((كلمة سعادة السفير عبد الله عبد الرحمن عالم الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامية))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين: |
سعادة الأخ العزيز عبد المقصود محمد سعيد خوجه.. |
معالي الأخ أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.. |
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. |
الحفل الكريم: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. |
يطيب لي بداية أن أعرب عن جزيل الشكر للأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه لتكرمه بإقامة هذا الحفل البهيج على شرف معالي الأخ أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بمناسبة قرب انتهاء مهمته كأمين عام للمنظمة بعد تسع سنوات من البذل والعطاء خدمة للأمة الإسلامية ودعماً للعمل الإسلامي المشترك. |
لا شك أنكم تدركون أن منظمة التعاون الإسلامي ومنذ إنشائها بمبادرة خيّرةٍ من قِبَل المغفور لهما الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية عام 1969م، وعلى مدى مسيرتها الحافلة بالإنجازات خلال 44 سنة الماضية تعاقب أثناءها عدد من الأمناء العامين الأجلاء الذين بذلوا من العطاء ما مكَّن المنظمة من أن تصبح البيت الجامع لشعوب الأمة الإسلامية، تتفاعل مع تطلعاتها وتتجاوب مع قضاياها المصيرية وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والقدس الشريف. كما عملت المنظمة على توثيق روابط الإخاء والتضامن بين شعوب الأمة الإسلامية لما فيه خيرها وعزتها. |
وقد واصل معالي أكمل الدين إحسان أوغلو بكل حزم وحكمةٍ مسيرة العمل الإسلامي المشترك. وأنّ ما قام به من أعمال جليلة ومبادرات قيّمة منذ توليه منصبه السامي عام 2005م لخير دليل على حكمته وقيادته المستنيرة لمنظمتنا. |
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. |
إنه لمن حسن حظ الأمة الإسلامية أن تزامنت بداية ولاية معالي أكمل الدين إحسان أوغلو مع ما أبداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- من إرادة سياسية صلبة لدعم العمل الإسلامي المشترك. وقد تمثل ذلك في دعوته لعلماء الأمة للاجتماع في مكة المكرمة عام 2005م للتشاور وتقديم المقترحات لتعزيز العمل الإسلامي المشترك، تلتها دعوته إلى عقد القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة في ديسمبر 2005م التي اعتمدت مقترحات ورؤى علماء الأمة الإسلامية في إطار برنامج العمل العشري. |
كما كان لمعالي الأمين العام دور هام وملموس في تفعيل مضامين برنامج العمل العشري وما فتحه من آفاق واسعة للعمل الإسلامي المشترك في مجالاته السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والاجتماعية. وقد تجسد ذلك على وجه الخصوص في اعتماد القمة الإسلامية المنعقدة عام 2008م في داكار الميثاق الجديد للمنظمة. |
السيدات والسادة.. |
الحفل الكريم.. |
سيذكر التاريخ بلا شك ما قام به معالي الأخ أكمل الدين إحسان أوغلو من عمل دؤوب ومبادرات إيجابية أسهمت إلى حد كبير في زيادة إشعاع المنظمة على الساحة الدولية ولا سيما مع منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى. |
كما قام بدور بارز في الدفاع عن الإسلام والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وكذلك رفض محاولات بعض الأطراف المغرضة لربط الإسلام بظاهرتي التطرف والإرهاب. |
وفي ختام كلمتي أود أن أجدِّد الشكر والتقدير والامتنان لمعالي الأخ أكمل الدين إحسان أوغلو لإنجازاته القيمة لفائدة الأمة الإسلامية جمعاء وتمنياتنا له بمزيد التوفيق والسداد. كما أريد أن أؤكد لمعاليه أنه سيجد دوماً مكاناً خاصاً في قلوبنا وسيظل بيتي المتواضع مفتوحاً له ضيفاً مبجلاً مكرماً كلما حل بأرض الحرمين الشريفين. |
أخيراً وليس آخراً، يطيب لي أن أعرب عن أصدق مشاعر الإكبار والتقدير لمعالي أخي الأستاذ إياد مدني الذي سيحمل مشعل مسيرة منظمة التعاون الإسلامي بحلول بداية عام 2014م، وأن أتقدم له بخالص التهنئة معرباً عن أصدق مشاعر التقدير والاحترام لمعاليه. ومع قناعتي التامة أنه بفضل ما حظي به من تقدير من قبل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وما يتمتع به من حنكة عالية أثبتها خلال توليه مناصب سامية متعددة، سيضع المنظمة على درب العمل المؤسساتي الجاد الذي من شأنه أن يرقى بها إلى موقعٍ مؤثر ومكانة مرموقة، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقه ويسدد خطاه في خدمة الإسلام والمسلمين لما يحبه ويرضاه. و وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (التوبة: 105). صدق الله العظيم. |
وأخيراً وليس بآخر، |
أخي عبد المقصود، أكرر شكري وأسأل الله جل وعلا أن تظل هذه الدار موئلاً للمحبين ومكاناً للمثقفين، وأن تظل أنت أيها الكريم نورها الذي لا ينطفئ بإذن الله. حفظك الله أخي الكريم، وأدام عليك نعمه ظاهرة وباطنة. |
وأنتم أيها الحضور الكرام لكم مني كبير اعتزازي وتقديري والله يحفظكم. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
عريف الحفل: شكراً سعادة السفير الأستاذ عبد الله عالم. قبل أن نستمع إلى ضيفنا المحتفى به هذه الليلة نود أن نقدم اعتذار ((الاثنينية)) عن عدم توزيع بعض المطبوعات على المدعوين الأكارم كما جرت العادة في بداية التوافد إلى مقر الأمسية، ذلك لأنه لوحظ انشغال بعض الإخوة الحضور بمطالعة هذه المطبوعات ما يؤثر على متابعة حديث الضيف، وستوزع مثل هذه المطبوعات إن شاء الله في نهاية كل أمسية فلذلك جرى التنويه. |
أيها السادة والسيدات كلنا إنصاتٌ واستماع إلى ضيفنا معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو يتحدث إليكم عن أهم المراحل المِفصَليَّة في حياته فليتفضل. |
|