| مِنْ حناجرِ الليالي، غرَّدتْ حمائمُ الشيحِ في دربِ الخُطَى | 
| حيْنَ كُنَّ آيباتٍ بالغُروبِ .. | 
| غُرّةُ الأطيافِ تَسْرِي حولَهُنَّ/ | 
| نافرات الشوقِ/صبّتْ لحنَهُنَّ/ بَحَّةُ الإنشادِ/ | 
| والعيونُ السابحاتُ | 
| بكُحْلِهَا المُبْتلِّ تَمطُر.. | 
| [القرى نامتْ على أفلاكِ غُيّابِهَا] | 
| [والنساءُ بلا عُطورٍ..] | 
| والمساءُ بلا قمرْ.. | 
| والجوى قد سامرتْهُ الضامراتُ صدُورُهُنَّ، بالتصوّرِ | 
| والسؤَالِِ... | 
| ثلّةٌ من نساءِ الشمس سِرْنَ يَعْتَلِيْنَ الدربَ بالنجوَى، وهُنَّ | 
| عائداتٌ خلفَ (مقطوفِ المِسيلة). | 
| مُسرجات فيلق الحلم/ | 
| على نبضَاتِ أَوْتارِ القُلوبِ المُستجيرةِ، من تباريحِ الغيابْ... | 
| بعضهَا يَسْردُ أخبارَ الرسائلِ. | 
| بعضهَا يَغْتَالُهُ كفُّ السرَابْ... | 
| قالتِ الأُوْلَى: يُضاجعُنِي النوَى. | 
| قالتِ الأُخْرَى: يبارحُنِي الشبابْ... | 
| وانْبَرَى الصوتُ لإِحْدَى المُقْبِلات. | 
| ما مَدَى العُمْرِ ونَحنُ في اغْتِرابْ؟ | 
| واستباحَ الوجْهُ أخرى أجهشَتْ | 
| طفلتي كبرتْ ولم تَنْظُر أَبَاها | 
| [وأنا بين التمنّي والعِتَابْ...] | 
| [ألْثُمُ العَبَراتِ تحضنُ لوْعَتِي!!] | 
| [خلفها الرغباتُ | 
| والجسمُ المُذابْ...] | 
| والبحارُ مُطبقاتٌ عَتْمَهَا، تسحقُ الجُزرَ بتصفيقِ الرياح، تَكْنُفُ الغيّابَ في ما لا قرار... | 
| والنساءُ هاجِساتٌ/يَتَبَتَّلْنَ التعاويذَ/ويَمشيْنَ على آمالِ | 
| أَشْرِعَةِ السفائِنِ.. | 
| أيْنَمَا كانَتْ يطُولُ الانْتِظَارْ... | 
| يُطْفِئُ السَّفَرُ عرُوقَ رَبيْعِهِنَّ، ويعُجُّ القلبُ عُرْيَاااااااااانَاً | 
| يُدَغْدِغُ جَمْعهُنَّ، والفرَاغُ فاااااااااغرااااااااااً، يَلْعَقُ النَّجْوَى، | 
| وينْثُرُهَا على شِسْعٍِ الرمَالِ بالصّدى. | 
| والمدَى: | 
| يُبْدِي التَّحَفُّزَ، في مَهَابةِ مَنْ كوَى السرُّ جِسُومَهْ... | 
| طارَ ريحُ العابراتِ وأيْقَظَ الليلَ وقَدْ سكنَتْ شجُونهْ... | 
| سرقَ النجوَى وصكَّ الناظراتِ بغَيْهَبِ سَاااااااااجٍ.. | 
| وجنَّ بالصوتِ جنونهْ... | 
| [والبحارُ أَوْصَدَتْ شُطآنَها] | 
| غزَلاً... | 
| يهزُّ القانتَاتِ المُشْمِسَات. | 
| مسحتْ منها... معَاطِفَ الْتَّشَهِّي ... | 
| بالجسُورِ العَالِقَات!! | 
| في رؤُوسِ الوَجَلِ المُمْتَدِّ ما بيْنَ التجلِّي والخَطَرْ... | 
| وكيفَ لَوْ تَمرَّدَت حرَائقُ الأَجْسَادِ فيها وأسقَطَتْ | 
| من وَعْيها ... سقفَ التَّوَجُّسِ والحَذَرْ...؟ | 
| في لحظَةٍ شَبَّتْ/ | 
| صيوفُ سُيوفِهَا/ | 
| وترَاقَصَتْ، | 
| وتَلاعَبَتْ، | 
| وتَمَزَّقَتْ، | 
| خَجْلى.. | 
| تلُوذُ بالقضَاءِ وبالقَدَرْ... | 
| هذهِ سُنَنُ القُرَى، تَصْلُبُ آهاتِ النسَاءِ، وتوَارِيْهَا، | 
| لتبقى رَعْشَةً. | 
| تَرْفَعُ الراياتِ بيضاءَ، لمقياسِ النوَاميسِ. | 
| تُجْهضُ الومضاتِ، حتَّى تَحْتَمي فوقَ بركانِ الشِّفَاه.. | 
| عندَهَا ترفُو المواسمُ شَكلَهُنَّ. | 
| صاخِبَاتٍ | 
| يَحْتَلِبْنَ الخوفَ من لَهْوِ المدَائنِ.. | 
| كلَّما رَفَّت تصاويرُ الأحبَّةْ ... | 
| وتعالَى البوحُ وَهَّاجاً | 
| يثورُ من خلايا الجسَدِ المَمْهُورِ، | 
| بالصبرِ، | 
| وبالجَمْر، | 
| وبالمسطورِ | 
| ضدَّهْ... | 
| آهِ ... مَنْ يأتِي بشيْراً. | 
| يُشعلُ الكفَّ قواريراً | 
| لِعطرٍ ذابَ في الوجناتِ وَرْدَهْ.. | 
| آه ... قسراً تَرْتَمي | 
| تصبغُ الليلَ بألوانِ التعَاليلِ | 
| إذا القمرُ ثوَى بالصحوِ سِرْبَهْ ... | 
| ثلَّةٌ مِنْ نسَاءِ الشمسِ | 
| يَتْلون الأنَاشيدَ مِن سِفْرِ التَّمَنِّي والبقَاءْ ... | 
| كُلَّما صاحَ التضنّي، واستبدَّ الوجْدُ، واحْتجبَ اللقَاءْ ... | 
| عابرات خَلفَ (مقطوفِ المِسِيلةْ)
(1)
.. |