شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دعونا نتعاطَى أبجديات الفكر!!
غالبًا ما تأخذنا العاطفة عند الكتابة في موضوع يكون الغرب فيه ممثلاً بالعلوم التي أنتجتها حضارته والتي هي في الحقيقة ميراث إنساني تطور عبر العصور وشاركت فيه الحضارة الإسلامية والعربية بمقدار وافر من خلال جهود علماء مسلمين وعرب خلّدهم الغرب ونسيهم بنو قومهم وذلك من أمثال: جابر بن حيان، والحسن بن الهيثم وابن النفيس والخوارزمي والفارابي والرازي وابن رشد وسواهم:
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحيي ذلك التراث وتقدمه للعالم أجمع من جوار بيت الله الحرام ومثوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستطيع أحد أن يشكك في أن بلادنا -ولله الحمد- تطبق شرع الله ولا ترضى عنه بديلاً، وكما أصَّلَ خادم الحرمين الشريفين لمفهوم الحوار بين أتباع الديانات المختلفة وجعل منطلقه مكة المكرمة فإنه سعى من خلال الحُلم الذي راوده لأكثر من ربع قرن من الزمن، أن يؤصِّل للعلوم التطبيقية التي تستفيد منها البشرية بأجمعها ولا يمكن لأحد مثلا أن يستغني عما فتح الله به على العقل البشري من ضروب الإبداع في ميادين الطب والاتصال والعمران البشري.
يفترض عند من نثق في حكمتهم ورجاحة عقولهم أن يحسنوا الظن أولاً باجتهادات إخوانهم في الدين والمعتقد والمواطنة وأنهم لا يختلفون عنهم من حيث الإيمان بثوابت هذا الدين ومنطلقاته الأساسية والتي لا يمكن لفئة أو جماعة بعينها احتكارها لنفسها دون بقية الناس أو الزعم بأن الأرومة هي الفيصل بين الناس الذين جعلهم هذا الدين متساوين ومتكافئين بعيدا عن ألوانهم وأعراقهم فبلال الحبشي رضي الله عنه أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يصعد يوم الفتح على ظهر الكعبة ويؤذن بنداء الحق أمام أعين القرشيين. (بلال) الذي قال في حقه أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا)، أما الأمر الآخر والذي أثير في السجال الدائر وهو الخوف من تسلل نظرية تشارلز دارون (1809-1882م) إلى مناهج هذا الصرح العلمي الذي يحق لنا أن نفاخر به، ويمكن القول في هذا الشأن إن نظرية دارون-النشوء والارتقاء- قد تطرق إليها الشك من قبل المؤسسات العلمية الغربية وفي مقدمتها بريطانيا حيث نشأ ودرس (دارون) في جامعاتها المعروفة إدنبرة وكيمبردج،. فلقد نقلت صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية في عددها الصادر بتاريخ 24-30 سبتمبر 2008م، أن أكثر من ثلث الطلاب البريطانيين يرفضون النظرية ويؤمنون بإيجاد الله عز وجل للكون ومخلوقاته المتعددة وأن بعض المختصين في علم البيولوجيا وفي مقدمتهم المدير التنفيذي السابق للتربية في الجمعية الملكية البريطانية بروفسور مايكل رييس Michael-Reiss، أكد بأن مسحا موضوعيا تم بين أساتذة للعلوم والدين أثبت بأن ما يقرب من 36% من الطلاب يعتقدون في القدرة الإلهية عند نشأة الكون ولا يؤمنون بالتطور وأن حوالي 28% منهم يتطلعون لحوار حول هذا الموضوع، وأن العوائل البريطانية تشجع أبناءها على هذا المنحى الإيماني.
أخيًرا حسم الموضوع وأثبتت لجان علمية مختصة أن الإنسان الذي عاش قبل ما يقرب من أربعة ملايين سنة لا يختلف كثيراً عن شكل الإنسان الحالي وأن الرأي الذي كان سائداً في السبعينيات الميلادية حول أصل الإنسان الأول أضحى بالبراهين منتفيا وغير معتدّ به علميا وهو الرأي الذي روّج له (دارون) وهو الذي يعرف في الأدبيات العلمية الغربية (بالانتقاء الطبيعي) منذ ظهور بواكيره سنة 1859م، ولكن المشكلة تكمن عند بعض الدوائر العلمية العربية هو عدم تقصيها للحقائق، فهل يعقل أن جامعاتنا سوف تحيي ما تم دفنه في موطنه الأصلي وبالتالي أي حاجة يمكن أن تتحقق من الدعوة لوجود لجان شرعية تقوم بمهمة (التفتيش) في ما يدرس بهذا الصرح العلمي والذي معظم مجلس أمنائه هم من المسلمين والموثوق في حسن نواياهم وتوجهاتهم . ولعلي في ختام هذه الكلمة أدعو لتدريس مادة تعنى (بثقافة حسن الظن في الفكر الإسلامي) وألا تكون مقتصرة على صغار السن -وحدهم- بل لتشملنا نحن كبار السن فمعظم ما نقع فيه من أخطاء وهفوات وزلات مرده إلى افتقارنا إلى هذا المطلب العلمي والشرعي الهام والضروري.
 
طباعة
 القراءات :258  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.