|
((كلمة معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي))
|
|
|
| بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
| السيدات الفضليات.. |
| الإخوان الأكارم الأفاضل.. |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
| فإن التنويه بفضل ذوي الفضل والإشادة بما قدموا من منجز وما اضطلعوا به من جليل المهام، في خدمة الدين والمليك والوطن، هو من خصال أهل البر والوفاء، ومن محامد هذا الدين الحنيف، الذي يدعو إلى تقدير ذوي الفضل حق قدرهم، والثناء على محاسنهم، أداءً لبعض حقهم على المجتمع واستناناً بالقدوة الحسنة للرسول الكريم، وسلفه الصالح. |
| وذلك -أيها الأكارم- ما نهض به وبادر إليه سعادة الوجيه الأديب ابن الأديب أخونا وأخ الجميع الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، فجمعنا في هذه الأمسية المباركة لنحتفي بتكريم شخصية فذّة نهضت بالعبء الثقيل وقدمت ولا تزال تقدم في سبيل الإصلاح والتطوير الكثير، إنه سمو الأمير فيصل بن محمد بن عبد العزيز آل سعود.. فهو على رأس جهاز حيوي، يتولى شرف صناعة أجيال المستقبل، وإعدادهم للنهوض به بما تأهلوا له من عمل. إن وزارة التربية والتعليم، كما تعلمون، هي اليوم من أكبر أجهزة الدولة من حيث ضخامة أعداد منسوبيها من المدرسين والموظفين، واتساع قاعدة المفيدين، مما تقدمه في سبيل التربية والتعليم لملايين الطلاب والطالبات في كافة أرجاء البلاد. |
| لو تحدثنا عن "كيف كنا" وكيف نهض التعليم في بلادنا خلال العقود الخمسة الماضية فإن وجه المقارنة قد يكون ظالماً؛ فتعليم البنات النظامي الذي بدأ قبل نصف قرن -رغم ما اعترضه من مقاومة- أصبح اليوم شيئاً مذكوراً في مختلف مراحل التعليم بما فيه الجامعي، وانخفضت نسبة الأمية من معدلات عالية جداً إلى 4%، ولم تتوقف برامج التطوير في هذا المجال بل شملت زيادة مضطردة في المباني والتجهيزات المدرسية وتقلصت في المقابل أعداد المدارس المستأجرة لا سيما في السنوات الأخيرة، وسوف تشهد السنوات الخمس القادمة قصة إسدال الستار عن تلك المستأجرة. |
| وهنالك عناية بالغة بالموهوبين يقابلها عناية بالغة بذوي الاحتياجات الخاصة، أما المناهج فقد شملها التطوير الذي حقق قفزات تذكر فتشكر بشهادة المعلمين والمعلمات الموكل إليهم تنفيذها، وفي هذا السياق فإن الأسلوب الجديد الذي يطبق حالياً في اختيار المعلمة أو المعلم جعل المؤسسات التي تُعدُّهم تعيد النظر في برامج الإعداد.. وفي نهاية المطاف فإن التربية والتعليم مسؤولية مشتركة بين المجتمع تبدأ في الأساس في البيت، وبالتالي فلا عذر للوالدين في تخليهم عن مسؤولياتهم، ولعل من الظلم أن نرمي بأي قصور يحدث في المدرسة على المدرسة وحدها، وعلينا جميعاً أن نتحمل مسؤولياتنا كاملة وأن لا نتنصل منها، والتنصل ليس من سمة الرجال. |
| السيدات الفضليات.. السادة الأفاضل.. |
| أكثر من عقدين من الزمن وأنا أشعر أن هذا الرجل الذي بيننا صاحب رسالة، وعادة ما يتحمل أصحاب الرسالة المشاق والمتاعب دون أن يصابوا بكلل أو ملل. وضيفنا اليوم الذي يجلس بيننا هو أحد هؤلاء الرجال، فلم يكلف إلا بالمهام الصعبة والتي ربما ينأى البعض عن الإقدام عليها. لا أريد أن أسميه برجل المهمات الصعبة حتى لا تدرج ضمن الثناء عليه وهو الأمر الذي لا يرجوه من أحد، فقد عوّد نفسه على البساطة والتواضع والقرب من الناس والتواصل مع كافة شرائح المجتمع ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم رغم تعدد المهام الموكلة إليه. يجمع ضيفنا بين مواهب عديدة قل أن تجتمع في شخص واحد وهي حسن الأداء والانضباط، وفي داخله حس الفنان، وشغف على العلم والتعلم والبحث، وقدرات على استشراف المستقبل والحوار مع القريب والبعيد، وتقبل النقد الموضوعي والسعي للأخذ بمضامينه. إنه صاحب عزيمة، فقد تحدثنا معه قبل أكثر من عقدين من الزمن، وما تحدثنا به أراه اليوم حقيقة ماثلة للعيان. بعض المبادرات مستوحاة من أهداف رسمها ملك البلاد "عبد الله" وبعضها قدمت للمليك فباركها وأعان عليها حتى أخذت طريقها إلى التنفيذ. |
| وقديماً قال شاعر العربية: |
| على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
| وتأتي على قدر الكرام المكارم |
|
| وقبل أن أختم وددت أن أؤكد للضيف الكريم أن البناء المعرفي الذي تبناه سموكم لا بد وأن يشمل أيضاً الغذاء والدواء والتدريب الرياضي للبنين والبنات والتوسع في البرامج اللاصفية حيث يكتمل بناء الشخصية. |
| تحية إعجاب وتقدير على ما حباكم الله به من قدرة لتحمل المهام الجسيمة، وأعانكم، وجعل الله التوفيق حليفكم. |
| والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
عريف الحفل: شكراً لمعالي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي. الكلمة الثانية لسعادة الكاتب والأديب المعروف الدكتور عبد الله منّاع. |
|
|
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
