| قُلْ للذي لامَنِي فيه وعنَّفَنِي |
| دَعْنِي وشأني وعُدْ عَنْ نُصْحِكَ السَّمِجِ |
| يا صَاحِبي وأنا البَرُّ الرَّؤُوفُ وقَدْ |
| بذلتُ نُصْحِي بذاكَ الحيِّ لا تَعُجِ |
| فيه خلعتُ عذاري واطَّرحتُ به |
| قَبُولَ نُسكي والمَقْبُولُ مِنْ حِجَجِي |
| وابْيَضَّ وجهُ غَرامِي في محبَّتِهِ |
| واسْوَدَّ وجهُ مَلامِي فيه بالحُجَجِ |
| تباركَ اللهُ ما أحْلى شَمَائِلَهُ |
| فكَمْ أمَاتَتْ وأحيَتْ فِيه مِنْ مُهَجِ |
| يهوى لذكرِ اسْمِهِ من لَحَّ فِي عَذَلٍ |
| سمعي وإنْ كان عذلي فيه لمْ يَلِجِ |
| تَراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحةٍ |
| في كُلِّ معنىً لطيفٍ رائقٍ بَهِجِ |
| في نغمةِ العودِ والنَّاي الرَّخيمِ إذا |
| تألَّفا بين ألحانٍ مِن الهَزَجِ |
| في مسارحِ غزلانِ الخمائلِ في |
| بَرْدِ الأصائلِ والإصْباحِ في البَلَجِ |
| وفي مساقطِ أنْواءِ الغَمامِ على |
| بساطِ نورٍ من الأزهارِ مُنْتَسِجِ |
| وفي مَسَاحِبِ أذْيالِ النَّسيمِ إذا |
| أهدى إليَّ سُحيرًا أطْيبَ الأرَجِ |
| لم أدْرِ ما غربةُ الأوطانِ وهو معي |
| وخاطري أين كُنّا غيرُ مُنْزَعِجِ |
| لِيَهْنَ رَكْبٌ سَرَوا ليلاً وأنْتَ بِهم |
| بسيرهِم في صباحٍ منكَ مُنْبَلِجِ |
| فليصنعِ الرّكبُ ما شاءَ بأنْفُسهم |
| همْ أهلُ بدرٍ فلا يخشونَ مِن حَرَجِ |
| انظُرْ إلى كبدٍ ذابت عليك جوًى |
| ومُقلةٍ من نجيعِ الدَّمعِ في لُجَجِ |
| وارحمْ تَعَثُرَ آمالي ومُرتجعي |
| إلى خداع تمنّي الوعدِ بالفرجِ |
| واعْطفْ على ذُلِّ أطْماعي بِهلْ وعَسَى |
| وامْنُنْ عليَّ بشرحِ الصَّدْرِ مِن حَرَجِ |
| أهْلاً بِما لم أكُنْ أهْلاً لموقِعِهِ |
| قوْلُ المُبشِّرِ بعدَ اليأسِ بالفَرَجِ |