(( الأسئلة الموجهة للضيف الكريم ))
|
- وردنا سؤالان تقريباً متشابهان من د. محمد حداد والأخ عمر حمدان، يقول: بارك الله جهودكم في استمرار فرض الكفاية في المسلمين عبر مؤلفاتكم المتنوعة وتحرككم الدعوي، هل لنا أن نعرف شيئاً عن خطتكم في إدارة الوقت بين العيادة والمطالعة والتأليف والارتباطات الاجتماعية والمهنية الأخرى؟ |
الآن قاربت سن المعاش تقريباً، والعيادة صار شغلها قليلاً والحمد لله فالصحة ما تزال موجودة، الحقيقة أنا أعتذر عن الواجبات الاجتماعية قدر المستطاع، لأنها تأخذ وقتاً طويلاً، لكن ما عدا ذلك يستطيع الواحد أن يقرأ ويكتب في أي مكان. |
|
- الاستنساخ وما أدراك ما الاستنساخ... ثلاثة أسئلة تقريباً من الأستاذ مجد مكي والأستاذ يعقوب إسحاق والأستاذ خالد محسن... هل تنسب النسخة البشرية للشخص الذي أخذت منه أم إلى والد الشخص الذي جاءت منه الخلية أم إلى أمه؟ (يعقوب إسحاق). |
نسمع في هذه الأيام الكثير عن الاستنساخ فكيف تتم عملية الاستنساخ وما حكم الشرع فيها وهل بالإمكان أن تطبق على الإنسان في وقت قريب؟ (خالد محسن). |
نرجو منكم بيان حقيقة الاستنساخ من الناحية العلمية والموقف الشرعي منه، ولكم منا الشكر وأطيب التحيات (مجد مكي): |
موضوع الاستنساخ صدرت حوله نسخ كثيرة، في السابق كانوا يكتبون الكتاب ويأخذ وقتاً طويلاً وكل نسخة تختلف عن الأخرى ولا تكون متطابقـة، الآن المطبعة جاءت من فترة طويلة منذ جوتنبرج وأصبحت تستطيع أن تصدر نسخاً عديدة من نفس الكتاب، هذا هو معنى الاستنساخ، الاستنساخ طبعاً في عالم النبات وفي عالم الأحياء على مستوى البكتيريا وغيرها موجود عن طريق إنقسام خليتين لا تزاوجي، الانقسام يمكن يكون تزاوجي ويمكن يكون لا تزاوجي، الإنقسام اللاتزاوجي يعني عدم وجود ذكر وأنثى في المخلوقات الدنيا مثل البكتيريا والفيروسات طبعاً أقل منها تكويناً ليس بها حتى خلية، ولكن في أحاديات الخلية يحصل فيها استنساخ، يعني الخلية تنقسم قسمين، البكتيريا تنقسم قسمين، والخلية الأخرى تنقسم وهكذا، والله سبحانه وتعالى لو لم يجعل لها الموت لغطت الكرة الأرضية في فترة وجيزة جداً، يعني يمكن الخلية تنقسم إلى إثنين وأربعة وهكذا متوالية، لكن يجعل لها أسباباً مثل عدم وجـود غـذاء أو بكتيريا تقتل بكتيريا، أو مضادات أخرى تقتلها، وأخرى تعيش عليها في توازن... في الكائن الحي الخلايا أصلها تستنسخ، هناك خلايا تموت وتنشأ بعدها مئات الملايين من الخلايا الأخرى، خلايا الدم وكل خلايا الجسم ما عدا الجهاز العصبي، وتحل محلها خلايا أخرى مشابهة لها تماماً، يعني الفكرة العامة عن الاستنساخ موجودة من ناحية بيلوجية من دون تزاوج، خلية تنقسم وتصير الخلية خليتين متشابهة تماماً، تؤدي نفس الوظيفة، أو تموت خلية وتأتي بدلها خلية أخرى بنفس الوظيفة ونفس الشكل. |
بالنسبة للاستنساخ الذي بدأ في الحيوان أو الإنسان، بدأ مع جينة الضفادع في بداية الستينات حيث استطاع العلماء جعل الضفادع تتكاثر بدون تزاوج، كما أن الاستنساخ موجود في عالم الحشرات حيث يمكن للبويضة بذاتها وبدون وجود ذكر أن تنقسم وتكون حشرة، وطبعاً حصل قبل ذلك في قصة السيدة مريم التي وضعت سيدنا عيسى بدون ذكر، لكن هذه كانت معجزة من الله سبحانه وتعالى، أما في عالم البشر أو عالم الثدييات فلم يحدث ذلك، يحدث نوعان من التوائم، توائم متماثلة تمامـاً مـن ناحية التركيب فمثلاً بويضة واحدة تتلقح بحيوان منوي واحد ثم انفصلت وبدل ما تكون جنين واحد صارت إثنين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، لكن في الغالب تكون جنينين فقط، ثم يأتي هذان الجنينان متماثلان تماماً، وهذا حدث سنة 1993م مع علماء الولايات المتحدة أخذوا مجموعة من البيوضات الفائضة عن مشروع أطفال الأنابيب والتي لا تصلح للنمو باعتبار أنها معيبة ولقحت واحدة منها بحيوان منوي ثم بدأت تنقسم قسمين حتى وصلت إلى ثمانية مجموعات من اللقائح وهو لا يسمى جنيناً، لأن الجنين هو ما استجن في الرحم الجنين هو المبتدئ، جن الليل، والجنة والمجن الترس وكلها تدل على الستر، ما يستر، فطالما هذه اللقيحة لم تستتر في الرحم وتستكن فيه مستجنة فيه فهي ليست بجنين، هذه هي المرحلة التي وصلوا إليها، هي مرحلة خطيرة رغم أنها حيوان منوي يلقح بويضة، لكن ستوجد مجموعة من التوائم المتماثلة ثم توضع في رحم مستأجرة ثم تنمو. |
المرحلة الأخيرة أو قاصمة الظهر بدأت في اسكتلندا قبل ستة أو سبعة أشهر أو عشرة أشهر والتي نجحوا فيها في النعجة "دولي" وعملت ضجة كبرى، هي عملت ضجة لأنه أخذ خلية من ثدي هذه النعجة ثم أخذت بويضة من نعجة أخرى البويضة طبعاً فيها نواة، أخرج هذه النواة، بقيت البويضة بدون نواة، وأخذ الخلية التي من الثدي وأدخلها في البويضة، والبويضة فيها مواد حافزة للإنقسام، ولو كانت في غير بويضة لم تكن واضحة الإنقسام، من قدرة الله سبحانه وتعالى أن خلايا الجنين تستطيع أن تتشكل تكون عظم، تكون لحم، تكون عين، تكون كل شيء، حتى العين فيها قرنية وقزحية وخلايا الأعصاب الموجودة في العين والشبكية، كل خلية تختلف عن الأخرى وقبل أن تتخصص هذه الخلايا الموجودة في الجنين تكون لها القدرة علـى التشكـل، الخلية إذا وصلت مرحلة الجنين تشكل الطبقة الخارجية وبذلك لا يمكن أن ترجع إلى الوراء، ثم تتحول إلى جهاز عصبي وإذا تخصصت لا يمكن أن تعود إلى الخلف، خلية الثدي متخصصة، هي فيها كل الأسرار الوراثية التي في الجسم لكنها متخصصة أي أنها لا تعمل عمل خلية العين أو خلية الشعر، أو خلية أي عضو آخر، ولها قدرة محدودة، أما يوم القيامة تشهد عليهم ألسنتهم تشهد عليهم أيديهم تشهد عليهم أرجلهم إلخ ينطقها الله سبحانه وتعالى، فهذه الخلايا الآن صارت متخصصة، كيف استطاع أن يعيدها إلى خلايا غير متخصصة؟ هذا هو العمل العلمي الصعب الذي قام به، طبعاً بعد عدة محاولات فاشلة استطاع أن يعيد هذه الخلية بتجميعها وتقليل كمية الغذاء لها إلى أن تصل إلى مرحلة السكون، ثم من مرحلة السكون أعادها إلى البويضة التي فيها جانب حافز يحفزها إلى الانقسام إلى خلايا غير متخصصة فوضعت في الرحم مرة أخرى فنشأت مثل ما تنشأ أي بويضة ملقحة، ثم جاءت طبق الأصل للخلية التي أخذت منها أو النعجة التي أخذت منها تلك الخلية، هذا طبعاً له مخاطر وله فوائد، الفوائد في الطب الآن مثلاً نحتاج إلى زرع الأعصاب، يمكن أخذ خلايا معينة غير موجودة بكثرة وننميها بواسطة الاستنساخ، مثل الخلايا وحيدة المضادات، وحيدة النسيج تستطيع أن تحدد نوعاً واحداً فقط من الخلايا، وليس كل الخلايا وتفيدني في الجهاز المناعي الذي يرفض الكلية المزروعة، والكبد المزروعة أو القلب المزروع، لها فوائد أخرى بالنسبة للأطفال المبتسرين (الخداج) وهو الطفل الناقص (من لم يقرأ الفاتحة فصلاته خداج) يعني صلاته ناقصة، وقد تكون الأم غير موجودة، وقد لا يكون متوافراً لديها لبن يمكن أن ندخل جينات إنسانية لصناعة اللبن، الموجودة في ثدي المرأة وندخلها في ثدي نعجة معينة، أو في بقرة معينة، بحيث أنها تدخل ضمـن التركيـب الجيني، واللبن الناتج يمكن أن يعينني في معالجة هؤلاء الأطفال من أمراض وراثية، سبب المرض كله نقص نوع من البروتين الذي لا أستطيع أن أجده ولا أستطيع أن أصنعه، لكن أستطيع أن آخذ جينات إنسانية وأدخلها في حيوان، بقرة أو غيرها، فتنتج لي البروتين المطلوب، فهذه وسيلة من وسائل الإنتاج وبعد ذلك تستطيع أن تستنسخها، وبدل بقرة واحدة يمكن أن تحصل على مئات أو آلاف من الأبقار التي تستطيع أن تنتج لك هذه المادة، طبعاً الخطورة كل الخطورة الدخول في عالم الإنسان ففي عالم النبات والحيوان يمكن يكون فيها استفادة، وربما أضرار، الله أعلم، الموضوع جديد ولا يمكن أن نحدد ما هي الفوائد لهذه البروتينيات، ما هي الأضرار ما هي كذا؟ هل هناك أثر نتيجة اختلاط الجينات بغيرها الخ... لكن الموضوع الذي يتناول الإنسان نفسه، والاستنساخ على إطلاقه في عالم الحيوان، وفي عالم الطب يمكن التعامل معه، لكن الاستنساخ في عالم الإنسان مرفوض طبعاً في كل الأمم لأنه يدخل في كرامة الإنسان، وفي حياة الإنسان، ويدخل في مشاكل أخلاقية ودينية وروحية، وكل الأمم وكل الأديان ترفض هذا، هذه هي النقطة الواضحة الجلية، الاستنساخ شيء معروف ولا بأس به إذا بقي في عالم الحيوان وعالم النبات وما ينشأ من مجالات للاستفادة منه. |
- الدكتور أحمد بهنساوي يقول: تضاربت الآراء حول نقل الأعضاء فما هو رأيكم؟ |
موضوع زرع الأعضاء ليس موضوعاً جديداً، يعني تجد الإمام النووي في باب النجاسة وكتاب المؤمن أيضاً، في باب النجاسة يتحدث عن عظم إذا انكسر ولم يمكن تجبيره وكان الأطباء المسلمون قد وصلوا إلى براعة لا يمكن أن تتصوروها الآن حيث كانوا يوصلون هذا العظم الذي لا ينجبر بعظم آخر، يوصل العظم، إذا كان الفـراغ بين العظمين التكسر كبير، يوصل بعظم آخر، العظم الآخر من أين يأتي؟ إما أن يأتي من حيوان والحيوان هذا إما أن يكون مزكى أو غير مزكى، أو نجس، في كتابه "عجائب المخلوقات"، وهو كان قاضي القضاة في بغداد كان يعتقد بالنسبة للحيوانات أن عظم الخنزير من خواصه أنه ينجبر بسرعة ربما يكون هذا له باب آخر في مناقشة أسبابه، لكن الفكرة الأساسية أنهم كانوا يستخدموا هذه العظام ضمن عظام الإنسان، فإذا وضع نجساً قال الفقهاء طبعاً النجس تبطل صلاته ولكن إذا كان هناك ضرر في نزعه فلا ينزع وإذا مات وهو فيه فلا ينزع حتى لو كان نجساً، ولو نصح به طبيب عدل مسلم فهؤلاء قد أباحوه، أباحوا نقل الأعضاء، وكما تعلمون فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أعاد يد حبيب بن يسار عندما قطعت، وأعاد عين قتادة بن النعمان عندما خرجت حدقته فأخذها بيده، عين قتادة كان يحمي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء سهم ونزعها بيده، فأخذها الرسول بيده الشريفة فأرجعها فلزقت فكانت أحد عينيه بصراً... فهذا إعادة زرع واضح وشرعي، عملها الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفذها الرسول صلى الله عليه وسلم. |
قبل المجامع الفقهية صدرت أول فتوى للشيخ حسنين مخلوف سنة 1951م بإباحة نقل القرنيات، ثم بعد ذلك جاء الشيخ خريني سنة 1959م ثم تتالت الفتاوى، ومفتي تونس أيضاً سنة 1951م، والمجامع الفقهية أباحت نقل الأعضاء من الميت ومن الحي، من الحي طبعاً بشروط، أول شرط أن يكون المتبرع عاقلاً بالغاً، ولا يكون طفلاً، ثانياً ألا يكون فيها وسيلة ضغط أو إكراه، ولا تباع ولا تشترى، فالإنسان ليس سلعة، لا مقطع ولا أجزاء، حتى العبودية كانت تباع للمنفعة، كما يوجد الآن في الأندية الرياضية، النادي الفلاني اشترى اللاعب فلان، هذا بالضبط كان العبودية في الإسلام منفعة شخص لأداء وظيفة معينة، لكن لا يشتريه كما كان يفعل في أوروبا في زرع الأعضاء. |
