شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل تكريم كتاب الدكتور عبد الله مناع (1)
قراءة في كتاب بعض الأيام بعض الليالي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام البررة، وشكراً لأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه لإيمانه باستضافة رفيق الدرب في هذه الأمسيات الدكتور عبد الله مناع وقد فرحت بأن نحتفي الليلة في مثل هذه الليالي العطرة التي نستقبل فيها المولد النبوي الشريف، ونعيش في جو مولد سيد الأنبياء والمرسلين ونعيش في هذه الذكريات العطرة والحمد لله على هذه المصادفة السعيدة.
أما ضيف الليلة فالحق أنه رجل عجيب في رأيي متمرد على كثير من المسلمات لكني عندما أقرأ ما يكتب أشم فيه رائحة البحر وكأنه يسمعنا صوت الشون بينها وبين اليمن لأن الصراع بينهم دائم، فالذين يعرفون جدة يعرفون حارة البحر، وربما ورث العنف والرغبة في الصراع من هذا الأمر، لأني منذ أن عرفته، لم أعرفه سوى مخاصماً أو معانداً، ولا يقبل إلا أن يسلم بعد طول نقاش ويكره المسلمات الآتية، لكني أشعر أن الدكتور عبد الله مناع أديب، صور لنا كثيراً من جوانب الحارة التي عاش فيها وقد شعرت خلال حياتي معه أنه رجل لا توسط عنده، إذا أحب، أحب حتى الثمالة وحتى تقطع جيدها، وإذا كره غضب إلى درجة:
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
فمن يقترب من الدكتور عبد الله مناع لا بد أن يحس بأن هذا رجل متمرد على كثير من الأمور ويتعامل معه على هذا الأساس.
وقد صدقت أمه رحمها الله يوم قالت: هذا ولد شقي، وأنا أعتقد أنها كانت تقصد أنه عفريت من العفاريت، على أنها في رأيي حمته كثيراً، وهذبت الكثير من عنفه، والدكتور عبد الله مناع عاش في حارة البحر ولم يكن من الحارة لم يحمل شوناً ولم يتحزم ببكشة لأنه لا بطن له ولا ظهر، ولم يلبس عمامة ومع ذلك أخذ من هذه الحارة تلك الطبائع وظل على طبيعته لم يتغير، وأنا عاصرته كاتباً وأشعر بأنه رجل يحب الموسيقى، ويحب الشعر ولكنه لا يكتب شعراً ولم يؤلف في الموسيقى وهذا من لطف الله بنا وبالناس أجمعين، الحق ونحن نكلم الدكتور عبد الله مناع نقول إنك يا دكتور في خلال مرحلتك التي عشناها معك شعرنا بأنك رجل تعبر عن رأيك، ولا تستحي أن تقول الرأي بصراحة، ولا تجامل حتى الأصدقاء في بعض الأحيان ولكننا نكره فيك العنفوان، لدرجة أنه بقلمك تدوس على أقلام الآخرين، ولا تتحسب لذلك في بعض الأشياء، مع أنك من عانى من ذلك، يوم كسر القلم في يدك وسحبت الأوراق وتعطلت لغة الكلام، وأصبحنا في (سكتم بكتم) ومع ذلك عدت إلى هذه المعارك من جديد، فأنا أشعر بأننا أمام شخصية مختلفة عن الشخصيات التي كرمناها في السابق، لأننا عشنا معها وتعايشنا معها والحقيقة أن أنواع التمرد التي عشتها مع الدكتور عبد الله مناع، أننا كنا يوماً نسمع الشيخ الشعراوي في اثنينية في غير هذا القصر العامر في زاوية من بيت الشيخ عبد المقصود خوجه، وجاء الحديث عن الأولياء الصالحين وكان لعبد الله موقف فرد عليه الأخ جبر كان جالساً هنا قال لي الأخ عبد الله مناع لا يؤمن بالأولياء، فقال له الشيخ الشعراوي أحمد الله أنه يؤمن بربنا، على أي حال فيه عنف لكن فيه طيبة، وفي النهاية ندرك أنه عندما يعبر عن رجال الماضي يعبر بأدب جم وبصور أرجعتنا إلى ذلك الماضي وأولئك الرجال الذين لهم حق علينا، أنا أشعر بأنني سعيد بأن أشارك في تكريم الدكتور وفي سماع هذه الأجزاء من الكتاب بعد أن قرأناها وبعد أن خفنا عليه منها، لكن بلطف الله تغير القضاء في البلد، فلعل الله ييسر نسأل الله لك دوام التوفيق ونسعد بك يا دكتور، ونرجو أن يوفق الله الأخ عبد المقصود خوجه لاستمرار العطاء في هذه الاثنينية الحبيبة، ولكم مني ومن أسرة الاثنينية كل تقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة
 القراءات :244  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج