| تَجَلَّتْ بِقَوْلِي في القَرِيضِ الدَّلاَئِلُ |
| فَهَاكُمْ كِرَامَ القَوْمِ مَا أنَا قَائِلُ |
| أَصَاخَتْ لِقَوْلِي فِي الصَّبَاحِ يَمَامَةٌ |
| وَغَنَّتْ بِشِعْرِي فِي الرِّيَاضِ البَلاَبِلُ |
| وَمَاسَتْ نَخِيلٌ بَاسِقَاتٌ بِحمْلهَا |
| وَهَامَتْ خُيُولٌ مُسْرَجَاتٌ صَوَاهِلُ |
| وَهَزَّتْ كِرَامَ النَّاجِيَاتِ قَصَائِدِي |
| كَمَــا اهْتَزَّ فِـي البُسْتَـانِ خُضْرٌ سَنَابِلُ |
| * * * |
| رِئَآمٌ بِنَجْدٍ أَنْجَدَتْ وتَجَمَّعَتْ |
| كَمَا يَجْمَعُ الوَرْدَ الجَمِيلَ الخَمَائِلُ |
| فَمَدَّتْ بِأَعْنَاقٍ طِوَالٍ وحَدَّقَتْ |
| عُيُونٌ لَهَا كَالنَّيِّرَانِ كَوَاحِلُ |
| تُسَائِلُ يَوْمَاً فِي [الرِّيَاضِ] مُرُوجَهَا |
| كَمَا يَسْأَلُ الرُّكْبَانَ فِي البِيدِ سَائِلُ |
| أَهَذَا الَّذِي قَدْ عَزَّ بالفِعْلِ قَوْلَهُ؟ |
| وَمَنْ يَسْعَ فـِي الخَيْرَاتِ لاَ بُـدَّ فَاعِــلُ |
| * * * |
| فَقُلْتُ يَقِينَاً إِنَّهُ الشَّهْمُ "أَنْوَرُ" |
| وَتُعْزَى لَهُ فِي المَكْرُمَاتِ الجَلاَئِلُ |
| كَرِيمٌ نَبِيلٌ فِي اللِّقَاءِ مُحَبَّبٌ |
| ظَرِيفٌ عَفِيفٌ ذُو المُرُوءَةِ عَاقِلُ |
| * * * |
| فَيَا أَنْوَرَ العَيْنَيْنِ هَـاكَ قَـصِيدَتي |
| فَشِـعْرِي شُعُورِي والشّعُورُ تَقَابُلُ |
| لأَنتَ قَمينٌ بِالمَهَابةِ رَائدٌ |
| وَيَغْشَاكَ دَوْمَاً فِي الحَدِيثَ التَّفَائِلُ |
| فَأَطْلَقتَ وَجْهاً بِالبَـشَاشةِ دَائِـماً |
| وَأَفْـرَجْتَ ثَغرَاً لِلْمَسرَّةِ نَــاقِلُ |
| فَمَا كَانَ قَوْلِي فِي الثَّنَاءِ مُجَامِلاً |
| فَجُودُ الفَتَى مِثْلُ السَّحَابِ هَوَاطِلُ |
| وَلَكِنَّ شُكْرِي فِي صَنِيعِكَ وَاجِبٌ |
| فَجَرَّتْ يَرَاعِـي فِـي القَرِيـضِ الشَّمَائـِلُ |
| فَمَنْ يَحْفَظُ الفِعْلَ الجَميلَ مُكَرَّمٌ |
| وَمَا يُنْكِرُ المَعْرُوفَ إِلاَّ الأَرَاذِلُ |
| وَمَا يَجْحَدُ التَّكْرِيمَ إِلاَّ مُكَابِرٌ |
| وَكُلُّ الَّـذِي يَحْكِيـهِ مـِنْ بَعْـدُ بَاطِـلُ |
| "لأَنْوَرَ عِشْقِي" إذْ أَزُفُّ تَحِيَّتِي |
| وأَشْكُرُ فِعْلاً فِي الجَمِيل يُعَادِلُ |
| أُخُوَّةُ دِينٍ يَا أُخَيَّ تَأَصَّلَتْ |
| وخَيْرُ إِخَاءٍ فِي الحَيَاةِ تَبَادُلُ |
| * * * |
| "أَبَـا مَـاجِدٍ" مَـا أَنْتَ إِلاَّ جُمَانَةُ |
| كَرِيمَةُ أَصْـلٍ كَالنُّجُومِ تُمَاثِلُ |
| جَـمَعْتَ كِـرَامَ النَّاسِ فِي كُلِّ نَدْوَةٍ |
| كَـمَا يَجْمَعُ الأَزْهَارَ فِي الرَّوْضِ فَاضِلُ |
| و فِـيهِمْ أَدِيـبٌ شَـاعِرٌ ومُـفَكِّرٌ |
| خَـطِيبٌ فَقِيــهٌ لِلـشَّرِيعَةِ حَـامِلُ |
| حَوَى مَجْلِسُ "العِشْقِيِّ" مِنْ كُلِّ بَلْدَةٍ |
| أَرِيبَــاً نَـجِيَباً يَـرْتَضِيهِ التَّـوَاصُلُ |
| فَتَـحْتَ لَهُـمْ بَـابَ الضِّيَافَةِ وَاِسَعاً |
| وقَــلْبَاً كَـبِيرَاً لِلضُّـيُوفِ يُـقَابِلُ |
| سَـعِدْتَ بِـجَمْعِ المُخْلِصِينَ وحُـبِّهِمْ |
| فَـحُبُّ الَّذِي يَأْتِيكَ بِالصـدْقِ حَاصِلُ |
| كِـمَثْلِ فَـرَاشٍ فِـي الرَّبِيعِ تَجَمَّعَتْ |
| لِتُـصْفِي لِـشِعْرٍ قَـدْ شَـدَتُهُ عَنَادِلُ |
| * * * |
| رَعَـاك إِلـهُ الكَـوْنِ يَوْمَـاً بِـلُطْفِهِ |
| وأَعْـطَاكَ مـَا تَرْجُو ومـَا هُـوَ وَاصِلُ |
| وَأَعْـطَاكَ رَبِّـي فِـي الحَيَاةِ سَعَادَةً |
| مَـدَى العُمْرِ يَحْلُو فِـي هَنَاكَ التَّعَامُلُ |
| لَكَ الحُبُّ والإِخْلاَصُ والعَهْدُ والوَفَا |
| يُـصَدِّقُ قَـوْلِي فِي القَصِيدِ الأَفَاضِلُ |