شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
يطيب لي أن أطلق عليه إنه من جيل القنطرة.. ذلك الجيل الذي وعى وعاصر جيل الكبار والرواد، لم يكن منهم، لكنه انساق إلى عبيرهم، وارتشف من رحيقهم، فنال حظه من الاستماع إليهم، فهم أشياء وغابت عنه أشياء، لكنه في النهاية كان مولوداً من رحم تلك البيئة التي عبقت بالتاريخ، والوسطية، والحب، والتسامح، والجذور الضاربة في الأصالة.
الأستاذ الدكتور عاصم حمدان من "جيل القنطرة" التي ربطت بين الرواد الأفاضل وجيل المعاصرة بما أفرزته من بعثات خارجية، ودراسات عليا في أوربا وأمريكا.. جيل نهل من تجارب الماضي وامتشق حنيناً يذوب في الفطرة السوية التي امتازت بالبساطة والثقة والعفة وجمال النفوس.. أناس كستهم الطيبة، وعلتهم الهيبة، وسكنتهم المروءة والبذل والإخاء والتضامن حتى أصبحوا جسداً واحداً مقسماً في أنحاء طيبة الطيبة.
يسعدني أن أضع بين يدي القارئ الكريم الجزأين الخامس والسادس من المجموعة الكاملة للأستاذ الدكتور عاصم حمدان، فهو أكاديمي مرموق وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تخصص في "الأدب المملوكي" لكنه انصرف بجهده ليؤسس ما يمكن تسميته أسلوبه الخاص في الكتابة عن "المدينتين المقدستين – مكة المكرمة والمدينة المنورة".. فقد حباه الله لغة صافية ماتعة ذات جرس وأناقة مفرطة، وسهولة في التعبير وعمق الأداء.. يخيل للقارئ أنه "قاص" وما هو بذلك، صحيح أن كتاباته تتشح عباءة القصة لكن محتواها شيء من التاريخ، والذكريات، والسيرة الذاتية، وسيرة المكان والزمان.. توثيق دقيق لمجريات الحياة وصور شديدة الوضوح حتى يخيل للمتلقي أنه يشاهد مقطعاً متحركاً بالصوت والصورة وليس كلمات على الورق، إنها كلمات نابضة بالحياة التي ضجت بين ضلوع كاتبنا المتألق فجاءت نفحات من الصدق وأدب النفس وأدب الدرس.. هكذا عهدناه في كتاباته السابقة، ويستمر الإبداع متألقاً في هذين الجزأين من أعماله الكاملة إن شاء الله.
إن السياق الأدبي لم يكن السياحة الوحيدة التي يفوز بها القارئ في هذين الجزأين، فقد عمد المؤلف إلى تعزيز كتابه برصد شخصيات أدبية وعلمية وتاريخية مؤثرة في المشهد الثقافي وتركت أثراً واضحاً في الحراك الثقافي بالمدينة المنورة، وظلت مؤلفاتهم مصادر علم وإشعاع ومراجع قيمة للدارسين والباحثين، فأشار إلى عدد منهم على سبيل المثال: المربيان الأستاذان أحمد بشناق ومحسن باروم، والدكتور أحمد النعمي، والسيد أمين عبدالله مدني، والشيخ محمد صالح المحضار، وغيرهم ممن أسهموا بدور فاعل في الحياة الثقافية بصفة عامة.
كما اشتمل هذان الجزآن على "بحوث نقدية ودراسات أدبية" أحسب أنها إضافة قيمة في هذا الباب، فتناول الإرهاصات الأولى للنهضة الثقافية، فكتب: (أما أول بيان جماعي لأدبائنا فقد مثله بجدارة كتاب "وحي الصحراء" للأستاذين محمد سعيد عبدالمقصود وعبدالله بلخير –رحمهما الله– وضم الكتاب إنتاج اثنين وعشرين أديباً وشاعراً، معظمهم من مدن مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، ولقد صدر الكتاب في نفس عام صدور "خواطر" العواد أي سنة 1355هـ)، ثم رصد عدة توجهات ثقافية منها صدور مجلة "المنهل" و"جريدة المدينة".. ثم تناول المنجز الثقافي للناقد الأستاذ الكبير عبدالله عبدالجبار ودراسة ظواهر وتيارات الحركة الأدبية.. بالإضافة إلى التأثير الأدبي لكتابات الأستاذ السيد عبدالله الجفري، وتحدث عن "الاثنينية" تحت عنوان (البواعث الثقافية والإنسانية وراء مشروع عبدالمقصود خوجه الفكري).. بادئاً بدهلزة عن تشجيع الأدب والرفع من قيمة العلم والعلماء والاهتمام بهم وبذل ما يمكن للاحتفاء بهم، مشيراً الدور الذي قام به معالي الشيخ محمد سرور الصبان لبث روح العطاء مما أدى إلى صدور كتب أدبية مهمة في أوج فترة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراه".. ثم انتقل إلى (ولادة الاثنينية) مبدياً رأيه في مسيرتها بقوله: (لقد أكمل الأستاذ عبدالمقصود خوجه إلى الدور الذي اطلع به الأستاذ محمد سرور الصبان من قبل، فأخرج أعمال رواد الثقافة والأدب في بلادنا في مجلدات أطلق عليها مسمى الأعمال الكاملة الذي تزامن مع اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة قد تحمل الكثير، وخصوصاً لجهة البحث عن الأعمال المفقودة أو المتناثرة لأدبائنا ومفكرينا.).. هذه وجهة نظره التي أحترمها، بيد أني أؤكد أن تأسيس مشروعَي "أمسيات الاثنينية"، و"كتاب الاثنينية" جاء تكملة وعلى نهج الدور الريادي الذي قام به والدي "رحمه الله".. وقد أشرت إليه بالتفصيل في مقدمة الجزء الأول من "سلسلة أمسيات الاثنينية" ويمكن الرجوع إليه بسهولة من موقع "الاثنينية" على شبكة الإنترنت: WWW..ALITHNAINYA.COM
كما يضم هذا الجزء من الأعمال الكاملة للأستاذ الدكتور عاصم حمدان أطروحة رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من بريطانيا – جامعة مانشستر عام 1986م، وهي بعنوان:
The Litrature of Medina In The Twelfth Century A.H. (Eighteenth Century A.D)
وتشتمل على دراسة كتاب "الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطبية الحبيبة", تأليف السيد جعفر بن السيد حسين هاشم المدني (ت: 1342هـ).
متمنياً لكم سياحة ماتعة في هذا الإصدار، آملاً أن يحوز رضاكم، وأن تصلنا تعليقاتكم ومقترحاتكم إسهاماً مشكوراً في ترقية العمل في الطبعات القادمة بإذن الله.
والله الموفق..وهو الهادي الى سواء السبيل.
 
عبدالمقصود محمد سعيد خوجـه
جدة في 30/7/1434هـ - الموافق 9/6/2013م
 
 
 
 
طباعة
 القراءات :779  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج