| دارُ الهدى خفَّ مِنكِ الأهلُ والسَّكنُ |
| واسْتَفرغتْ جَهْدها في ربَعْكِ المِحَنُ |
| عفا المُصلَّى إلى سَلَعٍ إلى أُحِدٍ |
| والحرَّتانِ، ومرأى أرضِها الحَسَنِ |
| أقوى العقيقَ إلى الجما، إلى جَشم |
| إلى قُباء التي يحيا بها الشَّجنِ |
| منازلُ شبَّ فيها الدِّينُ واكْتملَتْ |
| آياتُهُ، فاسْتعارَتْ نُورَها المُدُنُ |
| لأيِّ أرضٍ يشدُّ الرَّحلَ رَاكِبُه |
| يَبغي المَثوبةَ أو يَشْتاقُهُ عَطَنُ؟ |
| أبعدَ رَوْضَتِها الفَيحا، وقُبَّتها الخَضراء |
| يحلُو بِعيني مُسلمٍ وَطَنُ؟ |
| ما غُوطةُ الشَّامِ؟ ما نهر الأُبَّلةَ؟ |
| ما حمراءُ غُرنَاطَةَ ما مِصرُ ما اليَمنُ؟ |
| منازلُ نَفحتْ بالطِّيبْ واكتملت |
| بالنُّورِ يَأوي لها الفُرقانُ والسُّننُ |
| ما كنتُ أعرفُ ما للشّوقِ من أثَرٍ |
| حتّى ترحَّلَ بي عَنْ رَبْعِها البَدَنُ |
| يا راكبًا حملت شوقًا مطيَّتُهُ |
| نضوًا تغوَّله الأحزانُ والشَّجَنُ |
| قد أرْغَمَ الدَّهرُ أنْفي إذا فارقتُها |
| مروَّعًا قد جَفاني النَّومُ والوَسَنُ |
| كأنّني طائرٌ قُصَّتْ قَوَادِمُهُ |
| فَرَاحَ يَحْجِلُ، لا عشٌّ ولا وَكَنُ |
| يا أهلَ طَيبةَ والآلامُ عَاصفةٌ |
| والنّاعياتُ يبكينَ الأُوَلى دُفِنوا |
| عُودوا إلى الله، عَلَّ الله يُسْعِفُكُم |
| من فتنةٍ دُونها الأهوالُ الفِتَنُ |