شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النموذج الطالباني وخطره على مجتمعاتنا
لم يعد ممكنًا بعد المحاولات الآثمة التي استهدفت حياة سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أن يتلجلج البعض عند نقد التيارات المتشددة والدخيلة على الإسلام، وإن عدم الإدانة الواضحة والصريحة لمثل هذه التيارات المسؤولة عن أعمال إرهابية في بلادنا التي تحتضن المقدسات الإسلامية، وتطبق شرع الله، والتي سُفك فيها دم ما يقرب من 1256إنسانًا، وآلاف الجرحى.. نعم إن عدم الإدانة هو ظلم في حق هذا الدِّين الذي لا يمكن أن يزايد علينا أحد في فهمه وتطبيقه، وهو ظلم في حق الوطن الذي نؤمن بوحدته إيمانًا يجعل منا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
لا يخفى على الكثير أن النموذج "الطالباني" نسبة إلى حركة "طالبان الأفغانية"، أضحى يمثل هوسًا لدى كثير من شبابنا، وتحاول بعض التيارات الدينية في العالم العربي أن تقيم صلة غير حقيقية بين حكم طالبان، الذي هو أبعد ما يكون عن جوهر تعاليم الإسلام ومنطلقاته الوسطية والمعتدلة، وبين مجتمع المدينة في حقبة صدر الإسلام والخلافة الراشدة، وينسى هؤلاء أن المجتمع المدني هو الذي أسس لحضارة عربية وإسلامية استطاعت بالتسامح والمحبة والوئام أن تجذب الآخرين من أتباع الديانات الأخرى لاعتناق الإسلام.
فلقد رأوا في الدِّين الجديد -آنذاك- مخلّصًا لهم من سطوة وجبروت الآخرين الذين يشاطرونهم نفس الاعتقاد، ومَن يقرأ العهدة "العُمَرية" التي وقّعها الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مع نَصَارى بلاد فلسطين، وهي باعتراف بعض الدوائر الغربية تعتبر، كما ذكر المؤرخ ظفر الإسلام خان في كتابه القيِّم "تاريخ فلسطين القديم"، أحسن معاهدة توجد في التاريخ للتعامل بين شعب غالب، وآخر مغلوب، يرى القارئ لها ذلك الفارق بين المفهوم الإسلامي الحقيقي للحياة، وعمارة الكون، والاعتراف بالآخر، وبين سلوكيات أتباع النموذج الطالباني الذين يعطون الأمان، ثم ينكثون بالوعد والعهد، فيفجرون أنفسهم، ويسعون لتفجير الآخرين، وباختصار فهم أبعد ما يكونون عن مفهوم الأخوة الإيمانية، ولم تعد كما ذكر الدكتور علي الخشيبان في صحيفة الحياة الأحد: 9 رمضان 1430هـ فكرة "الفئة الضالة" مناسبة لوصف مثل هؤلاء الخوارج الذين يستحلّون دماء إخوانهم في العقيدة والوطن الواحد، رافعين راية الجهاد زورًا وبهتانًا.
 
طباعة
 القراءات :263  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.