شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الأديب والكاتب المعروف الدكتور عاصم حمدان ))
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمي حبيبنا عالي القدر العظيم الجاه، وعلى آله وصحبه وسلم، كانت معرفتي بالدكتور محمد علي البار عن طريق ما ينشره في الصحف والدوريات خصوصاً فيما يتصل بالطب النبوي الذي كان يميز بحكم خبرته العملية ودراسته للطب الحديث بين أصيله ودخيله، ثم حدث ذات يوم أن زرته بعيادته المعروفة بباب مكة، وتعرفت على شخصيته عن قرب ولمست كما لمس غيري ذلك الخلق الرفيع المهذب الذي تتسم به شخصية الدكتور البار، وهو ما يحتاجه كل مريض من طبيب يعرض عليه أمراً أو يستشيره، وهذه الشمائل الرفيعة التي يتحلى بها الحبيب الدكتور البار من رقة وتواضع وحياء لم تكن غريبة عليه، وهو سليل أسرة علم وفضل، ولقد عرفت أباه رحمه الله الذي كان من أهل العلم والفضل، كما عرفت جملة من علماء عدن وحضرموت خصوصاً مدينة تعز التي يقولون عنها إنها ابنة المدينة المنورة في إشارة لتلك الصلة العلمية والروحية التي تصل بينها وبين الديار المقدسة في هذه البلاد الطيبة، من هؤلاء العلماء الأفاضل السادة أحمد مشهور الحداد، زين السميط، حسن فدعق، سالم بن علوي، عبد القادر السقاف، أحمد بن حسن العطاس، علي بن محمد الحبشي، أحمد بن زين بن حسن بلفقيه، عمر بن محمد بلفقيه، سقاف بن علي الكاف، محمد أحمد الشامي، رحم الله من ذهب منهم لدار البقاء، وأطال في عمر البقية الصالحة منهم.
تعددت اهتمامات الدكتور البار العلمية، وكان من بين أهم تلك الحقول العلمية التي اقتحمها بقوة ومعرفة واستعاب هو دراساته عن أباطيل التوراة والعهد القديم، والتي أصدرها في مجلدين كاملين، وتصل صفحات هذه الدراسة التي يحتاجها العالم الإسلامي وهو يواجه معركة شرسة حاقدة من قبل العدو الصهيوني، تصل إلى حوالي ألف صفحة ويذكر الدكتور البار حفظه الله في مقدمة الجزء الثاني من هذه الدراسة القيمة "إن هذا الكتاب يوضِّح عقائد اليهود الملتوية المعوجة، وأنفسهم المريضة المليئة بالحقد على البشرية وغرورهم وعتوهم وتجبرهم وجبنهم وخستهم، كما يوضح سياسة إسرائيل التي عليها قامت، والتي عليها تسير، ولا شك أننا إذا أردنا أن نواجه هؤلاء اليهود مجتمعين اليوم في دولة إسرائيل يجب أن نفهم عقائدهم ووسائلهم وطرقهم الملتوية كما أنه من المؤلم جداً أن نجد هؤلاء اليهود يسيطرون على الغير سيطرة كاملة، وخاصة الولايات المتحدة ويستعملون في ذلك وسائل متعددة ليس أقلها أهمية أساطير التوراة والعهد القديم، في الولايات المتحدة أكثر من أربعين مليون شخص يؤمنون إيماناً كاملاً بمجىء المسيح الرب، يسمونه الرب حسب عقائدهم، وحسبما تبشر به أسفار العهد القديم الباطلة وأنه لن يأتي إلا بعد هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان على أنقاضه، من هؤلاء الرئيسان السابقان كارتير وريجان"- وأضيف إلى معلومات الدكتور محمد علي البار أيضاً مارجريت تاتشر، وماري روبرتلو، يؤمنون نفس الإيمان الذي تؤمن به تلك الشخصيات - وهناك من اليهود من لا يؤمن بالصهيونية كما هو معروف عن الكاتب اليهودي إسرائيل شاحال، يؤمنون إيماناً جازماً بهذه المقولة الأسطورة الباطلة وهي أن الرب سيأتي إلى أورشليم وينزل إلى مسكن قدسه في جبل صهيون، ويدخل في بيت الرب الهيكل، وتتميز به كل الشعوب عبر تمجدها في دار إسرائيل لأن إسرائيل هي شعب الله المختار - تعالى الله عن ذلك وتنزه وتقدس عن مثل هذه المقولات البشرية الضالة.
إن ما أورده الدكتور البار في دراسته القيّمة عن التوراة والعهد القديـم يجيب على كثير من الأسئلة التي تدور في كل ذهن وتتردد على كل لسان من جراء هذا التهافت المقيت من قبل المؤسسات الغربية لكسب ثقة اليهود والحركة الصهيونية العالمية، وفي الختام لا بد من توجيه الشكر لراعي هذه الاثنينية الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه، فلقد أصبحت مجلدات الاثنينية التي ينشرها عبد المقصود ويوزعها على رجال العلم والفكر والأدب أصبحت مرجعاً هاماً عن رجالات العالم الإسلامي والعربي في العصر الحديث واهتماماتهم الثقافية والفكرية والأدبية وما عالجوه من قضايا، وأبرزوه من مسائل فجزاه الله خيراً وحفظ لهذه الأمة علماءها ومفكريها وفضيلة السيد الدكتور محمد علي البار هو واحد من هؤلاء العلماء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.