((الحوار مع المحتفى بها))
|
الأستاذة نازك الإمام: شكراً أستاذة دلال. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. السيدات والسادة.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
ضيفتنا الليلة هي رائدة من رواد التربية والتعليم، فكم جيل من الطالبات تخرجن على يدها.. لها مساهمات في تطوير المناهج الدراسية على المستوى الجامعي، وأيضاً مناهج اللغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية والثانوية.. لها بصمة في المشاركات العديدة في مجال الصحافة والإعلام والأدب والكتابات في الصحف والمجلات المحلية. هي ناشطة حقوقية لها رأي يعتد به في أمور وطنها وفي قضايا هامة تخص المرأة وحقوقها، ففكرها وقلمها هو الصوت لكل من لا يصل صوته، فمرحباً بفارسة ((الاثنينية)) لهذه الليلة سعادة الدكتورة أميرة بنت داود محمود قشقري مكرمة ومحتفى بها بيننا هذه الليلة، ونبدأ بطرح السؤال الأول من القسم النسائي وبداية مع الإعلامية الأستاذة سمر فطاني فلتتفضل. |
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. مبروك يا أميرة الصديقة والأخت العزيزة، أهنئك وأنت تستأهلين أكثر؛ فأنت رمز للمرأة السعودية العصرية التي تجاهد لتحسين وضع المرأة السعودية وتمكينها في المجتمع. سؤالي هو: كيف ترين المرأة السعودية اليوم وما هي أهم القضايا التي تشغل فكر أميرة اليوم؟ |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً سمر.. أنت ذاتك رمز للمرأة السعودية الإعلامية الرائدة. بالنسبة إلى أهم القضايا التي تشغل بالي، فقد تعمدت أن أتحدث عن التعليم ولو أن المرأة ووضع المرأة وحقوق المرأة هي في الحقيقة أيضاً مما يشغل بالي، لكني أحببت أن أغير اتجاه البوصلة قليلاً لكي أؤكد أن التعليم واستثمار الميزانيات والخطط والمشاريع في إصلاح التعليم سيغير بكل تأكيد من وضع المرأة وسيحقق للمرأة ما لم تستطع أن تناله. إن التعليم الجيد الذي يربي العقول ويخلق سلوكاً أخلاقياً قويماً سوف يرى أن المرأة إنسان، وأن المرأة تستطيع أن تحصل على كل حقوقها بما فيها حقها في التنقل وحقها في الحركة وحقها في قيادة سيارة وحقها في أن تعمل في كل المجالات، هذا هو ما يشغل بالي. إن النظرة إلى المرأة التي أصبحت إشكالية اليوم في مجتمعنا أعتقد أنها أيضاً نتاج تعليم غير سوي، ونتاج تربية غير سليمة.. نتاج فكر وثقافة لم تستطيعا أن تغرسا في الإنسان أن المرأة إنسان قبل أن تكون أنثى. شكراً. |
عريفة الحفل: إذاً نبدأ من الجانب هنا الأستاذ عبد الحميد الدرهلي. |
بسم الله الرحمن الرحيم. إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت الفاضلة الدكتورة أميرة قشقري أهلاً بك في هذا المنتدى العريق. سيدتي تألقت المرأة السعودية في كل الميادين، بعلو ثقافتها وارتقائها بنفسها، ونجاحها في كل عمل أُسند إليها، أو جهد قامت به عموماً، وبذلك حصلت على ثقة المليك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيّده الله بأن أوصلها إلى عضوية مجلس الشورى، حيث برعت في عضويتها هذه وعملت في المجلس بكل نشاط وإخلاص، وبجدارتها هذه اكتسبت ثقة الشعب السعودي الكريم.. إذاً ألا تستحق المرأة السعودية بنجاحها الرائع هذا أن تُسند إليها وزارة ما في حكومة المملكة العربية السعودية أسوة بما وصلت إليه المرأة في دول العالم من مكانة رفيعة وثقة واحترام؟ شكراً لكم جميعاً، والسلام عليكم. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً أستاذ عبد الحميد على هذا السؤال الوجيه الذي يشغل بال الكثيرين منا نحن النساء. أعتقد أن هناك نوعاً من المواءمة بين ما تقوم به الدولة وما يقوم به المسؤولون عن إدارة الدولة من تقديم مناصب سياسية أو اقتصادية عليا للمرأة وبين الواقع الذي نعيشه. أنا في الحقيقة أجد أن المرأة قادرة ولديها من الإعداد والكفاءة الجيدة والمؤهلات العالية ما يجعلها وزيرة، ويجب ألا يقتصر الأمر على وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة خاصة بشؤون المرأة، فالمرأة موجودة كمبدعة ورائدة ومحققة لطموحات كثيرة حتى في المجالات