شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
الكلمة التي افتتح بها سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل.
الحمد لله مستوجب الحمدِ والشكرِ والثناءِ والصلاة والسلام على خيرِ خلقه وخاتم رسله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحبتي الأساتذة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. باسمكم جميعاً أرحب أجمل ترحيب بضيف أمسيتنا سعادة الأخ الأديب القاص الدكتور عصام خوقير الذي تفضل مشكوراً واستجاب كعهده لدعوة الاثنينية التي ينتمي إليها قلباً وقالباً كقطب من كبار أقطابها، وأحد روادها الأوائل، رغم أن ظروف عمله قد تجعله أحياناً ينقطع عنا زمناً يقصر ويطول حيناً، إن ضيفنا الكبير مكان ترحيب وحفاوة قبل أن يقتعد مقعد المُكرم في هذه الأمسية، فقد كان دائم المشاركة في كثير من أمسياتنا التي أفادت كثيراً من مداخلاته وملاحظاته وتعليقاته.
إن ضيفنا الذي تخصص في طب الأسنان وجد في الأدب ضالته التي أفرغ فيها مكنون نفسه التواقة إلى جماليات اللغة، شأنه في ذلك شأن كثير من الأطباء الذين اتجهوا إلى الأدب والفكر بجانب تخصصهم المهني، أمثال الأخوة الدكاترة عبد الله مناع، ومحمد علي البار، ومصطفى محمود، ويوسف إدريس، وغيرهم.. وليس في ذلك غرابة لأن بذرة الإبداع عندما تنمو لا يعنيها إن كان حاملها أديباً مطبوعاً، أم متمرداً على الإطار الذي أوجدته فيه ظروف الحياة والتخصصات المهنية.
وقد اتجه ضيفنا إلى كتابة الرواية، والمسرحية، والمقالات الأدبية في الصحف اليومية، ولعلكم لاحظتم الخيط الرفيع الذي يربط معظم أعماله الأدبية، متمثلاً في تمسكه بالتراث الحجازي الأصيل في لهجة الخطاب، حتى ليخيل إلى القارئ الذي ينتمي إلى هذه المنطقة أنه يجلس إلى أحد أصدقائه أو جيرانه يحدثه بما في نفسه، ويفصح عما يدور بخلده، ويتجاذب معه أطراف الحديث كأي صديقين ربطت بينهما أواصر المحبة والبوح.. يأخذك معه إلى المنزل، وإلى الشارع، وإلى مكان العمل، وفي كل الحالات يعطيك انطباعاً بأنك تصحبه بما يصوره لك عبر كلماته القليلة المعبرة والتي تعطي صورة كاملة لما يدور حولك، فلا يترك مناسبة إلا ويلج من خلالها لرسم الصور التراثية سواء تلك المتعلقة بالأمثال الدارجة أو نوع الملابس أو الطعام، وغيرها من عناصر الحياة التي تشكل في مجموعها الإرث الثقافي لمحيط الكاتب، وقد أبدع كثيراً في تصوير هذه النواحي في رواياته ومسرحياته التي لا تخلو أيضاً من أبيات الشعر المناسبة التي يوردها يسراً لا قهراً، فتأتي في مكانها وكأنها قد صيغت للتو من أجل هذا الموضوع أو ذاك.
وبهذه المناسبة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لشركة تهامة للعلاقات العامة والتسويق التي أفردت سلسلة "الكتاب العربي السعودي" لنشر كثير من إبداعات أبناء هذه البلاد، فجاءت في ثوب أنيق وطبعة جذابة، ولعل الفضل يعود إليها في اقتنائي بعض أعمال ضيفنا الكبير، وحسناً فعلت تهامة بإصدار تلك السلسلة التي أوقفت تمويلها للأسف لأسباب لا تخفى على الجميع، آملين أن يعود ذلك المشروع للساحة لإثراء العطاء، والمساهمة في دعم الكتاب العربي السعودي، وهي القادرة على ذلك بمشيئة الله.
وهناك نقطة لا بد من الإشارة إليها، وقد ألمح إليها ضيفنا لمسرحية "السعد وعد" تتلخص في أهمية وجود عناصر مساعدة تدفع بالعمل الإبداعي إلى دائرة الضوء، فإذا توقفت طباعة الكتب لقناعة تامة بأنها لا تساوي تكلفتها، أي أنها بالمنطق التجاري عمل خاسر.. بينما الكتاب في تصوري أقل الوسائط تكلفة لربط المتلقي بالمبدع، فماذا سيكون شأن بقية الوسائط مثل المسرح والتلفزيون والسينما - رغم أن الأخيرة خارج دائرة اهتماماتنا الحالية - كما أن المسرح ما زال يحبو، وينهض ثم يكبو، أما التلفزيون فقد أصبح سيد الموقف والمسؤول الأول عن نشر الوعي والثقافة في بلادنا.. غير أن هناك شبكة من العناصر المتداخلة التي تجعل العمل الإبداعي مرئياً على الشاشة الصغيرة، فهنالك كاتب السيناريو، والمخرج، والممثلون، والكادر الفني بشموليته وتعدد مهامه.. كل هذه العناصر يجب أن تتوفر قبل أن تعطي الضوء الأخضر للعمل الإبداعي لكي يرى النور في شكل مسلسل أو رواية متكاملة.. وهذا الجهد يحتاج إلى استثمارات هائلة توفرت لدى بعض الفضائيات ولكن تأتي إشكالية رغبة الجمهور لتضع الحد الفاصل بين الإهمال والإبهار، وكم من أعمال تافهة وجدت طريقها إلى التنفيذ بحجة رغبة الجمهور، بينما بقيت أعمال أخرى مفيدة خارج المنافسة في حين أنها قد تشكل بداية للثقافة التلفزيونية كما ينبغي أن تكون، وفي مفترق الطرق بين العزوف عن الكتاب وطباعته وتسويقه، وتجاهل التلفزيون أو الفضائيات العربية للأعمال الجادة المفيدة، يبقى المبدع يجتر آماله وآلامه، قد يبث الشكوى لدفاتره، يحن إلى صرير القلم على الورق في ضوء الفجر، ثم يُودع عصير مهجته أدراج مكتبه، حتى يأتي من يُفجِّر هذه القضية بصورة حاسمة.. وأضم صوتي لصوت ضيفنا الكبير في قوله "ولمن شاء أن يعتبر هذه دعوة مفتوحة لخلق كوادر ذات قُدرات علمية وتقنية للقيام بهذه المهمة، وأركز كثيراً كثيراً على صفتي العلم والتقنية دون صفة الاجتهاد قبل أن تصبح المحاولات الوليدة في عداد الموؤدات" هذا الطرح المستنير قدمه ضيفنا منذ عام 1400هـ الموافق 1980م، ولا تزال الرصاصة في جيبه لأكثر من سبعة عشر عاماً في انتظار جودو.. تُرى هل سيطول الانتظار؟ أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟ أسئلة كثيرة متداخلة أترك لكم أيها الأحبة مهمة تداولها وتدارسها في هذا اللقاء، ولعل صحافتنا العزيزة تتناول القفاز وتعلن انحيازها إلى جانب المبدعين في هذه البلاد الطاهرة، وتتبنى الأمر قبل فوات الأوان.
 
نرحب مرة أخرى بضيفنا الكبير، آملاً أن تقضوا معه أجمل اللحظات متمتعين بفنه وأدبه وحس الطرافة والبهجة التي يشيعها في من حوله، وأحب أن أذكركم أن ضيف أمسيتنا القادمة سعادة الأخ الشاعر محمد التهامي، المستشار الإعلامي السابق بجامعة الدول العربية.. فأهلاً ومرحباً بكم للاحتفاء به والاستزادة من فضله وعلمه.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1160  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.