شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل تكريم الدكتورة فاطمة بنت عمر نصيف (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وبعث إلينا خير الأنام سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ونعلن اعتزازنا بهذه الليلة لأنها كما كان يدرسنا العلماء في المسجد الحرام، إذا أراد أن ينتقل من مجال إلى مجال، قال والآن فصل في غيره، وهذا فصل جديد وجدة غير كما يقولون، اليوم نختلف في الاثنينية فقد أراد الله أن يتحقق حلم منذ بداية الاثنينية فيلا صغيرة التي كنا نعقد فيها الاثنينية وفيها أعداد محدودة نهمس لبعضنا البعض متى يمكن أن نحتفي بالطرف الآخر وهي أمور أخذت وقتها، لكنها سنّة الله في هذه الحياة وكل من سار على الدرب وصل، واليوم تأتي هذه القضية في تكريم إنسانة غالية علي شخصياً وبحضور أخوتها الكرام، الأخ عبد الرحمن نصيف والأخ عبد العزيز نصيف والابن محمد نصيف، الدكتور عبد الله وقد تحدث إلي عن اجتماع طارئ طرأ له لكن تكريم فاطمة نصيف، يعني بالنسبة إلي شيئاً آخر، ذلك أنه يأتي في إطار تطوير هذه الاثنينية وهنا الاجتماعات تعقد بصورة دورية، نحاول فيها أن نطور الاثنينية لأنها أدت خلال ربع قرن أدواراً من تكريم وتثقيف إلى غير ذلك، لكننا اليوم في مرحلة جديدة، حتى إننا نحب أن نسمع آراءكم في هذا التطوير لأننا نحب أن ننتقل من الاثنينية ولا نسميها بعد ذلك الاثنينية رغم أنه يوم مبارك يوم ولد فيه الرسول صلى الله عليه و سلم وفيه بدأ الدعوة يوم هاجر فيه يوم أحبه الرسول صلى الله عليه و سلم وصامه وأمر بصيامه لكننا نريد أن تبقى في يوم الاثنين إنما لا نسميها الاثنينية، بل ندعو إلى أن نسميها مركز خوجه الحضاري، لماذا؟ لأننا لم نعد نقدم محاضرات أصبحنا نتولى عملاً حضارياً متكاملاً، من استقطاب قمم ثقافية وتكريمها والشد على أياديها ونشر أبحاثها وتراثها، من العناية بتراث سابق وإعادة إصداره، إلى العناية بألوان من التربية نريد أن نساهم فيها في المرحلة القادمة من مسابقات نطمع في أن نقدمها حول أبحاث جادة عن ثقافة هذه البلاد وعن حضارة هذه البلاد، من أدوار نتمنى أن نلتقي فيها بمراكز الثقافة والحضارة في العالم العربي والعالم الإسلامي، لأن الناس بدأت تتسامى وتتصل بنا في الاثنينية، وبالتالي لم تعد القضية لقاء أسبوعياً عابراً، وإنما مركز سيؤدي دوره في المستقبل ولذلك نستأذنكم بأن نأخذ رأيكم في أننا نتطلع إلى أن نسميه مركز خوجه الحضاري ليشمل كل هذه النشاطات بعضها مع بعض، والله الموفق سبحانه وتعالى.
بالنسبة إلى الدكتورة فاطمة نصيف فأنا أعتز بهذه الإنسانة لأنها من بيت عشت فيه، جدها الأفندي نصيف كرمني، وكان يحنو عليَّ مع أخي عبد الله، ووالدها كان يحترمنا كثيراً ووالدتها كانت تحتضننا لأن أم فاطمة السيدة صديقة محمد شرف الدين من السيدات اللاتي تصدين للدعوة وكانت تهتم بالدعوة في القرى وتعلم السيدات الصلاة وتعلمهن الدعوة كانت داعية ولكن كانت لها عناية خاصة بحفظ القرآن الكريم وتحرص على هذا النوع من النشاط قبل أن تفتح مدارس القرآن التي نراها اليوم، ثم إن هذه السيدة رحمها الله كانت تعنى بتربية أولادها بالدرجة الأولى وخرجت هؤلاء الشباب الذين أعتز بهم والذين هم معنا الليلة، لكن والد الدكتورة فاطمة نصيف، الأستاذ عمر نصيف رحمه الله هو من أول بعثة بعثها الملك عبد العزيز لتدرس في القاهرة، وكان من أوائل الذين تخرجوا وقاموا بالتدريس وكان يدرس التربية مادة التربية في جدة، وكانت له عناية خاصة بالعملية التعليمية وعين بعد أعوام من تخرجه مديراً للتعليم، بيتهم وأسرتهم ذرية بعضها من بعض، والأفندي رحمه الله الشيخ محمد نصيف يستغرب الناس من كلمة أفندي ولكن كانت هذه هي الصفة التي يتميز بها، كان رحمه الله أفندي في ملبسه وفي مظهره وفي مدخله وفي مخرجه، وفي طعامه وفي سفرته وفي مكتبته المتميزة في اتصاله وفي إقباله على الكتب وشراء الكتب، يبذل كل شيء ويتميز بذلك الاختيار الذي يعلق بالأفندي نصيف، حتى إن الملك عبد العزيز رحمه الله أول ما دخل جدة نزل في بيت محمد نصيف تكريماً لهذه الشخصية العلمية المحترمة، وهي نشأت في بيت نصيف وبيت احترام وأنا شخصياً لي دين في رقبة السيدة فاطمة عمر نصيف، لأنها حين كنت أدرس في أمريكا وكانت والدتها تشرف على المدارس كانت هناك فتاة تدرس وهي ابنة الشيخ عبد الله كامل، فعفا الله عنها كتبت للدكتور عبد الله تغريني بخطبتها السيدة مريم عبد الله كامل، وتورطت في هذا الأمر لا شك، لكن كتاباتها أحتفظ بها إلى اليوم وهي تذكر أخلاق هذه الفتاة وسمعة عائلة هذه الفتاة، واستدرجتني عفا الله عنها حتى اضطررت أن أقول قبلت على بركة الله، ثم بعد ذلك كتبت للدكتور عبد الله أنه ترى هذا صاحبك أعزه واحترمه لكن قل إن هذه من أسرة كريمة وترى أي كلام يقولونه أسمعه، وتقول مرحباً السمع والطاعة وهنا المطب ظننت أن المسألة هذه ستستمر وأنا أسمع وأطيع ولا يسمع ولا يطاع. وكان حميدان الشويعر رحمه الله في الرياض يقول: "لما تزوج في أول الأمر يا قوم إذا دخلت البيت قالوا الربع وأنا شاب الأسرة قالوا لبيك لبيك واليوم إذا دخلت قالوا: وش تبي حتى لهجتهم اختلفت"، لكن في أي حال أدعو الله لها التوفيق وجزاها الله خيراً على ما قدمته، لكن الدكتورة فاطمة ما يسعدني أنها ساهمت معي في موضوع جامعة الملك عبد العزيز، عندما أكرمني الله بأن تتولى إدارة الجامعة، ووافق الملك الفيصل من جامعة أهلية إلى جامعة حكومية تتويجاً لجهود الرجال الذين بنوا هذه الجامعة وهي جامعة أهلية، الدكتورة فاطمة شدت من أزرنا في كلية البنات، لأن التحدي كان عظيماً، وكان لا بد من قفل هذه الكلية، وأصدرت عدة أوامر بقفلها ومع ذلك أراد الله أن نصمد وأن نستمر وكان معها مجموعة من السيدات منهن السيدة قباني، ومجموعة نكن لهن كل احترام، وأصرت الرئاسة عفا الله عنهم في ذلك الوقت إلا أن تقفل الكلية، لكن أمثال فاطمة نصيف ومواقفهن، وعندما دخل الناس وشاهدوا الجو الدراسي الرائع شهدوا لنا بأن هذه الكلية رائدة في تعليم البنات فسمحوا لنا بالاستمرار بفضل مثلها من السيدات الرائدات اللائي قمن بهذا العمل الصالح، بالنسبة إلى الدكتورة فاطمة نصيف فرحت أن نكرمها الليلة لدورها كما ذكرت في الجامعة خصوصاً في قسم الدراسات الإسلامية والدراسات العليا وكانت تعنى بتربية الطالبات وتركز على قضية الأخلاق والتربية قبل التعليم العالي وكانت تنصح للأستاذات أكثر ما تنصح للطالبات، فنحن في جو تربوي، لكني أقول الحقيقة إن من الأشياء التي أسعدتني هي رسالة الماجستير يوم ظهرت وحديثها للأمر بالمعروف وخصصت رسالة الماجستير للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في إصلاح المجتمع ووضحت أننا لو تعاونا كلنا في الأمر بالمعروف، لنهضنا بهذه القضية، ثم أكملت في الدكتوراه بعمل حقوق المرأة وواجباتها وأنا أعتقد أن عنايتها بحقوق المرأة والكتاب والسنّة كانت من الأشياء التي دعت بعض الدول إلى ترجمة هذا الكتاب، بعد أن طبعت هذه الرسالة، فأنا شخصياً أشعر باعتزاز كبير أن نكرم هذه السيدة اليوم ونقول إنها بداية كما ذكر أخي محمد سعيد لتكريم مجموعة أخرى من الرائدات ومن الفضليات والدكتورة سهيلة سيدة فاضلة أخرى نفرح بتكريمها وإن شاء الله نكون حضوراً لأن ذلك سيصادف سفري لمحاضرة في جامعة الأزهر ولكن سأحاول ما استطعت أن أجمع بين الأمرين، وأرجو أن نستمر في هذا التكريم وسيأتي يوم يكرم فيه هذا المركز -مركز خوجه الحضاري- يكرم فيه أطفالاً من المملكة العربية السعودية هناك إبداعات تستحق منا أن نقف ونؤتي الاحترام، اليوم الغرب بدأ يقدم لبناتنا وأولادنا جوائز ونحن في صمت لا نعرف ما الذي يجري، واجبنا أن نكرم هؤلاء وقفنا يوماً قبل حوالى ثلاثة أشهر نكرم شباباً في الابتدائية وجاء أربعة شباب من جيزان وبيشة وفوجئت بأن أحدهم يقدم جهازاً لأن جيزان تتعرض لهزات أمطار وكادت تغمرها ولا تهبط على جيزان ولا على بيشة بل تهبط على الجبال، فصنع هذا الشاب وعمره 11 سنة جهازاً يوضع فوق الجبل إذا نزلت الأمطار يعطي إنذاراً للمدن ليتنبهوا بأن هناك سيلاً قادماً، فسألته يا بني أنت بذلت جهداً كبيراً، لكن الجهاز سيوضع فوق الجبال وكيف سنعمل كهرباء، قال لي يا سيدي الدكتور لقد عملت الجهاز بالطاقة الشمسية، ألا يستحق مثل هؤلاء أن نكرمهم، ولذلك أقول للدكتورة مرحباً بك ونحن سعداء ونعتز بهذا اللقاء والله سبحانه وتعالى يجمعنا دائماً على خير إنه على كل شيء قدير وشكراً خاصاً لأخي الأستاذ عبد الرحمن وأخي عبد العزيز والابن محمد على حضورهم ومشاركتهم لنا في تكريمك يا فاطمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة
 القراءات :277  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج