لله بَـيْـن عِبـــاده أخيــارُ |
بيضُ السّرائر سُجّدٌ أَطهارُ |
يسـقونَ أَرض الاختلافِ مَحبّـةً |
وقلوبـُهـم مِنْ فيْضِها الأنهــارُ |
وتَضمّ شَمْلَ الأبْعـَدين قلوبُهــم |
هي للوفـاءِ مَحجـةٌ وديـــارُ |
فاهنأ (أبـا ياسر) فإنَّكَ مِنهــمُ |
فالشمسُ تُـعرفُ إنْ أَضاء نهــارُ |
أُوتيت من سـِحر البيانِ طَــلاوةً |
وعلى جبينك تُـشْرقُ الأنــوارُ |
جَمُّ التواضعِ مَسـْلكاً وخَليقَــةً |
ورداؤُك الإجـلالُ والإكبــارُ |
قمرٌ أضاءَ سماحـةً وتـلطّـفـاً |
في ضَوئِـهِ يَتَســامر الــزّوارُ |
لا تَنطقُ القولَ الجزافَ تــحوّطا |
من أَن يُصيب الأبريــاءَ ضِـرارُ |
ولبِسْتَ بُرْدَة مـادحٍ لرسولــه |
تا الله من مـدح الهـدى مختـارُ |
ما زلت أذكرُ يوم جاءَك يَشْتكـي |
كَهْل يُنسيـه الـكرى إِعسـارُ |
فوهبتَـهُ نُبـل المـكارمِ خُفْيَـة |
وجعلتَـه بين العـطـاءِ يـحارُ |
وطفقتَ تحنو كي تُزيلَ بـوجْهِهِ |
شكراً تمثّل دَمـعـةً تنــهـارُ |
ولربَّ طفل قد تهَدِهْـدَه الطوى |
فإذا يَـداكَ عِمـامــةٌ وإِزارُ |
ولـرب بيـتٍ قد أناخ بأهلـه |
فـقرٌ توجهـه اليمـينَ يسَـارُ |
تَهمي سحائب فَضْلِ بركِ حـولَه |
مطـراً أوائـلُ قَطْـره أَثمـارُ |
يا سيدي أنت الذي كَلفتْ بـه |
نَفْسي فأثقلَ حِمْلهـا الإيـثارُ |
عصفت بي الأرزاءُ حتى خِـلْتَني |
شبحاً وتوثِـقُ قَيْدَه الأخطـارُ |
آهـاتي الحرى تُمـزّق مهـجتي |
ويمورُ بين جـوانحي إِعصــارُ |
وأتيتَ كالأنسامِ تَجْبُرُ خاطـري |
فشدَتْ تصوّر غِبْطَتي الأشعـارُ |