شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبداللّه عبدالجبّار.. وعفّة النّفس وكبرياؤها
- كان اسم الرّائد والمربّي والمبدع والنّاقد الأستاذ عبدالله عبدالجبّار بالنسبة لأجيالنا الصّاعدة في الثمانينيات وبداية التسعينيات الهجرية، كان اسمه وسلوكياته وأخلاقياته تمثّل نموذجًا حيًّا لما يفترض أن يكون عليه حملة المناهج والرؤى والأفكار التنويرية، ويشاء الله أن تحتضنني رحاب البلدة التي شهدت انبثاقة النور بين الشعب وزمزم والحطيم، وأن يشملني بعطفه رجل الفضل والمروءة والشهامة الشيخ عبدالله بصنوي، فسمعت في مجالس حي (الشامية) عن الرائد (عبدالجبّار) الكثير، وكنت آنذاك أتطلّع للحصول على نسخة من كتابه (التيارات الأدبية) لأرجع إليه في ما أدرسه عن الأدب السعودي، ولكن محاولاتي باءت في كثير من الأحيان بالإحباط، وقمت يومًا بزيارة الأستاذ الشاعر والأديب إبراهيم فودة برفقة صديق عمره الإنسان المهذب حمزة بصنوي، وكانت داره مفتوحة لشداة الأدب والباحثين، فعلم برغبتي فانتزع من بين رفوف مكتبته العامرة بصنوف التأليف في شتى المعارف والعلوم وأهداني نسختين من ذلك السفر النقدي الهام.
- وتشاء الأقدار أن أرحل في نهاية السبعينيات الميلادية إلى بريطانيا دارسًا، وكانت أسماء عدد من المتخصصين في الأدب العربي تتردّد في ردهات الجامعات العريقة مثل لندن، وأكسفورد، ومانشستر، وأدنبرة وغيرها، من أمثال: كاكيبا وديفيد، وينز، ومنتغمري وات، وإدموند بوزروث، وسارجنت، وسميث، وغيرهم؛ وبجانبها أسماء جمعت بين الثقافتين العربية والغربية بمعرفة وإجادة وتمكّن، من أمثال وليد عرفات، ومحمود الغول، ومحمّد الطيباوي، ومصطفى بدوي، وكثير من حملة الدكتوراه في الأدب العربي يدين لهذا الجيل المتسم بالموسوعية التي نفتقدها اليوم، وفاجأني أستاذي البروفيسور (عرفات) الأستاذ بجامعتي (لندن) و(لانكستر) بمعرفته بالرائد (عبدالجبار)، وأنه تعرّف عليه عن طريق الملحق التعليمي السعودي الراحل عبدالعزيز التركي.
وأشار إلى أنّ (عبدالجبار) كان أوّل من أقام مدرسة خاصّة لتعليم أبناء المهاجرين لغتهم وأدبهم وثقافتهم في لندن، واليوم يقوم أحد أبر أبنائه به بإخراج المجموعة الكاملة للرائد (عبدالجبار) وهو معالي الأستاذ (أحمد زكي يماني)، ويشاركه في الوفاء لهذا الرائد الأستاذان محمّد سعيد طيب وعبدالله فراج وبمؤازرة عدد من الباحثين من أمثال الأساتذة حسين بافقيه وفهد الشريف ومحمّد القشعمي؛ فالشكر لهم جميعًا.
 
 
طباعة
 القراءات :375  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.