شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل تكريم الدكتور عبد الله العثمان (1)
مدير جامعة الملك سعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وماذا ترك لي الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه إلا أن أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد صال وجال وغطى الاثنينية وهذا طبع من طباع الأخ عبد المقصود خوجه، يشكر له ويغبط عليه، وأنا أُسعد بهذا اللقاء لأن الرجل الذي نُكرِّمه الليلة نُكرِّم فيه جامعة عريقة من جامعاتنا جامعة الملك "سعود"، وهو قامة علمية وهامة تربوية، استطاع أن يضع بصمات رائعة في مسيرة التعليم، لكني عندما أتحدث اليوم إلى هذا الابن العزيز والأخ الكريم أشعر بتلك الخطوات الجريئة التي أقدم هو وأسرة الجامعة على فعلها في مجال البحث العلمي، كنقل الجامعة من مجرد مكان تُلقى فيه المحاضرات إلى مراكز بحث، ثم قدرته على توفير ذلك الوقف الضخم الذي كنا ننادي به جميعاً وإذا بالدكتور يعلن أن المبلغ لديهم ألف وخمسمئة مليون ريال كوقف. وهذا يعني أنهم في العشرين سنة القادمة سوف لن يحتاجوا إلى أحد، آسف إذا أذعت أسراركم يا دكتور حتى لا تدفعوا زكاة، لكن بأي حال علينا أن نذكر أيها الإخوة أن هذه الجامعة كانت -عندما دخلنا إليها- مدرسة ثانوية خُلِعت منها اللوحة ووضعت لوحة جامعة الملك سعود.. غُرف محدودة دخلنا ونحن في شبه خوف، إذ كنا الدفعة التي حُرمت من الابتعاث وعددنا سبعة طلاب، وقد سمعنا عن أروقة الجامعات في الخارج، وسمعنا عن اللقاءات، فعندما قدمنا وجدنا رجلاً فاضلاً لا يزال حتى اليوم في الرياض هو الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم، هذا الرجل لقينا وكان الوحيد فقلنا له أنا والأخ الدكتور سالم مليباري: السلام عليكم، لنا أولوية القبول في الجامعة، لأننا نحمل وثيقة تفيد بأن لا يتم قبول أحد قبلنا، فأجاب: الله يحييكم ما لنا غيركم، قلنا كيف ذلك يا أستاذ؟ قال: لم يأتنا أحد، قلنا: هذا يعني أنكم ستفتحون بنا نحن كلية العلوم؟ وظللنا هكذا إلى أن بلغنا عشرة طلاب ومن ثم ابتعثنا.
تكلم الدكتور عن القفزات التعليمية: عندما بدأنا الدراسات الأولى قفزنا إلى السنة الثانية وكنا في حاجة إلى ميكروسكوب حتى نتعلم بواسطته، وإذا بالشيخ ناصر يتصل فجأة ويقول: نريد الأستاذ علي الشاعر في القوى الحربية كي يسمح لنا باستعارة ميكروسكوب. أتى الميكروسكوب ومعه جنديان يقفان معه فنقدم لهما تحية، لا أدري ما إذا كانت التحية لهؤلاء العساكر أم للميكروسكوب؟ وظللنا نستعيره، اليوم تعج الجامعة بمثل هذه الأشياء. لقد بنيت الجامعة على جهود رجال ضحوا أمثال: عبد الوهاب عزام -رحمة الله عليه- ولقي من النقد ما لقي، وأمثال الشيخ ناصر منقور -رحمة الله عليهم جميعاً- لكني أعجب كيف تحمل هؤلاء؟ كنا ندخل للدراسة ونحن مجموعة تضم من جملة ما تضم الأخ عبد الرحمن حجازي وإبراهيم ملاوي، وهناك مجموعة أخرى في كلية الآداب. داخل المبنى غرفة للدراسة وغرفتان للنوم، وعندما يأتي من يأتي كمصطفى السقا، وعبدالله الحوفي، الذي يدرّس الواحد منهما ألف طالب في القاهرة، يأتي ليدرس طالباً واحداً تخصص لغة عربية محمد التبر يدخل ويبدأ بمناداة الطلاب فيأتي البعض بفوطة أو ببيجامة ولا يتكلم ولا يقول شيئاً، تفضلوا فإذا بدأ يرفع عبد الرحمن حجازي أصبعه قائلاً أستاذنا لو سمحت لم نفطر بعد، فيقول حسناً ارجعوا وافطروا وتعالوا، من يصدق تلك اللبنات التي صبر عليها هؤلاء الرجال، ثم سُلِّمت لأمثال هذا الإنسان الذي يعتز به لأنه استطاع أن يجمع الناس من حول الجامعة، الكبير والصغير، ولأنه يملك القدرة على الحوار مع الكل، ولأنه احترم أستاذ الجامعة وأتاح له الفرصة لكي يواصل البحث والعلم.. من هنا أنا أهنئك يا دكتور، وإنني والله ممن يعتزون بك وبأدائك وإن كنت قد انتقدت في ذلك اليوم مسيرة التعليم أمام خادم الحرمين وكنت أحاذر، فاعذرني لا زلت عند رأيي اليوم ونأمل فيك أنت كرجل خدم التعليم وتطور التعليم وشارك في التعليم أن تنقذنا من هذه المسيرة.. إننا يا دكتور نسير في الطريق الخطأ، إن الجامعات قد بلغت عشرين جامعة، مفخرة ونعمة من نعم الله علينا، لكن أولادنا يتسكعون في الشوارع، يجب أن تُقدِم الجامعات يا دكتور على بناء معاهد فنية تستوعب كل هؤلاء، كل طبيب يحتاج إلى عشرة مساعدين، أين المعاهد؟ بدلاً من سبعة ملايين أجنبي يتسكعون في البلاد، نحن نحتاج إلى مهندس بجواره سبعة أو ثمانية عاملين، إذاً يا دكتور أُنْقلْ هذه الصورة، والله لو رأيت التسرب في المرحلة الابتدائية لفجعك ذلك، من الرابع الابتدائي يتسربون، من الخامس يتسربون، من الكفاءة السنة الثانية يتسربون، من التعليم الثانوي آلاف تتسرب، إلى أين يذهب هؤلاء؟ هل سألنا أنفسنا؟ إنهم يتسكعون في الشوارع، ويشكلون بؤر فساد، لأننا لم نحتضنهم في معاهد أولية تصنع منهم عناصر منتجة، ليس من الضروري أن يكونوا كلهم دكاترة أو معيدين، إنما يمكننا الاستفادة منهم في مجالات متعددة، وأنت في مقدمة من يمكن أن يقود مثل هذه المسيرة.. نحن في أمس الحاجة إلى خطوات فاعلة، صدقني لقد فرحنا يا دكتور بخطواتك في تحويل الجامعات إلى مراكز علمية، ومراكز بحث، وبعدما كان الأستاذ يقدم مجموعة مقالات كتبها في الصحف لينال بواسطتها ترقية، أصبح اليوم يقدم أبحاثاً يُرجع إليها، فيقال للجامعة ابعثوا لنا بالأبحاث التي نشرها فلان.. إذاً نحن نعتز بمسيرتك.
باسمي وباسم الإخوة في الاثنينية جميعاً أرحب بك مرة أخرى، وأرجو منك المعذرة على الصراحة، والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
طباعة
 القراءات :251  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج