخير جميعاً أعرف جيداً أن زينب تأثرت كثيراً في طفولتها بمرض والدتها –رحمها الله- (هبة) وكان له تأثير في شعرها، فأتمنى منك أستاذة زينب أن تخبرينا كم كان ذلك العمق الذي تركته هبة في شعرك؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: الواقع والله شيء صعب على الإنسان أن يصدم بوفاة أمه في سن مبكرة، فالإنسان دائماً بحاجة إلى الأم، لكنني ولدت ووجدت والدتي مريضة، وطبعاً كنت لا أحب أن أغادرها، ولم أفارقها طيلة فترة حياتها حتى توفيت –رحمها الله- وتركت في داخلي غصّة، والمطَّلِع على ديواني الشعري سيجد الكثير من القصائد التي أتكلم فيها على تأثري، فالوالدة كانت مصابة بالالتهاب الرئوي وتعاني، ومع ذلك حرصت على أن تقوم بواجباتي، كما كانت جدتي –رحمها الله - هي الوحيدة التي تهتم بشؤوني وتحاول أن تبعدني عن الوالدة قدر المستطاع، لأنها كانت لا تستطيع أن تقوم بأداء واجباتي، لذا قد ترونها في كل قصيدة، فمثلاً في إحدى قصائدي، أقول:
لصوت أمي ليتني أعود بنت عام لا أفهم الكلام لكنها تضمني فأعرف الحنان
ويوجد في ديواني الأول قصيدة خاصة بالأم وكذلك في ديواني الشعري الثاني فهي لم تغادرني ولن تغادرني –رحمها الله-.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال، الأستاذ أحمد إبراهيم مفتاح ماجستير إدارة عامة في قسم التربية الخاصة بجدة، فليتفضل.
مساء الخير، على الرغم من أن الأستاذة زينب قضت جُلَّ حياتها في مدينة جدة، إلا أن ارتباطها العاطفي بجزيرة فرسان أمر واضح لنا في معظم أشعارها، وعلى الرغم من معرفتي المسبقة لإجابة الأستاذة زينب كوني أحد أبناء هذه الجزيرة إلا أنني أريد سماع الإجابة منها مباشرة.
الأستاذة زينب غاصب: الارتباط العاطفي شيء طبيعي، لأن "فرسان" مسقط الطفولة، وأرض الصداقات البريئة والجميلة، فأنا لم أنقطع عنها أبداً، على الرغم من أننا مستقرون هنا، لكن في كل إجازة صيفية وقبل أن تصبح وسائل المواصلات ميسرة، كنا نذهب إلى فرسان، لا أعتقد أن هناك فرسانياً لم تؤثر فيه الجزيرة بجمالها وبخصوبتها الشاعرية. بحر يحفّز على الشعر، طبيعة تحفّز على الشعر، جيل فرساني جميل صبغت جزيرة فرسان شاعريتهم، ومنهم والدك الذي هو أديبنا وكبيرنا الأستاذ إبراهيم مفتاح وبالمناسبة هو كتب إليّ رسالة جميلة، وهو ممن كرمتهم هذه "الاثنينية"، وأظن أنني نشرتها على صفحتي على تويتر. كان يتمنى أن يكون موجوداً وكان يشرفني ذلك، لكنني أعذره فهو قال: "بيني وبينك بحر وأمواج وأجواء وأنواء وأنا أعذره على ذلك". طبعاً كلنا تتلمذنا على مدرسة الأستاذ إبراهيم مفتاح، ولا يوجد شاعر في جزيرة فرسان إلا وتأثر أولى تأثراته بشعر الأستاذ إبراهيم مفتاح.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات الأستاذة سهام القحطاني، فلتتفضلي.
مساء الخير للجميع، أتحدث عن الأستاذة زينب ليست كصديقة وإنما كشاعرة لأن لي تجربة تحليلية معها، زينب غاصب هي أشبه بياسمينة الشعر السعودي، تجمع ما بين العمق والرقة، ما بين الجمال وبريق الدلالة، يحمل شعرها ثورة بيضاء في زمن يضجّ بالوهم، سؤالي للأستاذة زينب عن علاقة المرأة بالشعر أهي إرادة اختباء أم إرادة انتشاء؟ وشكراً.
