شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ونختتم هذه الكلمات المباركة بقصيدة لشاعرنا العراقي الكبير الدكتور زاهد زهدي:
 
(( فتى الشعراء ))
"كتبها بمناسبة الاحتفال الذي أقيم في قصر الشيخ عبد المقصود خوجة مساء الاثنين 21/5/1418 الموافق 22/9/1997، احتفاء بمعالي الشاعر الكبير الأستاذ حسين عرب بمناسبة تقليده وسام الملك عبد العزيز"، هذا وقد خص الشاعر ملحق المدينة بقصيدته.
 
أعـرني بـعضَ موهبـةٍ تـناهى
إليـكَ زمـامُها وهفَتْ خطاها
وهَـبني ومـضةً تهبُ القـوافي
جمـالاً وهـي تمرحُ في سَناهـا
وأكـرِمْني، ومـا أغناكَ نبضاً
مـن الأنـفاسِ فـوّاحاً شذاها
ومُـرها أن تمرَّ عـلى قصيدي
فـتنفحـَه ليعبـقَ في فضاهـا
وخُـذْ بـيدي إلى بِـكر المعاني
فأنـتَ المبتغـى لمـن ابـتغاها
وأنـت المنبـعُ الصـافي تروّي
نفـوسُ الـظامئـينَ بـه ظماها
أعّـني أن أقـولَ فـإنَّ فكـري
تـجوّلَ في ريـاضِـك ثم تـاها
وقـد فُتِنَ اللسانُ وراحَ زهـواً
يُسابق أن يخـاطبكَ الشـفاهـا
فـلا عـجبٌ إذا الكلماتُ ألغت
مخـارجَ بـعضها ممـا اعتراهـا
* * * * * *
وأنجِـدْني بـروحٍ منـك تقدحْ
بشـعري جمـرةً يذكو لظاهـا
تـأجج فـي الحشا لذعاً خفيـاً
أكـابدُها وغـيري لا يَـراهـا
أُعاـنيها عـلى بُـعدٍ وأشقـى
وأنـفثُ حـرَّها آهاً... فآهـا
عـزيزٌ أن أرى بـلدي وأهـلي
وقـد نُـكبت بمكروهٍ دهاهـا
تحـكَّم في مصـائرها دعـيٌّ
لـئيمُ الأصـلِ بالشرّ ابتلاهـا
وسـلَّطَ مـن صنـائعه لصوصاً
مـن النـكراتِ للبغي اصطفاها
بـلادي والأسى قَـدرٌ رمـاها
بـكفيّ عـابثٍ لا عَـنْ رضاها
ومـا أثمـتْ لتلقى مـا تلاقي
ومـرتكبُ الخـطيئةِ من أتاها
يـعومُ بـدجلةٍ والـغيْظُ طاغٍ
وبـالثاراتِ يـهتفُ شـاطئاها
فـلو عـقلتْ لـكانت قد طوتْهُ
غـريقاً واستـراحتْ ضـفِّتاها
بـلادي، كـلُّ ما فيهـا حزينٌ
كسيرُ الطَّرف مـنتَهكٌ حِماهـا
بـلادي، ليسَ للشعـراءِ فيهــا
مـنابـرُ كنَّ دومــاً مُرتقاهـا
فـإن حكمتْ بغربتهـا المنايـا
فليـسَ لـهم مقابـرُ في ثَراها
سلوا (نجفَ) العراق وليسَ فيها
مـلايـينٌ بـمقـبرةٍ سواهـا
فلـن تجدوا رُفات (أبى فراتٍ)
بتربتهـا، ولكـنْ في سَـماها
تُحـوِّمُ روحـُهُ شـوقـاً إليها
وآلافٌ تـحومُ علـى سُراهـا
* * * * * *
فتى الشعـراءِ قد وهبتـكَ كنزاً
بلادُكَ حبهـا فأغنـمْ هواهـا
ويـا سَعديـكَ في بـلدٍ حباها
صنوفَ الخير ربُّـكَ واجـتباها
أقـامَ بأرضـهـا بيتـاً إلـيه
تحـجُّ النـاسُ يحملهـا تُـقاها
وأكرمَها بـ (أحمدَ) يومَ أوحَى
لـه فاستلهمـتْ منـهُ هُداهـا
كـرامٌ أهـلُهـا أبـداً تراهـا
لأهـل الفكـرِ موفوراً عطاهـا
تضـمُّ لصـدرها الأحياء منهـم
وتمنـحُ مَيْتَهـم قدراً وجاهـا
تسامى الشعـرُ ممـلكـةً إليهـا
تضُمُّـكَ يا ابنَ جِلدتِها يداهـا
زهَـتْ حين اصطفتكَ فتىً إليها
وحـتى الآن لم تـبرحْ فـتاها
* * * * * *
فـتى الشعراء مـا كرَّت لـيالٍ
ومـزَّق سـترها فـجرٌ تلاها
وأعـقبتِ السـنيُّ بهـا سـنياً
وأجـيالٌ تَـعاقَبُ في مـداها
تـظلّ الخالداتُ مـن القـوافي
على طولِ المـدى حيّاً صـداها
تـضاهي الشمسَ لحمتها صـفاءً
ويـهفو البدرُ أن يـغدو سَداها
تـوشِّحُ مـن صدور الأهل فخراً
بـــأوسمةٍ عـليّات ذُراهــا
فـلا عجبٌ إذا وُشِّحتَ عنهـا
وسـاماً بـأسمهِ عقدت لـواها
وسـامٌ حسبُ حـاملهِ انتسابا
إلى (عبد العزيز) إذا تبـاهى
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :679  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.