الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))

بسم الله الرحمن الرحيم،أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأستاذات الفضليات..

الأخوة الأكارم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أمسيتنا الليلة تجمع في قسماتها نفحات العلوم، وخفقات القلوب، وهمسات الإنسانية، وعبقات الإبداع، تبدأ من القلوب وتنتهي إليها، نستنطق التجارب الناجحة، والبدايات الصعبة لطبيبة كرست حياتها العلمية والعملية تفوقاً، وتميزها ريادة، ومبضعها للإنسان سعادة. ذاع صيتها في محافل الطب العالمية، اقتفت آثار ابن سينا، وابن البيطار، والبيروني، وابن النفيس، وغيرهم فأصبحت رئيسة برنامج الدكتوراه في جراحة القلب (الزمالة في جراحة القلب) وأول استشارية لجراحة القلب للأطفال والعيوب الخلقية، رئيسة قسم جراحة القلب سابقاً بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بمستشفى الرياض العسكري، الدكتورة هويدا بنت عبيد القثامي، نرحب بها أجمل ترحيب بمعية والدها اللواء ركن عبيد محمد حسن القثامي، ووالدتها السيدة الفاضلة عريفة محمد يوسف فأهلاً وسهلاً بكم وهنيئاً لنا ما غرستموه إعزازاً واعتزازاً.

أيها الإخوة ليس بدعاً أن تكرم "الاثنينية" عبر مشوارها الذي تجاوز اثنين وثلاثين عاماً.. رائدة جراحة القلب محلياً وإقليمياً ودولياً، فالتكريم كلمة شكر وامتنان مبنى ومعنى، لمن أرغدوا حياة الآخرين صحة وجمالاً، وضمدوا جراحات المرضى بلسماً وشفاء، شأنها شأن المبدعين في كل حقل وفن.

فرصيد منجزات ضيفتنا الكريمة يضاف إلى الرائدات في مجالات متنوعات، توافرت لها الظروف الاجتماعية والعلمية والأسرية قبل وبعد عصر المعلومة وثورة الاتصالات، فاستطاعت أن تبز ذاتها، ونصفها الآخر على حد سواء، فالمحك لديها طموح لا يضمر، وجهد يستسهل الصعاب، وعزم وعزيمة لا يعرفان الدعة والخمول، ورغبة صادقة، تستولد يقيناً بأن القادم دائماً أحلى، فنقشت رقماً في خارطة التميز بخاصة في مجال الطب الذي عشقته.. آثرت أن تتبتل في محراب الصمت ونكران الذات بعيدة من الأضواء، والنرجسية، والأنوية التي تحيل كثيراً من الإنجازات إلى نقائص ونقائض تبعدها كثيراً من جوهر المنافسة، تدين بالفضل في أكثر من مرة لعدد من الأطباء السعوديين الذين أخذوا بيدها وخصوصاً الأستاذ الدكتور محمد راشد الفقيه الذي كرمته "الاثنينية" بتاريخ 14/1/1432هـ الموافق 20/12/2010م. فآلت على نفسها أن تنبري لهموم الناس في أي صقع وفي كل زمان، وفي هذا الصدد رأست ضيفتنا الكريمة وفوداً طبية تحت علم المملكة العربية السعودية، تنقل خبراتها وإمكانياتها إلى إنسان الدول الشقيقة في اليمن، والسودان، ومصر، وغيرها من العواصم العربية تبلسم الجراح عبر الحدود، ببرامج علاجية مؤطرة، ووسائل حديثة، وتجهيزات متقدمة، مما يزيدها فخراً، وشرفاً، ومكانةً، وحباً، ودفعةً قويةً لمزيد من العطاء يضاف إلى رصيدها الإنساني الذي تعتز به.. وفي اليمن وحدها أجرت 291 عملية خلال 20 يوم عمل بين عمليات جراحية أو تدخلات قسطرية. فهنيئاً لنا ما حققت، وأنجزت، وبذلت، وعملت، فنالت عن استحقاق وسام الملك فيصل، ووسام الوحدة، وميدالية الوحدة الذهبية من جمهورية اليمن الشقيقة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

أيها الإخوة تؤكد ضيفتنا الكريمة ضرورة الاستمرار في تطبيق نظام الكشف الطبي قبل الزواج درءاً لاحتمالات الأمراض الوراثية، وفي هذا الصدد أشير إلى مقال لسيدي الوالد رحمه الله نشرته (صوت الحجاز) قبل 84 عاماً أي عام 1351هـ بعنوان (الكشف الصحي ضروري للمتزوجين) فكانت أول مطالبة في الوطن لتفادي الأمراض الوراثية في بلادنا، ومن جهة أخرى تسعى دائماً لاطمئنان الجميع بأنه مع الخطورة العالية في العمليات الجراحية لأمراض القلب إلا أن نسبة النجاح تكون ما بين 90 إلى 95% مع تقدم الطب والتقنيات الحديثة التي ساهمت في تطور العمليات الجراحية لأمراض القلب التي تتوزع بين العيوب الخلقية، والمكتسبة، مثل الحمى الروماتزمية، وأمراض الشرايين التاجية، بسبب عادات وأنواع الأكل، مع عدم ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى تراكم وارتفاع أمراض السكر، وأمراض شرايين القلب، وأمراض الضغط، مما يؤثر سلبياً في صحة المريض.

وفي هذا الإطار أيها الإخوة كشفت دراسة حديثة أن ثلاثة أرباع سكان المملكة العربية السعودية مصابون بالسمنة في الوقت الذي تنفق فيه المملكة نحو 19 مليار ريال سنويًّا على العلاج والبحوث. واستنتجت الدراسات العلمية العالمية التي اعتُمدت لدى منظمات دولية مختلفة مثل الجمعية الدولية لمرض السكر مؤخراً وجمعية القلب الأمريكية أن ثلاثة أرباع المجتمع مصابون بالسمنة (70% من رجال المملكة و75% من نسائها) كما كشفت أن أكثر من 80% من مرضى السكر من النوع الثاني في المملكة لهم علاقة بالسمنة، كما تؤكد الدراسة السعودية أن أكثر من 3 ملايين طفل بالمملكة يعانون من السمنة التي ترتبط بــ 47 مرضًا مزمنًا، وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الوفيات بسبب السمنة سيصل إلى نحو مليونين ونصف المليون شخص سنويًّا في العالم بحلول 2015؛ منهم 500 ألف شخص سيواجهـون الموت خلال العام الجاري فقط، أرقام وإحصائيات ترى ضيفتنا أنها مخيفة تدق ناقوس الخطر بقوة فهل يحرك فينا ذلك ساكناً!!

أيها الإخوة، لست نطاساً يجيد تحريك المباضع، أو آسِياً يتقن المهنة، فحسبي أن ألقيت شعاعاً من الضوء تجاه إنجازات هذه السيدة الفاضلة التي نعتز بها، وحتماً تتقاصر الكلمات عن إيفائها حقها من التكريم والتنويه، فهي القادرة على تكملة الصورة بلسان العارف البصير، وبحس العالم الخبير، تتكئ على رصيد علمي آثر، وخبرات تراكمية، ومشاركات عالمية، أترككم معها، على أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بمعالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، وهي هيئة كما تعلمون تتبع مباشرة لمقام خادم الحرمين الشريفين بمتابعة شخصية واهتمام سام، آملين أن نلتف حوله نستكشف ما له وما عليه..

طبتم وطابت لكم الحياة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريفة الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس هذه "الاثنينية" في كلمته التي ألقاها ترحيباً بضيفتنا الكريمة. أيها الإخوة الحضور أرجو أن أشير إلى أنه بعد أن تعطى الكلمة لفارسة أمسيتنا ستتم محاورتها عن طريق الأسئلة التي آمل أن تتفضلوا بإلقائها مباشرة راجين أن يكون سؤالاً واحداً لكل متسائل ومتسائلة وأن يعرّف السائل بنفسه ومهنته ثم يطرح السؤال مباشرة حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد منكم ومنكن؛ والآن الكلمة لسعادة الدكتورة نائلة فلمبان الأستاذة بجامعة الملك عبد العزيز، استشارية أطفال وغدد صماء في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بجدة فلتتفضل.

طباعة

القراءات :397

التعليقات :0

صفحة 63 من 216

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 27/04/1436ھ الموافق: 02/16/2015م

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.

المزيد >>