الأستاذة زينب غاصب: على العكس تماماً يا سهام ليست إرادة اختباء، بل هي إرادة انتشاء. المرأة تنتشي بقصيدتها تماماً كما ينتشي بها الرجل، والمرأة أيضاً تفخر بقصيدتها كما يفخر بها الرجل، فالمختبئون هم أولئك الذين يختبئون حول القصيدة إذ لم يصرّحوا بأسمائهم، وهؤلاء نقول عنهم إن قصائدهم اختباء وإرادتهم إرادة اختباء أيضاً. أما بالنسبة إلى الشاعرات اللاتي يكتبن باسمهن الصريح، فأعتقد أنها من وجهة نظري إرادة انتشاء وبقوة يا صديقتي سهام، أيتها المشاكسة.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال الأستاذ منصور الفقيري مدير معهد التدريب، فليتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكر معالي الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه "الاثنينية" الطيبة التي تجمع المثقفين والعلماء ونفيد منهم، سؤالي للأستاذة زينب النادي الأدبي أين هو منكم يعني لا نراكم تشاركون في النادي الأدبي؟ وهل هناك إمكانية أن يكون هناك نادٍ أدبي خاص بالنساء حتى نطّلع ونعرّف أخواتنا المثقفات به؟ شكراً أختي.
الأستاذة زينب غاصب: والله أولاً أنا ما زلت عضوة في الجمعية العمومية في نادي جدة الأدبي، وأحييت تقريباً ما يقارب نحو أربع أمسيات قبل الإدارة الحالية في نادي جدة الأدبي وكنت في اللجنة النسائية، وإذا كنت تقصد النادي الأدبي في جدة فهو طبعاً له أنشطته، والكل يتهيأ ليعرف عن تلك الأنشطة، أما بالنسبة إلى بقية الأندية الأدبية فأنا مثّلت تقريباً في الأندية الأدبية كلها في المملكة، ومثّلت حتى الوطن في ملتقى الشعر السعودي السويدي في الإسكندرية، ومثّلت وطني أيضاً في الأيام الثقافية السعودية في صنعاء.
عريفة الحفل: السؤال من قسم السيدات الداخلي المهندسة ميسون حاووط، فلتتفضلي.
السلام عليكم، سعادة الأستاذة زينب غاصب في مقالك (الشيطان امرأة) قلتِ إن الفتاوى المتشددة جعلت للمرأة شيطاناً يجب أن يُحبس في قمقم، لكن الحقيقة هي أن دياجير الظلام في أوروبا هي التي حارت كيف تصنّف المرأة، هل هي إنسان أم شيطان؟ فتوصل أنها شيطان في شكل إنسان حسب زعمهم، أما الدين الإسلامي فقد كرّم المرأة وساواها بالرجل، بل رفعها وجعل الرجل يعمل حارساً لها، وما ردك على الدكتورة نورة السعد حول اعتراضها على اتفاقية التمييز ضد المرأة؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: حقيقة أنت ذكرت بعض الأسماء، وأنا لا أريد أن أذكرها، لقد قلت رأيي في الدكتورة وكتبت مقالاً، ولا أرى أكثر عداوة للنساء من بعض النساء لأنفسهن. فلماذا تعارض قانون عدم التمييز ضد المرأة، المرأة إنسان حر عاقل خلقه الله مثله مثل الرجل، فهما متساويان في الحقوق والواجبات ولم يفضل الله سبحانه وتعالى الرجل على المرأة إلا بدرجة هي درجة القوامة، ومن وجهة نظري الشخصية والتي ثار عليَّ فيها ربيع المدخلي أنني قلت إذا الرجل لم يقم بحق القوامة تسقط عنه هذه القوامة، وأودّ أن أذكر أنّ الدكتورة نورة خالد السعد كانت مديرتي في معهد المعلمات وقد تعلّمنا في يوم من الأيام على يدها الانفتاح، ولا أدري ما الذي غيّرها؟
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال سعادة الأستاذ عبد الحميد الدرهلي مدير عام وزارة التخطيط متقاعد، فليتفضل.
أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيتها الأخت الأستاذة الشاعرة الفاضلة زينب غاصب، أهلاً بك وسهلاً في هذا المنتدى وهذا الصرح الأدبي العتيد، سيدتي ما الذي يشغلك في المسألة الثقافية؟ وهل سنشهد إنطلاقة فكر نهضوي جديد؟ ولك الفضل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة زينب غاصب: بصراحة أتمنى ذلك، كما أتمنى أن تكون عندنا نهضة ثقافية لكن الوضع لا يشجع، وأقول هذا الكلام من منظور تربوي لا من منظور ثقافي أو شعري، إذا قلت لك أولاً الثقافة تأتي من القراءة، والقراءة المتنوعة، والقراءة المختلفة، لكن مدارسنا مع الأسف الشديد لا يوجد فيها مكتبات، وإن وجدت فيها فلا يوضع فيها إلا كتب معينة، وجميع الكتب التي تُعلِّم الثقافة والحضارة وغيرها بصراحة تصادر من المكتبات. لن ينهض هذا الجيل إلا إذا رجع إلى القراءة والقراءة الجادة، والانفتاح على جميع القراءات والإفادة من جميع علوم الأمم، وإلا سيقف هنا ليقول لي لا أقرأ إلا للشيخ الفلاني وللكاتب الفلاني. عليه بالانفتاح على جميع القراءات، وعلى جميع الثقافات التي ستولّد حضارة جديدة. الجيل القديم كان جيلاً قارئاً بامتياز، لكن الآن وهذه أيضاً من وجهة نظر تربوية لا يريدون القراءة، وحتى إذا قدّمت كتاباً لإنسانة مثلاً وقلت لها تفضلي، واقرأي هذا الموضوع ستقول لك: "اشرحه لي باختصار وقل لي أهم النقاط وانتهى الموضوع".
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات حُسنى محمد خالد، مدرسة لغة عربية، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله، السائلة حُسن محمد مدرّسة لغة عربية وقرآن كريم، الأستاذة الشاعرة والأديبة زينب غاصب يعيش جيلنا المعاصر تشتتاً ذهنياً وفكرياً بالنسبة إلى لغتنا العربية وشعرنا وأدبنا العربي، وخصوصاً أن اللغات المتعددة طغت على مجتمعنا فما العوامل التي تحبب جيلنا بلغتنا الأم، وخصوصاً أنها لغة القرآن الكريم؟ وشكراً لك.
الأستاذة زينب غاصب: طبعاً اللغة العربية هي لغة جميلة وهي فوق ذلك لغة عظيمة لأنها لغة القرآن الكريم، ففي يوم من الأيام كانت اللغة العربية هي لغة العلوم ولغة الثقافات وتُرجِمت العلوم من العلوم الأخرى إلى اللغة العربية، لكن الآن هناك إهمالاً في الترجمة، وإهمالاً بتدريس المادة، حتى الكتب المدرسية تغيّرت، وصارت مواد اللغة العربية تُدرّس بشكل مختلف، أضف إلى ذلك أن هنالك من يدرّس اللغة العربية وفيه ضُعف، ففاقد الشيء لا يعطيه، وأقول هذا من وجهة نظر تربوية أن هناك عدداً من المعلمين والمعلمات من لا يجيدون تدريس هذه اللغة، والدليل على ذلك ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي من الأخطاء الإملائية والأخطاء النحوية الكبيرة، طبعاً قد يكون الخطأ أحياناً من الكيبورد لكن ليس المخطئ الكيبورد في الأحيان كلها. يجب أن يعاد النظر في مقررات اللغة العربية بحيث تُبَسط، ولا داعي لهذا الكم كله، قد لا أفيد أنا في هذا السؤال كثيراً إنما يمكن المتخصصون في اللغة العربية لديهم الحلول المناسبة.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال من الصحفي أحمد دهب، فليتفضل.
الحقيقة يا أستاذة حلقت بنا في سموات مرصعة بالنجوم من خلال هذه الدرر من الأشعار، مع أن هناك سؤالاً مشابهاً طرحه أحد الزملاء إلا أنني أسألك، هل تعتقدين أن نزوحك إلى مدينة جدة في وقت مبكر هو السبب الرئيسي في ولوجك دنيا الأدب أو الصحافة أو الشعر، أم أن اليتم المبكر هو السبب في ذلك، وإذا مكثت جُلَّ عمرك في جزيرة فرسان فما هو مصيرك هناك؟
الأستاذة زينب غاصب: بالعكس، لقد أحضرت الموهبة من جزيرة فرسان، فالشعر موهبة، وهذا الحس فيَّ منذ الطفولة وأنا أكتب "شخابيطاً" وكلاماً لا أعرف إن كان شعراً. لقد أفدت من المدينتين، من جزيرة فرسان ومن مدينة جدة، طبعاً لو كنت في جزيرة فرسان فترة ما لم يكن سيتيسر لي كتابة المقالات أو الكتابة الصحفية، لكن في فرسان ما شاء الله وتبارك الله هنالك الكثير من الشعراء أستاذنا إبراهيم مفتاح، علي محمد صيقل، من الموجودين من داخل الجزيرة، وكلهم مبدعون في قصائدهم وكتاباتهم وأصواتهم قد وصلت إلى الوطن العربي كلّه.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات الطالبة رشا فواز طالبة تصميم داخلي، فلتتفضلي.
مساء الخير أستاذة زينب، هل يمكن أن تشير شاعرتنا إلى أبرز المحطات التي كانت الأكثر تأثراً في موهبتها وحياتها العلمية والأدبية؟ وشكراً.
الأستاذة زينب غاصب: أظن عزيزتي أنني أجبت عن هذا السؤال عندما تكلمت في ورقتي على أبرز المحطات التي أثرت فيَّ، وقلت إنني تأثرت بمدينة جدة، والطفولة وحارة الهنداوية، وفرسان، والبحر، والغوص، واللآلئ، والمحار، والغياب، وغيرها من هذه العناصر.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال الموظف علي المنقري، فليتفضل.
الحقيقة السؤال مشابه، طُرح بطريقة أخرى من بعض الزملاء، الأستاذة والأديبة والشاعرة زينب غاصب نرحب بك أجمل ترحيب وسؤالي هو: هل تعدّين أن حالة اليتم المبكرة التي مررت بها كانت محفزاً ونوعاً من التحدي لكي تصل زينب غاصب إلى ما وصلت إليه من إبداع شعري وانتشار أدبي؟ وشكراً.
الأستاذة زينب غاصب: بالتأكيد طبعاً، اليتم له تأثير كبير عليّ ليس فقط كشاعرة، بل كل إنسان يفقد عزيزاً في طفولته سيتأثر وخصوصاً إن عاش من غير أُم وفي سن حرج وحساس كسن الطفولة، لكن أنا على الرغم من معاناة اليتم لكن الله سبحانه وتعالى عوضني بجدتي، التي هي أم أمي -رحمها الله، فلأجل ذلك لم يكن إحساس اليتم واضحاً عليَّ وظاهراً لكنه كان داخلياً، فكل فتاة في الدنيا تتمنى أن ترى أمها وهي تشاهد نجاحاتها، لكن على كل حال هذا قضاء الله وقدره.
عريفة الحفل: أعتقد قسم السيدات ليس لديهن أي سؤال بعد، هل هناك أي سؤال من قسم السيدات في الساحة الخارجية؟ السؤال إذاً إلى قسم الرجال مرة أخرى من الأستاذ منصور السيد أكرم وهو متقاعد، فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، نشكر الأخت الشاعرة زينب على هذه الأمسية الرائعة ولاحظنا أن قصائدها وأشعارها كلها حب وشوق وهيام في فرسان، فهي درست في جدة واشتغلت في جدة، هل لها تسمعنا قصيدة عن جدة؟ ولها الشكر.
الأستاذة زينب غاصب: لقد ألقيت قصيدة، قلت فيها إن هذه مهداة لفرسان ولجدة بما أن البحر عامل مشترك ما بينهما، جدة مدينة بحرية والفرق بينها وبين فرسان أن الأخيرة يحيطها البحر من جميع الجهات بينما جدة هي ميناء. إذا، قصيدتي "سمراء ترهق المصابيح" ألقيتها خاصة بجدة وأيضاً في قصيدتي الأخيرة ذكرتها: سيرة أدهشتها مدينة جدة وفي وجهها الأولي.
عريفة الحفل: نختم في السؤال الأخير من قسم الرجال المهندس عبد الغني حاووط، فليتفضل.
السلام عليكم، عبد الغني حاووط مهندس معماري، سعادة الأستاذة زينب لو جاءك قائد عسكري فقال في وزن قصيدتك يوجد خلل، لقلت له أنت لست مؤهلاً للحكم بوزن الشعر، لو قلت لطبيبٍ أنت مخطئ في علاجك لقال أنت لست مؤهلة لتقدمي ملاحظات في الطب، فهناك أنت محقة في جوابك، والطبيب هنا محق في رده، لكن نراك في شرع الله تقولين إن الفقه ليس حكراً على العلماء والفقهاء إلا في المسائل المختلف فيها، ألهذه الدرجة بحر الإسلام رقراق حتى يلجه العالِم وغير العالِم ليستنبط منه الأحكام؟ شكراً.
الأستاذة زينب غاصب: لا أطيل في هذا الموضوع، أحب أن أقول لك إن الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكونوا كلهم علماء، بل كانوا يتكلمون في الدين الإسلامي ويسألون الرسول صلى الله عليه و سلم ومن هنا جاءت عندنا السنة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل، فقد كان يُقرّ أفعالاً، ويقرّ أقوالاً، فالدين الإسلامي ليس حكراً على الفقهاء، أقولها وأكررها الدين الإسلامي للمسلمين كلهم.
 
طباعة
 القراءات :315  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج