شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ حسين بافقيه))
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أجمل المؤلفين هم الذين نتعرف بهم في بداية حياتنا، فموقفي مع الناقد الكبير الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين أنه وثلة من المؤلفين الأعلام في ثقافتنا العربية الحديثة اقترنوا في يوم من الأيام بلحظات النشأة سواءً تلك النشأة التي تغور في التاريخ في مرحلة الصبا أو بُداءة الشباب أو تلك النشأة حينما كنا طلاباً في الجامعة وجعلنا نتتبع مظان النظريات النقدية والكتب الأدبية التي تعرفنا بثقافتنا، فحينما أتحدث الليلة عن الدكتور إبراهيم السعافين أدعي أنني أتحدث عن نفسي فأجمل اللحظات هي أن يتحدث القارئ عن سيرته القرائية، والدكتور إبراهيم السعافين هو وعمر فروخ ويوسف بكّار وإحسان عباس وعبد الله الطيب المجذوب ومجموعة من أعلام الثقافة العربية، اقترنت أسماؤهم بتلك اللحظات الجميلة والمضيئة.
حينما اطلعت على كتاب أستاذه الناقد الكبير المصري الدكتور عبد المحسن طه بدر، تطور الرواية العربية الحديثة في مصر، أعجبني ذلك المنهج الذي اتبعه، وتلك الطريقة التي شقت أفقاً جديداً لمجموعة من النقاد العرب ينتمون إلى المشرق والمغرب، وكان من أولئك الطلاب الناقد الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، الذي اهتدى بهدي أستاذه، لأن الدكتور عبد المحسن طه بدر يبدو أنه كوَّن مدرسة نقدية على عادة الحركات النقدية في العالم كله وفي العالم العربي كذلك، حينما كتب الدكتور عبد المحسن طه بدر تطور الرواية العربية الحديثة في مصر، من خلال موقفه بصفته مفكراً قومياً عروبياً في سنوات الأمجاد العربية في العشر الستين من القرن العشرين الميلادي، زيّن لمجموعة من طلابه وخرجت لنا مجموعة من الرسائل بالعنوان نفسه (تطور الرواية العربية الحديثة)، كان من نصيب ناقدنا الدكتور إبراهيم السعافين أن يخص بلاد الشام بتلك الدراسة الفريدة المطولة الضخمة التي لا غنىً لأي باحث أو قارئ يريد أن يتتبع أصول الرواية العربية في سنواتها الأولى منذ ما يزيد على قرن ونصف من الزمان لا بد له أن يرجع إلى هذه الدراسة التحصيلية التي ثنها لهم أستاذهم الدكتور عبد المحسن طه بدر.
من الجانب الآخر لم يهمل الدكتور إبراهيم السعافين الشعر، وكانت دراسته التي أحبها كثيراً مدرسة الإحياء والتراث في الشعر وهي دراسة مطولة من الدراسات، التي يمكن أن نعدّها من الكتب الأصول، لأنه درس شعر الشعراء الإحيائيين منذ مرحلة ما قبل شوقي، ورجع إلى عشرات من الكتب والمجلات والصحف القديمة، التي من الصعب على أي باحث الآن أن يعود إليها فالدكتور إبراهيم السعافين بلا شك أسدى إلى مكتبتنا العربية هذا القدر، هذان الكتابان عزيزان على قلبي لأنني قرأتهما، منذ كنت طالباً في الجامعة منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان، وأنا عادة من حين إلى آخر أحاول أن أختبر قراءاتي، هذا المؤلف الذي كنت أحبه في حقبة من الحِقب هل لو أعدت قراءة كتبه أو أعدت قراءة مشروعه هل سيثبت أمام امتحان القراءة؟ وها أنا أتشرف برؤية الدكتور إبراهيم السعافين الليلة للمرة الأولى، بلا شك كان من الكُتّاب الذين صنعوا تكويني في القراءة النقدية، وأدعي أنني تأثرت بما يكتب كثيراً، هذه المدرسة الفلسطينية الأردنية في الحقيقة مدرسة عجيبة، لأنّ الأردن على صغر مساحته الجغرافية وضعف إمكاناته المادية من دون ضجيج، ومن دون أي ادعاء كوّن مدرسة نقدية مهمة، الأردن وفلسطين بالطبع، فقد كانت فلسطين هي الأساس، منذ الناقد والإصلاحي الكبير روحي الخالدي ووصولاً إلى تلك الأسماء المضيئة حينما نتحدث عن إحسان عباس أو عن يوسف بكّار ومحمد يوسف نجم والدكتور إبراهيم السعافين ومحمد عصفور ومجموعة من النقاد الذين اختطوا منهجاً معتدلاً ووسطياً، فلم ينفتحوا على الكل على الرغم من معرفتهم المؤكدة بالنظريات النقدية الحديثة ولكنهم استطاعوا أن يؤصلوا لمدرسة نقدية وسطية، وللأسف إن مشروع المدرسة النقدية أو الجماعة النقدية بالأصح التي أسسها الدكتور عبد المحسن طه بدر لم يُكتب لها النماء والاستمرار بسبب بروز حركة الحداثة في النقد العربي الحديث، التي صرفت النقاد إلى المصطلحات والولع بالمناهج الجديدة فَعَدَلوا عن تلك المدرسة التي تذكرنا بأبرز اللحظات النقدية، التي كانت في بلاد العرب عبر ما يزيد على قرن من الزمان منذ أن افتتح الأستاذ الإمام محمد عبده الإصلاحي الكبير درس البلاغة في الأزهر الشريف كتاب (دلائل الإعجاز) ودرس الفلسفة والاجتماع بمقدمة ابن خلدون ليؤسس الفكر الحديث، ومن عباءة محمد عبده خرج المفكرون والسياسيون وكذلك النقاد.
الدكتور إبراهيم السعافين هذا الناقد العروبي المتمرس بالتراث أعطاه الله سبحانه وتعالى وأعطى النقاد والمثقفين في الأردن، فحلّ في ربوعهم ذلك الصوت النقدي العظيم العلاّمة الدكتور إحسان عباس فتكونت حركة نقدية مهمة تدور في فلك الاهتمام بالعلاّمة الدكتور إحسان عباس، وكان الدكتور إبراهيم السعافين من أبرز طلاب الدكتور إحسان عباس، ومن أكثر المعنيين والمتابعين لتلك الجهود التي قدمها الدكتور إحسان عباس، وحينما رغبت (دار صادر) أو مؤسس (دار صادر) أو مديرها إلى العلاّمة إحسان عباس بأنك أيها الأستاذ القدير قد حققت عشرات الكتب وإن لدى والدنا -هكذا يقول مدير (دار صادر)- رغبة في أن يقرأ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، بتحقيق جديد يكون من خلال جهد شيخ المحققين الدكتور إحسان عباس في نهاية حياته -رحمة الله عليه- اختار أخاه بَكْراً المترجم المعروف -رحمة الله عليه- وكان إحسان عباس يعده ابناً له وليس شقيقاً فقط وتلميذه الناقد الكبير الدكتور إبراهيم السعافين، فأخرج هؤلاء الثلاثة تلك الموسوعة المهمة التي من حبي والله لإحسان عباس وبكر عباس وإبراهيم السعافين اقتنيتها على الرغم من أنني أحتفظ منذ دراستي الجامعية الأولى بتلك النشرة اللبنانية التونسية، التي عُنيَ بها الناقد والمحقق الكبير الدكتور عبد الستار فرّاج.
أنا سعيد سعادة لا توصف بأن اسماً أحببته في حياته، ولا زلت أُعنى بقراءة ما يصدره من مؤلفات يُكرم في “الاثنينية” وأن أشرف برؤيته والتحدث عن مشروعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل:شكراً للأستاذ حسين بافقيه. أيها الإخوة والأخوات نستمع الآن وإياكم إلى ضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، فليتفضل.
 
طباعة
 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج