الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( ومسك الختام كلمة لسعادة الدكتور حسن النعمي الأستاذ

بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، قسم اللغة العربية ))

- بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله بدءاً ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، ماذا عساي أقول وأنا ابن لهذا الشيخ الجليل أرجو ألا يكون في كلامي ما يوحي بتحيز لهذا الشيخ الجليل، من هو هذا الشيخ الجليل، يقول الفرزدق في سياق تاريخي عندما تساءل الخليفة الأموي عن زين العابدين بن علي وهو يطوف حول الحرم:

وليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف مــن أنكــرت والعجم

وهذا السؤال ليس إستنكارياً وإنما هو محاولة لكشف بعض الجوانب التي قد تبدو خفية على مسامعكم.

هناك جانبان مهمان من بين الجوانب العديدة التي يحظى بها الشيخ الجليل، هناك جانب تربوي أنعكس في تنشئته لأبنائه وأعضاء أسرته فمنهم الآن الأستاذ الجامعي ومنهم من يحظى بمناصب عليا في الدولة، ومنهم من يحظى بشرف تنوير الأجيال في كثير من قطاعات التعليم، فالجانب التربوي ارتبط في حياته بالجوانب العلمية، قد سعى إلى تكريس فكرة امتداد التواصل العلمي لهذه الأسرة، أما الجانب الآخر فهو الجانب العلمي في حياة الرجل، إن النظر والقراءة في كتاب تاريخ عسير وهو أول مؤلف لهذا الشيخ ينبىء عن شخصيته الفذة في الجمع والتأليف واستنباط الأحكام، إن هذا الكتاب يعد ريادياً في مجاله فلعله من أوائل الكتب في العصر الحديث الـتي اهتمـت بتاريخ المنطقة، وقد بذل الشيخ الجليل جهداً ملموساً في محاولة تصنيف كثير من القضايا التاريخية. وليس مستبعداً ولا غريباً أن يلجأ كثير ممن حاول أن يتناول تاريخ المنطقة فيما بعد معتمداً على ما قاله هذا الشيخ الجليل في هذا الكتاب.

الجانب الآخر لشخصيته العلمية هو شخصيته الموسوعية، فهو يذكرنا بالأقدمين في جمعهم للمادة وتفاعلهم معها، فالشيخ عالم بالتاريخ وبالجغرافيا وبالآثار وبعلوم القرآن وبعلوم اللغة العربية وما إلى ذلك.. وقد شكلت هذه المعارف في مجموعها شخصية هذا العالم الفذ، وانعكست في كتاباته وطروحاته، ولعلكم تعرفون فيما بعد كيف تخرج هذه المعلومات من هذا الشيخ الجليل فهو كما قال زميلي الدكتور شخصية جذابة في الحديث، لأن لديه المخزون الفكري القوي الذي يدعم تجربته.

هناك جانب آخر أهملته السيرة الذاتية وهو الإشادة بكتاب مخطوط للشيخ الجليل وهو على ما أذكر كنوز أهملها التاريخ وهو قد نقب في كثير من آثار المنطقة على الرغم من الصعوبات التي تواجه الباحث هناك، وأطلب في هذا السياق من الأستاذ محمد عبد الله الحميد رئيس النادي الأدبي بأبها إعادة طبع كتاب تاريخ عسير لماله من قيمة فكرية وتاريخية، الناحية الثانية أن طبع هذا الكتاب سيتيح للشيخ الجليل أن يصل إلى أجيال قادمة حرمت من الوصول إلى هذا الكتاب بشكل واسع، فلعل هذه دعوة إلى نادي أبها الأدبي أن يعيد طبع هذا الكتاب في طبعة أنيقة يستحقها الشيخ الجليل.

أشكركم وأشكر سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجة الذي يحرص دائماً على استضافة هذه الأسماء لما لها من تأثير في تاريخنا الأدبي والتاريخي.. شكراً لكم، والسلام عليكم.