العلمية، وأعتقد أن دول العالم كلها بما فيها دول الخليج قد أسندت وزارة الخارجية إلى النساء، وأعتقد أن المرأة سوف تبدع في هذه الوزارة إذا ما أتيحت لها الفرصة وأتمنى أن يحقق لنا المستقبل ما نحلم به في أن تصل المرأة إلى كل هذه المناصب القيادية داخل الدولة سواء على مستوى الوزارات أو على مستوى الجامعات أو حتى على مستوى المناصب البروتوكولية، أي الدبلوماسية.. والحمد لله كما لاحظنا في خلال الخمس سنوات الماضية أن المرأة حصلت على العديد من المكتسبات السياسية وأولها كان طبعاً دخولها مجلس الشورى وكانت هذه خطوة كبيرة ورائعة، وإن شاء الله في المستقبل ستحصل على منصب الوزارة، شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: تفضلي نازك. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة ميسون عبد العزيز الدخيل من جامعة الملك عبد العزيز فلتتفضل. |
السلام عليكم، أولاً ألف مبروك دكتورة أميرة وتستاهلين كل خير، وأنا هنا أولاً لأنك من الأشخاص الذين كان لهم فضل في أن أدخل مجال الإعلام وأنت أستاذتي في ذلك. سؤالي يتعلق بالتربية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وحضرتك كنت قد ذكرت أنك قمتِ بوضع مناهج للمرحلة الابتدائية وقمتِ بتفعيلها. فماذا عن دمج الاحتياجات الخاصة في هذه المراحل، وماذا عن إدخال بعض المواد التي تنمي الوعي لدى الأطفال في هذه المرحلة من خلال تدريس اللغة الإنجليزية؟ وشكراً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً للعزيزة ميسون الدخيل وهي أيضاً من الرائدات في تعليم اللغات وفي التربية الإنسانية.. ربما تكون الأستاذة ذكرى وهي متخصصة في الاحتياجات الخاصة أقدر مني على الإجابة. بالنسبة إلى المناهج التي قمنا بتطويرها، أولاً استخدمنا طبعاً المنهج التكاملي بالنسبة إلى اللغة الإنجليزية، بحيث لا تكون هناك عدة مقررات دراسية بل كتاب واحد يعتمد على الأسلوب أو على المنهج الاتصالي التواصلي. مع الأسف لم تبرز قضية الاحتياجات الخاصة، سواء كنتِ تعنين بها الموهوبين أو المضطربين المحتاجين إلى عناية خاصة، وأتمنى إن شاء الله أن نقوم بهذه الخطوة في الدورة القادمة بإذن الله. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الأستاذ الدكتور مدني علاقي.. تفضل يا دكتور. |
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً دكتورة أميرة على هذه الكلمة الثرية جداً. تعودت أن ألقي أسئلة لكني في هذه الفقرة سأجيب عن تساؤلك حول الهرم المقلوب في الجامعة. أنا متفق معك تماماً وباختصار شديد أقول إن سبب هذا الهرم المقلوب وتفوق السلطة الإدارية على السلطة الأكاديمية هو بيروقراطية الحكومة التي تطارد الجامعات في المملكة سواء في الأنظمة أو في اللوائح أو في الإيحاء بالمناهج أو في التعيينات أو في الكوادر الجامعية، وعلى رأسها تأتي الطامة الكبرى وهي الميزانيات والمقررات المالية للجامعات، فهذه بالتأكيد تقوي سلطة الإداريين وتضعف سلطة الأكاديميين. هذه الإجابة باختصار وأنا متفق معك أنه لا زال الهرم مقلوباً وإن شاء الله بوجودك وبوجود الأساتذة الأفاضل في الجامعات وبالنهضة التعليمية الآن في الجامعات ينقلب الوضع وتنعكس الأمور إن شاء الله. وإذا سمح لي الشيخ أن أوجه السؤال هو: |
أين تجدين نفسك الآن؟ في أي مجال من المجالات التالية تجدين التحدي والإبداع والمتعة: المجال الجامعي الأكاديمي، المجال الثقافي، الشأن العام، أم شأن المرأة؟ |
الدكتورة أميرة قشقري: الشكر لك دكتور مدني على التذكير المستنير بالنسبة إلى الهرم، وأتمنى أن يستعيد الهرم المقلوب شكله السليم. أما أين أجد نفسي فقد بدأت حينما أردت أن أتحدث في هذا الحفل وفي هذا البهاء الذي أمامي من سيدات وطالبات وزميلات وأساتذة ومفكرين ومثقفين وأدباء وأديبات، بأن قلت إن الإنسان كُلٌّ لا يتجزأ ودائرة قد تكون الأبعاد المختلفة مهمة في حياة كل إنسان لكن بالنسبة إلي أعتقد أنها كانت ولا تزال وستظل جزءاً مني، وإنني أجد الحنين الأقوى إلى التعليم والتربية، وأجد نفسي وأجد ذاتي فيها وهذا ما جعلني أستمر في هذه المسيرة