شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة زينب الغاصب))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بدءاً أتوجه بالشكر لسعادة الأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجه، الذي أراد أن يُكرِّم الناس وهم أحياء، ليفرحوا ويروا ويسمعوا بأعينهم عكس بعض مؤسساتنا الثقافية التي لا تُكرِّم الناس إلا إذا كانوا تحت الأجداث، فأكرر شكري للاثنينية ولصاحب "الاثنينية"، شكراً طبعاً لجميع الحضور الذين شرفوني اليوم بحضورهم، وشكراً لكل الأصدقاء والزملاء الذين تكلموا عليّ.
طبعاً كل إنسان له محطات في حياته، ربما أنا قسمت حياتي إلى ثلاث محطات، محطة الانفتاح، وهي المحطة الأولى: الولادة، الطفولة، طفولة مشتركة ما بين مسقط رأسي جزيرة فرسان وما بين جدة، تحديداً من سن الثانية إلى السن الثامنة ونحن نأتي لنبقى في جدة فترة حيث يعمل والدي رحمه الله ويعمل خالي إبراهيم محمد جوخب، هذا الرجل الذي لا أدين في هذه الحياة بفضلٍ إلا له سواه، أنا يتيمة الأبوين، توفيت أمي وأنا ما بين سن السادسة والسابعة، والدي توفي وأنا في الصف الأول الثانوي، طبعاً جدتي رحمها الله والدة أمي تكفّلت بتربيتي هي وجدي لأمي وخالي وخالتي، جدي وجدتي رحلا أيضاً وبقي لي هذا الرجل الذي لولاه لم تكن زينب موجودة معكم هنا، خالي إبراهيم محمد أحمد الجوخب.
طبعاً طفولة غير مستقرة بين بلدين، أفدت من هذه الطفولة أنها أكسبتني الكثير من الجمال، في فرسان يتجلى الانفتاح في أبهى صوره، حيث المواسم الجميلة المغزولة بالشعر، والغناء، في مواسم الشدة، شعبان، الحج، الحريد، عاشوراء، وغيرها من المواسم الكثيرة، التقطت المفردات الجميلة من الفلكلور الفرساني، الرجالي والنسائي كالدان، والأعراس وأغاني الغوص، والإنشاد الديني، والمولد النبوي، في جدة انفتاح آخر حيث حارة الهنداوية، الدراسة الخاصة، اللعب في برحات الهنداوية، الركض خلف السيدة (حمامة) صاحبة الآيسكريم الأبيض بالحليب، ذو النكهة التي لا تنسى، والحمرية ذات المذاق الفريد، و(صنوجة) صاحب عربة الألعاب الذي نتسلق عربته، والأسر الجميلة والعريقة والسينما، حيث كان بيتنا يقع ما بين ثلاث دُور للسينما، سينما بيت الولي، وسينما بيت المدني، وسينما بيت أبو صفية، زمن جميل، طبعاً هذا بالإضافة إلى عادات جدة الجميلة في الأعراس، وعاداتهم في الزفة، (طبعاً اسمحوا لي لأنني لن أتكلم باللغة العربية الفصيحة)، عاداتهم طبعاً في الأعراس، الفلكلور الحجازي، المجرور الطائفي، الألحان الساحرة، الأراجيح، الأعياد، العيدروس، أحصنة خشبية طبعاً كانت تدور بنا أيام الأعياد. عشت طفولة طبيعية بين أمي وأبي وجدي وجدتي لأمي –رحمهم الله- وخالي وخالتي، اللّذين صارا بمثابة والداي، والدي وخالي كانا مستقرين هنا في مدينة جدة للعمل، ونحن تارة في جدة وتارة في فرسان، نظراً إلى أن والدتي كانت مريضة، وتقول إنها لا تريد أن تموت في جدة، ولأجل ذلك كانت تعارض فكرة الاستقرار هنا كثيراً. هذه الأشياء كلها قبل أن أصل إلى السن الثامنة من عمري، حيث أُلحقت بمدرسة خاصة أمام بيت (أبو صفية) أصحاب دور السينما وكانت تديرها في تلك الفترة امرأة فلسطينية وكانت مدرسة مختلطة من أولاد وبنات، أيضاً تعلمت القرآن الكريم على يد والدي، وكانت والدتي تجيد قراءته. كان والدي يعمل موظفاً بوزارة الزراعة (كان كاتباً).
عندما كنا نقضي في فرسان بعض الفترات، كنت ألتحق بالكتّاب وكانت هناك سيدة تقريباً لا يوجد غيرها في فرسان تتلمذ على يدها وتعلم القراءة أكثر أهل فرسان، بالإضافة إلى قراءة القرآن الكريم وربما هي الكتّاب الوحيد في تلك الجزيرة، بعد أن توفيت والدتي –رحمها الله- ألحقتني جدتي بالمدرسة الابتدائية الأولى في فرسان، فدرست هناك الصف الثاني والصف الثالث، ومن ثم عدنا إلى جدة للاستقرار فيها نهائياً من الصف الرابع الابتدائي إلى وقتنا الحاضر.
كثيرون من ينادوني بدكتورة، أنا لستُ دكتورة، ولي حكاية مع عدم حصولي على الدكتوراه. تخرجت تقريباً من معهد المعلمات الثانوي، وكنا ندرس معهد معلمات ثانوي علمي مع أدبي والتحقت بالمعهد لكي أحقق رغبة جدتي، التي كانت تريدني أن أكون معلمة، عندما دخل (جهيمان) الحرم المكي الشريف كنت في الصف الأول ثانوي في معهد المعلمات، بعد ذلك تخرجت كان المعهد آخر دفعة له وواصلت دراستي وأنا على رأس التدريس، حصلت على البكالوريوس ثم على دبلوم عام في التربية قسم الدراسات العليا في كلية التربية، وقدمت طلبي للالتحاق بالماجستير والدكتوراه، لكن كانت هناك شروط تعجيزية مما يسمى بالرئاسة العامة لتعليم البنات، رفضوا إعطائي تفرغاً، فطلبت بتفرغ جزئي، وافقوا عليه شرط أن يأخذوا ثلاثة أرباع الراتب، وهذا يعني عدم تمكني من توفير ثمن الكتب وثمن المراجع التي تحتاجها رسالتا الماجستير والدكتوراه، وهذا سبب عدم حصولي على هاتين الشهادتين. فاكتفيت بالدبلوم.
بينما الشعر كان معي منذ الطفولة، أذكر أنني نظّمت في الصف الثالث ابتدائي قصيدة أقول فيها:
أدّن الديك وصاح
وبدا نور الصباح
 
وهكذا انتهت القصيدة (لاح وراح وجاء) وعرضتها على معلمتي، التي كانت أردنية ووجدت فيَّ بذوراً شعرية، إذ قالت: "فيكِ بذرة من الشِّعر".
طبعاً ليس لأحد عليّ فضل، سوى الله سبحانه وتعالى الذي أعطاني الموهبة وقد طوّرت نفسي بنفسي، لأنني محبة جداً للقراءة، أقرأ كثيراً، إذ كان هناك مكتبة في سوق (الندى) قديمة قبل أن يمنعوا الكتب الآن - لا أدري ما اسمها ليت الأستاذ محمد باوزير يسعفني باسمها، كنت تجد فيها جميع الكتب، وبما أنني إنسانة شغوفة بالقراءة والكتابة، فكنت أتوجه إلى هناك. وأودّ أن أقول أن الأخ الأستاذ محمد باوزير من الناس، الذين عاصروا مرحلتي بالنسبة إلى الشعر وكان في ملحق الأربعاء، يقوم بنشر قصائدي التي أرسلها للملحق.
الشيخ عبد المقصود خوجه: المكتبة اسمها مكتبة (بايزيد).
الأستاذة زينب الغاصب: أظن لأنني لم أعد أذكر اسمها، فكنت تجد كل ما تريد، من جواهر الأدب، البيان والتبيين، الجاحظ، البخلاء، المستطرف، أدبيات الشعر العربي القديم كلها كانت موجودة في هذه المكتبة، وأيضاً تجد فيها الروايات، والروايات المترجمة وهذه الأشياء كلها. الآن نحن نفتقد هذه المكتبات، وحتى الكتب لا تجدها إلا مهربة أو ممنوعة. أما فيما يخصّ نشري لقصائدي الشعرية فقد بدأت تقريباً في أواخر ثمانينات الميلادية.
بالنسبة إلى كتابة المقالة، كنت مخلصة كلياً للشعر، لكن أذكر أن الأستاذ محمد صادق دياب -رحمه الله - وهو من أول الناس، الذين ساندوني ووقفوا معي، لذا أعدّه عرّابي الأول والأخير، هو الذي أقنعني بكتابة المقالة وقال لي: "تمتلكين يا زينب حس كتابة المقالة". فبدأت بالكتابة معه المقالة الأدبية في جريدة (البلاد)، هذا بالإضافة إلى (الأربعاء) التي كنت أشارك فيها بقصائدي - إذاً، كتبت معه المقالة الأدبية بعد أن ترك ملحق الأربعاء واتجه إلى جريدة (البلاد)، بعد ذلك صار مدير تحرير مجلة (سيدتي)، فأعطاني زاوية في مجلة (سيدتي)، -رحمه الله- كنت أتمنى أن يكون موجوداً معي في هذا التكريم. كانت مجلة (سيدتي) سياستها الكتابة الرومانسية لأنها موجهة للمرأة وكانوا يعتقدون أن عقل المرأة لا يتجاوب إلا مع الرومانسية، فكانت الكلمات كلها تتطلب منك أن تكتب مقالاً رومانسياً، في الحقيقة، لم تعجبني سياسة المجلة وبدأت أتمرد عليها وحاولت أن أدخل بعض القضايا الخاصة بالمرأة.
إذاً، هذه تقريباً محطات حياتي أو لِنَقل تجربتي حتى أختصر لأنهم طلبوا مني الشعر، بدأت أكتب في مرحلة الثمانينات، وكانت المعركة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات على أشدها ما بين الحداثة وما بين ما يسمى بالتقليدية، ظهرت تلك المعارك الطاحنة على صفحات الجرائد والمجلات ما بين شعراء وكُتّاب ونقّاد و.. و.. إلى آخره، في هذه المرحلة بدأت كتابة قصائدي وكانت كلها رمزية وهو تقريباً ديواني الأول، الذي عنوانه "للأعراس وجهها القمري"، كله رمزي وهذا يعود إلى ظروف الوضع في ذلك الوقت.
المهم أن الصحوة من قبل بعضهم قد ظهرت، وبدأوا يحاربونني بسبب قصائدي. فأنا لم أكن أنتبه ماذا يعني عندما أقول أو يقول الشاعر: "أنتِ صلاتي"، أو عندما يقول عن حبيبته أنها صلاته، فمن المعروف أن الصلاة هي الدعاء، فهو يقصد أن صلاته يعني هي دعاؤه، وأكون بهذه الطريقة أكتب مفردات بالشعر. ولكن كان الصحويون لديهم معانٍ خبيثة جداً، وحيائي يمنعني من أن أقولها، فلأجل ذلك اتُهمت بتهمة كبيرة وهي: (الشيوعية).
بعد الانفتاح الإعلامي في عهد الملك عبدالله -حفظه الله- بدأت الكتابات تتسع: قضايا المرأة، التطرف، الإرهاب، التحريض، الجهاد، وكانت هذه هي موضوعاتي: التزمت، الصحوة، العنف الأسري، اضطهاد المرأة، حقوقها في الولاية على أطفالها، المطالبة بإدخال الرياضة في مدارس البنات...
بالنسبة إلى الشعر تقريباً فأنا أعدّ من جيل أشجان هندي، من جيل هدى الدغفق، وليس من جيل فوزية أبو خالد التي كانت قبلنا، إنما اللاتي عاصرنني لطيفة قاري تقريباً وهدى الدغفق والدكتورة أشجان هندي. إذاً أنا قسّمت ورقتي إلى قسمين: القسم الأول: الذي هو الانفتاح، والقسم الثاني: الانغلاق أو منتصف الثمانينات ومعركة الصحوة.
الآن سأنتقل إلى مرحلة المواجهة مع التطرف والغلو، طبعاً مجتمعنا في الثمانينات كان غير الوجه الذي ترونه الآن، كان مجتمعاً فطرياً، ومجتمعاً جميلاً، ومجتمعاً متفتحاً ومنفتحاً في الوقت نفسه، لا توجد تلك الوساوس ولا توجد أدوات البغض ولا الكراهية ولا الطائفية ولا المذهبية ولا.. ولا... كان الناس في جدة يعيشون على قلب واحد، وكانت الأسر جميعها متعاونة ومتحابة قبل أن نصل إلى هذه المرحلة من التفكك المجتمعي.
كانت أول مواجهة لي مع التطرف بعد مشاركتي في ندوة عن حقوق المرأة في صحيفة (المدينة) عام 2004م. وقد أدارتها الصديقة والزميلة حليمة مظفر، وبعد ذلك نشرتها في ملحق الأربعاء، وبسبب آرائي تعرضت لموجة عاتية من شيخ يدعى أو يسمى ربيع المدخلي -رحمه الله- بدأ يهاجم كل من اشترك في الندوة، وكنت أكثرهن تعرضاً لشتمه وقذفه وسبّه تم اتهامي بالعلمانية ولمدة ما يقارب الشهر في ملحق الرسالة وهو كل يوم يشتمني ويقذفني، طبعاً ترفعت من أن أرد عليه. والسؤال لماذا لم أرد عليه؟ لأنه لم ينتقد رأيي بل كان رأيه أو كان كلامه كله منصبّاً على شخصي، طبعاً ردت عليه مجموعة من الكاتبات والكُتّاب وكانت منهم الدكتورة عزيزة المانع من دون أن أعرفها، فما كان منه إلا أن ألّف كتاباً أسماه "الحقوق والواجبات على الرجال والنساء"، ألحق فيه معنا بالدكتورة عزيزة المانع وقدّم له أحد مشايخ هيئة كبار العلماء، وشاركه أو وافقه على بذاءته وسبابه ولعنه، لكن ربما كل ضارة نافعة فقد حقّقت كتاباتي شهرة بحيث بحث عني من لم يكن يقرأ لي.
كانت المواجهات الثانية مع التطرف عام 2006م في معرض الكتاب والمعرض الثاني لكتاب الطفل، إذ دُعيت لإلقاء محاضرة عن أدب الأطفال، فقد كان لي اهتمامات بهذا الأدب، وكانت السيدة مريم كامل أخت الشيخ صالح كامل معي وألقت قبلي محاضرة عن نشر أدب الأطفال من باب أنها ناشرة لأدب الطفل ولديها مكتبة في هذا الشأن، عندما بدأت أنا بالقراءة وتعرّضت لأنواع أدب الطفل وذكرت منه الغناء والنشيد و.. و.. إلى آخره، دخل عليّ رجل مطاوع وهاجم المكان على الرغم من تخصيصه طبعاً للنساء والأطفال، وعلى الرغم من منع المسؤولين له إلا أنه اقتحم المكان وطلب مني التوقف، معللاً أن أفكاري تخرّب عقول الأمهات وأطفالهم، وقالها لي أنت قادمة من جدة، وجدة مفسدة لمجتمعنا النجدي، ثم بدأ يقول إنني من الضالين وبحاجة للتوبة.
كانت المواجهة الثالثة في المدينة المنورة عام 2007م حيث كنت مدعوة لإحياء أمسية شعرية في النادي الأدبي في المدينة المنورة، وكان معي الشاعر إبراهيم الوافي، فما أن نشرت الجرائد اسمي إلا وجاءت الهيئة وهجمت على النادي الأدبي، وهذا كله بسبب تلاميذ ربيع المدخلي -الشيخ الذي قلت لكم إنه كان يشتمني على ملحق الرسالة-، طبعاً كانت الأمسية لم تبدأ بعد عندما هاجموا النادي ولم أكن في النادي، إلا أنها كانت تقريباً أسوء أمسية إذ فُرض عليّ إلقاء قصائد وطنية ورومانسية فقط نظراً إلى جلوس أفراد الهيئة في الصفوف الأمامية، متربصين لأي كلمة تخرج من فمي.
بينما كانت المواجهة الرابعة عام 2009م بعد أن ألقيت قصائدي وألقيت قصيدة بعنوان "برج الخطر"، سأسمعكم إياها إن شاء الله بعد أن أنتهي، أقول في إحدى مقاطعها: (الكرهُ مألوف وحبك فاجرٌ أم بسمة الأحباب من برج الخطر)، فانبرى لي أحد الشيوخ واتهمني أني أدعو إلى الإباحية، وكان معي الشاعر محمد الدميني، والشاعرة اعتدال ذكر الله من المنطقة الشرقية، لكنني واجهته بثبات ودحضت حججه ونشرت الصحف عن هذا الموضوع في حينه، وما زلت أواجه الحروب بسبب كتابة مقالاتي، وآخرها قبل شهر عندما كتبت مقالاً بعنوان "نفير النساء، حَيّ على الجهاد".
كان ديواني الأول بامتياز، ديواناً رمزياً، أما بالنسبة إلى الثاني حاولت أن أغير وأجدد، فكان واقعياً جداً، استعنت فيه بتقنيات الشعر الحديث، التشكيل البصري، لأنني ممن يكتبون قصيدة التفعيلة وأيضاً قصيدة التفعيلة مزدوجة مع العمودية، وقد ابتدع هذا الشيء في الشعر الشاعر محمد الثبيتي –رحمه الله -، الشاعر محمد زايد الألمعي، علي الدميني، إبراهيم طالع الألمعي، بحيث يمزجون ما بين قصيدة التفعيلة والعمودية. لقد أكتب هذا النوع وسأسمعكم قصيدة بهذا الشأن إلا أنني أيضاً حاولت أن أجدد لأنني أحاول أن أكتب ما اقتنع به، أُدخل بعضاً من القصيدة النثرية مع القصيدة التفعيلية شرط ألا تخرج هذه القصيدة عن نطاقها الموسيقي أو عن نظامها الموسيقي. هذا كل ما عندي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ذلك ننتقل إلى الشعر.
عندي ديوانان، ديوان صدر عام 2000م بعنوان "للأعراس وجهها القمري"، والديوان الثاني "سِفر الغياب"، ولنا كتابة مشتركة أصدرناها العام الماضي اسمها "رزنامة" التي هي عبارة عن سيرة ذاتية لليوم مع كل من الدكتورة فاطمة إلياس والأستاذة سهام القحطاني، والأستاذة حليمة مظفر، والأستاذة نجلاء مضفري، والدكتورة لمياء باعشن، سأبدأ من القديم بالقصيدة التي تناولتها الدكتورة فاطمة التي هي "نوتة من غناء قديم":
((نوتة من غناء قديم))
 
وجه وشوق والغبار بكفها كتب السؤال
تدور بالعينين
يمشي سرابها..
تصكها الأشياء تربكها..
فما سكنت.. بوحشتها قراراً
ولا جلست بمقعدها تباعا
كانت على طيفٍ يعنون صمتها..
يطوفها ذرعاً.. ويشطرها ذراع
هي لم تكن تدري فنون البوح بالألوان
والصلصال والحرف
هي إبرة تنحت منها حائط الجص
وقفت تعدُّ الخط بالأيام
توازي الصفَّ بالصفِّ.. يبعثرها الحساب
يهزني غناءها الولهان بالتدريه
أُرهف صوته يعلو على التنور
يلفح خبزها.. يسري بأوردة اللَّهب
شبَّت قصائدها على وجه الحطب
للقلب هجَّس.. كادي ونرجس
البحر حاكم.. حاكم وظالم
لا له مراقي ولا ملازم
ضرَّحت باثنين "النون والعين"
واحد مرايا.. وواحد كُحل عين
هي لم تكن تدري مطارات السفينة
لا البحر يمحو رموشها..
ولا بجعبتها مدينة
سحقاً لهذا البحر.. للأصداف.. للحُلل الثمينة
متى تضيء شموعها لتفتح الدار الحزينة
مواسم الأعياد.. حفلاً للنظر
كمٌّ بأشكال الجدار
نظرت رسوم البُعد
تلمسها.. تودعها
يصوغها شجر القِصار
وهجٌ بها يرنو
مواعيد النخيل
لعلهم.. لا بدهم .. لربما الفصل الجديد
يأتي بأفلاك اللقاء
 
 
والآن قصيدة "للأعراس وجهها القمري" وهي القصيدة التي سميت باسمها ديواني.
ويسري صوتك النهري في جسدي
أحدث عنه أسئلتي
وأفتح في دمي
عرقاً من الكلمات
أيا هذا المضيء لنا
سحابات تصحر غيمها المطري
وقافلة تباطأ لحنها الغجري
أيا هذا تساءلني
وطقسي يسرق الأحلام
والصوت المبعثر فيك
يكاد يموت بالصرخات
تأوه من لظى عينيك هذا الصمت
يصهرني.. فأرسم حول أوردتي
تصاويراً لهذا العشق
أشطر نصف خاصرتي
لتدخل قامة للريح
تمحو لون هذا الليل
تغسل بقعة الأحزان
فيأتي مولد للماء والأزهار
هاك يدي..
حبال تربط الأطراف غزلهما
غناء يرتقي شفتي
يصوغ الجرح لحنهما
فأسقي دمعتي للرمل
يحضنني..
فأخفي وجهي المبتل بالصحراء
في ضلعيه
هاك يدي ستبقى مرتعاً للنخل
تمشي فوقها الأحجار
تزرع داليات الضوء
والأطيار
تشدو فوق كرمهما
هاك يدي
مساحات لهذا الشسع
أغنية لهذا البر
والأعراس..
آت وجهها القمري
 
 
 
هذه طبعاً قصيدة أهديتها لجزيرتي مسقط رأسي الجميلة (فرسان) ومدينتي الأجمل جدة.
سمراء ترهق المصابيح
أيا وردة الماء
جئتك أخطو
أحمل قلبي
أسلمته راحتيك
خبأته في يديك
أحبك.. حرف له ألف معنى
يذوب على شفتي
يصبح مغنى
إذا ما رقصت يصفق قلبي
إذا ما همست تفيأ وجهي
ويحلو لي البوح بين يديك
سمراء أنت
لا.. بل قمر
لا.. أنت أحلى
فكل المصابيح أمامك ترهق
وكل الكواكب أمامك تصهر
ويبقى وميضك فوق النجوم
أحبك.. يا عرس عمر السواحل
وأنشودة الصحو فوق السنابل
وأهلي البهيون سمر الكواحل
قديمون بالطيب
سخيون بالفيض
أساور للماء في معصميك
أيا وردة الماء أنى اتجهت
غرست بقلبي
زهور الربيع
أتدرين؟ أنك للغيم وشل
وأنك للزهر عطر وطل
وأنك للبحر صبح بديع
أحبك يا ياسمين الطقوس
ويا زهرة البحر فوق الشموس
أحبك.. حتى تذوب الحياة
وترحل عنها
جميع النفوس
ألا فأنشديني بهمسك نغمة
ألا وازرعيني بعينيك بسمة
ألا وانقشيني على مهجتيك..
 
 
هذه القصائد الثلاث من الديوان الأول، والآن سأقرأ بعض القصائد من الديوان الثاني.
لعلّي أُصالِـح نفسي
لعلّي أُصالِـح نفسي
سأعطي لقلبي القصيدة
فما فتئت ترتمي تحته
تشبُّ عليه ثقاب الحريقة
ويصعقها الصمتُ
حين يسود الكلام
تنام على شجرٍ من حُطام
وتبكي كثيراً
بعين الحقيقة..
سأعطي لقلبي القصيدة
وأحرث في الغيم
وجهاً نديا
وأرسم للصبح فتحاً قصيا
وأتلو على الماء فصل السعادة
سأرجم عصر الرتابة
لعلي أُصالح نفسي
سئمت من الناس
شجب الوقائع
حصدت من الوقت
جسر الموانع
يدورون خلف الهزائم دهراً
وينسونها قبل سابع
سأعطي لقلبي القصيدة
وأرشف ينبوعها المستفيض
لتعلو حروف التقاطع
وتمشي على ما تُريد
يُبوبُ بالوهج عنوانها
شروق الدروب البعيدة
وتكسر فاهَ الوعيد
ملفاتها كلُّ يومٍ تزيد
أنا في الزمان الجديد
نواقص شتّى، كثيرة
وآمال تترى مثيرة
فمن ذا سيفسح
قيد الرّوافض؟
ويعطي وجودي
هوية حرٍّ
لأصرف مالي
بدون وصيٍّ
يُصادقُ توقيعَ اسمي
ومنه يُثبِّتُ ختمي
وأملكُ جوالاً دون وصي
يُصادقُ توقيعَ اسمي
ومنه يثبت ختمي
وأخدم نفسي بشخصي
ولا أتوسل صنف المحارم
سأعطي لقلبي القصيدة
وأحفر صخر الأنام
أشعُّ كهوف الظلام
وأغفو على قمر من سلام
سأعطي لقلبي القصيدة
لعلي أصالح نفسي.
 
 
 
(برج الخطر) المنخلي يقول وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري. أردت أن أعارضه فقط.
برج الخطر
 
وأحبه.. ويحبني
وبكل دالية حفرنا اسمنا
وبكل بارقة فتحنا حلمنا
لم ينته البوح
المنغم بالشفاه
ما زال في الأعماق
متسع
يلوذ بالحياة
ويضمنا الكون
بأجنحة السلام
ونصوغ أشعار الغرام
إن نامت الأحياء
يبقى ليلنا بدراً
ونحن لا ننام
ونطير فوق الشوق
يعلو همسنا
لا شأن للعذال
هذا شأننا
شاءوا.. وإن لم..
فالجدار بوجههم
ونحن بالوجهين
نلثم بعضنا
وأحبه ويحبني
وعداً قطعناه لنحيا
من خارطات القلب
نرسم للسواقي
واحة الأطفال
والبيت الصغير
أساسه المحفور بين دمائنا
يضخه الحب الكبير
هَمٌّ
إذا ما دار حول رؤوسنا
لا.. لا..
لنفي الصوت
من فخ التكبر والتجبر
والقرار الأوحد
فكلانا يلتمس الحفاوة
للحديث الآخر
وخصامنا يذوب منتصراً عليه
مُبتدانا الأول
وأحبه ويحبني
نبأ تلوناه
بشاشات الفضاء
حيث الدماء تصدرت عنوانها
أفمن.. ولاء للكرامة؟
أو من ولاء للبشر؟
أم هل ولاء للمشاعر؟
أم أسقطت دنيا الألق؟
الكره مألوف
وحبك فاجر
أم بسمة الأحباب من برج الخطر؟
من همز ألسنة التهاويل
وتلغيم الظنون
وانتفاضات التصور والحذر
أين المفر؟
أين المفر؟
صبح يضوع بالحياة شروقه
أم عتمة القلب المعلب بالغسق؟
فاعصر نبيذ الضوء
واشرب نجمة
وامشي على مرمى الأوائل
من كُثيِّر إلى جميل إلى عُمر
وأحبه ويحبني
سطراً كتبناه
بساحات الفتن..
يا ليت من ملل
تثور بطبعها
أو ترجم الإفك الموالي للغبن
وسنعلن الحب المقيد بالخفاء
فيمطر الصحو المديد
يجتاح أرض الجدب والقهر
ويأتي النهر
يغسلني بكامل فطرتي
وعِفتي..
وفكرتي..
وقوتي.. لنلتقي
ويحبني و احبه
 
سألقي اخر قصيدتين ونفتح لكم المجال لطرح الأسئلة.
 
تصاوير من سفر الغياب
مِنْ حناجرِ الليالي، غرَّدتْ حمائمُ الشيحِ في دربِ الخُطَى
حيْنَ كُنَّ آيباتٍ بالغُروبِ ..
غُرّةُ الأطيافِ تَسْرِي حولَهُنَّ/
نافرات الشوقِ/صبّتْ لحنَهُنَّ/ بَحَّةُ الإنشادِ/
والعيونُ السابحاتُ
بكُحْلِهَا المُبْتلِّ تَمطُر..
[القرى نامتْ على أفلاكِ غُيّابِهَا]
[والنساءُ بلا عُطورٍ..]
والمساءُ بلا قمرْ..
والجوى قد سامرتْهُ الضامراتُ صدُورُهُنَّ، بالتصوّرِ
والسؤَالِِ...
ثلّةٌ من نساءِ الشمس سِرْنَ يَعْتَلِيْنَ الدربَ بالنجوَى، وهُنَّ
عائداتٌ خلفَ (مقطوفِ المِسيلة).
مُسرجات فيلق الحلم/
على نبضَاتِ أَوْتارِ القُلوبِ المُستجيرةِ، من تباريحِ الغيابْ...
بعضهَا يَسْردُ أخبارَ الرسائلِ.
بعضهَا يَغْتَالُهُ كفُّ السرَابْ...
قالتِ الأُوْلَى: يُضاجعُنِي النوَى.
قالتِ الأُخْرَى: يبارحُنِي الشبابْ...
وانْبَرَى الصوتُ لإِحْدَى المُقْبِلات.
ما مَدَى العُمْرِ ونَحنُ في اغْتِرابْ؟
واستباحَ الوجْهُ أخرى أجهشَتْ
طفلتي كبرتْ ولم تَنْظُر أَبَاها
[وأنا بين التمنّي والعِتَابْ...]
[ألْثُمُ العَبَراتِ تحضنُ لوْعَتِي!!]
[خلفها الرغباتُ
والجسمُ المُذابْ...]
والبحارُ مُطبقاتٌ عَتْمَهَا، تسحقُ الجُزرَ بتصفيقِ الرياح، تَكْنُفُ الغيّابَ في ما لا قرار...
والنساءُ هاجِساتٌ/يَتَبَتَّلْنَ التعاويذَ/ويَمشيْنَ على آمالِ
أَشْرِعَةِ السفائِنِ..
أيْنَمَا كانَتْ يطُولُ الانْتِظَارْ...
يُطْفِئُ السَّفَرُ عرُوقَ رَبيْعِهِنَّ، ويعُجُّ القلبُ عُرْيَاااااااااانَاً
يُدَغْدِغُ جَمْعهُنَّ، والفرَاغُ فاااااااااغرااااااااااً، يَلْعَقُ النَّجْوَى،
وينْثُرُهَا على شِسْعٍِ الرمَالِ بالصّدى.
والمدَى:
يُبْدِي التَّحَفُّزَ، في مَهَابةِ مَنْ كوَى السرُّ جِسُومَهْ...
طارَ ريحُ العابراتِ وأيْقَظَ الليلَ وقَدْ سكنَتْ شجُونهْ...
سرقَ النجوَى وصكَّ الناظراتِ بغَيْهَبِ سَاااااااااجٍ..
وجنَّ بالصوتِ جنونهْ...
[والبحارُ أَوْصَدَتْ شُطآنَها]
غزَلاً...
يهزُّ القانتَاتِ المُشْمِسَات.
مسحتْ منها... معَاطِفَ الْتَّشَهِّي ...
بالجسُورِ العَالِقَات!!
في رؤُوسِ الوَجَلِ المُمْتَدِّ ما بيْنَ التجلِّي والخَطَرْ...
وكيفَ لَوْ تَمرَّدَت حرَائقُ الأَجْسَادِ فيها وأسقَطَتْ
من وَعْيها ... سقفَ التَّوَجُّسِ والحَذَرْ...؟
في لحظَةٍ شَبَّتْ/
صيوفُ سُيوفِهَا/
وترَاقَصَتْ،
وتَلاعَبَتْ،
وتَمَزَّقَتْ،
خَجْلى..
تلُوذُ بالقضَاءِ وبالقَدَرْ...
هذهِ سُنَنُ القُرَى، تَصْلُبُ آهاتِ النسَاءِ، وتوَارِيْهَا،
لتبقى رَعْشَةً.
تَرْفَعُ الراياتِ بيضاءَ، لمقياسِ النوَاميسِ.
تُجْهضُ الومضاتِ، حتَّى تَحْتَمي فوقَ بركانِ الشِّفَاه..
عندَهَا ترفُو المواسمُ شَكلَهُنَّ.
صاخِبَاتٍ
يَحْتَلِبْنَ الخوفَ من لَهْوِ المدَائنِ..
كلَّما رَفَّت تصاويرُ الأحبَّةْ ...
وتعالَى البوحُ وَهَّاجاً
يثورُ من خلايا الجسَدِ المَمْهُورِ،
بالصبرِ،
وبالجَمْر،
وبالمسطورِ
ضدَّهْ...
آهِ ... مَنْ يأتِي بشيْراً.
يُشعلُ الكفَّ قواريراً
لِعطرٍ ذابَ في الوجناتِ وَرْدَهْ..
آه ... قسراً تَرْتَمي
تصبغُ الليلَ بألوانِ التعَاليلِ
إذا القمرُ ثوَى بالصحوِ سِرْبَهْ ...
ثلَّةٌ مِنْ نسَاءِ الشمسِ
يَتْلون الأنَاشيدَ مِن سِفْرِ التَّمَنِّي والبقَاءْ ...
كُلَّما صاحَ التضنّي، واستبدَّ الوجْدُ، واحْتجبَ اللقَاءْ ...
عابرات خَلفَ (مقطوفِ المِسِيلةْ) (1) ..
 
 
 
 
"سيرة"
أنا:
زينبُ ابنة عبده..
وأمي تسمى هبة..
ولدت بأرض يُطوِّقها البحر،
من رأسها للجنوب، ومن شرقها للغروب..
وفي جوفها يسكن الموت،
ومنه تضيء اللآلئْ/ وفيها تغني النفوس/
مواويلها عندما يشرع الغوص/ وحين تدور المواسم/
عند رحيل الأحبة،
تفيض الشجون بسيل القلوب..
أنا: زينب ابنة عبده،
أحِنُّ: إلى طفلة في فؤادي....
أحِنُّ: إلى دفقِ ذاك الغدير الذي مجّد الماءَ
حتى صنعنا عليه شراعاً من الورق الشجري،
غطسنا نحرك ألواحه الواهية
فلاك به الماء أضلاعه البالية.
وصِحنا ندق كفوفَ الهواء،
بأيامنا الخالية..
أحِنُّ: إلى قامتي تركض الظل حتى تملَّ،
فتخبو على فيّةٍ من نخيلِ القِصار.
وأُسرعُ عجلى إلى فتحة البئر أدنو، فأغرسُ فيها خيالي، ووجهي يموجُ عليها
فيعلو
ويطفو
ويعلو
ويطفو
[تشف تفاصيل حجمي].
[وترجفُ منها مسامات جسمي].
فأهربُ منها إلى هسهساتِ الجريدْ..
أحِنُّ إلى تَلةٍ أعتليها وأرقصُ فيها
انحداراً،
يصفق وجدان صغري،
وألهو أحدّثُ نفسي،
وأحفر فيها قصور الرمالْ..
أحِنُّ إلى طفلةٍ أدْهشتها
مدينة جدة!
وفي وجهها الأوّليّ..
وألحانها الآسرات/
تراثٌ، وصفوٌ،/
ومزمارُها المطربُ (المذهلُ)
وعذبُ (المجارير) والناسُ/
في طبعها المزهر المشرق،
ومنها تدفق حلمي
وفيها عرفتُ سؤالي..
وأثثت أشكال فكري،
وحطتْ عليها رحالي..
وسالتْ عليّ حروفُ القوافي..
أحِنُّ:
إلى رؤية الراحلينْ..
إلى طلعة النابضين بشريانِ قلبي،
إلى الفارعين بأضلاع جسمي،
وليسوا عن العين بالغائبينْ..
سلامٌ عليكم:
توسدتم الرمل،
داراً مقيماً
وأسلمتموني لماء الحنينْ..
 
 
كما عندي في الواقع قصيدة عامية، وهي من الدان الفرساني، رثيت فيها جدتي وجدي وأمي –رحمها الله- أيضاً من باب التعريف بالفلكلور الفرساني، وأنا أجيد الشعر الشعبي وخصوصاً الفلكلور الفرساني، ولي فيه قصائد كثيرة نُشرت سأجمعها إن شاء الله في ديوان، (أمّاه) طبعاً هي باللهجة المحلية الفرسانية.
 
(أمّاه)
أماه أنا بعدك حياتي تبهدلت
وبعد الحنان اليوم أنا أشرب سرابها
وقلبي من الغصة عروقه تقطعن
وصوت الألم في الروح ينزف عذابها
كسرني الصدا وشعرة الراس شيبن
وما عاد للدنيا معاني شبابها
وما قطنا في يوم عيني تجففن
ولا غاب وجهك عن زوايا خطابها
طواكِ التراب والجسم ملفوف بالكفن
وذي سنة الرحمن كل مشى بها
وفين الوجوه اللي لأجلي تشوقن
وفين الذي في البحر يطوي شعابها
وأناظر لذاك الوجه في سالف الزمن
وأرى لأم زينب وجه يضوي حجابها
بشرخ الشباب الموت نادى وغَيَّبَنْ
عيون الجمال اللي تدلى ضبابها
أنا بعدكم صارت حياتي بلا ثمن
ولا كف حاني اليوم يمسح نصابها
في دنيا غريبة والمعاني تغَيَّرَنْ
وكلن يراعي عين حضرة جنابها
نسينا رموز الصدق والريح صَفّرَنْ
وهبّت جنون الزيف تحرق ثيابها
عليكم سلام ما غرد الطير واشرقن
شموس الحياة في الخلق يسري خضابها
وفي خلق ربي الروح منكم تمتّعن
بإذن الذي يملك مفاتيح بابها
 
 
طباعة
 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج