قلما أن ترى مثل اليماني |
في الدعاة الكرام أهل البيان |
يا محب الرسول حَسْبُكَ فخراً |
أن غدا ذكركم بكل لِسانِ |
أؤهنيك أم أهنئ المعالي |
وأصوغ البيان عقدَ جُمان |
حين تدعو في حكمة وأناةٍ |
مستثيراً كَوَامِنَ الوجدان |
تستجيب النفوس بالرفق واللين |
لا بالهجوم والعدوان |
أنت في الصبر قدوة ومثال |
أنت في الحب صادق الإيمان |
يا أبا ياسر وأنت محب |
هل إلى طيبة لقاءٌ ثاني |
نلت في هذه المحبة شأواً |
وتبوأت فيها أسمى مكان |
إنها طيبة مَراحُ فؤادي |
ومنى خاطري ومهوى جناني |
كم دعوتم إلى محبة طه |
واتباع لسنة العدناني |
سيد الكائنات تاج المعالي |
أشرف المرسلين فخر الزمان |
علموهم حب الرسول تفوزوا |
إن حب النبي من الإيمان |
واغرسوا فيهمُ محبة طه |
يثمر الحب بالقطوف الدواني |
أنت في روضة الحبيب قريبٌ |
تجتني بالثنا شَهِيَّ المجاني |
ينشأ الطفل مثل ما عودوه |
إنما الحب نفحة الرحمن |
حيّ الدعاة وحيّ أرباب العُلى |
لا سيما من كان منهم مشعلا |
حيّ الدعاة العاملين بهمة |
شماء لم تضعف ولم تتزلزلا |
ربّاهم الإسلام في حرية |
لم يستكينوا للطغاة تذلّلا |
ركبوا متون العلم دون تردد |
وحلا لهم صاب الحياة وما حلا |
حيّ اليماني داعياً ومجاهداً |
وعزيمة جبارة وتحملا |
حيّ اليماني ثابتاً ومثابراً |
متفانياً بجهاده متبتّلا |
لله درّك داعياً متواضعاً |
أعطيت للداعين درساً أمثلا |
حمداً لمولانا على نعمائه |
فلقد حبانا بالدعاة تفضلا |
بوركت يا مقصود في تكريمه |
ولأنت أهل للفضائل والعلا |
وأراك تبذل كل جهد مخلص |
وتكرم العلماء تحيي المحفلا |
والمجد أجدر بالدعاة فإنهم |
أربابه جعلوا الطريق مذلّلا |
في حفلة التكريم وهي دلالة |
لمقامك العالي ودمت مكلّلا |
إنَّا لنشكركم على تكريمه |
نجمٌ تألّق نوره فوق العُلا |
وسألت أرباب البيان أولي النُّهى |
والشمس والبدر المنير تعلّلا |
أوليس عزُ الدين في عُلمائه |
المخلصين لربهم؟ قالوا: بلى |
أبا ياسرٍ والفضل فيك سجيّةٌ |
ولقد عَهدتك مُنعماً متفضلا |
بيني وبينك يا أُخيَّ مودةٌ |
شدت أواصرها المحبة أولا |
حب الرسول شعار كل موفق |
فلقد رزقت من المحبة ما حلا |
حب الرسول عقيدة فياضةٌ |
وهو ارتباطٌ بالحبيب مكملا |
بأبي وأمي إنه الحب الذي |
نهل المحب من المعين وما قلى |
أنت المحب ولن يضام محبه |
وكفاك فخراً أن تكون مُؤمَّلا |
ولقد عرفتك في المحبةِ صادقاً |
ولقد لمستُ بك الوفاءَ مُجلّلا |
ولَكَم دعوتَ إلى محبة أحمدٍ |
وغرستَ في أبنائنا حُباً حَلاَ |
وسعيتَ في غرس المحبة مخلصاً |
للنشء كيما يشب مُكمَّلا |
ما زلتَ تسقيه الرعاية حُلوةً |
ولقد وجدنا في حديثك منهلا |
أكبرتُ فيك النُبل والعلم الذي |
تسمو به فخراً على كل المَلا |
هذا اليماني هِمةٌ جبارةٌ |
ولقد تَحَلّى بالفضائل مقبلا |
قد كنت في الإعلام من أَعلامه |
ولكم تبوأ في المكارم منزلا |
ولقد لمسنا الصدق في كلماته |
وأتى البيان مُدعَّماً ومُسلسَلا |
لك في القلوب مكانةٌ مرموقةٌ |
رَفَعتْ مقامك بين أرباب العلا |
هذي حياتُك دعوةٌ عمليةٌ |
ليست تني وعزيمةٌ لن تكسلا |
فلقد عرفتك مخلصاً متفانياً |
ولقد عرفتك صادقاً ومبجلا |
من معشر طابوا وطاب نِجَارهم |
عبده يماني للمعالي قد علا |
إن يفترق نسبٌ يؤلف بيننا
(1)
|
أدب وحب للرسول تغلغلا |
وإمامنا الهادي البشير محمد |
وبهديه السامي بلغنا الأفضلا |
ولقد دعوتَ بحكمة ودراية |
والصبر منك شجاعة لن تأفلا |
قلبي كقلبك وهو يخفقُ ثائراً |
للواقعِ المُر الأليم وكيف لا |
فإذا جراحُ المسلمين تُحِسُّها |
فتسيل من عينيك دمعاً مُسبلا |
وتود لو مسحت يداك دموعهم |
وشفيت في الأعماق داءاً مُعضلا |
إنَّا لنشكركم بملء قلوبنا |
شكر الرياض الغيث حتى يَخْتَلا |