لمدة قاربت الثلاثين عاماً، كلما كنت أدخل القاعة الدراسية وأنا محبطة كنت أنظر في عيون طالباتي وأستمع إلى حديثهن فأجد طاقة غير عادية، ولا أخفيك دكتور مدني كنت دائماً أستيقظ وأقول في نفسي إن شاء الله اليوم أذهب وأقدم استقالتي، لكني حين أذهب يتبدد كل ذلك وأعود وأجد نفسي مفعمة بالأمل ومحفزة؛ فهنالك الكثير مما يعطينني إياه الطالبات: هناك هدف أود الوصول إليه، هناك قضية.. قضية التعليم ليست أن أنهي منهجاً أو ألقي محاضرة، بل هي بالنسبة إلي قضية إصلاح عقول، وتغيير مفاهيم، قضية ثقافة، بناء ثقافة جديدة، وهذه ربما هي السبب الأساسي في أنني أجد ذاتي في التعليم الذي أحمد الله أنني انتميت إليه، إذ لو أتيحت لي في صغري فرصة وجود قسم علمي لكنت في الطب كما كانت زميلاتي في تلك الفترة، لكني الحمد لله وجدت نفسي في هذا المجال وأعطيته وأحببته وأعتقد أنه كافأني مكافأة جيدة. شكراً دكتور مدني. |
الأستاذة نازك الإمام: الحقيقة نحن لدينا أسئلة لكن لديك إحدى الطالبات دكتورة أميرة وهي خولة الفريدي فلتتفضل بالسؤال. |
السلام عليكم، أولاً مبارك لك هذا التكريم دكتورة أميرة، ونحن فخورون بك يا دكتورتي العزيزة، وأنا جد سعيدة بأن أكون إحدى طالباتك. الحمد لله سنحت لي الفرصة قبل سنة أن أبتعث إلى بريطانيا وقد استفدت كثيراً من تجربتي هناك، وحضرتك قد ذكرت سابقاً رأيك في نظام التعليم في المملكة العربية السعودية الذي يعتمد على الحفظ والتقليد، بحيث إنه لا توجد أي إجابة نموذجية مختلفة في الاختبارات، على عكس نظام البحث العلمي والميداني الذي يتيح للطالب أن يوسع مداركه إلى الخارج، فسؤالي لك هو: ما هي المدة المتوقعة من أجل أن يتغير كل هذا في السعودية؟ وشكراً جزيلاً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً خولة.. خولة من الطالبات المميزات طبعاً. أعتقد أنه بوجود طالبات مثلك يا خولة سوف تُسرّع العملية، فقد مضت ثلاثة عقود ونحن ما زلنا نراوح مكاننا، لكني ما زلت أؤمن بأن إصلاح التعليم لا يأتي إلا عن طريق ثلاثة أسس: الطالب، والمعلم، والمدرسة. الطالب نفسه عليه أيضاً واجب ومسؤولية، إذا كان الطالب (أو الطالبة) طبعاً نبيهاً ولديه طموح ولديه حب لما يقوم به فنحن بإذن الله تعالى سنتعلم من تجاربنا وسنتخطى العقبات. أذكر أنه كانت لدينا في القاعة الدراسية عدة طالبات يمررن بظروف صعبة: فقد كانت هناك طالبات أمهات، وطالبات في طور الحمل، وطالبات لديهن أطفال يرضعنهم.. يعني كان لدينا طالبات من كل المستويات والفئات التي تمر بها الأم، وكانت خولة ما شاء الله من الطالبات القائدات التي تأخذ بيد من يحتاج إلى مساعدة. إن الطالب الذي يريد أن يصل إلى شيء سيصل إليه لكن بشرط أن تُوفَّر له البيئة الآمنة والمطمئنة والنظام الذي يتيح له أن يخرج ويكسر طوق الخوف والرهبة من الأستاذ، ومن الإدارة. أنا لا أدعو الطالبات إلى التمرد لكني أدعو الجميع إلى كسر الأنظمة البالية وكسر القيود التي تضع حداً لإبداعاتنا، إن شاء الله يا خولة أنا أتوقع في القريب العاجل إذا أصررنا وعملنا كلنا لتنفيذ مشاريع وخطط مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم الذي صُرف عليه تسعة بلايين فإنه سيؤتي ثماره إن شاء الله بوجود طالبات مثلك. شكراً خولة. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: أود أن أعقب هنا أن في ((الاثنينية)) القادمة إن شاء الله سيكون المحتفى به وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله، وستكون فرصة لاستكمال الكثير من التساؤلات التي يمكنه أن يجيب عليها أيضاً. |
الآن الأستاذ خالد المحاميد. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه الليلة جميلة بحضور الدكتورة أميرة التي عرفناها من خلال سيرتها الذاتية التي تحدثت عن مشاغلها وتجربتها في التعليم، وأعتقد بأن همها الشاغل هو مسألة تطوير التعليم. فيما كانت تتحدث عن مشكلات التعليم وصعوباته والعقبات التي تواجه العملية التعليمية تذكرت مقولة مالك بن نبي بأن كل مشكلة نواجهها على صعيد الواقع هي أصلاً مشكلة في الثقافة، ويُخيَّل إلي أن مالك بن نبي قال هذه العبارة وهو يفكر في مجتمع حر، بينما نحن الآن في العالم العربي نعيش في ظل حكومات مركزية؛ فهل تنطبق هذه المقولة على وجوب أن تكون هناك مشاركة في المشكلة بين ما هو ثقافي وما هو سياسي حتى نخرج من الأزمة التي وصفتِها بأنها أزمة على المستوى الفردي ومستوى الأمة؟ شكراً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً أستاذ خالد، باختصار أعتقد أن الثقافة مظلة شاملة، والسياسة جزء أساسي من الثقافة؛ فطالما أن الجو العام جو لا يساعد على الإبداع، على حرية التفكير، على حرية طرح المقترحات، أو عدم الخوف والرهبة ممن هو أعلى منك منصباً.. حتى داخل الفصل الدراسي يتملك الطالب دوماً الخوف والتوجس والرهبة مما سيقوله له الأستاذ إذا ما تحدث في نقطة هو غير مقتنع بها هل سيعاقبه؟ وإن لم يكن عقاباً بدنياً قطعاً فإنه ربما يعاقبه معنوياً أو بتخفيض درجته في التقويم النهائي.. يعني أن تقاطع السياسي مع الثقافي تقاطع مفصلي وأساسي وأعتقد أن الدول العربية بشكل عام تحتاج إلى أن تخرج من طوق التوجس والخوف من المبدعين والخوف من التعليم وإصلاح التعليم، لأن في ذلك استمرارية وتطويراً للنظام السياسي. علينا في الحقيقة أن نتخطى مرحلة التراتبية والتي ينظر من خلالها الإنسان بخوف ورهبة إلى من هو أعلى منه، ولست أقصد مرتبة إدارية أو عمرية أو ما إلى ذلك.. يعني نحتاج إلى أن يسود مناخ من حرية التعبير عما يجول في ذاتنا، التعبير بطريقة حضارية عما نعتقد أنه صحيح.. نحن لا ندعو طبعاً إلى أن نعبر عما نريد أن نصل إليه بطريقة فيها مخالفة للعرف العام أو للذوق العام، لكن ندعو لأن يكون الإنسان حراً في تفكيره، حراً في التعبير عن آرائه، طالما أنه ما زال يعبر عن تلك الأفكار بهدف واضح وبطريقة حضارية سليمة. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: أستاذة نازك هنا أيضاً في الجانب النسائي شقيقة الدكتورة أميرة الشاعرة الأستاذة بديعة داود قشقري، تفضلي أستاذة بديعة. |
أحيي الحضور الجميل في هذه الأمسية التي تحتفي بالمرأة وتعج في الواقع برمزيات عدة، بدءاً بالاحتفاء بالتعليم والتربية مروراً بالثقافة والأدب وليس انتهاءً بالإعلام والحقوق المدنية. سؤالي للدكتورة أميرة شقيقتي -وأهنئها هنا طبعاً وأزهو بها- حول تدريس اللغة الإنجليزية كطرق تدريس وكَنِتَاج ما هو الفرق... يعني هل تلمسين اختلافاً أو فارقاً عبر العقود الثلاثة الأخيرة بين الفترة التي كنت فيها طالبة في الجامعة وتلك التي أتيتِ فيها أستاذة ومدرّسة؟ هل ثمة فارق.. هل ثمة أمل في المنتج التعليمي لأني للأسف أرى بعض الخريجات وخصوصاً خريجات اللغة الإنجليزية غير متمكنات ورأيت الكثير منهن يعملن في أعمال مكتبية إذا صح التعبير لا أرى فيها حرفية عالية، فهل تبشريننا بفارق واحد؟ شكراً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً لشقيقتي الشاعرة بديعة. هنالك عدة فروق في الحقيقة بعضها إيجابي والآخر سلبي، فالفارق الإيجابي الوحيد أن أسس وضع المناهج التي تسير عليها اللغة الإنجليزية سواء في المرحلة ما قبل الجامعية أو الجامعية هي أسس قائمة على المناهج التواصلية (communication) لناحية التعليم التعاوني والتعليم التواصلي والتعليم الفعّال أي التعليم الذي يسمونه interaction، لكن مع الأسف أن كل ما نقدمه من مناهج وكل ما نطوره من مقررات دراسية يفشل، لماذا؟ لأن الإمكانيات غير مواكبة لتطلعاتنا. الآن عدد طالبات التعليم العام وطالبات الجامعة أكثر من 51% من الطلبة، يعني أصبحت هناك عقبات في المواءمة بين عدد الطلبة والطالبات وعدد الأساتذة الذين يقومون بتعليمهم. اللغة بالذات تحتاج إلى أن تُدرَّس ليس كمادة، بل ضمن بيئة معينة وتواصل يفوق الأربع ساعات المخصصة لها في المرحلتين الثانوية والإعدادية، وهي في الحقيقة أربع حصص دراسية لا أربع ساعات، كل حصة أربعون دقيقة والأستاذة والمعلمة لديها أربعون طالبة ولديها منهج فتضطر إلى أن تدرّس لمجرد أن تنتهي من المادة التي عليها.. وقتئذٍ كان الوضع مختلفاً جداً إذ كان هناك تحفظ، بمعنى أن مغريات المجتمع والتقنية والمتغيرات العصرية لم تكن قد وصلت إلينا بعد، فكنا نركِّز على أي مادة كنا ندرسها وكان العدد أيضاً أقل وكان هناك عمق أكثر في التعليم. |
في ما يتعلق بالترجمة، فإن كثيرات من خريجات اللغات يعملن في مجال الترجمة، لكن المشكلة أن العمل في الترجمة يكون بطريقة غير احترافية. أذكر أن سعادة الشيخ عبد المقصود تطرق إلى موضوع الترجمة وأبحاثي في الترجمة، هنالك فجوة كبيرة بين ما يجب أن تكون عليه الترجمة كمؤسسة والترجمة كجهود فردية يقوم بها الأفراد في المجتمع؛ نحن نحتاج إلى مؤسسات ترجمة، مؤسسات كبرى.. ومشروع الملك عبد الله للترجمة وجائزة الملك عبد الله للترجمة محاولة، لكني لا أعتقد أننا نستطيع الوصول إلى الهدف إذا بدأنا من الأعلى، فالإصلاح والتغيير يبدآن من القاعدة، وهذه على ما أعتقد سمة التغيير وسمة الإصلاح في كل المجالات، شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الأستاذ محمد محمود أخون. |
في الواقع عندي عدة أسئلة سأختار منها سؤالاً واحداً: أود أن أخرج من الجو الثقافي للأمسية إلى جو آخر اجتماعي، إلى القضايا الاجتماعية للمرأة على وجه التحديد. ما هو موقفك من بعض قضايا المرأة السعودية المعاصرة، سأحدد اثنين منها: قيادة السيارة، ورفقة ولي الأمر لقضاء أمورهن والعضل الذي يواجهنه جراء ذلك؟ شكراً لكِ. |
الأستاذة أميرة قشقري: شكراً أستاذ محمد. طبعاً أنت اخترت مواضيع حساسة جداً، فاجتماعياً كلنا موافقون ربما على أنها حق من حقوق المرأة، والمواضيع الاجتماعية حيوية، ولها صلة مباشرة بالجميع حقيقة. إني أعتقد أن مسألة قيادة المرأة للسيارة لا تقتصر على المرأة فحسب، بل تطال الرجل أيضاً، إذ إن الرجل أكثر من يتأثر من عدم قدرة المرأة على قيادة السيارة في بلدنا، لأنه سيضطر إما إلى توفير سائق، أو يقوم هو بعمل السائق وفي ذلك عدة إشكاليات.. يعني أعتقد أن هذين الموضوعين رئيسيان في حياتنا ويمكن اختصارهما بكلمتين هما: الوصاية، يعني إذا خفت -ولن أقول أُزيلت- إذا خَفّتِ الوصاية على المرأة باسم الدين وهي ليست من الدين في شيء فعندئذٍ نستطيع أن نجد حلولاً لكل أزماتنا سواء كانت أزمة المواصلات وقيادة السيارة أو الأزمات التي لها علاقة بالميراث أو بالعضل أو غيرها من القضايا الحقوقية نسعى وبكل إصرار وزميلاتنا الآن في مجلس الشورى يعملن بكل إصرار أيضاً على أن يصل ذلك الصوت العقلاني الذي يطرح مطالب بديهية مطالب واقعية واجتماعية غيبها العرف، لكنني أعتقد أننا سنصل، قد نصل متأخرين لكننا سنصل بإذن الله، شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الأخت نازك. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من سعادة الدكتورة فايزة محمد جان من قسم الجغرافيا في جامعة الملك عبد العزيز فلتتفضل. |
بسم الله الرحمن الرحيم، هو سؤال للدكتورة أميرة عن تردد الشكوى هنا وهناك حول مسألة الثلاث سنوات، فهل البدء في تعليم اللغة الإنجليزية من المرحلة الابتدائية سيغير من الوضع وهل ستقل الشكوى في رأيك؟ وهل ستصبح هناك منافسة بين مكونات العملية التعليمية لكلا اللغتين للتحدي ولتحسين الوضع؟ |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً دكتورة فايزة. أنا أدرّس مادة اسمها "اللغويات التطبيقية" نتناول فيها عدة قضايا ومنها تعليم اللغات. إن اكتساب اللغة الأم وتعليم اللغة الثانية أو اللغة الأجنبية، كل الأبحاث والدراسات أثبتت أن هناك ما يسمى بفترة حرجة (CBH) وهي نظرية قائمة على أن الطفل تتوقف قدرته على اكتساب اللغة الثانية في مرحلة عمرية حُددت بـ12 سنة، وأن تعلمه لعدة لغات لن يؤثر في لغته الأم، وهذه في الحقيقة بعد تجارب على مختلف الشعوب والأمم سواء البدائية منها أو المتحضرة، وسواء كانت اللغة الإنجليزية لغة أساسية أم لغة أجنبية، بمعنى أن الموضوع قد دُرس وأُشبع درساً، وإني أعتقد أنه كلما زادت قدرة الإنسان وتنوعت لغاته وتعددت كلما برزت قدراته في التمكن من اللغة، والاستمتاع باللغة أيضاً لأن هناك عالميات في اللغة وهذا الأمر مفترض أن يكون جزءاً من تكويننا كبشر وكأناس يعيشون ضمن محيط اجتماعي يمارس اللغة في التواصل الإنساني. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الدكتور حسن بلخي. |
شكراً دكتورة أميرة، فعلاً الأمسية ثرية بالأفكار المختلفة. ذكرتِ أن المعلم هو القدوة، أيضاً ذكرتِ كتابَي الأستاذ أحمد العيسى في إصلاح التعليم، كذلك تعرضتِ لموضوع يمس قلبي كثيراً كما الدكتور مدني علاقي وهو الهرم الجامعي المقلوب، وخلصتِ إلى مطلب إصلاح التعليم. سؤالي: كيف يكون ذلك؟ أرجو أن تنيري طريقنا لذلك بشيء من التفصيل، وشكراً جزيلاً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً دكتور حسن. أعتقد أن هناك نقاطاً مفصلية في عملية إصلاح التعليم؛ فإصلاح التعليم يقوم على ثلاثة عناصر ذكرها ربما الأستاذ أحمد العيسى في كتابيه، والرؤية السياسية أي سياسات التعليم يجب أن تكون موائمة ومواكبة لمتغيرات العصر. نحن لدينا الوثيقة الرسمية للتعليم العام من قبل خمسين عاماً أي من عام 1965م في الحقيقة ولا تزال إلى اليوم.. لقد ظهرت تلك الوثيقة وكانت شيئاً جيداً في وقتها، لكن الظروف السياسية كانت مختلفة آنذاك، وكذلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ فمثلاً لقد كان المد القومي والمد الشيوعي في العالم في ذروته فكانت أن ركزت الوثيقة على أن التعليم بكل مستوياته وبكل أفرعه مكرس لتنمية الثقافة الدينية والانتماء الديني لدى الطالب. نحن الآن -وهذا فقط مثال- في عصر مختلف وفي ظروف سياسية مختلفة، وأعتقد أن هذه الوثيقة هي شيء مكتوب وليست قرآناً منزلاً، وقد تكون لنا فرصة في الأسبوع القادم مع وزير التربية والتعليم لكي نطرح إمكانية تغيير هذه الوثيقة أو تطويرها، فنبني على هذه الوثيقة شيئاً. هذا العنصر الأول. العنصر الثاني فهو كما ذكرت وذكر الدكتور مدني علاقي الإدارة. إن البيروقراطية الإدارية حجر عثرة، ومكبل لكل الجهود، يعني أن هناك جهوداً كثيرة وميزانيات ضخمة لكن استقلالية الجامعة غير موجودة واستقلالية الأكاديمي غير موجودة، هذا العنصر الثاني إذاً وهو البيروقراطية أو العجز الإداري البيروقراطي. أما العنصر الثالث فهو كما ذكرت ثقافة التوجس وثقافة الخوف، ثقافة أن أي شيء أعرضه أو أقدمه سيكون عليّ وضدي وليس في صالحي، يعني من الناحية الدينية نحن في التعليم مجتمع مسلم مؤمن ومحافظ وكل هذه الأمور متفق عليها، لكننا أيضاً جزء من هذا العالم، ونحن أمة يجب أن تدخل السباق، وسباق الحضارات لا يقوم على الانغلاق بل يقوم على الانفتاح. هذه العناصر الثلاثة يا دكتور حسن أعتقد أنها مهمة جداً إذا ما استطاعت الإدارة في أعلى الهرم أن تؤمن فيها، وفاقد الشيء لا يعطيه، بمعنى إذا كان المسؤولون في أعلى السلطة الإدارية لدينا في الوزارة غير مؤمنين بهذه القضية فلن يتغير شيء، وسنصرف ميزانيات ونضع خططاً ومشاريع وتنتهي كلها إلى مجرد لقاءات واجتماعات وبنود يصرف عليها ولا شيء يتغير، فأتمنى إن شاء الله أن نناقش أيضاً وزير التربية والتعليم كما استطاع وزير العمل -ولا أريد هنا أن أتكلم عن وزارة العمل- أن يغير أموراً كثيرة، فإننا نستطيع في التربية أن نغير أموراً ونحركها، ونستطيع أن نبني عليها أو نطورها ومنها وثيقة التعليم الرسمية التي أتمنى أن تُستعرض في جلسة الأسبوع القادم بإذن الله. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الآن الساعة الحادية عشرة تماماً، سوف تبدأ بإذن الله مراسم التكريم وتقديم اللوحة التذكارية للمحتفى بها الدكتورة أميرة قشقري بعد عشر دقائق من الآن. نأخذ سؤالاً منك يا نازك، وسؤالاً آخر أيضاً من القسم النسائي، وسؤالاً من الرجال. تفضلي نازك، بقدر المستطاع نختصر. |
نازك الإمام: معنا الطالبة روان الصنيع من جامعة الملك عبد العزيز، تفضلي يا روان. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهنئك دكتورتي الفاضلة بحصولك على هذا المركز بجدارة فأنت أهل له، وأود أن أسألك بما أني من خريجات هذا "الفصل الدراسي" إن شاء الله، بماذا تنصحينني وصديقاتي لنكون نساء سعوديات ناجحات نتحدى الصعوبات في المستقبل مثلك ونكمل مسيرتنا كما فعلت، ولك الشكر.
|
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً روان عزيزتي.. روان أيضاً من الطالبات المتطلعات والمتوثبات، وأشكرك على السؤال. الشيء الوحيد الذي دائماً أوصي به أي إنسان وبالذات طالباتي أن أحبي ما تقومين به، أحبي ما تفعلينه، أحبي ما توفر لك، لكن هذا الحب لا يعني أن أرضخ أو أتوانى أو أفقد الأمل؛ بمعنى أنني إذا أحببت ما أقوم به أحسنت صنعه، وإذا أحسنت صنعه أستطيع أن أصل إلى الهدف، أضع هدفاً أمام عيني، وإذا لم يكن ما تريد فأرِدْ ما يكون، وهذا القول له معنى عميق: أرِد ما يكون؛ أي أن أعمل وأضع كل جهودي كي أصل إلى الهدف الذي لم يكن، فأستطيع أن أحقق فيه ما أريده، لا تخفن، تقدمن فأنتن المستقبل والشموع المضيئة بالأمل إن شاء الله. |
عريفة الحفل: إذاً نتيح الفرصة أيضاً لطالب هنا من قسم اللغويات والأدب الإنجليزي، أسامة بن رافع الشهري. |
السلام عليكم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنا أشعر بالفخر والاعتزاز لوقوفي أمام علامة فارقة في جبين هذا الوطن: الدكتورة أميرة قشقري، أنا طالب من شطر الطلاب في قسم اللغويات والأدب الإنجليزي. في الحديث عن مجال تمكين المرأة السعودية يبرز لنا الجبل الشاهق الدكتورة أميرة قشقري.. وفي معرض حديثك خلال الأسئلة والأجوبة قلتِ إن المرأة السعودية والأكاديمية السعودية الكفء قد تجاوزت الكثير من نظرائها الرجال وهذا مشهود بدليل وجودك وزميلاتك الفضليات. كطالب في جامعة الملك عبد العزيز ألا يحق لي أن أنهل من علمكن؟ هل تتوقعين أن يكون من ضمن النضال المقبل للأكاديميات السعوديات في الجامعات السعودية تدريس الطلاب الذكور، هل هذا شيء ممكن؟ أم أنه ليس من أولويات النساء السعوديات في الوقت الحاضر؟ وشكراً لكِ دكتورة. |
الدكتورة أميرة قشقري: أحسنت يا عزيزي أسامة. لقد التقيت بأسامة من خلال التويتر طبعاً وتغريداته محفزة في الحقيقة، وتطلعاته نستطيع أن نصل من خلالها إن شاء الله إلى ما نريد أن نحققه. إن مساهمة المرأة بشكل طبيعي في المجتمع سواء كان في التعليم أو في الحياة العامة أعتقد أنه أمر يستلزم مجرد وقت وسنصل إليه بإذن الله تعالى. كن على ثقة بأنه إذا كان هناك هدف فسنصل إليه، لكننا نحتاج كما قلت في البداية إلى "إصلاح منظومة التعليم"، لأن إصلاح منظومة التعليم يعني إصلاح العقول وإصلاح العقول يعني إصلاح الثقافة وإصلاح الثقافة هو ما يهيئ لنا أن نتعامل مع المرأة كإنسان في كل المحافل وحينئذٍ قد يكون لنا فرصة بأن ندرس الذكور أيضاً. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الأستاذة صبرية نور. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحضور الكرام.. أنا أشكر هذه الأمسية الجميلة للشيخ عبد المقصود خوجه أدامه الله دائماً للاحتفاء بالمرأة وبالناشطين جميعاً. أنا في البداية فخورة بكِ يا دكتورة أميرة، وأرى ابنتي الصغيرة قد كبرت وحققت هذا المجال، فخورة جداً بكِ يا أميرة. سؤالي: كناشطة في حقوق المرأة أسألك ماذا حققتن للمرأة العاملة؟ والسؤال الثاني: متى سنسوق؟ أنا أحلم من ستين سنة.. تصوروا أنني أحلم من ستين سنة أنني أسوق في يوماً ما سيارة؟ هل يُعقل أن يحلم الإنسان من ستين سنة؟ متى.. متى سنسوق؟ شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: بالمناسبة، إن سيدة الأعمال صبرية نور هي خالة الدكتورة أميرة، حيّوها، أهلاً وسهلاً. |
الدكتورة أميرة قشقري: أنا سعيدة جداً جداً بالسيدة صبرية نور وهي صديقة قبل أن تكون خالة غالية ولها أهمية كبيرة كونها سيدة أعمال وكونها أيضاً من الرائدات في الاهتمام بعمل المرأة. هي سيدة مكافحة عصامية، بنت نفسها واستطاعت أن تكوِّن قاعدة جميلة، لكنها تجد اليوم عقبات كثيرة، العقبات هذه يا خالتي الجميلة أعتقد أنها مستمرة ومستمرة للأسف لأننا لم نجد الوضع الاقتصادي الذي يسمح لنا بأن نستمر بمثل هذه الإشكاليات. |
