المستعربون الإنجليز وتحقيق التراث العربي |
ديفيد مرجليوث أنموذجًا |
اتفقت رؤية الباحث الإنجليزي والمتخصص في علم الاستشراق الحديث ليزلي ميكلوجلين Lesliey Mcloughlin، مع رؤية الباحث العربي المعروف الدكتور عبدالرحمن بدوي بأن دراسات المستشرق الإنجليزي ديفيد مرجليوث عن الإسلام أثارت السخط عليه ليس فقط في الدوائر الإسلامية بل عند كثير من زملائه المستشرقين. [ انظر: In Sea Of Knowlege Britis Arabists In Tewentieth Century, 1thaca, 2002, P:97]. |
أمّا العقيقي في "المستشرقون ج2، ص77-80 فقد اكتفى بسرد بحوثه ودراساته دون الإدلاء برؤية تقييمية لتلك الأعمال، وأشار إلى تحقيقاته في التراث العربي ومن أهمها، معجم الأدباء لياقوت الحموي، والذي نسخه وحققه وقدم له بالإنجليزية وذيّله بفهارس الأعلام والكتب فكان في 7 أجزاء "ليدن 1907- 1926م". |
ويذكر كارل بروكلمان في بحثه عن "مصادر تاريخ الأدب العربي والكتب السابقة إلى تناوله". بأن كتاب "إرشاد الأديب إلى معرفة الأديب" المعروف بمعجم الأدباء لياقوت الحموي، قد اعتنى بنسخه وتصحيحه مرجليوث D. S. Margolioth في 7 أجزاء، ليدن 1907-1926م، وطبع في سلسلة نشريات جب التذكارية في أجزاء 1923-1931م. [انظر تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، ترجمة د. عبدالحليم النجار، دار المعارف، القاهرة، ط4، ج1، ص8]. |
وبين يدي ثلاثة أجزاء من كتاب (معجم الأدباء أو كما يُطلق عليه البعض (طبقات الأدب) ومع أن غلاف الكتاب يحمل في كتابة عنوانه باللغتين العربية والإنجليزية، الطريقة التي تخرج بها عادة المؤلفات الصادرة عن مؤسسة "جب التذكارية" كما هو الشأن مثلاً: في ديوان حسان بن ثابت بتحقيق العلامة المرحوم وليد عرفات، 1971م، وكذلك ديوان شعر عبيد بن الأبرص الأسدي، وشعر عامر بن الطفيل بتحقيق: السير تشارلز جيمس ليال: Sir Charles Lyall الصادر في طبعته الأولى عن المؤسسة نفسها سنة 1913م. |
إلاَّ أن هذه الأجزاء التي ذكرتها من هذا الكتاب أي "المعجم" تحمل في جزئها الأول عبارة تشير إلى أنه تمت طباعتها في الهند –نيودلهي- سنة 1982م، وأن الناشر للكتاب في هذه الطبعة المتأخّرة عن الطبعات الأولى للكتاب هو "نصرت علي ناصر"، وأنه طبع لصالح مؤسسة Kitab, Bhavan في المقدمة لإرشاد الأديب، أو معجم الأدباء، والتي ذيلت بأنها كتبت في أكسفورد سنة 1907م، يذكر المحقق الأصلي للكتاب “مرجليوث” بأنه لم تسفر الأبحاث -أي عند تاريخ تحقيقه ونشره للكتاب- والتي أُجريت في مختلف أنحاء العالم الإسلامي عن دليل يوثق به على وجود أية نسخة منقولة عن أصل هذا المعجم، غير النسخة التي اعتمدنا عليها في هذه الطبعة، وهي النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة (بودليانا) Bodl، بجامعة أكسفورد البريطانية تحت رقم 723، وهي مجموعة المخطوطات العربية التي اعتبر بروكلمان (فهرسها) من بين أهم مصادر تاريخ الأدب العربي [انظر بروكلمان، ج1، ص16، وانظر أيضًا عن هذه المجموعة، نفس المصدر ج4، ص24]. |
وتذكر مقدمة المحقق أيضًا بأن مكتبة "بودليانا" كانت حصلت على هذه النسخة الخطية من كتاب "ياقوت" سنة 1882م، وأن الوراق الذي رمز لاسمه بـ "و. هـ. جي" والذي اشترت مكتبة بودليانا النسخة الخطية لكتاب معجم الأدباء أنه -أي ذلك الوراق- حصل عليها مع كتب أخرى من ورثة "الأرشديكون بارنس في بومباي Bombay، وربما هذه العبارة التي وردت في مقدمة المحقق، وكذلك في المقدمة العربية للكتاب نفسه، والتي أُشير إلى أنها الطبعة الثالثة له، ومؤرخ لها بسنة 1400هـ-1980 ميلادية تحل شيئًا من الإشكال الذي ذكرناه بأن الطبعة الثانية من الكتاب، وبنفس الصورة التي كانت عليها الطبعة الأولى سنة 1907- 1926م قد تمت سنة 1982م، ولكنها في كل الأحوال ليست الطبعة الأولى كما حاولت المؤسسة الهندية Kitab Bhavan، أن تُوهمنا به، ويذكر المحقق الأصلي -مرجليوث- في مقدمته "بأن علماء ثقات وحجج إثبات لا يسع الناشر غير الاعتراف بصنيعهم، والإقرار بفضلهم وجليل خدمتهم، فلقد راجع نحو نصف الكتاب حضرة الشيخ إبراهيم اليازجي، كان راجع نصفه الباقي حضرة "فنسطاسي بك الحمصي" مؤلف كتاب تاريخ النقد في الأدب العربي: History, Of, Criticism In Arabic |
كما راجع جرجي زيدان بعض صفحات الكتاب، كما يشير الناشر في المقدمة أيضًا إلى انتفاعه بملاحظة الشيخ عبدالعزيز جاويش، والشيخ محمد حسنين الغمراوي، (انظر ترجمة مقدمة الناشر إلى العربية: في الطبعة الثالثة من المعجم نفسه، والصادرة عن دار الفكر سنة 1400هـ - 1980م). |
وأشارت دار الفكر في مقدمتها للكتاب أنها أبقت في الكتاب مقدمة ناشر الطبعة الأولى مرجليوث. |
إلاَّ أن مرجليوث كما يذكر العقيقي، في ج2، ص77-79 قام كذلك بنشر وترجمة رسائل المعرّي، والأنساب للسمعاني، والحماسة للبحتري، وتجارب الأمم لابن مسكويه، ونشوار المحاضرة للتنوخي، وغيرها من الأعمال الأخرى التي تكشف عن اهتمام متزايد ومتعدد من قِبل مرجليوث بالتراث العربي. |
|