شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل تكريم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين (1)
"قراءة في كتاب أيامي في النادي"
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله، وعلى آل بيته الطيبين. في ليلة مباركة، من هذا اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، وفي هذا الشهر الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، وفي هذه الصفوة من المحبين، نحتفي برجل محب وعلى خلق، نعتز به، وأنا جئت الليلة، وعلى عجل، لأنني أصبت في طرفة عيني، وليس كعيون المها لشاعر بغداد:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
ولكنها طرفة عين كفانا الله وإياكم شرورها، وجئت محباً، لأنني لقيته طالباً في المدرسة، وتتلمذت على أدبه وقراءته، ولقيته أستاذاً بالجامعة، ثم عندما كنت مديراً للجامعة، فوزيراً للإعلام، ثم عندما عدت إلى قواعدي سالماً. أعتز بهذا اللون من الرجال، الذين لقيتهم في أول مؤتمر للأدباء، لكني جئت الليلة لأقول إن الناس في مرحلة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين يتكئون على عصا، وهذا الرجل يتكئ على قلمه، ويلتهم الأوراق والحروف، كما يلتهم الناس الطعام.. عاش على هذا الأدب، وعشق هذا الأدب، وارتفع في نزاهة بريئة من الخصومات الرديئة، واستطاع أن يأخذ في سرية بيد كثير من الشباب، أصلح أمرهم ووجههم، دون أن يعلم أحد بهم ولا به، لأنه كان مدرسة لمثل هؤلاء. ولقد فرحت بالكتاب، لكنني كرهت أسمه "أيامي في النادي"، وأول فيلم رأيته أنا هو "الصراع في الوادي"، وهذا صراع في النادي، وليس أيامي في النادي، وقد كانت حياة أستاذنا الشيخ عبد الفتاح أبو مدين، صراعاً مستمراً منذ بداية النادي، إلى أن استطاع أن يصل به إلى ذلك المستوى، ثم شاء الله أن تحدث تلك الموجات، حتى إنني فرحت بأنه كرم يوم مغادرتي، على الأقل وفاء لذلك التاريخ الكبير، هذا عندما نستمع في مثل هذه الاثنينية التي نعتز بتواصلنا معها والحمد لله، إلى مثل هذا الإنسان، نفرح بالاطلاع على تجارب مرت لعل الشباب يدرك معنى وأبعاد هؤلاء الرجال، الذين وقفوا لحظات ممنوعين من الكتابة، ولحظات مكتّفين عن الكتابة، ولحظات خلف الزنزانات، وصمدوا حتى واصلوا ووصلوا إلى ما وصلوا إليه، والكل يحترمهم بمن فيهم أولئك الرجال الذين عاتبوهم في يوم من الأيام، حين اكتشفوا أنهم رجال يبحثون عن الحب لهذا الوطن، ويطلبون السمو لهذا الوطن.. آسف الليلة لأنني لم أعد كلمة خصوصاً في حضرة أديب لغوي كهذا، ورحم الله سليمان بن عبد الملك، عندما كان يقول: شيبني صعود المنابر وانتظار اللحن بعد اللحن
فكيف بي وأنا لست بنحوي يقيم لسانه، بل جيولوجي، أقول وأنحت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة
 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج