شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خادم الحرمين الشريفين وعصمة دماء المسلمين ..
* لقد اختصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكلمة التي ألقاها في حفل أهالي القصيم، وبعبارات موجزة وبليغة ما نعاني منه منذ زمن؛ وهو تصنيف النّاس الذين يدينون جميعًا بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم إلى فئات، وأنّ هذا التّصنيف شديد الإضرار بوحدة الوطن.
* وقد حدّد –حفظه الله- الألفاظ التي انتشرت في مجتمعنا بدواعي هذا التصنيف فقال: (إنّني أرى أنّه لا يتناسب مع قواعد الشّريعة السمحة، ولا مع متطلّبات الوحدة الوطنيّة أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نيّة بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا علماني.. وهذا ليبرالي وهذا منافق، وهذا إسلامي متطرّف، وغيرها من التسميات). وأكد قائد البلاد–جزاه الله خيرًا بوجوب البعد عن مظاهر التّشكيك في عقائد الناس؛ حيث قال عن ذلك: (والحقيقة هي أن الجميع مخلصون –إن شاء الله- لا نشكّ في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع أنّ هناك ما يدعو للشكّ لا سمح الله).
* وحديث خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- على إيجازه البليغ عن هذا الداء الذي كان سببًا من أسباب سفك الدماء في بلد التوحيد والإيمان، إنّما ينطبق مع جوهر ما جاءت به نصوص هذا الدين الحنيف، فحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما في صحيح البخاري وغيره، أن أسامة قتل رجلاً شهر عليه السيف فقال: (لا إله إلا الله) فأنكر عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم أشد الإنكار وقال: أقتلته بعدما قال (لا إله إلا الله) فقال أسامة (إنما قالها تعوّذًا من السيف) فقال: (هلا شققت عن قلبه).
* وفي حديث أبي هريرة أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على الله، وهو حديث متّفق عليه، فكيف يجرؤ مسلم على الشكّ في عقيدة أخيه المسلم، ورميه تبديعًا أو تفسيقًا ثم يستحلّ دمه متوهّمًا أنّه الموحد وحده، وما سواه من النّاس على الباطل والكفر والشّرك.
* وفي صحيح مسلم من حديث يرويه عبادة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:من شهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله حرّم الله عليه النّار. وقد بلينا في آخر الزّمن بمن يلوك لسانه ليس في عامة الناس بل وفي العلماء الربانيين ولا يتحرّج عن نهش أجسادهم أمواتًا وكأنّه المفرد والعلم الذي عرف حقيقة التوحيد فهو يطبقها على من سبقه من العصور الماضية، ويعتبر –وهمًا- أن تطبيقه هذا هو القسطاط المستقيم، وعليه فلا يدخل الجنّة إلا من أثبت له نقاء العقيدة وصفاءها.
لقد تقاتل الصحابة –رضوان الله عليهم- ولم يكّفر بعضهم بعضًا، ولم يكّفر علي بن أبي طالب –رضي الله عنّه- الذين قاتلوه؛ حتى الخوارج اعتبرهم إخوانًا بغوا عليه مع شدّة معاناته منهم.
* وقد حدّد العلماء قواعد هامّة في قضايا الإيمان والتكفير، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- يقول: (إنّ القول قد يكون كفرًا، فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال: من قال هذا فهو كافر، لكنّ الشّخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر بها)، وقد ذكر الإمام أبو حامد الغزالي رأيًّا نفسيًّا وشرعيًّا فقال –رحمه الله- وجزاه عن أمة الإسلام خيرًا (والخطأ في ترك ألف كافر وفي الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم).
 
طباعة
 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.