شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور عبد الله منّاع))
أسعد الله مساءكم بكل خير، في قسم السادة الأفاضل وفي قسم السيدات، حقيقةً الكلمة فاجأتني لكنني كنت وكأنني مستعد نفسياً لها، معالي الدكتور عبد العزيز خوجه الذي نحتفل به الليلة أو ضيف "الاثنينية" هذا المساء شخصية متعددة المواهب والملكات، فهو الدبلوماسي وهو الأديب وهو الكيميائي وهو المثقف وهو الإعلامي وهو السفير، فهو جملة من المواهب والملكات. والحقيقة الدكتور بدأ في ثنائية مع الدكتور المرحوم محمد عبده يماني في منتصف السبعينات، عندما أصبح هذا الأخير وزيراً للإعلام اختار الدكتور عبد العزيز خوجه أن يكون وكيلاً للوزارة في ذلك الوقت، وكان هذا في منتصف السبعينات الميلادية، والحقيقة كان مجيئهما بعد ما سبقهما نوعاً من التخفيف والتهوين والاحتواء للمرحلة التي سبقتها، والحقيقة أن الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله والدكتور عبد العزيز خوجه استطاعا معاً أن يقدما هذه المرحلة خير تقديم، وقد اعتمد الدكتور محمد عبده يماني –رحمه الله- كثيراً على عنصر الفكاهة في حل المشاكل أو احتوائها، وكان للدكتور عبد العزيز كما يقولون من الحب جانب. مثلاً: في أيام الأستاذ رضا لاري وهو رئيس تحرير عكاظ، التي كان لها بعض الصخب وبعض الضجيج إذ كانت تتعرض بين الحين والآخر، وقد استبعد الأستاذ رضا لاري مرة من المرات وعاد بعدها، إذ لم يكن يريد الاستبعاد لكن جاءه خطاب من الدكتور عبد العزيز خوجه أننا قبلنا استقالتك ونتمنى لك التوفيق. فقال الأستاذ رضا رحمه الله: "أنا لم أستقل". فكان الدكتور عبد العزيز يمارس هذا العمل الفكاهي. والله فيه شيء من الفكاهة ولكن الحقيقة كان هذا الذي يحدث، الدكتور عبد العزيز أيضاً عمل في السلك الدبلوماسي لفترات طويلة جداً وكانت محطات في منتهى الصعوبة وأعتقد أن سفارته في روسيا تعدّ محطة شديدة الأهمية لأننا بعد سنوات من القطيعة مع الاتحاد السوفياتي، وبعد سنوات من الحروب المباشرة وغير المباشرة بالكلمة وبالهمس ومن فوق المايكرفون ومن تحته، أتى الدكتور عبد العزيز وأقام هذه العلاقة بأن يكون سفير المملكة العربية السعودية في موسكو، وكانت محطة مهمة جداً واختياره موفقاً جداً في أن يأتي برجل له كل هذا الهدوء والأناة والصبر والحلم والمحبة ليكون هو السفير في تلك المرحلة الأولى من مراحل العلاقة السعودية الروسية أو الاتحاد السوفياتي.
كما فوجئنا بالدكتور عبد العزيز أيضاً بعد هذه السفارات أن تم اختياره وزيراً للثقافة والإعلام، الحقيقة أنني أشفقت عليه من هذا الهم، لأنه بعد سنين طويلة من الانقطاع عن الإعلام صار شاعراً يكتب الشعر ويصدر الدواوين. لذا أشفقت على عودته بعد هذا الانقطاع بشكل أو بآخر، ولكن الحقيقة فاجأني كما ربما فاجأ الآخرين بهذا الإنتاج الذي قدّمه من خلال القنوات الفضائية فالزمن زمن تلفزيون، وزمن صورة، ولم يعد زمن الكلمة. فقدّم مجموعة من القنوات، كنت يعني أهتم ببعضها، ولكن كنت أخشى منها القنوات الدينية أكثر مما أرحب بها سواء أكانت قناة القرآن أو قناة السنة، لكن الحقيقة التزمت القناتان بأن لا تفعل شيئاً غير أن تقدم القرآن والأحاديث النبوية، كما قدّم أيضاً الاقتصادية والثقافية، وطلب مني أن أشاهد الثقافية وأكتب له عنها تقريراً يعينه على ذلك.. يعني كمشاهد، ولكن أعترف بأنني لم أفعل ذلك كثيراً لأن في الحقيقة كانت لي تجربة مع هذه القناة، إذ كنت دائماً حاضراً في الصورة مع الدكتور عندما يطلب مني أن أقدم أو أسهم أو ألبي، وقد اكتشفت أن القناة الثقافية هي صومالية، يعني لا تقدّم شيئاً، أنت تقدم البرنامج، تمضي ساعتين، أو ثلاث ساعات، أو أربع ساعات، أو خمس، وقد تصل إلى عشر ساعات ولا يوجد بعد ذلك أي مكافأة، يعني كأن القناة قناة صومالية تصدّر من مقديشو، فتوقفت بعد ذلك عن تلبية أي دعوة أو أي مساهمة في هذه القناة، لأن الحقيقة لو كنا والله في مقديشو لكان كل شيء مجانًا، لكننا نحن في المملكة العربية السعودية، ولدينا هذه الوفرة التي يتحدث عنها الأستاذ أبو مدين فأنا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تصحيح.
بقيت نقطة أخيرة وقد كنت دائماً أشاغل الدكتور فيها وهي: نقطة المسرح ونقطة السينما. لا يعدّ الدكتور عبد العزيز خوجه وزير إعلام فقط، بل هو وزير ثقافة، والثقافة تعني أمريْن في أول خطواتها المسرح والسينما، ونحن في بلدٍ لا يعترف بالمسرح ولا يعترف بالسينما، بينما يوجد بيننا شباب يصنعون السينما والمسرح، الّذي نقدّمه فقط في المناسبات، يعني عندما تدعوننا الدولة أو المهرجان وغيرها... بسرعة نؤدي مسرحية كيفما اتفق ونذهب لنقدمها حتى نقول بلدنا فيه مسرح، وفيه سينما. والسينما نذهب لنعملها في دبي وفي المنامة وفي البحرين وفي أبو ظبي لكننا لا نعملها في المملكة أبداً. وفي مرة من المرات كان هناك المهرجان السادس للسينما في جدة وقد تمّ إغلاقه والانتهاء منه، أعتقد أنّ المطلوب من الدكتور عبد العزيز خوجه وهو وزير الثقافة أن يفعل شيئاً للمسرح وللسينما، ففي الواقع الفعلي، نتحدث عن السينما وهي غائبة وكذلك الأمر بالنسبة إلى المسرح، ونتطاول في الحديث أيضاً إلى أن نقول عندنا مسرح، ونحن في الحقيقة نبالغ في أكاذيبنا. نرجو من الدكتور عبد العزيز أن يولي المسرح والسينما العناية اللائقة بهما، ولا بد من حل الإشكال مع الجهات الدينية، لأنها ما زالت على رأيها القديم وملتزمة به وقائمة على هذا الموقف بأن لا سينما ولا مسرح في المملكة، لأن السينما والمسرح ليستا.. نحن لسنا دولة دينية، نحن دولة المملكة العربية السعودية. نعم بين ظهرانينا يوجد الحرمان الشريفان ولهما قداستهما، ولكن حينما نتكلم على السينما والمسرح، فنحن لا نريد أن نقيمهما في مكة أو في المدينة ولكن الوطن الذي يشمل على اثنين مليون كيلو متر مربع سيتسع للسينما والمسرح في مكان ما، لكي نخاطب الآخرين بلغةٍ لم تعد تنفع فيها اللغة القديمة، المسرح والسينما هما المناسبان إلى جانب التلفزيون في عهد الكمبيوتر، فهماسيجسّدان لغة العصر. معالي الدكتور، أنت في مهمة صعبة أعانك الله عليها ونتمنى لك التوفيق دائماً وأبداً لأنك صاحب خلق كريم وصاحب إنسانية متناهية، وأنا لم أتحدث عن هذا لأن هذا الأمر محسوس ومعروف. ربما كانت هذه هي الصورة الأولى أو الصفحة الأولى في حياة الدكتور عبد العزيز خوجه، أكرّر معالي الدكتور أعانك الله ووفقك وسدد على طريق الخير خطاك والسلام عليكم.
 
عريف الحفل: شكراً للدكتور عبد الله منّاع، والكلمة الأخيرة لسعادة الدكتورة لمياء محمد صالح باعشن.
 
 
طباعة
 القراءات :236  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.