شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل تكريم الأستاذ حمزة إبراهيم فودة (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام البررة، وبعد..
فالحمد لله أن تتواصل مسيرة الاثنينية على هذا النحو، وقد فرحت الليلة بالقارئ الكريم الذي تلا آيات من الذكر الحكيم، فقد كانت تلاوة تبعث السعادة في القلوب، فجزاه الله خير الجزاء، وشكراً لأخي الأستاذ عبد المقصود على هذه النقلة الجديدة للاثنينية بتكريم رجال من رجالات هذا الوطن ممن خدموا وقدموا جهوداً كبيرة في مجال التأريخ والفكر والأدب والعلم أمثال الشيخ حمد الجاسر-رحمه الله وتغمده برحمته-.
والأمسية الليلة.. فرحنا بها لأننا في هذه الأمسية تشرفنا برجل من البلد الحرام.. من مكة المكرمة، من هذه المدينة الطيبة.. من أم القرى، التي غادرها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يلتفت إليها ويناجي ربه عز وجل: اللهم وقد أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك، فهذا الشاعر والأديب الأستاذ حمزة إبراهيم فودة أتانا الليلة بزفة من زملائه الذين تسابقوا ليكونوا معه، وكم فرحت أن أكون في هذا الركب؛ لأننا تربينا جميعاً في مدرسة واحدة، على يد مربٍ في الأدب هو الأستاذ عبد الرزاق بليلة -أطال الله في عمره- فقد كان يرعانا ويهتم ويُعنى بكل ما نقدم.. ويصحح.. ويحنو علينا، وكان الأستاذ الشاعر الكبير طاهر زمخشري -رحمه الله- يشارك في هذه الرعاية، فالأستاذ حمزة إبراهيم فودة عاش في ظل والده، ثم بعد وفاته عاش في ظِلاله، واستطاع أن يتعمق في أدب ذلك الإنسان الذي رحل، ويقدم للناس نماذج من أدب اتسم بالجدية والاتصال بقضايا الشباب من ناحية، وقضايا الغزو الفكري من الناحية الأخرى، وهذه الكتب صدرت قبل حتى أن ندخل في المعارك الحديثة أو ما يُسمى ببعد معركة 11 سبتمبر، فقد كان من الفئة التي تُحس أن هناك غزواً فكرياً قادماً وأن التصدي لهذا الفكر والمسؤولية تقع على الآباء وعلى الأمهات وعلى المدرسين، وكذلك على الأدباء.. وعلى رجال الفكر، وعندما تكاسلنا أُخذنا على حين غفلة وحصل ما حصل، وأخذت القيم تُشوَّه أمام أنظارنا ويُعبث بتأريخنا، ونحن لا حول لنا ولا قوة، حتى أننا بدأنا نحس بإحساس ذكره الأخ حمزة في كتابه عن الغزو الفكري، بدأنا نشعر بأننا قوة معطلة، تعطلت بسبب الخمول، وسبب التيه الجديد الذي دخلنا فيه، ولهذا فأنا ممن يعتزون بفكر هذا الإنسان وأدبه وقد عشنا سنوات أنا وكاتبنا الرومانسي الكبير والصديق العزيز أبو وجدي السيد الأستاذ عبد الله الجفري معه في جنبات مكة المكرمة، نأنس ونتجول بين حصوات البيت الحرام نطوف ساعة ونتذاكر ساعة، ونَعُبُّ من زمزم المباركة ساعات أخرى، فانعكس ذلك ولله الحمد على تربيتنا، وأصبحت علينا مسؤولية أن نقدم لهذه الناشئة اليوم صوراً لهذه القيم، هذا الدين الحنيف، هذه المبادئ التي بكل أسف شُوِّهت وابتعد الناس عنها، وشعر الشباب بضيق كبير لأنهم لا يعرفون حقيقة الأمر والأمور التي تواجههم.
إن هذا العزيز الذي أعتز بالمشاركة في تكريمه الليلة الأستاذ الشاعر والأديب حمزة إبراهيم فودة، يتميز بالعبارة الجميلة البسيطة الصادقة التي تصل إلى قلوب الناس وإلى عقولهم، وهو كريم يبادر بإهداء كتبه لزملائه وأصدقائه ويحرص على التواصل معهم، فشكراً له على قبول الدعوة الليلة، وشكراً لأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه.. الذي رتب لهذه الأمسية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن نواصل هذه المسيرة.. حتى نستطيع أن نحتفي بكل أبناء ورجالات هذه البلاد، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة
 القراءات :236  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.