بلبل الشعر هاجه اليوم وجده |
فتغنى بأعذب اللحن غرده |
أنعشته أنفاس كرم يمان |
فاكتسى من وريقه فهو بُرده |
وارتضى الحوم حول تلك المعالي |
ارتقاها محمد هو عبده |
فهو خل له يُوفِّيه حقاً |
حين يشدو به ويصبيه مده |
فترنم هزار شعري إذا ما |
جاء للروض من غدوت توده |
عبقري، يحب نغمة شعر |
مُطنف عنده أثير وتَلْدُه |
وحصيف محنك أحوذي |
ليس يكبو له وربك زنده |
فلنقل في مَدِيحه دون مَيْنٍ |
ما نرى منه حينما لاح مجده |
صيته في الدُّنا يطير حميداً |
لو أراد العِدى فلا تسترده |
إن أعماله العظام دليل |
مستنير على الذي هو قصده |
وهو في جامعاتنا ذو دَوِّي |
وهو في رابطاتنا تستمده |
كم أياد له على الناس بيضٍ |
هن يسررنه غداً يستعده |
عند نصب الميزان يوم جزاء |
حيث يسمو به هنالك حمده |
ناسك، فاضل، كريم منوحٌ |
يفعل الخير لا يفوتك رِفده |
يتقي الله في الورى مطمئناً |
للذي راق زرعه ثم حصْده |
كم سعى في مصالح الناس طُرّاً |
يبتغي وجهه فأثمر جهده |
يبذل العون في النوائب رُجوى |
للثواب الذي يلبيه وعده |
هو فرع من عنصر قد تزكى |
رضع الطيبات لله مهده |
أُشرب القلب فيه حب شفيع |
فهو سر له تفيَّض شهده |
وكذا كل من تعلق به |
فاح مسكاً وقد تضوع نده |
تهنئاتي بذلك الحب تَتْرى |
لك يا صاحبي وشاق فِرِنْدُه |
غاظ بعض الأُلى صنيعك هذا |
فَبَدا في انتقاده لك حقده |
إن يَلِغْ في إنائك الوغد يوماً |
فاغسلن بالتراب ذلك ضده |
لا تلمني أيا صديقي على ما |
قلت ذا اليوم كاشفاً ما تشده |
فلأن الكلام عنك وزيراً |
أو مديراً ما فيه ما تستجده |
علم الناس عنك صاحب علم |
ولساناً ومِزْبَرٍ رقَّ حده |
وتواليف في الفضاء وأخرى |
قصص حبكها يراعك نبده |
غير أني أعلمتهم عنك ما لم |
يعلموا والحديث قد جدَّ جده |
نعمة قد أنالك الله فاشكر |
فبشكر النعيم يزداد قَنْدُه |
وتحدث بسيبه فهو فرض |
واسأل العَوْذَ أن يغمك جحده |
أيها الخوجة الكريم أعرني |
سمعك اليوم فاحتفالك نشده |
ما رأيت الدِلاء تسقي عطاشاً |
دون دَلْو من نبع قصرك بِرده |
أنت نجل الكريم تصطاد نُعمى |
منك من تصطفى فهذاك صيده |
هل رأيتم وزيرنا في شباكٍ |
أم رأى خوجةٌ إذا صح قيده |
نعم ما اصطدته فليلك هذا |
زاهر النجم حارس لك سعده |
قلت ذا في دعابة ثم إني |
فارغ البال أن ينمنم كيده |
نضَّر الله وجهك الحر فضلاً |
منه دوماً فلا نرى خُدَ خده |