الإسلام يبيح زرع الأعضاء بالنسبة للحي بالشروط المعروفة وبعض العلماء توقفوا طبعاً ولكن أغلبية الأعضاء أجازت النقل، أغلبية كبيرة، من الحي إذا كانت العملية موثوقة أو متوقعة الفائدة، مرجوة الفائدة، وليس فيها ضرر على المتبرع، ضرر بالغ طبعاً، الضرر البسيط جداً يمكن تجاوزه، هذا مندرج في الفوائد الكبيرة جداً التي ستحصل، الإنسان المتبرع له كليتان واحدة منهما يمكن التبرع بها بدون أي ضرر على الإطلاق، إلا إذا فقد الثانية بإصابة أو شيء آخر. أما إذا كانت تعمل فلا يحتاج الإنسان بفضل الله إلى الأخرى، بالنسبة للميت كذلك أباح نقل أعضائه بما في ذلك القرنية وغيرها. |
يأتي إشكال واحد فقط وهو موضوع موت الدماغ، الفقهاء لم يعرفوا هذا الموضوع، موضوع جديد، موت الدماغ مشكلة أخرى شرحها قد يطول، الدماغ جعل الله سبحانه وتعالى فيه مراكز مسؤولة عن الأعضاء الأساسية في الجسم، كالقلب والتنفس، بعض العلماء يقولون النَفَسْ والنَفْس، هناك ارتباط وثيق بين النَفَسْ والنفْس، فإذا توقف النَفَسْ دون رجعة فقد خرجت النَفْس... وهذا طبعاً من الأسس الأساسية لتشخيص الوفاة قديماً وحديثاً، وتوقف التنفس توقفاً تاماً يعني الوفاة حتى أن الشخص يضع ريشة أمام أنف المريض، فإذا تحركت فهو حي وإذا لم تتحرك فذلك يعني أنه توفى، مركز التنفس في جذع الدماغ ومركز التحكم في القلب والدورة الدموية أيضاً في جذع الدماغ، المراكز الحيوية الأساسية كلها في الجذع، إذا توقف القلب لمدة أربع دقائق وبالتالي توقفت الدورة الدموية ولم يصل إلى الدماغ شيء من الدم يموت الدماغ بعد أربع دقائق، ولكن القلب يستطيع أن يبقى ولهذا عمليات الإنقاذ السريع تستمر، وفي عمليات القلب المفتوح يوقف القلب لمدة ساعتين أو ست ساعات يوقف القلب تماماً ولكن الدورة الدموية لا تتوقف والتنفس لا يتوقف لأنه في جهاز يقوم بالتنفس، حسب المفهوم القديم هذا الشخص يعتبر قد مات لأن قلبه توقف لكنه في الحقيقة حي ولماذا نقول، إنه حي لأن دماغه ما زال حياً، أما إذا مات دماغه نهائياً فطبعاً هذا الشخص ميت. |
التقدم الطبي الواسع جداً أمكن من وضع جهاز تنفس وجعل القلب يستمر في النبض لفترة قصوى قدرها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لأنه إذا توقف الدماغ لا بد أن يتوقف القلب، هنا القضية، طبعاً الأطباء يريدون قلباً، يريدون كبداً، إذا الشخص توقفت دورته الدموية لا يصلح الكبد، وكذلك لا يصلح القلب، هذه كلها لا تصلح للنقل، فلهذا هم يختارون أن يأخذوا من شخص ميت دماغياً، شخص لا يزال قلبه ينبض، ونقول ميت، إذن أين الروح؟ عملية صعبة، ولهذا كثير من الفقهاء توقفوا، مؤتمر الفقه الإسلامي بعد مناقشات ومداولات شاركت فيها جميع الدول الإسلامية، 44 دولة، وفي الدورة الثالثة سنة 1986 م أعتبر أن الإنسان ميت إذا توقف قلبه ودورته الدموية وتنفسه توقفاً تاماً لا رجعة فيه، أو إذا توقف دماغه توقفاً تاماً نهائياً لا رجعة فيه، وقرر ذلك طبعاً أطباء مختصون إلخ... الشروط التي وضعتها الهيئات الطبية، هنا في المملكة اعتبروا أن الإنسان إذا مات دماغياً يجوز أن تأخذ أعضاءه وأفتي في ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز وهيئة كبار العلماء، ولكن لا يعتبر ميتاً شرعاً وتسري عليه أحكام الموت من وراثة وزوجة وعدة إلخ... إلا بعد توقف القلب وهناك اختلاف بسيط بين الفقهاء رغم أنهم بدأوا يدركون أن موت الدماغ هو موت حقيقي ولكن هل يجوز لك أن تأخذ أعضاءه ولا يزال قلبه ينبض؟ لا يزال بعض الفقهاء يتروون فيها، ولكن أغلبية الفقهاء أباحوا ذلك، هذا عرض كامل وشامل لقضية موت الدماغ. |
- الدكتور محمد محسن يقول: هناك عدد من الأدباء الأطباء فهل مهنة الطب بكل أعبائها ومتاعبها ومهنة الأدب بكل تجاربها وتوتراتها هل هاتان المهنتان إذا جاز التعبير مهنتا تآزر أم تضاد؟ بمعنى أن يساعد الطب والأدب كل منهمـا الآخر أم يعاكسه من واقع تجربتكم العملية. |
طبعاً يعلم الأخ السائل أن عدداً كبيراً من الأدباء المشهورين في العالم مثل شيكوف كان طبيباً د. مصطفى محمود، د. يوسف إدريس، د. إبراهيم ناجي كان شاعراً وطبيباً.. الحقيقة بالنسبة للطب هو اللحظة الوحيدة التي تتيح للشخص أن يرى الإنسان في لحظات الضعف، لحظة الموت، لحظة الحياة، وهناك الكثير من اللحظات المشحونة بالعواطف التي تجعل الإنسان إذا عنده خلفية أدبية تحرك فيه مآسي الإنسان، حياة الإنسان قوة أو ضعفاً، مآسي الإنسان كلها يراها الطبيب على حقيقتها... فإذا كانت لديه الحاسة الأدبية لا شك يتجه إلى الأدب ويبدع فيه. |
|
- الأستاذ محمد أمان أحمد الزول يقول: اليهود والمسلمون والسلام من خلال دراساتكم العميقة ونظرتكم المتأنية هل يجد سعادتكم لهذا الثلاثي من تلاقٍ كما تروج أبواق الدعاية؟ |
الحقيقة أفاض د. عاصم والأستاذ محمد علي دولة في هذه النقطة، ولكن فلسفة اليهود وعودتهم إلى إسرائيل وارتباطهم بإسرائيل، ما يسمى بإسرائيل طبعاً، وهو اسم يعقوب عليه السلام، وأرض إسرائيل، هذا التجمع كان يمكن أن يذهب إلى أي بلد آخر، وهم عبارة عن تجمع، وعدد كبير منهم ليسوا من نسل يعقوب عليه السلام، يهود الخزر هم الذين قامت عليهم دولة إسرائيل، يهود بولندا وغيرهم أمثال بنجوريون والمجموعة الأولى المؤسسة كلهم من يهود بولندا وأوروبا الشرقية، هذه المجموعات كلها ارتباطها بفلسطين وبأرض كنعان التي أعطاها الله لإبراهيم، وأورشليم وارتباطهم بالهيكل ارتباط تاريخي عقدي، ما ينفع أبداً بل نستطيع أن نفهم جزءاً من سياسة الولايات المتحدة أو البروتستانت المتطرفين في هذه الجوانب أنهم يؤمنون حرفياً بأساطير العهد القديم الموجودة حالياً ويعتقدون أن ما جاء في سفر حزقيال من النبوءات بأن بني إسرائيل سيعودون كأسراب الطير، وبعد ذلك ستعود أورشليم النبوءة الثانية، والنبوءة الثالثة سيبنى الهيكل وهم يعتقدون أن المسيح عندما صلب كما يزعمون سيطلع يوم الأحد في عيد الفصح، وصعد إلى السماء بعد أن قال للحواريين إنه سيعود، إنهم يؤمنون بهذا الأمر الثاني أنه لا بد أن تكون عند هذه المجموعات من المسيحيين بلفور وغيره الذين ساعدوا في قيام إسرائيل وتحمسوا لها أكثر من الإسرائيليين أنفسهم هؤلاء حماسهم بدافع الدين على أساس أن المسيح لن يعود إلا بهذه الشروط والمسيح سيعود ويلقي أول موعظة له في معبد جبل الهيكل فلهذا الترابط الوثيق بين المصالح المادية والضغوط اليهودية المعروفة وسيطرتهم على الإعلام. |
كل هذه تتداخل بالإضافة إلى العامل الديني وهو عامل مهم جداً في سياسات الولايات المتحدة وخاصة البروتستانت، وكثير من المدارس البروتستانتية متجهة إلى دعم إسرائيل دينياً عكس المدارس الكاثولوكية أو الأرثوذكسية على النقيض يعتبرون أن إسرائيل الموجودة الآن تختلف عن إسرائيل التوراتية. |
هذا الدعم المتواصل من الولايات المتحدة دعم تمليه مصالح متعددة بما فيها الناحية العقدية التي تشكل رابطاً مهماً جداً ولا يمكن أن تقول إسرائيل أنها تتخلى عن القدس، هناك دولة إسرائيل وفيها عشرة أسباط وعاصمتها نابلس، والجزء الثاني وهو القدس وهي دولتهم، أورشليم، فلا يمكن أن تتخلى إسرائيل طواعية لا عن الضفة الغربية ولا عن القدس، هذا وهم، من يعرف هذا التاريخ ويعرف كل ما كتبه زعماء إسرائيل يعلم يقيناً أنه لا يمكن مطلقاً أن يتخلوا عنها، ولهذا كان الملك حسين موهوماً حقيقة، لم يعرف أن اليهود يريدون أن يزيحوا الفلسطينيين الموجودين الآن في الضفـة الغربية ويعطوهم أرضاً بديلة، ويروح يقبل الأيادي ويقبل الأقدام، طبعاً إيمانه ضعيف جداً، طبعاً المعرفة الحقيقية للوضع السياسي يجعلهم يعرفون أن ياسر عرفات يريد أن يقيم دولة، فلا مانع أن يقيم دولته وعلماً وكذا، ما عندهم مانع، الملك حسين يقبل الأيادي ويقبل الأقدام ويقبل أي شيء، ولكن الواضح أن الحل لا يمكن أن يأتي بالسلم، لأن إسرائيل ستصعد المعارك مع السوريين، فالمرحلة الحالية هي المرحلة لتعلن علواً كبيراً هذه هي مرحلة العلو الكبير لبني إسرائيل ولكن هذا نفسه الذي يوجد التيار الإسلامي القوي. |
|
- المحامي الأستاذ أحمد الشنقيطي يقول: ورد في سورة الكهف قوله تعالى: ونُقَلِبُهُمْ ذاَتَ اليَمينِ وذَاتَ الشِّمَالِ صدق الله العظيم، ونحن نلاحظ الأطباء اليوم يطلبون من المريض عدم مواصلة النوم على جهة واحدة خشية التقرحات ونمو البكتيريا فهل هذا هو نفسه السبب الذي نزلت به الآية الكريمة أم هناك سبب آخر؟ |
الجواب لا أعلم... لكن السبب المعروف لدى الأطباء أن المريض الذي لا يستطيع أن يتقلب على هيئة التمريض أن تقلبه كل ساعة أو ساعتين لأنه سيتقرح إذا بقي وقتاً طويلاً ثمانية ساعات مثلاً فلا بد من استمرار الدورة الدموية وبقاء الجلد على صلاحيته دون أن يتقرح، لا بد من تقليبه، ربما يكون هذا هو السبب وربما هناك أسباب أخرى لا أعرفها. |
- الأستاذ عثمان مليباري يقول الإنسان حائر بين مئات الأدوية التي تعرض في الصيدليات وبين الصيحات الطبية القائلة إن الغذاء لا الدواء، أو أعدل عن الدواء، إلى الغذاء أو أعشابنا دواء، أنت كطبيب كيف تبدد هذه الحيرة؟ |
الحقيقة أنه منذ القدم أن الإنسان لا يعدل من الغذاء إلى الدواء إلا إذا كان ذلك ضرورة إنما إعطاء قرص من الدواء أو مجموعة من الأدوية دون الحاجة لها يعتبر طبعاً مضرة، الغذاء طبعاً للمحافظة على الصحة ويمكن بعض الأغذية تساعد في الجوانب المناعية كالعسل وغيره وهناك أشياء تحدث عنها القرآن الكريم، وتحدثت عنها السنة النبوية ويمكن أن نذكر الحبة السوداء وأشياء كثيرة في هذا الباب هذه كلها يمكن أن تكون دواء ميسراً بسيطاً موجوداً، ولكن هذا لا يلغي الدواء المعقد أو الكيميائي أو غيره، لأن هذه الأدوية تعالج أمراضاً، تكون خطيرة أحياناً كالسل الرئوي مثلاً الذي يقتل ملايين الأشخاص بسبب عدم الالتزام بالدواء، الدواء موجود، ولا بد من أخذ الدواء الموصوف لمرض السل. |
إنسان مصاب بالتهاب رئوي لا بد أن يأخذ دواء الالتهاب الرئوي، الإنسان المصاب بالحمى الشوكية لا بد أن يأخذ دواء الحمى الشوكية، هذه مسألة خطيرة، إنسان مصاب بالتيفود، إنسان مصاب بالقلب، إذا كان الأمر متعلقاً بضغط الدم مثلاً المرتفع قليلاً يمكن استعمال الثوم فهذا يساعد لكن في مراحل لا يكفي فيها هذا والطبيب بالإضافة لما يدرسه في الجامعة وكليات الطب يحتاج أيضاً إلى أن يعرف هذه الأعشاب وهذه المواد البسيطة إذا كانت تغني عن العقاقير إذا كانت الحالة لا تستدعي. |
|
- الأستاذ نايف زين العابدين يسأل: أذكر أني قرأت لكم كتاباً عن الدخان والتدخين، وذكرتم فيه أدلة القائلين بالتحريم فقط ما رأيكم في أدلة الذين يشيرون إلى الكراهة فقط دون التحريم، الأستاذ أبو تراب الظاهري ذكر لنا شيئاً عن هذه الأدلة. |
التدخين مر بمراحل، عندما دخل سنة ألف هجرية حرمه علماء الإسلام، ومـن أسباب التحريم أنه مسكر... وغيرهم قال إنه غير مسكر وغير مخدر وبعضهم قال إن هؤلاء يدخنون وما عندهم مرض، فتحول جزء من الفقهاء من التحريم إلى الكراهة، الآن جاءت المعلومات الطبية، وأحب أن أضيف أن القنبلة الذرية قتلت في هيروشيما وناجازاكي 160 ألف نسمة مباشرة والعدد الإجمالي 260 الفاً، الآن الإحصائيات تقول إن العدد الذي يموت نتيجة التدخين 3 مليون شخص، تجارة التبغ العالمية 225 ألف مليون دولار، تعادل تجارة المخدرات، مكاسب رهيبة طبعاً لشركات ضخمة، التبغ قاتل بدون أي جدال، طبعاً لا يقتل أي واحد يدخن، عندما نقول سم قاتل، إذا تناوله عشرة ليس بالضرورة أن يموت كل العشرة، عندما نقول، إن مادة ما مسكرة، إذا أعطيناها لعشرة فقد يكون بينهم ثلاثة أو أربعة - راسهم ناشفة - فما يسكروا، لكن الآن أثبتت الأبحاث الطبية أن خمسين في المائة سيتوفون بسبب مرض متعلق بالتدخين، والخمسة الباقون سيعانون من أمراض لها علاقة بالتدخين لكن يمكن أن يموت بأسباب مثل حادثة سيارة أو موضوع آخر ليس له علاقة بالتدخين مباشرة، فهذه النسبة نسبة رهيبة جداً، مثال ثان أننا كنا نستورد في عام 1974 ميلادي وهي أول إحصائية موجودة كنا نستورد أربعين مليون وخمسمائة ألف كيلو جرام والكيلو فيه 1250 سيجارة، سنة 1984م العدد صار اثنين وأربعين مليون ثم بدأ انحسار طفيف مع التوعية ونقص إلى 38 مليون وفي سنة 1995م ارتفعت مرة أخرى إلى 45 مليون، فهناك هجوم شديد على العالم الثالث، طبعاً عندنا ضريبة 15% على السجائر زادت الآن إلى خمسين بالمائة، لكن نفس علبة السجائر الموجودة عندك الآن بأربعة ريالات في كندا بواحد وعشرين ريالاً، في السويد والنرويج 24 ريالاً، في بريطانيا 18 ريالاً، وطبعاً القصد من رفع السعر الحد من الاستهلاك، وممنوع بيع السجائر للأطفال، وهناك عقوبة لأي شخص يبيع سجائراً للأطفال أقل من سن 18 سنة. |
التدخين ممنوع في أماكن كثيرة مختلفة وسنغافورة مشهورة بهذا النظام وإذا دخنت في مكان ممنوع فيه التدخين تدفع مباشرة مائة دولار غرامة. |
الحرب ضد التدخين الآن حرب عالمية بما فيها الهيئات الطبية ومنظمة الصحة العالمية شركات التدخين سموها القاتل الأول للبشر، فهي تقتل لتكسب آلاف الملايين، إذاً المسألة واضحة شرعياً، ولذلك طالب الدكتور حسين جزائري في مؤتمر الإسكندرية كان وزيراً للصحة وكان علماء مصر مترددين فذهب إلى مجلس البحوث في الأزهر وأعطاهم المعلومات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، وأي أسئلة تفضلوا اسألوها، وأصدر كتاباً جمع فيه مقالات من كل العلماء بما فيهم شيخ الأزهر السابق جاد الحق رحمة الله عليه، وكان الهدف الحصول على الحكم الشرعي للتدخين، وكان يتوقع نشر الكتاب في الصحافة والتلفزيون، لأنه تدعمه منظمة الصحة العالمية، والمقالات تقول إن التدخين مكروه لا نستطيع أن نقول إنه حرام لأنه ما عندنا معلومات كافية، وأنا الآن لا أستطيع إلا أن أقول إنه حرام، وعلماء الأحناف قالوا نسميها كراهة تحريم، وطبعاً هذا نفس المعنى، كراهة التحريم تعني التحريم، فهذا وضع خطير لأنه يساهم في قتل البشر، إذا أخذ واحد عشرة ريالات وأحرقها ماذا نسميه؟ سفيه... لا تؤتوا السفهاء أموالكم... يحجر عليه شرعاً... إذن نحن في السنة الماضية أحرقنا أكثر من 1700 مليون ريال، كم من المسلمين يموتون بالجوع والعطش في نفس الوقت، المسألة خطيرة جداً والموقف فيها حقيقة واضح والمعلومات واضحة والحكم الشرعي واضح. |
|
- الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول: لنفرض أنه زرع في رحم امرأة مسلمة مني رجل ليس بزوجها هل تعتبر زانية؟ ويقام عليها حد الزنا؟ وكذلك هل يقام الحد أيضاً على الرجل؟ |
طبعاً يعاقب ويُعزر الرجل الذي قام بالعملية إذا كان طبيباً، هناك عقوبات تعزيرية موجودة في الحكم الإسلامي. ولا تعتبر زانية قطعاً. |
|
- الأستاذ غياث عبد الباقي يقول: نشرت إحدى الصحف العربية أن يهود فلسطين المحتلة أعلنوا عن ولادة عجل أحمر ذلك مذكور في العهد القديم، وأن ذلك سيكون بداية بناء هيكل سليمان... ما هي حقيقة هذه الخرافة الإسرائيلية نرجو إلقاء الضوء عليها. |
ليس لدي معلومة عن خرافة العجل هذا، لكن طبعاً في العهد القديم يقال إنهم عبدوا العجل وصنعه لهم هارون، ما قالوا السامري، طبعاً قصة السامري معروفة في القرآن الكريم لكنهم قالوا صنعه لهم هارون عليه السلام. |
|
- أحد كتبكم عنوانه: مداواة الرجل للمرأة والمداواة عند الكافر، أرجو أن تسلطوا الضوء على هذا الجانب سيما وأن الكفاءات الطبية في المجتمعات العربية معظمها من الرجال ومن الندرة أن تجد امرأة طبيبة مشهورة لا سيما في المجتمعات النامية (عجلان الشهري): |
باختصار أباح الفقهاء وعلماء الإسلام، لأن الإسلام دين الرحمة واليسر، أباح الفقهاء أن يداوي الرجل المرأة، والمرأة الرجل إذا كانت هناك حاجة، ليست ضرورة فقط، إذا كانت هناك حاجة، فإذا لم يجد من يداوي المرأة جاز أن يداويها الرجل، والعكس صحيح أيضاً يجوز أن تداوي المرأة الرجل إذا لم يوجد في تلك الحالة أو في ذلك المكان رجل يستطيع أن يداوي، لكن أن نجعل هذه الإباحة قاعدة فذلك لا يجوز، هذا استثناء لأن الدين يسر، وعليه فإن هذه الإباحة هي استثناء للقاعدة التي هي أن يداوي الرجل الرجل وأن تداوي المرأة المرأة، مجتمعاتنا الحقيقة مطلوب منها، خاصـة في العورات المغلظة كالنساء والولادة والقابلات، ويمكن أن تختصر دراسة الطب لمن تريد أن تتخصص في هذا الفرع بدل أن تتخرج الطبيبة بعد ست أو سبع سنوات ثم تدرس مرة أخرى ثلاث أو أربع سنوات هذه مسألة شاقة جداً ولكن يمكن إيجاد كلية مباشرة لدراسة تخصص أمراض نساء وولادة مباشرة تتخرج بعد ست سنوات أخصائية أمراض نساء وولادة. |
- الدكتور محمود الشهابي يقول: قلتم: هناك توالد بدون زوج أي من جهة واحدة فكيف نوفق بين هذا وقول الله سبحانه وتعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين)؟ |
نظام الزوجية موجود في الكون، النظام الأساسي لكن وجود انقسام الخلايا موجود حتى تتكاثر هذه الخلايا من المخلوقات الدنيا، وحتى بالنسبة للإنسان فإن خلايا الجسم والخلايا التي تتمزق، جميع هذه الخلايا تتمدد أما الانقسام لا بد أن يكون انقساماً عادياً، أما انقسام بالتزاوج وهذا طبعاً في المخلوقات الأعلى من وحيدات الخلية، حتى وحيدات الخلية هناك انقسام تزاوجي بينها... أما الزوجية فهي موجودة في نظام الكون كالليل والنهار، الأسود والأبيض، نيترون وبروتون، إلخ... نظام واضح جداً في هذا الكون. |
|