المرأة بإذن الله وبتخطيط أيضاً وبجهود منا جميعاً ستسوق لكن أي أمر لا يتم بين يوم وليلة، نحن نتحدث هنا عن موضوع أصبح مادة صراع بين تيارين، تيار متشدد وتيار منفتح، والموضوع في الحقيقة ليس كذلك، فقضية السواقة أو سياقة السيارة في كل دول العالم بما فيها الدول الإسلامية الحقيقية لا تشكل مشكلة، فالمرأة في ماليزيا والمرأة في إندونيسيا حتى المرأة في اليمن تسوق.. إن قضية قيادة السيارة قضية وقت لا أكثر ولا أقل، أما سيدات الأعمال فلهن مني أكبر تحية وأجمل باقة زهور لأنهن سيغيرن كما أعتقد، وكنت دائماً أقول إن تغيير أوضاع المرأة ونيل المرأة لحقوقها سيتم عن طريق المرأة في مجال الاقتصاد وسيدات الأعمال. شكراً لكِ. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الأستاذ عبد الغني حاووط، من بعده الدكتورة مريم الصبان يا أستاذة نازك ونبدأ مراسم الاحتفاء بالدكتورة. |
السلام عليكم، دكتورة معروف أن صراع الحضارات يدخل في كل المجالات حتى في مجال اللغات، فهل تعتقد الدكتورة أميرة أن اللغة العربية ستدخل في هذا الصراع وستنتصر مستقبلاً؟ وشكراً. |
الدكتورة أميرة قشقري: سؤال جيد في الحقيقة. هل ستدخل اللغة العربية صراع الحضارات؟ أعتقد أنها دخلت، هي في الحقيقة ضمن صراع الحضارات. ثمة الكثير من المؤتمرات التي تُقام حول اللغة العربية وأنا في الحقيقة من محبي اللغة العربية وأكثر ما يثلج صدري ويسعدني هو أن أرى هذه اللغة لغة إنتاج، لغة علم، لغة تمكين، هذه الوسائل الوحيدة التي ستجعل لغتنا العربية تتسيَّد وتنتصر. إن اللغة ليست مجرد تراث ماضٍ قديم، اللغة الآن هي اللغة والعلم، اللغة والإنتاج، في الاقتصاد والمعرفة اللغة معناها الإنتاج.. يعني لماذا تسيَّدت اللغة الإنجليزية في الفترة الحالية؟ لأن كل ما ينتج في العالم هو صناعة باللغة الإنجليزية، حتى الإعلام؛ أي الأفلام الوثائقية، الأفلام الكرتونية للأطفال، الشخصيات.. وكذلك المنتجات، أي منتجات الأكل الكبرى هي منتج غربي، منتج غربي وعلى وجه التحديد ما نسميه "أنجلوسكسوني" يعني أمريكي. ستصل اللغة العربية وستدخل سباق الحضارات وستتسيَّد إذا ما أصبحت لغة إنتاج علمي وإنتاج اقتصادي وإنتاج إبداعي. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: أستاذة نازك. |
الأستاذة نازك الإمام: ونختم الدكتورة أميرة من هنا من قسم السيدات مع الدكتورة مريم الصبان فلتتفضل. |
شكراً. بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة أنا سعيدة جداً دكتورة أميرة وأهنئك بالمرتبة العلمية الجديدة، ونشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على هذا الاحتفاء الذي نسعد به أسبوعياً، ونأمل إن شاء الله أن يكون أكثر وأكثر تكريماً للمرأة. أنا سأبدأ سؤالي من حيث انتهيتِ الآن في اللغة العربية، ويتعلق بما ذكرتِه في كتابك عن التعليم: كيف نكون منتجين..؟ إن اللغة العربية فعلاً قوة إنتاجية نستطيع أن نصدرها إلى العالم من خلال ما نعلِّم به شبابنا، فإذا أردنا أن نطور تعليمنا علينا باستراتيجية ما هو الإنسان الذي نريد؟ وكلنا نكون في بوتقة واحدة: الأسرة، المدرسة، الجامعة حتى نستطيع أن نصدِّر هذا الإنسان، حتى يكون هو مصدر قوة لنا ومُنتجاً، هذا بالنسبة إلى النقطة الأولى، واسمحوا لي بنقطة ثانية وهو ما ذكرتِه يا دكتورة أميرة حقيقةً عندما كنتِ في جامعة ستانفورد وسُئلتِ ماذا ستعملين وأجبتِهم كما ذكرتِ لنا، فهذا قد ذكرني عندما كنت أنا في الولايات المتحدة الأمريكية وطُرح عليّ السؤال نفسه، وفي ذلك الوقت -أي منذ ثلاثة عقود مضت- أجبت بأنني سأكون مديرة جامعة، كان حلماً ولم أتوقع أن يكون هناك جامعات نسائية لكنه حلم.. حلم المرأة السعودية حقيقة، فأنا في الحقيقة سعيدة جداً.. كان ذلك قبل ثلاثة عقود مجرد حلم وأصبح الآن حقيقة، لذلك فإن الأمل كبير إن شاء الله.. التطور والتمكن وكل ما نريد إن شاء الله سيكون في إطارنا القيمي الشرعي وشكراً. |
الدكتورة أميرة قشقري: شكراً دكتورة مريم شكراً جزيلاً، وفي الحقيقة أن النقطتين اللتين ذكرتِهما تستحقان الإشادة وأنتِ حُلُمٌ آثرنا أن يطول لكي نستمتع بإنتاجك. شكراً. |
الأستاذة دلال عزيز ضياء: واستمتعنا نحن أيضاً بهذه الحوارات الشيقة التعليمية الثقافية الأدبية الاجتماعية من خلال احتفائنا بالدكتورة أميرة داوود قشقري. |
|
|