شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأدب العربي في اللغات العالمية من كارل نلينو إلى نيكلسون
كُنّا بدأنا هذه الدراسة عن الأدب العربي في اللغات الأخرى بكتاب المستشرق آرثر جون آربري Arberry 1905-1969م، والموسوم “الشعر العربي الحديث” والصادر عن مطابع كيمبردج سنة 1950م، ولم يذكر هذا الكتاب الهام عن الأدب العربي في حقبته الحديثة الباحث عبدالرحمن بدوي عند حديثه عن المستشرق الإنجليزي آربري في موسوعة المستشرقين، ولكن العقيقي أشار إليه في الجزء الثاني من كتابه "المستشرقون".
ثم تعرّضنا لكتاب المستشرق الفرنسي "كليمان هوار" Celment-Huart 1854- 1927م، وإن كان العقيقي يورد اسمه الثاني بـ"هيار".
أمّا الأديب المعروف ذو النزعة الفرنسية في دراسة الأدب العربي الدكتور طه حسين فيورده “كليمان هوار” وينقده نقدًا لاذعًا على بحث له نشره بالمجلة الآسيوية سنة 1804م، لأنه حاول -أي هوار- أن يثبت أن هناك صلة بين شعر أميّة بن الصلت، وآيات القرآن الكريم، ويعلّق طه حسين على هذه الفرية العظيمة بقوله: “والغريب من أمر المستشرقين في هذا الموضوع وأمثاله أنهم يشكّون في صحة السيرة نفسها، ويتجاوز بعضهم الشك إلى الجحود، فلا يرون في السيرة مصدرًا تاريخيًّا صحيحًا، وإنّما هي عندهم كما ينبغي أن تكون عند العلماء جميعًا، طائفة من الأخبار والأحاديث تحتاج إلى التحقيق والبحث العلمي الدقيق ليمتاز صحيحها من منتحلها. هم يقفون هذا الموقف العلمي من السيرة، ويغالون في هذا الموقف، ولكنهم يقفون من أُمية بن الصلت وشعره موقف المستيقن المطمئن، مع أن أخبار أُمية ليست أدنى إلى الصدق، ولا أبلغ في الصحة من أخبار السيرة، فما سر هذا الاطمئنان الغريب إلى نحو من الأخبار دون النحو الآخر؟
أيمكن أن يكون المستشرقون أنفسهم لم يبرؤوا من هذا التعصب الذي يرمون به الباحثين من أصحاب الديانات الأخرى؟!! [انظر: "في الشعر الجاهلي"، د. طه حسين، نسخة ‏مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، دار المعارف للطباعة ‏والنشر، ص94-97].‏
ويذكر (العقيقي) أن كتاب (هيار)، أو (هوار) (الموسوم تاريخ ‏الآداب العربية) قد ترجمته إلى اللغة الإنجليزية (اللادي لويدن) ‏لندن 1903م، والنسخة التي بين يديّ كتب مقدمتها التحريرية الباحث ‏الإنجليزي: ‏EDMUND - GOSSE، ووضع تاريخًا لهذه المقدمة هو ‏يناير 1903م، ويشكر إدموند في هذه المقدمة المستشرق: ‏نيكلسون ‏REYNOLD - A.NICHLSON، والمتخصص في الآداب ‏الفارسية والعربية على مؤازرته له في ترجمته لهذا الكتاب إلى ‏الإنجليزية، كما يشكر المؤلف نفسه.‏
ويقع كتاب (هوار) في ترجمته الإنجليزية في حوالي 478 ‏صفحة، ووجدت إشارة إلى هذا المرجع المتقدّم عن الأدب ‏العربي في اللغات الأوروبية في كتاب جورجي زيدان، والموسوم ‏‏(تاريخ آداب اللغة العربية)، وذلك في قائمة المصادر التي اعتمد ‏عليها من اللغات الأخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية.‏ ‏[انظر: تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، منشورات دار ‏مكتبة الحياة، بيروت، ط2، 1978، ج1، ص: 12].‏
** ثم تعرّضنا في سياق هذه الدراسة لبعض مؤلفات الدكتور محمد ‏مصطفى بدوي الأستاذ بجامعة الإسكندرية سابقًا، ثم الأستاذ بجامعة ‏أكسفورد البريطانية، وفي مقدمة هذه المؤلفات كتابه (دراسات في ‏الشعر والمسرح)، والذي يعكس فهمًا دقيقًا لمفاهيم النقد الغربي، ‏وخصوصًا عند تعرّضه للشاعر الأمريكي الأصل، البريطاني الهوية ‏‏(توماس ستيرنز إليوت) ‏Thomas, stearns, Eliot‏، والذي كان له أثر كبير ‏على الشعر العربي الحديث، وخصوصًا عند شعراء مثل بدر شاكر ‏السياب، وصلاح عبدالصبور. ويعتبر بدوي من أوائل الدارسين العرب ‏الذين ترجموا بعضًا من آثار إليوت، مثل أغنية ((حب ج. ألفريد ‏بروفرك))، أو صورة سيدة، "وقصيدة الأرض الخراب)) وينقل "بدوي" ‏عن بعض الدارسين أن ((قصيدة الأرض الخراب تمثل موجة اليأس، ‏وخيبة الأمل التي اكتسحت أوروبا عقب الحرب العالمية"، معقّبًا بقوله ‏عن القصيدة نفسها قائلاً: "هي أولاً وقبل كل شيء تجربة إنسان راعه ‏أن الحياة الروحية في العالم الغربي قد دب فيها الموت، وأن كثيرًا من ‏القيم الروحية المتّصلة بالدِّين بوجه خاص قد اندثرت، وأن مقومات ‏الحضارة الأوروبية قد غلبت عليها البرجوازية والروح المادية". ‏[انظر: دراسات في الشعر والمسرح:ص 80-86].‏
‏ وتوقفنا كثيرًا عند كتابه "مقدمة نقدية في الشعر العربي الحديث".. Modern-Arabic-Poetry، والصادر عن مطابع جامعة كيمبردج ‏البريطانية سنة 1975م، وذكرنا في الحلقة الأخيرة من دراستنا لهذا ‏الكتاب أن بدوي تأثّر بمنهج المستشرقين في ربط الأدب العربي ‏بالأحداث السياسية وهو منهج ابتدعه بعض الدارسين الغربيين مثل ‏المستشرق الإيطالي "كارل نلينو". ‏CARLO-ALFONSO-NALLINO‎ ‏1872 - 1938م.‏ ‏ “والذي قام بتدريس الأدب العربي في الجامعة المصرية حوالي ‏‏1912م، وكان لتدريسه في الجامعة المصرية أكبر الأثر في تكوين كبار ‏الأدباء في مصر، وقد شهد بفضله على الجامعة أكبر تلاميذه فيها، ‏وهو الدكتور طه حسين "انظر موسوعة المستشرقين، د. عبدالرحمن ‏بدوي، بيروت، ط1، 1984م ص:412-413".
‏ وسوف نقوم -بإذن الله وتوفيقه- في تكملة هذه الدراسة النقدية، ‏والتي تعرض لجانب هام كثيرًا ما غفلنا عنه، وهو أثر الدراسات ‏الإستشراقية في الأدب العربي إيجابًا وسلبًا، وسوف تكون الحلقة ‏المقبلة عن كتاب هام في هذا السياق، وهو ما دوّنه المستشرق ‏الإنجليزي نيكلسون "1868-1945 م" ‏REYNLD -NICHOL SON‏ في ‏مؤلفه "تأريخ الأدب العربي" والصادر في طبعته الأولى سنة 1907م، ‏ويقع في حوالي 500 صفحة، ثم أُعيدت طباعته عدة مرات كان ‏آخرها طبعة بين يديّ من منشورات مطابع كيمبردج سنة 1979م.
 
طباعة
 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج